976114
976114
عمان اليوم

«مركز رصد الزلازل» لـ «عمان»: 1500 إلى 2000 زلزال سنويا يؤثر على السلطنة معظمها غير محسوس وأكثر من 50 محسوسا

08 أبريل 2017
08 أبريل 2017

976113

السلطنة في الطريق الصحيح وجاهزة بشكل كافٍ لأية حالات كوارث -

كتب -محمد الصبحي -

أكد مركز رصد الزلازل بجامعة السلطان قابوس أنه لم يسجل في عام 2016 وحتى الآن أي زلزال محسوس، بينما رصد زلزالين حدثا في ولاية العامرات في 2015، وأن غالبا ما يسجل سنويا زلزال أو اثنان من المحسوس داخل السلطنة في المتوسط.

وأكد الدكتور عيسى وضبان الحسين مدير المركز أن المركز سجل منذ إنشائه في 2001 أكثر من 50 زلزالا محسوسا شعر به الأهالي، معظمها من المناطق الشمالية للسلطنة وخصوصا في محافظة مسندم، ويسجل المركز من 1500 إلى 2000 زلزال سنويا، الكثير منها غير محسوس، منها 300 إقليمية ومحلية.

وقال «سجلت مراصد المركز أعلى قوة على مقياس ريختر شعر به الأهالي داخل السلطنة في 11 من مارس 2002 كانت قوته 3.5 من عشرة الذي وقع قرب مدحاء بمحافظة مسندم، أما أقوى الزلازل التي تأثرت به السلطنة هو الذي وقع في إيران في 16 أبريل 2013 حيث أن جميع محافظات السلطنة الشمالية شعرت به وسجلته أجهزة الرصد بالمركز، والذي يبعد 600 كيلو متر عن مسقط.

وأضاف «أن السلطنة تتأثر بالزلازل الواقعة في مناطق أخرى، مثل زلزال حدث على حدود باكستان في 20 من يناير في 2011، شعر به أهالي صور وجعلان، وقد يكون مركز حدوث الزلزال بعيدا عن السلطنة ولكن مع ذلك تتأثر به».

21 محطة رصد

وأكد الحسين أن المركز يمتلك 21 محطة رصد تدار من قبل طاقم مدرب بالشكل الكافي للعمل على رصد الزلازل، كما أنه يعمل لمدة 24 ساعة في اليوم و7 أيام في الأسبوع على مدار السنة في الإجازات الرسمية وغير ذلك.

وفي حالة حدوث أي عطل في أي محطة رصد يستطيع المركز معرفة الخلل والعمل على إصلاحه.

وتيرة زلزالية منخفضة

وأضاف أن موقع السلطنة المميز في مناطق الوتيرة الزلزالية المنخفضة، ووجود الجبال يقي من الزلازل الضخمة والمدمرة، ولكن لا يعني وجود الجبال عدم وجود الزلازل بالعكس هي مصدر زلزالي مهم، وجذور الجبال المنغمسة في أعماق في الأرض يحدث عليها شد شديد جدا والذي يمنع الانزلاق، وبالتالي يسهم في إنتاج العديد من الزلازل كما أن مناطق وجود الجبال هي مناطق حدوث زلازل أكثر من غيرها من المناطق المنبسطة.

ويضم كادر المركز العلمي مهندس اتصالات وثلاثة جيولوجيين وجيوفيزيائيا بالإضافة إلى مدير المركز ويعاونهم اثنان من الإداريين. ويقوم المركز بالخدمات الوطنية مثل تحديد مواقع الزلازل وقياس قوتها في المناطق المختلفة في السلطنة وإعداد خرائط التوزيع الزلزالي في السلطنة والمناطق المجاورة لها، وإصدار نشرة الزلازل السنوية بالإضافة إلى الكتيبات المبسطة لشرح الزلازل وآثارها وكيفية التعامل معها، ونشر الثقافة والوعي لمعلمي الزلازل من خلال أجهزة الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية بإجراء اللقاءات التلفزيونية والإذاعية ونشر مقالات في الصحف والمجلات المحلية والعالمية، وتقديم الاستشارات في مجال اختيار أنسب المواقع لإقامة المنشآت الحيوية، وتقديم استشارات تقييم الخطورة الزلزالية لمواقع معينة، والمشاركة في التدريس بقسم علوم الأرض بالإضافة إلى تدريب طلبة الجيوفيزياء على الأجهزة والبحوث المتوفرة في المركز، كما يقدم المركز عددا من الأنشطة العلمية والمحلية والعالمية ونأمل بتطوير المركز ليصبح من بين المراكز العالمية المرموقة في مجال الزلازل والبحوث الزلزالية في الخطة الخماسية القادمة.

الأنشطة البشرية

وأشار الحسين إلى أن الزلازل لديها طاقة هائلة وتنتج طاقة هائلة، وأن الأنشطة البشرية يكون تأثيرها عادةً ليس بالكبير ولكنها تحفز على وقوع زلازل أو هزات أرضية في المناطق التي تتواجد فيها هذه الأنشطة البشرية.

وقال: «إن استخراج النفط يغير الضغوط داخل الأرض، ويُحدث خلخلة فيها والذي بدروه يسرع وتيرة حركة الصفائح وبالتالي يتغير التوازن الذي وجدت عليه الأرض وحدوث زلازل خفيفة غير محسوسة في كثير من الأحيان، مثل الذي يحدث في حقل «يبال النفطي» في السلطنة، حيث سجل المركز العديد من الزلازل الخفيفة والتي وصلت إلى 1061 زلزالا خلال ثلاث سنوات فقط، أقواها كان محسوس والذي أحدث بعض التشققات والشروخ في الأنابيب في الحقل».

إزالة المحاجر

وأكد أن إزالة المحاجر الضخمة كالجبال تؤدي إلى تغيير الضغط وبالتالي حدوث بعض الهزات والزلازل التي تكون غالبا خفيفة وغير محسوسة، في المقابل تساهم بناء السدود وحجز كميات هائلة من المياه المتغلغلة في أعماق كبيرة في تغيير الضغط والذي يسهل عملية الانزلاق، وبالتالي حدوث زلازل تصل في كثير من الأحيان إلى الدرجة المتوسطة والتي تكون محسوسة وواضحة بشكل كبير على القاطنين بالقرب من هذه السدود.

وقال مدير مركز رصد الزلازل «إن الأنشطة البشرية في بعض المناطق تحفز إنتاجية وتحفز حدوث زلازل، ونادرا ما تحدث الزلازل لأسباب بشرية، لأن تحدث لأسباب «تكتونية» تتعلق بحركة الصفائح الأرضية، وسوءاً وجدت الأنشطة البشرية أم لا، فإن الزلازل ستحدث لا محالة، ولكن من الممكن أن تسرع الأنشطة إمكانية وقوعها أو تنتج عدد منها بدرجات صغيرة».

مسندم الأكثر عرضة للزلازل

ويوضح الحسين أن موقع السلطنة المميز على أطراف الجنوب الشرقي للصفيحة العربية وقربها من خط الزلازل، بحيث أن الصفيحة العربية تبتعد عن الصفيحة الأم الصفيحة - القارة الأفريقية- وتتحرك نحو الشمال والشمال الشرقي وتصطدم مع إيران، وانفتاح البحر الأحمر معها وخليج عدن يُحدث مجموعة من الزلازل، بالإضافة إلى مركز زلزالي داخل السلطنة متمثل في جبال عُمان، وتؤثر بشكل محسوس في بعض الأحيان على الكثير من المناطق الشمالية للسلطنة خصوصاً في محافظة مسندم، كما أن بُعد المحافظة والوسطى ومحافظة ظفار يحميها إلى حد كبير من الزلازل والتي تتأثر غالبا بزلازل بخليج عدن، وبشكل عام هناك تأثير منخفض إلى حد كبير، مشيرا إلى أن الكثير يعتقد أن قلهات سبب تدميرها حدوث زلزال قوي بها، والتي كانت يومها مدينة حضارية تاريخية.

ويؤكد الدكتور عيسى أن التنبؤ بوقت حدوث الزلزال بالدقة المرجوة لم يتوصل إليه العلم إلى الآن، وذلك لأن الأرض غير متجانس وتراكيبها تختلف من مكان إلى آخر، والذي لا يسمح للمخططين والمصممين والدول الاستعداد لحدوثه، كما أنه لا يمكن التنبؤ بمكان حدوث الزلزال رغم إدراك العلم بالأماكن الأكثر عرضة للزلازل والقوة التي قد يصل إليها الزلزال في تلك الأماكن، وكلما بعدنا في الزمن عن أخر زلزال حدث في منطقة كلما اقتربنا لحدوث زلزال قادم.

دلائل زلزال قادم

وأضاف الحسين هناك بعض الدلائل لحدوث زلزال منها تغير سرعة الأمواج الصوتية التي تتغير قبل حدوث الزلزال، أو حدوث زلازل منذرة قبل حدوث الزلزال في منطقة معينة، أو تغير الناقلية الكهربائية للأرض، أو ارتفاع مستوى المياه الجوفية، أو ارتفاع نسبة غاز الرادان في المياه الجوفية- وهو غاز خام يصدر من الصخور القاعدة- ولكن هذه الدلائل غير متجانسة ولا تحدث باستمرار، ويعتد البعض بالحيوانات والزواحف للتنبؤ بحدوث زلزال ولكن لا يوجد دليل ثابت أنها تتنبأ بالزلازل، والتنبؤ في كثير من الأحيان غير مفيد إذا لم تكتمل عناصر التنبؤ الأربعة المكان والزمان ونسبة حدوث الخطأ، والقوة.

السلطنة جاهزة بأعلى المستويات

وأكد الحسين أن السلطنة جاهزة بشكل كاف في حالة حدوث زلزال بها- لا قدر الله-، كما أن توجه السلطنة في الحفاظ على الثروة العقارية من الكوارث بشكل عام توجه مناسب وجيد وعلى أعلى المستويات، وذلك ما تشهده المباني الحديثة المعدة لملاءمة العديد من الكوارث، وهناك دراسات تشمل جميع محافظات السلطنة توضح مخاطر حدوث الزلازل بها، والنقاط الزلزالية.

وأضاف أن المركز منذ إنشائه سعى إلى توفير الدراسات اللازمة الممولة بمبالغ كبيرة جدا والتي تقود إلى ابنية أو منشآت مقاومة للزلازل، ومعظم المنشآت المهمة والحيوية تتبع مواصفات معينة مقاومة للزلازل، حيث تم تحديد كود المباني الخاص بالبناء يسهم في مقاومتها للزلازل، كما أن المركز قام بدراسات حسابية بالطرق الاحتمالية والقطعية لكل مناطق السلطنة بأكبر قدر زلزالي قد تتعرض له السلطنة. يذكر أن مركز رصد الزلازل في جامعة السلطان قابوس من أقدم المراكز البحثية التي أنشئت في الجامعة، وبدأ العمل بإنشائه في منتصف التسعينات من القرن الماضي، ويعتبر المركز من أهم المراكز البحثية والمتخصص الوحيد في السلطنة برصد وبحوث الزلازل، ويقوم المركز بمراقبة ورصد الزلازل التي تحدث داخل وخارج السلطنة والإبلاغ عنها ونشر معطياتها للجهات المختصة.

وقد مر المركز منذ إنشائه بعدة مراحل تطويرية حيث أصبح يملك 21 محطة رصد موزعة على مناطق مختلفة في جميع أنحاء السلطنة والتي تم إنشاؤها على ثلاث مراحل ومجهزة بأحدث أجهزة الرصد والترقيم والاتصالات وتبث المعلومات الزلزالية على مدار الساعة وبشكل آني إلى مركز رصد الزلازل بجامعة السلطان قابوس.