Untitled-1
Untitled-1
تحقيقات

غاب قارئ عدّاد الكهرباء فحضرت الفواتير الوهمية

04 أبريل 2017
04 أبريل 2017

المشترك يبحث عن استهلاكه الفعلي « 2 - 2 » -

لم تعد الأرقام الصادمة التي تقفز بين حين وآخر في فاتورة الكهرباء هي الهاجس الوحيد الذي يقلق المستهلكين ولا معزوفة الصيف هي آخر القضايا الجدلية مع شركات الكهرباء، فقد أضيف على كاهل المستهلك -من نافذة المشترك جزء من الحل- أعباء جديدة، فجرى تحميله مسؤولية قراءة العداد وإرسالها لمكاتب التحصيل أو عبر وسائل التقنية المتطورة، فما عاد يحضر قارئ العداد إلى المنازل كما كان يفعل وإن حضر شهرًا غاب شهورًا لتحضر مكانه فاتورة وهمية تقديرية وربما تصبح متراكمة ثقيلة ومربكة فتدخل المستهلك في جدال يبدأ ولا ينتهي بين النفي والإثبات لحقيقة تلك الأرقام أو وهميتها وربما تتطور لتسجيل شكوى رسمية والبحث عن رد يطول انتظاره.

تحقيق :‏ عبدالله بن سيف الخايفي -

تحديات تواجه القراءة الآلية وتحديث البيانات يسهل إصدار فاتورة إلكترونية -

مزون: نتجنب إصدار فواتير «صفرية» ودقة القراءة تصل 90% -

973062

(عمان) تابعت في حلقة سابقة إشكاليات فواتير الكهرباء وغياب قراء العدادات وشكاوى المشتركين، وسجلت ملاحظاتهم ثم قامت بنقلها إلى المسؤولين في الشركات المعنية لمعرفة كيف تتابع تلك الشكاوى، وتتعامل معها لتوضيح ما يحدث في عمليات قراءة العدادات وإصدار وتوزيع الفواتير وخططها لتحسين خدمات المشتركين، وتضمنت الحلقة الأولى إلى جانب رصد الملاحظات وآراء المشتركين وتحليلها رأي شركة نماء القابضة التي تضم تحت مظلتها مجموعة الشركات المعنية بقطاع الكهرباء، كما تضمنت الحلقة رد كل من شركتي مسقط لتوزيع الكهرباء وكهرباء مجان، فيما تستكمل (عمان) في حلقة أخرى اليوم نشر ردود شركات الكهرباء الأخرى المعنية وخططها التطويرية في مجال الفوترة وقراءة العدادات.

رد شركة مزون

قالت شركة كهرباء مزون، وهي إحدى شركات مجموعة نماء ردًا على غياب قراء العدادات إنها تقوم بقراءة العدادات وتوصيل الفاتورة إلى المشترك بشكل شهري لكنها أشارت أيضا إلى الأسباب نفسها التي ساقتها شركتا مسقط ومجان من تحديات للوصول إلى بعض العدادات الموجودة بداخل المنزل وإغلاقها بصناديق من قبل المشتركين بحيث يتعسر على قراء العداد الحصول على القراءات الشهرية. لكن مزون أكدت أن إحصائيات دقة قراءة العدادات وصلت إلى حدود 90% بعد أن كانت بمتوسط 80% خلال السنوات الماضية مما ساهم ذلك في رفع مستوى رضا المشتركين.

وقال سالم بن سعيد الكمياني مدير أول دائرة الشؤون التجارية بشركة كهرباء مزون: إن الشركة قامت بالتعاون مع وكيلها لأعمال قراءة عدادات الكهرباء (الشركة الوطنية العمانية للهندسة والاستثمار) بتطوير نظام الكتروني يقوم بإرسال رسالة نصية للمشترك في حالة تعذر الحصول على قراءة العداد وذلك للتنسيق حول تسجيل القراءة الفعلية. وحث الكمياني مشتركي الشركة الذين يواجهون إشكالية في استلام الفواتير بصورة منتظمة تحديث بياناتهم وتوفير أرقام الهاتف النقال وذلك بغرض التواصل المستمر.

تحديث البيانات

وأوضح الكمياني أنه يمكن للمشتركين الحصول على الفاتورة الإلكترونية عبر البريد الإلكتروني والرسائل النصية، وذلك بتحديث بياناتهم لدى سجلات الشركة، حيث سيتمكن المشتركون من الحصول على الفاتورة الشهرية بشكل شهري ومنتظم بدون الحاجة إلى الفاتورة الورقية. وأضاف: كما أن تحديث بيانات المشتركين سيبقيهم مطلعين بصورة مستمرة على المعلومات الجديدة بخصوص الخدمات ومعلومات الانقطاعات المبرمجة وغير المبرمجة وأيضا الحصول على نصائح الاستهلاك الآمن للكهرباء والترشيد في الاستهلاك.

واعتبرت شركة كهرباء مزون قيام المستهلك بتسجيل القراءات بنفسه نافذة فتحتها الشركة بناء على طلب بعض المشتركين وبالرغم من كونه لا يخدم جميع الشرائح إلا أن بعض المشتركين يفضلون توفير هذه الخدمة بسبب وجود العداد داخل المنزل مع عدم وجودهم بهذا العقار إلا في فترات محدودة من العام.

وقال: إن هذه الخطوة جاءت بهدف التغلب على بعض إشكالات قراءة العدادات، حيث إن قراء العدادات هم أيضًا يواجهون بعض الصعوبات حيث لا يستطيع قارئ العداد الدخول إلى المنزل لأخذ القراءة الحقيقية وذلك لكونه مغلقا، وبالتالي تنخفض نسبة القراءة الفعلية.

وأوضح الكمياني إن شركة كهرباء مزون تقوم حاليا باستقبال قراءات العداد من المشتركين أنفسهم من خلال الاتصال بمركز الاتصالات التابع للشركة 80077771، علما أن الشركة تقوم بالتواصل مع جميع المشتركين (في حالة توفر رقم الهاتف النقال) الذين لم تتم قراءة عدادات الكهرباء الخاصة بعقارهم خلال شهر معين وذلك بغرض التنسيق والحصول على القراءة الفعلية.

نتجنب إصدار فواتير «صفرية»

وأوضح مدير أول دائرة الشؤون التجارية بشركة كهرباء مزون أن الشركة تصدر الفاتورة التقديرية فقط في حالة عدم تمكن قارئ العداد من الحصول على القراءة الفعلية لعداد الكهرباء، حيث تتجنب الشركة إصدار فواتير بقراءات صفرية التي قد تتسبب بتراكم المتأخرات لدى المشترك، والذي قد يؤدي بدوره إلى صعوبة في سداد قيمة الفاتورة.

واعتبر الكمياني أن الفاتورة التقديرية إجراء طبيعي لأجل إصدار فاتورة الكهرباء بشكل شهري. كما أن الشركة تقوم بإعادة احتساب الفاتورة حسب الاستهلاك الفعلي فور الحصول على القراءة الفعلية للعداد سواء كانت عن طريق قارئ العداد أو والمشترك نفسه، مؤكدًا أنه لا يوجد تأثير حقيقي على المشترك بسبب إصدار الفاتورة التقديرية، حيث إن الفاتورة التقديرية تعتبر مؤقتة يتم إلغاؤها فور الحصول على القراءة الفعلية.

فواتير الصيف

من جهة أخرى أعلن كهرباء مزون عن آلية جديدة لسداد فواتير الصيف وقال الكمياني: استجابة لطلب بعض المشتركين في إيجاد آلية تساعد في سداد فواتير فترة الصيف حيث يرتفع استهلاك الكهرباء بصورة أكبر، فإن الشركة بصدد تدشين خدمة سداد مبلغ ثابت بصورة شهرية يتم احتسابه بصورة سنوية، حيث يتم احتساب متوسط قيمة الفواتير للفترة القادمة بناء على متوسط الاستهلاك للفترة السابقة مع استمرار قراءة العداد بصورة منتظمة وعمل تسوية سنوية. وتهدف هذه الخدمة إلى ضمان عدم وجود أي إشكالية مع المشتركين بسبب ارتفاع استهلاك الكهرباء خلال فصل الصيف.

تحسينات جديدة

إلى ذلك أكد مدير أول دائرة الشؤون التجارية بشركة كهرباء مزون أن الشركة قامت بعمل بعض التحسينات في أعمال قراءة العدادات تندرج ضمن ثلاثة جوانب: أولها، التحقق من صحة وجودة القراءات المستلمة من العدادات لضمان أن تكون القراءات المستلمة من قراء العدادات هي قراءات فعلية، بحيث يتم مطابقتها مع معدل الاستهلاك الشهري للمشترك والتأكد من أن القراءة فعلية وأن العداد يعمل بشكل صحيح.

وأضاف كما تقوم الشركة حاليًا بالعمل على تدشين النظام الإلكتروني لقراءة العدادات باستخدام الأجهزة المحمولة، حيث إن الجهاز يعمل كدليل لقارئ العداد من حيث توزع العدادات جغرافيا على كل قارئ عداد، والمساعدة في اتباع مسار معين للقارئ لضمان فاعلية القراءات، وسهولة متابعة قراء العدادات وأدائهم ميدانيًا من خلال النظام، وعند تعيين قارئ عداد جديد في المنطقة، فإنه يسهل عليه تنفيذ مهمة قراءة العدادات في أسرع وقت دون الحاجة إلى دليل.

مشروع قارئ العدادات الآلي

كما تحدث عن مشروع قارئ العدادات الآلي الذي أوضح أن نسبة صحة ودقة قراءات العدادات فيه تصل إلى 100% بما يضمن للمشترك فاتورة دقيقة، كما أن فترة قراءة العدادات تكون ثابتة، وفي حال حدوث عطل بالعداد، يتم اكتشافه مباشرة، كما أنه يسمح للمشترك معرفة استهلاكه بشكل دقيق».

من جهة أخرى قال الكمياني: إن كهرباء مزون تعمل حاليًا على تدشين نظام العدادات مسبقة الدفع حيث من المتوقع تدشين هذا النوع من العدادات في الربع الأخير من هذا العام، وسيقدم هذا النوع خيارًا جديدًا للمشترك حيث سيتمكن من متابعة نمط استهلاكه الشهري وبالتالي إدارة الاستهلاك على الوجه الأمثل.

وأكد الكمياني أن العدادات المستخدمة تخضع لنظام فحص ومتابعة دقيق للتأكد من صلاحياتها ومطابقتها للمواصفات والمقاييس الفنية وذلك من قبل مؤسسات عالمية ويتم إعادة فحصها من قبل ورشة العدادات التابعة للشركة قبل تركيبها. حيث إن العدادات المستخدمة مطابقة للمواصفات والمقاييس من قبل هيئة تنظيم الكهرباء (عُمان). كما بإمكان المشتركين غير المتأكدين من كفاءة عدادات استهلاك الطاقة والموجودة في عقاراتهم، تقديم طلب فحص تلك العدادات للتأكد من دقتها.

الرسائل النصية

وأكد الكمياني أن شركة كهرباء مزون تقدم خدمة الرسائل النصية منذ عام 2011م بحيث يمكن للمشتركين الحصول على معلومات الفواتير بشكل شهري عن طريق هذه الخدمة، وذلك بتحديث بياناتهم عبر مركز التواصل، أو موقع الشركة الإلكتروني www.mzec.co.om . وأضاف: كما تقدم الشركة حاليًا بجانب معلومات الفواتير خدمة الرسائل النصية لتحديث المشتركين عن الانقطاعات المبرمجة وغير المبرمجة، وتحديث المشتركين عن حالة الطلبات المقدمة من قبلهم للشركة وإشعارات التذكير بسداد فاتورة الكهرباء لتفادي فصل التيار الكهربائي، كما تقدم أيضاً معلومات توعوية وإرشادية عن الاستهلاك الأمثل والآمن للتيار الكهربائي. وقال: إن نسبة المشتركين الذين قاموا بتوفير أرقام الهاتف النقال بلغت 80% وتأمل الشركة رفع هذه النسبة خلال الفترة القادمة.

ظفار للطاقة ونظام قراءة جديد

شركة ظفار للطاقة كشفت عن عقد جديد لتوصيل الفواتير فقط وفصلها عن قراءة العدادات لضمان وصولها إلى المشترك وقالت انه ستتم مراقبتها عن طريق النظام الآلي.

وأكد سعيد بن سالم الكثيري مدير عام التزويد بشركة ظفار للطاقة إحدى شركات مجموعة نماء حرص الشركة على توفير قراءات فعلية تعكس استهلاك المشترك مسخرة كافة الإمكانيات لذلك من خلال تدشين نظام القراء ة الجديد والذي يحدد جدول قراءة عدادات المشتركين حيث إنه لا يمكن قراءة جميع عدادات المشتركين في خلال يوم أو يومين نهاية كل شهر، حيث إن بعض المشتركين يفضل دفع كافة الاستهلاك وتوفيرًا عليه تقوم الشركة بتسجيل القراءة التي يحضرها المشترك وعمل التعديلات عليها ولا يجبر المشترك بتوفير قراءته بالطبع.

ظفار للطاقة قالت إنها لا توجد لديها مشكلة فعلية كبيرة فيما يتعلق بقراءة العدادات مؤكدة أنها تراقب عن كثب أداء القراء من خلال نظام قراءة العدادات الشهرية.

وقال الكثيري: إن الفواتير التقديرية تصدر للمشتركين الذين يتعذر قراءة عداداتهم لأسباب متعددة أكثرها يعود لوجود العداد داخل منزل أو مبنى المشترك في مكان مغلق يصعب الوصول إليه أو أحيانا لعدم تواجد المشترك في أوقات قراءة العداد لتمكين القراء من الوصول إلى العداد وأخذ القراءة اللازمة.

من جهة أخرى أكد مدير عام التزويد بشركة ظفار للطاقة حرص الشركة على تطبيق أحدث النظم والممارسات العالمية في قطاع الكهرباء ويتمثل ذلك بتطبيق نظام القراءة الآلية لعدد من كبار المشتركين وقالت: إن هناك دراسات لتطبيقها على شريحة أوسع من المشتركين. لكنها أوضحت أن هذه التقنية تواجهها بعض التحديات ومنها على سبيل الذكر عدم توفر شبكة الإنترنت لتوصيل القراءات آليا ومواقع المشتركين خاصة في المناطق الجبلية والنائية.

بطاقات مسبقة الدفع

وأوضح الكثيري أن البطاقات المسبقة الدفع لتكون خيارا متاحا لجميع المشتركين ستطرح خلال العام الحالي 2017 وأن تتم عملية تطبيق أحدث النظم التي توفر للمشترك خيارات متعددة تتماشى مع احتياجاته وأيضا سهولة توفرها في منافذ متعددة وقريبة من المشتركين.

وقال الشركة إن جميع الأنظمة الجديدة مهيئة لإرسال رسائل مبرمجة للمشتركين لإشعارهم بما يطرأ على حساباتهم من تعاملات مختلفة، كما يتم إرسال الرسائل مباشرة ومبرمجة في حالات الانقطاعات وطوارئ الكهرباء، وقامت الشركة مؤخرًا بمشروع تحديث بيانات المشتركين لتوفير أفضل طرق التواصل معهم. كما تعمل الشركة حاليًا لتطبيق نظام الفاتورة الخضراء وإرسال رسائل من خلال البريد الإلكتروني إذا ما توافر لدى المشترك ولديه الرغبة في ذلك.

المستقبل للحلول الالكترونية

وفي ختام حلقتين من تحقيق (عمان) حول غياب قراء العدادات وظاهرة الفاتورة التقديرية فإن ردود شركات الكهرباء المعنية تكشف عن تحديات تواجهها في تسجيل قراءة العدادات كما توضح أنها مستمرة في عملية تقدير الاستهلاك معتبرة أنها أمرا طبيعيا وأكدت أنها لن تؤثر على قيمة المبالغ المحسوبة، ولن تتجاوز الاستهلاك الحقيقي للمشترك لكنها أعلنت عن خطط تطويرية لتحسين خدمات المشتركين وسعيها لضمان توصيل الفواتير إلى المشتركين وتدشين خدمات تساهم في حل إشكاليات القراءة والفوترة وتوجهها إلى تفعيل تقنية القراءة الآلية وإصدار فاتورة الكترونية.

ويبدو أن ترسيخ ثقافة التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتفعيل الخدمات الالكترونية أمر لا مفر منه إلا أن نجاح هذه الجهود والخطط التطويرية رهن بتوفر البيانات وأرقام التواصل مع المشتركين التي تعول عليها الشركات لتسهيل إصدار فاتورة الكترونية شهرية فضلا عن أهمية توفر شبكة الانترنت وانتشارها في جميع المناطق لتوسيع نطاق تقنية القراءة الآلية.

كما تؤكد ردود الشركات المعنية جديتها وطرح خيارات جديدة للحصول على الطاقة الكهربائية من خلال البطاقات المسبقة الدفع تكون متاحة لجميع المشتركين وتقييم تجربة القراءة عن بعد على شرائح معينة من الحسابات تمهيدًا لتطبيقها محليًا على نطاقات أوسع.

ومع إيجاد نظام فوترة يتميز بالدقة والشفافية فإنه كفيل بإنهاء الكثير من الإشكاليات العالقة في مجال الفوترة والجدل المستمر بين المشتركين وشركات الكهرباء المعنية خلال المرحلة المقبلة.