969273
969273
العرب والعالم

القمة العربية تبحث قضايا المنطقة ومكافحة الإرهاب والتعاون المشترك

30 مارس 2017
30 مارس 2017

الرئيس الفلسطيني يحذر إسرائيل من تحويل الصراع من سياسي إلى ديني -

غوتيريس يدعو لتشكيل مستقبل جديد للمنطقة يقوم على الحوار والتعاون -

البحر الميت - (الأردن) - عمان - وكالات -

بناءً على التكليف السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -‏حفظه الله ورعاه- شارك صاحب السمو السيد أسعد بن طارق بن تيمور آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص لجلالة السلطان في القمة العربية العادية الثامنة والعشرين في البحر الميت بالأردن أمس.

وبحثت القمة في دورتها الـ28 عددا من القضايا منها الفلسطينية والسورية والليبية واليمنية ومكافحة الإرهاب وبحث تطورات التعاون الاقتصادي والاجتماعي العربي المشترك.

كما ناقشت تقريرا عن الوضع العربي المشترك من جانب التجارة والاستثمار والاستراتيجية العربية لتلبية التحديات المائية والخطة التنفيذية الإطارية للبرنامج الطارئ للأمن الغذائي العربي للمرحلة الثانية والاتفاقية العربية لتبادل الموارد النباتية والمعرفة التراثية.

وشارك فيها 15 من زعماء الدول على مستوى الرؤساء والملوك ورؤساء الحكومات، بينما تتمثل أخرى بوفود أخرى.

ودعا القادة العرب، خلال كلماتهم في جلسة العمل الأولى، إلى التعامل مع الأزمات التي تواجه الوطن العربي، بفاعلية أكبر.

وطالبوا، بإيجاد حل للقضية الفلسطينية، وفق المبادرة العربية، يقوم على أساس حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وإلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، بما يحفظ وحدة وسلامة أراضي سوريا، ويحقق طموح وتطلعات الشعب السوري.

وشددوا على ضرورة المحافظة على وحدة اليمن وتحقيق أمنه واستقراره، وعلى أهمية حل سياسي ينهي الأزمة هناك، وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ونتائج الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن رقم 2216، وطالبوا بإيجاد حل سياسي ينهي الأزمة في ليبيا.

وأكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أن الأمة العربية تواجه تحديات مصيرية، من أهمها خطر الإرهاب والتطرف، الذي يهدد كيانها، ويسعى لتشويه صورة الدين الإسلامي الحنيف واختطاف الشباب العربـي ومستقبلهم.

وقال العاهل الأردني، إن الإرهاب يهدد العرب والمسلمين أكثر من غيرهم، وأغلب ضحاياه من المسلمين، وبالتالي لا بد من تكامل الجهود بين الدول العربية والعالم لمواجهة هذا الخطر من خلال نهـج شمولي.

وفيما يتعلق بالتعامل مع إسرائيل، قال العاهل الأردني: إن إسرائيل مستمرة في توسيع الاستيطان، وفي العمل على تقويض فرص تحقيق السلام.. مبينا أنه لا سلام ولا استقرار في المنطقة دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، من خلال حل الدولتين.. موضحا أن الأردن سيواصل دوره في التصدي لأي محاولة لتغيير الوضع القائم، وفي الوقوف في وجه محاولات التقسيم الزماني أو المكاني للمسجد الأقصى المبارك.

كما عبر الملك عبدالله الثاني عن أمله في أن تقود المحادثات السورية في جنيف وأستانا إلى انفراج يطلق عملية سياسية في سوريا، تشمل جميع مكونات الشعب السوري، وتحافظ على وحدة الأراضي السورية، وسلامة مواطنيها، وعودة اللاجئين.. مشيرا إلى أن الأردن يستضيف أكثر من مليون وثلاثمائة ألف لاجئ سوري، بالإضافة إلى اللاجئين الفلسطينيين، مما يجعله أكبر مستضيف للاجئين في العالم، ويتحمل كل هذه الأعباء نيابة عن الأمة والعالم أجمع. وفي الشأن العراقي، أكد العاهل الأردني الدعم لجهود الحكومة العراقية في محاربة الإرهاب، تمهيدا لعملية سياسية شاملة بمشاركة كل مكونات وأطياف الشعب العراقي، تضمن حقوق الجميع، وتؤسس لعراق مستقر وموحد.

الدفاع عن القضايا العادلة

وكان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز قد ألقى قبل ذلك كلمة، بوصفه رئيس القمة العربية في دورتها السابقة الـ27، أكد فيها أن القمة الحالية تنعقد في وقت تحتاج فيه الدول العربية إلى تعزيز التفاهم والتعاون بينها، والدفاع عن قضاياها العادلة في المحافل الإقليمية والدولية.. مستعرضا جهود بلاده في تنفيذ ومتابعة القرارات العربية الصادرة عن «قمة نواكشوط».

كما دعا الرئيس الموريتاني السوريين إلى «إنهاء فوري للاقتتال الداخلي وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار والحفاظ على وحدة سوريا وضمان السيادة السورية على كامل أراضيها».

فلسطين.. القضية المركزية

وأكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية، في كلمته أن القضية الفلسطينية ستظل القضية المركزية للأمة، ولا يجب أن تشغل الأحداث الجسيمة التي تمر بها المنطقة عن السعي لإيجاد حل لها على أساس قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية.

كما أكد، ضرورة إيجاد حل سياسي ينهي مأساة الشعب السوري، ويحافظ على وحدة سوريا ومؤسساتها وفقاً لإعلان جنيف 1 وقرار مجلس الأمن رقم 2254.

وفي الشأن اليمني، أكد خادم الحرمين الشريفين أهمية المحافظة على وحدة اليمن وتحقيق أمنه واستقراره، وعلى أهمية الحل سياسي للأزمة هناك، وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ونتائج الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن رقم 2216 داعيا إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية لمختلف المناطق اليمنية.

كما أشار خادم الحرمين الشريفين في ختام كلمته إلى ضرورة الإسراع في إعادة هيكلة جامعة الدول العربية، وإصلاحها وتطويرها.

نهج مختلف

من جانبه، أكد سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير الكويت، أن ما يواجهه العالم العربي من تحديات جسيمة يفرض الالتزام بنهج مختلف عن السابق، داعيا لأن تكون هذه القمة بداية لتحديد مسار جديد يتم من خلاله التركيز على موضوعات محددة تمثل تشخيصا للمعوقات التي تواجهها الأمة العربية، مبينا أن نظرة فاحصة للواقع العربي «تؤكد وبوضوح أن الخلافات التي نعاني منها لن تقودنا إلا لمزيد من الفرقة في موقفنا وضعف في تماسكنا، الأمر الذي يتوجب معه علينا العمل وبكل الجهد لأن نسمو فوق تلك الخلافات وأن لا ندع مجالا لمن يحاول أن يتربص بأمتنا ويبقي على معاناتها ويشل قدراتها على تجاوز هذه الخلافات».

وحول الوضع في اليمن، عبر أمير الكويت عن الألم الشديد لاستمرار معاناة الشعب اليمني نتيجة عدم الانصياع للإرادة العربية والدولية التي وضعت أسس الحل السلمي، مجددا التأكيد على أن تلك الأسس القائمة على المرجعيات الثلاث هي السبيل الوحيد لإنهاء الكارثة التي استنزفت الأرواح ولا تزال وخلفت الدمار الهائل، ولعودة الاستقرار لربوع اليمن.

أولوية مكافحة الارهاب

وأكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أنه ليس من الإنصاف أن «نبذل جهدا لاعتبار تيارات سياسية نختلف معها إرهابية».

وقال أمير قطر، إن «مكافحة الإرهاب أخطر من أن نخضعها للخلافات والمصالح السياسية والشد والجذب بين الأنظمة».

وتحدث أمير قطر بشكل مطول عن القضية الفلسطينية ، قائلا :«تظل القضية الفلسطينية في مقدمة أولوياتنا رغم جمود عملية السلام بسبب المواقف المتعنتة لإسرائيل».

وأضاف :«مطالبون بالعمل للضغط على المجتمع الدولي لرفض إقامة نظام فصل عنصري والتعامل بحزم مع إسرائيل»، مطالبا بضرورة العمل على وقف الانتهاكات المستمرة ضد الشعب الفلسطيني ورفع حصار غزة الجائر الذي يمنع سكانه من ممارسة حياتهم الطبيعية..

توحيد الموقف

من جانبه، أكد العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، في كلمته، أن القمة الحالية تأتي لمناقشة قضايا بالغة الأهمية تستدعي، أكثر من أي وقت مضى، توحيد وتقوية المواقف العربية لمواجهة المخاطر التي تحيط بالمنطقة بكل حسم.

وقال العاهل البحريني: إن على المجتمع الدولي العمل للوصول إلى صيغة توافقية لإيجاد حل سياسي شامل في سوريا، ينهي معاناة الشعب السوري ويحافظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها ويمنع التدخلات الخارجية في شؤونها، ويعيد إليها أمنها واستقرارها.

الحل السياسي الطريق الوحيد

بدوره، قال الرئيس المصري عبدالفتاح السياسي، في كلمته إن القمة تعقد وسط تحديات جسيمة تواجه المنطقة بأسرها، تستهدف وحدة وتماسك الدول العربية وسلامة أراضيها، وتهدد مقدرات شعوبها ومصالحها العليا، وفي مقدمة تلك الأخطار الإرهاب.

وأعرب عن اعتقاده بأن الحل السياسي هو الوحيد القادر على تحقيق الطموحات المشروعة للشعب السوري، واستعادة وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية، والحفاظ على مؤسساتها الوطنية.

كما دعا إلى تشجيع الليبيين على إيجاد صيغة عملية لتنفيذ اتفاق» الصخيرات «والاستمرار في مناقشة النقاط والموضوعات المحدودة العالقة، التي تحتاج إلى التوصل إلى توافق حولها بين الأطراف الليبية.

وجدد التزام مصر بدعم اليمن ومؤسساته الشرعية، وتأمين وضمان حرية الملاحة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، مؤكدا، من جانب آخر، دعم مصر الكامل للعراق في حربه ضد الإرهاب، كما أكد أن بلاده تسعى للتوصل إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، يستند إلى إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

مستجدات بالمنطقة

من ناحيته، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في كلمته إن المنطقة العربية شهدت مستجدات عديدة منذ «قمة نواكشوط» في يوليو الماضي، ومع ذلك ظلت القضية الفلسطينية حاضرة باعتبارها القضية المركزية الأولى للأمة.

وأوضح أن إسرائيل إذا أرادت أن تكون شريكا للسلام في المنطقة، وتعيش بأمن وأمان بجانب جميع جيرانها، فإن عليها أن تتخلى عن فكرة أن الأمن يأتي عن طريق الاستحواذ على المزيد من الأرض، وعليها أن تنهي احتلالها للأراضي الفلسطينية وتتوقف عن حرمان الشعب الفلسطيني من التمتع بحريته واستقلاله على أرضه.. متمنيا أن يواصل القادة العرب دعم الشعب الفلسطيني، ودعم القدس المحتلة وتثبيت أهلها. وحذر الرئيس الفلسطيني إسرائيل من تحويل الصراع من سياسي إلى ديني، لما ينطوي عليه ذلك من مخاطر على المنطقة بأسرها. والتقى الرئيس الفلسطيني مساء أمس الأول مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ويأتي لقاء عباس مع غرينبلات قبيل الزيارة المرتقبة التي سيجريها الرئيس الفلسطيني في أبريل المقبل إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي ترامب. وأكد الرئيس الفلسطيني أن زيارته وزيارة مسؤولين عرب آخرين إلى واشنطن بعد القمة العربية «بالتأكيد سيكون لها أثر إيجابي على القضية الفلسطينية».

ومن جانبه، كتب جيسون غرينبلات الممثل الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لعملية السلام في الشرق الأوسط، في تغريدة على موقع تويتر أن الاجتماع مع عباس كان «إيجابيا للغاية»، مؤكدا انهما تباحثا حول «كيفية تحقيق تقدم ملموس في السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين».

الاستقرار هدف استراتيجي

من جانبه، قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، إن أهمية هذه القمة تنبع من حساسية وخطورة الظروف الراهنة التي تمر بها بعض الدول والتحديات التي تتطلب تواجهها، مما يتطلب التعاون والاتفاق على آليات واضحة لمواجهتها.

ودعا العبادي إلى التوجه نحو تحقيق الاستقرار كهدف استراتيجي، وإنهاء الخلافات والنزاعات الجانبية والاستقطاب الإقليمي، والتفكير في النازحين واللاجئين في مختلف الدول العربية والتركيز على ما يخدم الحاضر ويرسم مستقبلا زاهرا للشعوب العربية، ويفتح أمامها أبواب الأمل.

أوضاع غير مسبوقة

بدوره، قال الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، في كلمته، إن المنطقة العربية لا تزال تعيش أوضاعاً غير مسبوقة من الاضطرابات وعدم الاستقرار بسبب استمرار النزاعات وتنامي التهديدات والمخاطر التي تستنزف مقدراتها وتعيق مسارات التنمية، مؤكدا أنه من غير المعقول ولا المقبول أن تبقى المنطقة العربية رهينة لهذه الأوضاع المتردية وتداعياتها الخطيرة، بل يجب العمل على تحقيق المزيد من الانسجام والتوافق في المواقف والآراء للأخذ بزمام الأمور لمواجهة التحديات والمخاطر بما يمكن من توثيق دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة.

وفي الشأن الليبي، أكد حرص تونس على مساعدة الليبيين لتجاوز خلافاتهم عبر الحوار والتوافق وتقديم المصلحة العليا لبلدهم حفاظاً على وحدة ليبيا وسيادتها.

وفيما يتعلق بسوريا، قال السبسي: إن الأزمة التي تتواصل منذُ ست سنوات أثبتت أن الخيار العسكري لا يحمل حلاً، وأنه لا مناص من الاحتكام إلى الحوار والتوافق لتحقيق التسوية السياسية وصولاً إلى تحقيق وحدة سوريا ومستقبل أبنائها، وبما يحفظ أمن المنطقة واستقرارها.

قمة ثقافية عربية

من جانبه، شدد الرئيس السوداني عمر البشير على ضرورة تعزيز العمل العربي المشترك في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية.. مطالبا بعقد قمة ثقافية عربية لمحاربة الإرهاب وتنمية الاقتصاد وتحقيق التنمية ومكافحة المجاعة في «الصومال». وقال البشير: إن القمة العربية يجب أن توجه رسالة حاسمة لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وقضية القدس وفق حل الدولتين والمصالحة الفلسطينية، مع ضرورة التركيز على استثمار التعاون الدولي إزاء القضية الفلسطينية.

العمل على وقف الحروب

ومن ناحيته، أكد الرئيس اللبناني العماد ميشال عون أن خطورة المرحلة تحتم على الجميع العمل على وقف الحروب بين الأشقاء، بجميع أشكالها، العسكرية والمادية والإعلامية والدبلوماسية، والجلوس إلى طاولة الحوار، لتحديد المصالح الحيوية المشروعة.

وأضاف أن بيانات الاستنكار والإدانة لم تعد كافية، فالجامعة العربية، وهي المؤسسة الجامعة للعرب، عليها أن تستعيد دورها ومهمتها، ودورها الملح اليوم هو في اتخاذ زمام مبادرةٍ فعالة تستطيع أن تؤثر في مجرى الأحداث، وتوقف حمامات الدم، وتطفئ النار المستعرة.

من جانبه، أشار الرئيس الجيبوتي عمر حسن جيلي، في كلمته، إلى أهمية العمل على إيجاد حلول للتحديات التي تفرضها الأوضاع الحالية من خلال تبني أنجع السبل العملية للتصدي لكل التحديات والتهديدات والمخاطر التي تواجه الأمن القومي العربي.

أما رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا فايز السراج، فأكد في كلمته أن الأمة تعيش تطورات سياسية هامة وخطيرة. ودعا الدول العربية إلى الوقوف إلى جانب ليبيا والتحلي بالشجاعة والشفافية للوصول إلى حلول سياسية وفق المبادرة المقدمة من دول الجوار الليبي، مؤكدا حرص ليبيا على مكافحة ومحاربة الإرهاب والتطرف.

توحيد الصف

بدوره، أكد رئيس جمهورية القمر المتحدة عثمان غزالي، في كلمته أن التحديات التي تواجه الأمة العربية تتطلب توحيد الصف ولم الشمل للوصول إلى حلول لهذه التحديات.

ودعا إلى تمكين الشعب الفلسطيني من تحقيق مطالبه المشروعة وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة التي تتمتع بأمن وسلام. وجدد شكره وتقديره للدول العربية الداعمة لجمهورية القمر، مؤكدا أهمية التضامن العربي.

الارهاب يضرب دون استثناء

من جانبه، قال ممثل الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح إن الإرهاب أصبح يضرب جميع مناطق العالم بدون استثناء، وأنه من المهم التنسيق والتعاون مع المجتمع الدولي لمواجهته ووضع استراتيجية دولية تحت إشراف الأمم المتحدة لدحره وتجفيف جميع منابع تمويله. وشدد على ضرورة الحلول السياسية السلمية التوافقية لتمكين الشعوب من صياغة مستقبلها وتقرير مصيرها وتحقيق تطلعاتها المشروعة في الحرية والكرامة والديمقراطية في كنف الأمن والاستقرار، وبما يضمن الحفاظ على سيادة دولها ووحدة أراضيها.

الوضع العربي وتحدياته

واستعرض الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في كلمته، أهم ملامح رؤيته للوضع العربي الراهن وتحدياته. وأشار إلى أن هناك جهات كثيرة تتربص بالعالم العربي، وتتحين الفرص للانقضاض عليه، بعضها يوظف الطائفية والمذهبية على نحو مقيت لتحقيق أغراض سياسية، تناقض المصلحة العربية، وهو نهج مرفوض «نتصدى له وندعو الأطراف التي تمارسه لمراجعة حساباتها»..

المسلمون ضحايا الارهاب

ومن ناحيته، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أن المسلمين هم أول ضحايا الإرهاب، وأن حماية المضطهدين أمر متجذر في الإسلام، كما أن المسلمين هم مثال على التسامح. ودعا غوتيريس العاهل الأردني، الذي تولى رئاسة القمة العربية، لتشكيل مستقبل جديد للمنطقة يقوم على الحوار والتعاون، مؤكدا في هذا المجال أهمية أن يكون العرب متكاتفين ومتعاونين، قائلا إن الأوضاع التي يشهدها العالم العربي فتحت المجال أمام التدخلات الخارجية، مؤكدا استعداد الأمم المتحدة للعمل مع جامعة الدول العربية والعمل معها لتحقيق التنمية. وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة أنه «آن الأوان لوضع حد للصراع في سوريا والتوصل لوقف إطلاق النار في هذا البلد»، مؤكدا في هذا الإطار أهمية دعم محادثات جنيف بين الأطراف السورية وأن تكون هناك نتائج ملموسة لهذه المحادثات، وأن يسمح للشعب السوري بتحديد مصيره بنفسه .

ورحب الأمين العام للأمم المتحدة بالتقدم الذي تحرزه الحكومة العراقية في محاربة الإرهاب، مشيرا إلى استعداد الأمم المتحدة للعمل مع الحكومة العراقية في هذا الإطار، ومؤكدا أهمية أن تخرج ليبيا واليمن من النزاعات المسلحة التي يشهدها هذان البلدان.

وقال: إن الفلسطينيين والإسرائيليين بحاجة ماسة اليوم إلى حل النزاع بينهما وفق حل الدولتين الذي سيضمن السلم والأمن لشعبيهما. من جانبه، قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، إن القضية الفلسطينية المحتلة تأتي على رأس قضايا الأمة، خصوصا في ظل استمرار الانتهاكات الإسرائيلية وتصاعد سياسة الاستيطان، ما يتطلب إرادة جادة لتحريك عملية السلام عبر المبادرة العربية ومبدأ حل الدولتين. وجدد العثيمين رفض المنظمة المبدئي والمطلق للإرهاب والتطرف، مثمنا دور دول المنظمة في التصدي للإرهاب ونبذه مهما كان مصدره.

وبدورها، قالت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، إن هناك حاجة لسلام دائم وشامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأن تلبية تلك الحاجة ستبقى أولوية قصوى للاتحاد الأوروبي. وقالت «نحن نؤمن بشكل عميق أن حل الدولتين هو الطريقة الواقعية لإنهاء الصراع بالمنطقة، وندرك أن أي تغييرات في حدود عام 1967 يجب أن يتم بالتفاوض خصوصا فيما يتعلق بالقدس».

وقالت: إن المنطقة تعاني من الكثير من الصعاب، لكن السلام والمصالحة يمكن أن يتم من خلال منهجية وتشاركية وتعاون لا يمكن لقوة إقليمية أو دولية أن تمتلك المفاتيح لتحقيق الاستقرار بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كما أكدت أن الاتحاد الأوربي مصمم على الاستمرار في مساعدة اليمن والعمل نحو تحقيق حل سلمي سياسي وإنهاء المعاناة الإنسانية.