العرب والعالم

ترامب يؤجل قراره باعتبار «الإخوان المسلمين» جماعة إرهابية

30 مارس 2017
30 مارس 2017

واشنطن- عمان - عماد الدين عبد الرازق -

أجل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرارا تنفيذيا كان يعتزم إعلانه باعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، بسبب ما وصف بانه تعقيدات سياسية. وجاء التأجيل بعد مناقشات وجدل مستفيض بين أركان إدارة ترامب، وايضا نتيجة ضغط مورس من بعض الدول العربية التي تشارك فيها فروع للجماعة في الحياة السياسية بشكل رسمي.

وفِي مقدمة الأسباب التي دعت لتأجيل القرار أن الجماعة تتمتع بوجود قانوني في الولايات المتحدة ولكن عبر تنظيمات وجمعيات تحت مسميات أهلية وقانونية مختلفة. كما تراجع البيت الأبيض عن قراراه مؤقتا عقب مذكرة داخلية بوزارة الخارجية حذرت من تبعات القرار بسبب تشعب وامتداد وجود الجماعة في المشهد السياسي في عدد من الدول العربية، من بينها المغرب وتونس والأردن وقطاع غزة، الذي تحكمه حركة حماس وهي امتداد فلسطيني للإخوان.

ووفقا لمصادر بالبيت الأبيض فان بعض هذه الدول، وتحديدا الأردن مارست ضغطا لدى إدارة ترامب من اجل تأجيل القرار، حيث تشارك الجماعة هناك في العملية السياسية ولها بضع مقاعد في البرلمان. كما ان الحزب الحاكم في المغرب ‹العدالة والتنمية› والذي كان يقوده حتى وقت قريب عبد الإله بن كيران، ينتمي للجماعة فكرا وتنظيما. كمت جاء في مذكرة الخارجية الأمريكية أن التداخل في نشاطات الجماعة بين الدعوي والسياسي والخيري وتعدد فروعها وشعابها الأصلية او الملحقة عبر تمظهرات وتجليات سياسية متنوعة، يجعلان من الصعوبة بمكان تصنيفها ككيان موحد يوضع على قائمة الإرهاب. ولعبت هذه المذكرة إلى جانب ضغوط ديبلوماسية من بعض الدول العربية دورا في تأجيل حسم الجدد الدائر في إدارة ترامب بشأن القرار التنفيذي المزمع إصداره.

لكن تأجيل القرار لم يحسم الجدل حيال الجماعة بل انه اشعله في الحقيقة. داخل أروقة الكونجرس ودهاليز واشنطن. حيث تبنى عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي يتقدمهم السناتور تيد كرووز موقفا متشددا حيال الجماعة، وينظرون إلى استصدار قرار تشريعي بتصنيفها على قائمة الجماعات الإرهابية كخطوة ضرورية في إطار جهود مكافحة التطرّف وما يعرف بالإسلام الراديكالي. ويرى هؤلاء أن إدارة الرئيس السابق باراك اوباما ترددت كثيرا في اتخاذ مثل هذا القرار خاصة عقب اعتلاء الإخوان سدة الحكم عبر انتخابات تشريعية ورئاسية تعددية اعتبرت نزيهة بدرجة كبيرة، وذلك قبل الإطاحة بهم.

جدير بالذكر ان سيناتور كرووز سبق وان تقدم الشهر الماضي بمشروع قرار يطالب باعتبار كلا من جماعة الإخوان المسلمين، والحرس الثوري الإيراني تنظيمات إرهابية ووضعهما على القائمة المخصصة لذلك. كما تقدم عضو مجلس النواب ‹ ماربو دياز-بالارات› للمجلس بمشروع قرار مواز. ويرى السناتور كرووز أن تصنيف الجماعة تنظيما إرهابيا من شانه أن يساهم على نحو جلى في إصلاح وإعادة تقنين تنظيم ترسانة التشريعات الامريكية المخصصة لمحاربة ‹إرهاب الاسلام الراديكالي›، على حد تعبيره، في وقت اشتد خلاله احتدام المعركة ضد هذا النوع من الإرهاب وتعاظم تهديده لحضارتنا وقيمنا الديموقراطية أثناء سنوات حكم اوباما، وذلك بسبب مواقف رخوة تحت مزعم الصوابية السياسية ادت إلى التعامي المتعمد عن طبيعة هذا النوع من الإرهاب المرتبط بأيديولوجية إسلامية، على حد قوله. بدوره قال ‹دياز لابارت› العضو الجمهوري بمجلس النواب عن ولاية فلوريدا أن القرار الذي تقدم به من شانه في حال إقراره أن يفرض عقوبات رادعة على جماعات حقودة تحض على الكراهية ونشر الفرقة والتحريض الطائفي وتدعو لاستخدام العنف وسط العديد من الجماعات المتطرفة في بلدان الشرق الأوسط.