962687
962687
مرايا

«البتراء» عمق الأردن الحضاري

29 مارس 2017
29 مارس 2017

البتراء مدينة أثرية وتاريخية تقع في محافظة معان في جنوب المملكة الأردنية الهاشمية، تشتهر بعمارتها المنحوتة بالصخور ونظام قنوات جر المياه القديمة، وأُطلق عليها قديمًا اسم «سلع»، كما سُميت بـ«المدينة الوردية» نسبةً لألوان صخورها الملتوية.

أُسست البتراء تقريبًا في عام 312 ق.م كعاصمة لمملكة الأنباط. وقد تبوأت مكانةً مرموقةً لسنوات طويلة، لموقعها على طريق الحرير، والمتوسط لحضارات بلاد ما بين النهرين وفلسطين ومصر. وقد أُدرجت المدينة على لائحة التراث العالمي التابعة لليونسكو في عام 1985م، كما تم اختيارها كواحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة عام 2007.

يعود الفضل في بناء البتراء إلى الأنباط، إلا أنه قبلهم كان يعيش في هذه المنطقة شعب يدعى الآدوميين استوطنوا التلال المحيطة بالبتراء من 1200 إلى 539 ق. م ولم يدخلوا البتراء، ولم يكن لديهم إلمام أو اهتمام بالنحت في الصخر، بل كانت براعتهم محصورة في صناعة الفخاريات.

ولقد كانت نهاية دولة الأنباط على يد الرومان عندما حاصروها ومنعوا عنها مصادر المياه سنة 106، حتى ضموها لإمبراطورتيهم، وأطلقوا عليها اسم مقاطعة «Arabia Petraea»، وعاصمتها البتراء، وبدأت البتراء تفقد أهميتها السياسية تدريجيا بعد ذلك، وأصبح من تبقى من سكان البتراء يعتاشون على الزراعة، لكن الزلزال الذي ضربها سنة 746 و748 وزلازل أخرى قامت بإفراغها من أهلها.

ومع بدء رحلات المستشرقين للوطن العربي في القرن التاسع عشر، تم اكتشاف البتراء عام 1812م علي يدي المستشرق السويسري يوهان لودفيغ بركهارت، وقد احتوى كتابه المطبوع عام 1828 والمعروف باسم «رحلات في سوريا والديار المقدسة» على صور للبتراء.

العمارة

وقد تأثرت العمارة النبطية بشكل عام، وعمارة البتراء بشكل خاص، بفن العمارة المصرية والآشورية والإغريقية، من جهة أخرى، يُعتبر النظام الهندسي للماء الإنجاز الأهم للحضارة النبطية بالمدينة، والذي جعل الحياة ممكنة في هذه المنطقة الجافة من الصحراء الأردنية.

يُعد الشارع المُعمد من أهم شوارع مدينة البتراء، حيث قام الأنباط بتشييده، ثم أعاد الرومان بناءه في عام 106 بعد احتلالهم للبتراء. يبلغ عرضه 6 أمتار، ويوجد في المدينة أيضًا أحد الطرق المشهورة، وهو شارع الواجهات الذي يقع بالقرب من منطقة الخزنة، وعلى الجانبين يوجد عدد من واجهات المدافن النبطية المزينة بالمسننات والكورنيشات والأدراج المقلوبة.

ويُعتبر مبنى الخزنة المنحوتة في الصخر أشهر معالم البتراء، حيث اختار الأنباط موقعها بعناية كأول معلم يواجه الزائر بعد دخول المدينة، وقد سُميت بهذا الاسم لاعتقاد البدو المحليين سابقًا بأن الجرة الموجودة في أعلى الواجهة تحوي كنزًا، ولكنها في الواقع ضريح ملكي. ويعد المدرج النبطي من أكبر المباني في البتراء، ولقد بُني في القرن الأول للميلاد على شكل نصف دائرة بقطر 95 مترا، وبارتفاع 23 مترا. وهو منحوت في الصخر باستثناء الجزء الأمامي منه فهو مبني، ويستوعب المسرح من 7 إلى 10 آلاف مشاهد.