967924
967924
العرب والعالم

صدامات واحتجاجات دبلوماسية اثر مقتل صيني برصاص الشرطة في باريس

28 مارس 2017
28 مارس 2017

ماليزيا غير مستعدة لشراء «رافال» الفرنسية -

عواصم - ( وكالات): أثار مقتل رجل صيني برصاص الشرطة في باريس في ظروف غامضة صدامات في العاصمة الفرنسية في أحداث استدعت توجيه بكين احتجاجات رسمية أمس الى السلطات الفرنسية.

وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شونيينغ ان بكين احتجت رسميا لدى السلطات الفرنسية وطالبت باريس «بكشف كل ملابسات» هذه القضية «واتخاذ إجراءات فعالة لحماية الحقوق والمصالح الشرعية للمواطنين الصينيين، والتعامل مع رد فعل الصينيين الذين يعيشون في فرنسا على هذا الحادث بشكل عقلاني».

وسارعت الخارجية الفرنسية الى الرد في بيان مؤكدة أن «أمن كل الرعايا الصينيين في فرنسا يشكل أولوية للسلطات الفرنسية»، مضيفة «تم اعتماد إجراءات مشددة في الأشهر الماضية وكل التدابير تتخذ لتوفير أفضل شروط الاستقبال والأمن».

وتوفي الرجل البالغ 56 عاما الأحد الماضي إثر إصابته برصاص الشرطة أثناء تدخل للشرطة في منزل في الدائرة التاسعة عشرة شمال باريس.

وأوضح بيان المتحدث باسم الخارجية ان «التحقيق جار» في هذه القضية.

ومساء الاثنين تجمع حوالي 150 شخصا للاحتجاج أمام مركز للشرطة قرب منزل الضحية وخطوا على الأرض كلمة «عنف» بالشموع .

وأفادت مديرية شرطة باريس عن تعرض قوى الأمن في حوالي الساعة 21,00 (19,00 ت غ) للرشق بمقذوفات وان إحدى سياراتها أحرقت الى جانب ثلاث سيارات خاصة أخرى فيما أصيب ثلاثة شرطيين بجروح طفيفة، مضيفة أن «35 شخصا أوقفوا» بالإجمال.

وتتناقض روايتا الشرطة وعائلة الضحية بشأن ظروف مقتله بين الدفاع المشروع عن النفس والعنف بلا مبرر.

فالمحققون أفادوا أن «احد الجيران اتصل بالشرطة للإبلاغ عن رجل يتنقل في الأروقة المشتركة (في المبنى) وبيده سكين».

وتابعوا انه عند وصول الشرطيين «إلى أسفل المبنى شاهدوا الرجل على الشرفة وهو يوجه اليهم الشتائم»، وأنهم مع وصولهم أمام الباب «شعروا بالقلق لسماعهم صراخا وبكاء أطفال في الشقة».

أثناء التدخل اندفع الرجل «ما أن فتح الباب» واعتدى على أحد الشرطيين وجرحه بسلاح ابيض، بحسب مصدر آخر في الشرطة أضاف أن أحد زملاء الشرطي اطلق النار لحمايته وأصاب الرجل إصابة قاتلة.

غير أن عائلة القتيل «تنفي بالكامل الوقائع وتؤكد انه لم يجرح أحدا» على ما صرح كالفان جوب محامي الأسرة لوكالة فرانس برس.

وأضاف أن «أحد الجيران اتصل بالشرطة وقال انه يسمع صراخا»، لكن أقارب الضحية «نفوا حدوث أي خلاف عائلي».

وتابع المحامي أن الرجل الذي كان مع أولاده الأربعة الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و21 عاما كان يقوم «بتقطيع السمك بمقص» مؤكدا أنه «لم يوجه أي ضربة .. ولم يندفع» باتجاه عناصر الشرطة الذين «أطلقوا النار بدون مسبق» على منطقة الصدر.

كما أوضح أن الرجل «فرنسيته ضعيفة جدا»، وسبق ان أودع القسم النفسي في مركز الشرطة في فبراير 2012 بعد اتصال سابق من الجيران للإبلاغ عن إشكال لكن «لم تسجل بشأنه سوابق نفسية بارزة».

وتابع جوب أن المفتشية العامة في الشرطة الفرنسية ستستمع إلى إفادات العائلة التي ستدلي بإفادتها بعد ظهر الثلاثاء.

كما اقترح قائد شرطة باريس ميشال كادو استقبال أعضاء من الجالية الصينية بعد الظهر لبحث المسألة.

وفي سبتمبر تظاهر الآلاف من أعضاء الجالية الصينية في باريس احتجاجا على الظروف الأمنية بعد مقتل خياط هاجمه شبان في ضاحية باريسية.

كما شهد العامان 2010 و2011 احتجاجات واسعة بالآلاف تحت شعار «الأمن للجميع» انطلقت بعد مهاجمة حفل زواج تخللته اشتباكات بالأيدي .

وتعد الجالية الصينية حوالي 300 ألف شخص، وفدوا بأغلبهم في الثمانينات بحسب عالم الاجتماع المتخصص في شؤون الصين ريشار بيراها.

في سياق مختلف قال رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق أمس إنه بحث إمكانية شراء مقاتلات رافال مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ولكنه لم يتخذ قرارا بعد.

وتابع في مؤتمر صحفي مشترك للزعيمين خلال زيارة هولاند لماليزيا أمس« لسنا مستعدين بعد لاتخاذ قرار ولكننا نلاحظ نجاحها (الطائرات) في دول أخرى».

وقالت مصادر إن مقاتلات رافال تعتبر الاختيار الأول في إطار سعي ماليزيا لشراء ما يصل إلى 18 مقاتلة في صفقة تتجاوز قيمتها ملياري دولار.

وتخطط ماليزيا لاستبدال أسطولها من مقاتلات ميج-29 روسية الصنع التي خرج نصفها تقريبا من الخدمة.

ونقلت وسائل الإعلام عن وزير الدفاع هشام الدين حسين قوله إن سباق الحصول على مقاتلات جديدة أصبح مقصورا على رافال ويوروفايتر تايفون التي تنتجها شركة بي.ايه.إي سيستمز البريطانية.

وقال هولاند في كلمته بعدما أدلى نجيب بتعليقاته «أعلم أنكم ستتخذون قرارا لذلك نريد تقديم الدعم الضروري».

وأضاف «يعمل وزراؤنا بالفعل من هذا المنطلق.

كل ما أود قوله إن مقاتلات رافال هي الأفضل في فئتها ثم نقترح مناقشة الأسعار والمواصفات.

أثق في أنكم ستتخذون القرار عندما يحين الوقت».

وعقد هولاند محادثات ثنائية مع نجيب خلال زيارته لماليزيا في إطار جولة تشمل ثلاث دول في جنوب شرق آسيا.

وزار هولاند سنغافورة في وقت سابق الأسبوع الحالي وتوجه إلى إندونيسيا في وقت لاحق أمس.

من جهة أخرى التقى مرشح الرئاسة الفرنسي بونوا هامون أمس المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ومرشح الاشتراكيين الديمقراطيين للمنافسة على منصب المستشارية مارتن شولتس في برلين.

ودعا هامون وشولتس خلال لقائهما إلى تعزيز الاستثمارات في مكافحة هجمات القرصنة الإلكترونية.

وقال شولتس أمس عقب لقائه الاشتراكي هامون إن هذه الهجمات يتم التعامل معها منذ فترة طويلة بصورة هامشية رغم تزايد أهمية الموضوع خلال الأشهر الماضية.

كما دعا السياسيان إلى مزيد من الاهتمام بمكافحة التهرب والتحايل الضريبي.

تجدر الإشارة إلى أن هامون لم يحرز تقدما حتى الآن في المعركة الانتخابية، حيث لا يزال يحتل المركز الخامس بنسبة تأييد 12% في استطلاعات الرأي.

وقبل لقائه شولتس التقى هامون المستشارة ميركل.

وقال هامون في تصريحات لوسائل إعلام فرنسية بعد ذلك إن المحادثات دارت حول «تحليلات مشتركة» بشأن الدفاع والتحول إلى الطاقة المتجددة، موضحا أن هناك خلافات في الرأي مع ميركل بشأن سياسة التقشف.

ويعتزم هامون، المنتمي إلى الجناح اليساري للاشتراكيين في فرنسا، التوقف عن تطبيق سياسة التقشف المتبعة في منطقة اليورو حال فاز في الانتخابات.