967892
967892
المنوعات

«العمانية للمسرح» تحتفل بيوم المسرح العالمي بإطلاق جائزتين

28 مارس 2017
28 مارس 2017

مستعرضة خطتها وبرامجها الجديدة -

كتبت: خلود الفزارية -

أعلنت الجمعية العمانية للمسرح عن جائزتين في مسابقة التأليف المسرحي، وجائزة شخصية العام المسرحية، بالإضافة إلى برامج تسعى الجمعية لتنفيذها، وهي «مقهى المسرح» والمكتبة الإلكترونية، و«أطفال المسرح» و«فضاءات مسرحية».

جاء ذلك في احتفالية يوم المسرح العالمي التي أقامتها الجمعية تحت رعاية معالي الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام وحضور عدد من الفنانين والمهتمين بالمسرح بمسرح وزارة التربية والتعليم بالوطية.

وبارك معالي الدكتور عبدالمنعم الحسني وزير الإعلام للمسرحيين والمسرح احتفالهم باليوم العالمي للمسرح، وأشار إلى أننا أمام مشهد مختصر للحياة عبر خشبة المسرح مثمّنا جهود الجمعية العمانية للمسرح في هذا الاحتفال، وعلى ما قدمته من وفاء للراحلين بأرواحهم والباقين بأعمالهم عبر خشبة المسرح العماني المخرج محمد بن سعيد الشنفري والفنان سالم بهوان. وأعرب الحسني عن سعادته بالخطة المرتقبة هذا العام مشيرا إلى أنها منظومة متكاملة وواضحة المعالم، وقال: نأمل أن تحقق الجمعية ما ترجوه من أهداف وأن يتكاتف المسرحيون لإنجاح هذه الخطة ليصل صداها.

وقد تلا الكاتب بدر الحمداني كلمة الفنانة الفرنسية  إيزابيل هوبرت التي ألقتها في باريس بمناسبة اليوم العالمي للمسرح.. «ها نحن ذا مرة أخرى، نجتمع في فصل الربيع، بعد 55 عاما من لقائنا الافتتاحي للاحتفال باليوم العالمي للمسرح. هو يوم واحد فقط، 24 ساعة، مكرسة للاحتفاء بالمسرح حول العالم، وها نحن ذا في باريس، المدينة الرائدة التي تجتذب الجماعات المسرحية من كل أنحاء العالم، نجتمع تبجيلا لفنون المسرح».

وأضافت: «باريس مدينة عالمية، ملائمة لاحتواء كافة تقاليد المسرح العريقة من مختلف بلدان العالم في هذا اليوم الاحتفالي، من هنا، من العاصمة الفرنسية، نستطيع أن نرتحل إلى اليابان من خلال تجربتنا لمسرح النو ومسرح البونراكو الياباني، وأن نتعقب الخط الذي يصلنا من هنا إلى الأفكار والتعابير المتنوعة كتنوع أوبرا بكين ورقصة الكاتاكالي الهندية، فخشبة المسرح تسمح لنا بالمكوث طويلا بين اليونان وإسكندنافيا.

ونحن نغلف أنفسنا بمسرح إسخيلوس وإبسن، وسوفوكليس وستريندبرغ، تسمح لنا أن نرفرف بين بريطانيا وإيطاليا ونحن نتتبع الأصداء بين سارة كان وبيرانديلو، في هذه الـ(24) ساعة ربما ننتقل من فرنسا إلى روسيا، من راسين وموليير إلى تشيخوف، ونستطيع حتى أن نعبر المحيط الأطلنطي يدفعنا الإلهام لنمارس فن المسرح في حرم جامعي في كاليفورنيا، فنجتذب طالبا شابا هناك ليبتكر ويصنع لنفسه اسما في عالم المسرح.

للمسرح حياة خصبة مزدهرة تتحدى الزمان والمكان، وأعماله المعاصرة تغذيها إنجازات القرون الماضية، وحتى أكثر الذخائر الفنية كلاسيكية أضحت حديثة وجوهرية في كل مرة تعرض فيها، فالمسرح يولد من رماده ليتجدد ويحلق من جديد، تاركا وراءه فقط الأعراف السابقة وماضيا قديما بأشكاله الجديدة والمستحدثة، وهكذا يبقى المسرح خالدا.

اليوم العالمي للمسرح ليس يوما عاديا حتى يتم تضمينه في موكب الأيام الأخرى، فهو يتيح لنا إمكانية الوصول إلى تسلسل الزمان المكاني من خلال البهاء الصرف للنظام الكوني.

من المنصف أن أقول إنني لم آت لقاعة اليونسكو هذه لوحدي، فكل شخصية لعبتها في حياتي هي هنا معي اليوم، الأدوار التي بدت وكأنها غادرت عندما أسدلت الستارة، وهي التي في الواقع قد حفرت حياة داخلية في أعماقي، منتظرة لتساعد أو تدمر الأدوار التي تليها، كما أن كافة الشخصيات التي أحببتها وصفقت لها كمشاهدة تكملني اليوم وأنا أقف بين أيديكم، ولذلك فإنني أنتمي للعالم، أنا مواطنة عالمية حقيقية، بحكم الطاقم الشخصي الذي يوجد في داخلي، على خشبة المسرح هذه، حيث نجد العولمة الحقيقية.

أقف هنا لست كنفسي، بل كأحد الأشخاص العديدين الذين يستخدمهم المسرح كقناة مائية ليستمر في البقاء، ومن واجبي أن أدرك ذلك، أو بمعنى آخر، لسنا نحن من نساهم في وجود المسرح ولكن على العكس يعود الفضل للمسرح في وجودنا. المسرح قوي جدا، وهو يقاوم ويبقى رغم كل شيء، رغم الحروب والرقابة والبؤس.

وإنه من دون الجمهور لا وجود للمسرح، فشخص واحد قد يشكل جمهورا، ولكن لنأمل ألا يكون هناك العديد من المقاعد الخالية.

منذ 55 عاما والعالم يحتفي باليوم العالمي للمسرح، وفي خلال الـ(55) عاما هذه أنا ثامن امرأة توكل إليها مهمة كتابة وقراءة الرسالة… أنا في باريس، بفترة وجيزة قبل الانتخابات الرئاسية، وأود أن أقترح لأولئك الذين يتوقون لحكمنا أن يكونوا مدركين للفوائد التي لا يمكن تخيلها والتي يقدمها المسرح، ولكن أود أيضا أن أؤكد ضرورة ألا يكون هناك حملات ضدنا.

ويمثل المسرح بالنسبة لي الآخر وحواره، إنه غياب الكراهية، والصداقة بين الشعوب، وحقيقة أنا لا أعرف تماما ما يعنيه ذلك، ولكنني أؤمن بالمجتمع وبالصداقة بين المشاهدين والممثلين وبالارتباط الراسخ بين كل الأشخاص الذين يجمعهم المسرح معا».

كلمة المسرحيين العمانيين

وألقى الدكتور عبدالكريم جواد كلمة المسرحيين العمانيين قال فيها: لقد حول المسرحيون اليوم إلى يوم فرح في جميع مناطق السلطنة بتقديم كم من التفاؤل الذي يعتبر إكسير الحياة. ففي الحراك المسرحي نبض مخضب بروح الانطلاق نحو عوالم سرمدية تختزل الموروث وتجادل الحاضر وترنو نحو المستقبل. وتوقف جواد عند مقولة جون أوزبورن في الخمسينيات «انظر خلفك بغضب»، وقال: لقد مثلت مقولته الصرخة لأجيال من المسرحيين تطلعوا نحو التجديد ونهوض مجتمعاتهم، ولكنني لن أنظر خلفي بغضب، فلدينا جيل من المسرحيين على مدار عقدين عشقوا المسرح وكان غضا وبذلوا لأجله كل جهد وبادلهم المسرح عشقا بعشق. ونحن نشاهد جيلا من المسرحيين يفعلون الحراك المسرحي من أقصى البلاد إلى أقصاها بإمكانيات غاية في المحدودية.

وهنا نتطلع إلى تحقيق آمال بزخم واسع من التطور والارتقاء، ونحن نترقب بشغف قسم الدراسات المسرحية في جامعة السلطان قابوس، والخطة الاستراتيجية لتفعيل المسرح الوطني. مضيفا أن الحراك المسرحي هو التنوير والميدان الذي يعبر الشباب المتطلع من خلاله عن قضاياه والتعبير بمسؤولية، وحكمة، وجمال، وفن، ورقي.

عروض مرئية

وتم خلال الحفل استعراض حصاد الجمعية العمانية للمسرح وأعمال مختلف الفرق المسرحية في فيلم مرئي، كما تم عرض فيلمين مرئيين عن الراحلين المخرج محمد الشنفري، والفنان سالم بهوان.

أجندة الجمعية

وألقى حسين العلوي رئيس الجمعية العمانية للمسرح كلمة الجمعية قال فيها: إن المسرح لم ولن يكون منتجا كماليا أو رفاهية زائدة، إنما ضرورة ووسيلة من وسائل التعبير والتغيير. يتحرك في فضاءات الجمال الحرة. ويزداد أثرا بازدياد مساحة الحرية والإيمان به وبقدرته. ونحن في الجمعية العمانية للمسرح نؤمن بالقدرات الهائلة للمسرح في تزويد الإنسان بالمعرفة وتذوق الجمال واكتشاف المحبة بما يترك لنا الفرصة لنعيش جنبا إلى جنب مهما تغيرت معطيات الحياة وانبسطت وتعقدت. كما نؤمن بكفاءتكم كمسرحيين بدأت معكم حكاية المسرح في السلطنة، وتستمر معنا لنرويها لمن يأتي بعدنا.

واستعرض العلوي أجندة الجمعية قائلا: وجدنا مقرا مؤقتا للجمعية حتى يتوفر المقر المناسب ليمكننا كمسرحيين أن نلتقي فيه ليكون مكانا لتلاقي الأفكار ونقطة انطلاقها. وقمنا بإنشاء الموقع الإلكتروني ليقدم جميع الخدمات التي تقدمها الجمعية للأعضاء، وفتحنا نوافذ التواصل على منصات الفيسبوك، وتويتر والانستغرام، والواتساب لتسهيل التواصل بين الأعضاء في الجمعية. كما قمنا بتنفيذ اللقاء المسرحي المفتوح الأول الذي جاء بمسمى «المسرح محبة» فبالمحبة ننجز أكثر.

خطة العام الجديد

وقدم العلوي الخطة المقبلة للجمعية العمانية للمسرح وأشار: لقد وضعت الجمعية رؤية حالمة، وخططنا لننفذها هذا العام، فمنها ما هو تثقيفي، ومنها الخدمي، ونعلن اليوم عن جائزتين تثريان الحركة المسرحية في السلطنة وهما: مسابقة التأليف المسرحي، ونهدف من خلالها إلى حث الكتاب العمانيين على إثراء مكتبتنا بالنصوص التي تتناسب وطبيعة مجتمعنا وقضايانا وهمومنا وإنجازاتنا، وتحمل ملامحنا وهويتنا، كما نسعى من خلالها إلى اكتشاف كتاب جدد يستكملون ما بدأه أصدقاؤهم وزملاؤهم المسرحيون.

أما الجائزة الثانية فهي شخصية العام المسرحية تكريما للشخصيات التي بذلت جهدها وفكرها خدمة للمسرح العماني.

ومن البرامج التي تخطط الجمعية العمانية للمسرح لتنفيذها برنامج «مقهى المسرح» الذي يسعى إلى تقارب المسرحيين، وإلى زيادة فرص التقائهم وتحقيق الأفكار التي تخدم الفنان والمسرح في السلطنة. وصممنا «المكتبة الإلكترونية» ضمن الموقع الإلكتروني لتكون أرشيفا متكاملا عن مسرحنا العماني يتيح الفرصة للباحثين والدارسين للاطلاع على المنجز المسرحي، وجاء برنامج «أطفال المسرح» الذي يستمر طوال العام في عروض وحكايات مسرحية لتغذية أجيال المستقبل، كما أن برنامج «فضاءات مسرحية» هو عبارة عن حلقة عمل للنقاش والتجريب والتحليل سيضم مادة غنية في تناول فنون التمثيل والإخراج والتأليف.

رسائل فنية

وقال الفنان طالب البلوشي: أهنئ كل المسرحيين على بقاع الأرض في هذا اليوم الذي أعتبره يوم عيد للمسرحيين، فحضورهم ووجودهم دليل على أن المسرح سيستمر ولن يتوقف. مشيرا: نحن كجيل سابق نقول للأجيال المقبلة تمسكوا بهذا المسرح، وحاولوا ألا تضيعوه لأن المسرح هو الحياة. والجمعية العمانية للمسرح هي جمعية فتية نترقب أعمالها ليستفيد الشباب منها، فباستطاعتكم أن تقدموا الكثير للمسرح. وحركة المهرجانات المسرحية في السلطنة تنبئ بمستقبل مشرق، ونتمنى من الوزارة أن تقف إلى جانب أبنائها.

وهنأ الكاتب هلال البادي المسرحيين بقوله كل عام والمسرح بخير متمنيا للمسرح العماني كل التوفيق والنجاح.

أما الكاتبة آمنة الربيع فقالت: أفسحوا المجال للمسرح كما قالت الممثلة إيزابيل هوبرت، ولنفسح المجال ونقترب أكثر من حب المسرح من هذه الخشبة. مضيفة: أنا سعيدة بهذا الاحتفال، وقد أصبح للجمعية قدم قوية لتنافس وتقول: انظروا ماذا نقدم للمسرحيين. وأنا متحمسة للمشاريع وأضم صوتي إلى الجمعية لنسعى معا لتحقيق الأهداف.

وقال الفنان المخرج الشاب خليل البلوشي: الاحتفالية بيوم المسرح هي تذكير للمسرحيين لإعادة لم الشمل، ليذكر المهتمين أن هذا الصرح يقدم فكرا، والاحتفال بالمسرح ليس في هذا اليوم فحسب وإنما كل يوم فمع كل عرض يقدم على الخشبة السمراء هو احتفال مسرحي.