صحافة

اتهام «بي بي سي» بعدم الحيادية تجاه البريكست

27 مارس 2017
27 مارس 2017

من المعروف أن الصحافة ليست كلها نزيهة ومحايدة، لكن بالنسبة لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» فالحيادية والنزاهة يفترض أنها من المزايا الأساسية لها. فالقارئ يمكنه أن يختار ما بين صحيفة وأخرى حسب توافقها او اختلافها مع وجهة نظره. أما مع بي بي سي فالأمر يختلف لأن المؤسسة تمول من خلال شراء المواطنين لرخصة التلفزيون السنوية، وبالتالي تكون المؤسسة مسؤولة أمام الحكومة والمواطنين عما تبثه من تقارير وأخبار، ولا يمكنها أن تتبنى عمدا وعن علم مسبق وجهة نظر معينة تجاه العالم. فالقانون البريطاني ينص على أن صحفيي بي بي سي يجب أن يكونوا غير منحازين.

ومؤخرا أثار موضوع عدم حيادية ونزاهة بي بي سي تجاه البريكست جدلاً كبيرًا تناولته الصحف على صفحاتها الأولى. ففي صحيفة «ديلي تلجراف» كتب ستيفن سوينفورد، نائب المحرر السياسي، تقريرًا بعنوان «تحذير بي بي سي لعدم الحيادية تجاه البريكست» جاء فيه أن وزير الثقافة السابق حذّر من أن هيئة الإذاعة البريطانية ستواجه عقوبات وغرامات من الهيئة التنظيمية الجديدة ما لم تنهِ تحيزها تجاه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وأشارت صحيفة «ديلي اكسبريس» إلى اتهام وزير الثقافة السابق وعضو البرلمان، جون وايتنجديل، لـ«بي بي سي» بأنها تبحث باستمرار عن السلبيات وتسلط الضوء على التحديات تجاه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ووجه الوزير تحذيره لـ«بي بي سي» بأنها «إما تنهي التحيز ضد البريكست او تواجه بالغرامات».

صحيفة «ديلي ميل» أيضا أثارت الموضوع نفسه على صفحتها الأولى بعنوان «عاصفة تحيز بي بي سي تجاه البريكست»، مشيرة إلى اتهام بي بي سي بأنها ضد البريكست. وان تقاريرها كانت متحيزة ضد خروج بريطانيا من الاتحاد.

أما صحيفة «الجارديان» فذكرت أن مجموعة من البرلمانيين البريطانيين تضم 76 نائبا في مجلس العموم غالبيتهم نواب محافظون وبينهم وزراء سابقون وجهوا الاتهام لـ«بي بي سي» بالتقصير في أداء واجبها نحو التزام موقف الحياد تجاه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

جاء ذلك في رسالة وجهها البرلمانيون إلى كبار المدراء في «بي بي سي» قالوا فيها: إن «بي بي سي» صورت بريطانيا على انها «بلد يكره الأجانب»، وأفرطت في التركيز على الذين ندموا على تصويتهم مع الخروج من الاتحاد الأوروبي. وحذر البرلمانيون، المدير العام لـ«بي بي سي» توني هول والرئيس المقبل لمجلس إدارتها الجديد ديفيد كلمينتي من أن مستقبل المؤسسة قد يكون في خطر إذا لم يُنظر إليها على انها محايدة.

وجاء في الرسالة ان تركيز «بي بي سي» على «الذين ندموا لأنهم صوتوا مع الخروج رغم عدم حدوث انعطاف نحو البقاء منذ الاستفتاء قاد البعض الى الاعتقاد بان «بي بي سي» تضع تصوراتها المسبقة قبل الحقائق في حين ان مواقف اقطاب في الاتحاد الاوروبي وآراءهم الخاصة كثيرًا ما تُقدَّم على انها حقائق دون السياق الحيوي المتمثل في انهم يتحدثون بلغة متشددة قبل مفاوضات الخروج»، واضاف البرلمانيون في رسالتهم: إن الكثيرين ممن صوتوا مع بريكست شعروا بأن «بي بي سي» «لا تقدم آراءهم بانصاف».

ونقلت صحيفة الجارديان عن مصدر في هيئة الإذاعة البريطانية رفض الهيئة لهذه الانتقادات، مؤكدا أن «بي بي سي» محايدة وتقدم طائفة متوازنة من الأصوات عبر الوان الطيف السياسي ومن اطراف السجال خلال تغطية الاستفتاء، مشيرا إلى عمومية الرسالة في طبيعتها دون تقديم أمثلة ملموسة.

ومن الاتهامات الأخرى التي اشارت اليها الصحيفة في رسالة البرلمانيين ان «بي بي سي» اهملت التطورات الاقتصادية الايجابية منذ استفتاء يونيو 2016 وانها «تبدو عاجزة عن الخروج من التشاؤم الذي سبق بريكست وقبول حقائق جديدة».