الاقتصادية

دراسة :سر نجاح الأعمال يتمثل في اتخاذ القرارات الذكية والبديهية

24 مارس 2017
24 مارس 2017

عمان: أشارت دراسة صادرة عن كلية لندن للأعمال إلى أن العفوية والسرعة والإرادة في القيادة تعد من العوامل الرئيسية في نجاح الأعمال، وقد جاءت هذه الدراسة في كتاب بعنوان «بسرعة إلى الأمام .. كيف تقود شركتك لتلائم المستقبل». وسيتم نشر الكتاب في شهر أبريل المقبل، وقد قام بإعداده جوليان بيركينشاو بروفيسور في الاستراتيجية وريادة الأعمال في كلية لندن للأعمال والمدير الأكاديمي في معهد ديلويت، وجوناس ريديرسترالي المفكر والمتحدث في مجال الأعمال، ويشير الكتاب أن الشركات الكبرى التي حققت نجاحا باهرا في السنوات السابقة كانت تعتمد على قوة المعلومات لاكتساب ميزة تنافسية، إلا أنها باتت متاحة للجميع في عصر البيانات الكبيرة، ولن تضمن بعد الآن توفير هذه الميزة تجاه المنافسين، وتتميز الشركات الناجحة في الوقت الراهن باعتمادها على اتخاذ قرارات بديهية وذكية عوضا عن الاعتماد على التحليلات التي يقدمها الحاسوب. وذكر الكاتبان في مقدمة الكتاب أن العوامل التي أدت إلى نجاح الشركات لم تقدم سوى رؤى ضيقة عن الذي من الممكن أن يكون فعالا في المستقبل، وذلك بسبب التغيرات المستمرة في سياق الأعمال التجارية، هذا ليس بسب ما نواجهه من التقدم التقني الملحوظ ومستويات أعلى من المنافسة بين الشركات، وإنما من خلال جميع المصادر التي تساعد على تحقيق ميزة تنافسية قد تحمل في طياتها بذور المتغيرات الكبرى. وتعد هذه نسخة من المصطلح الجديد «مفارقة إيكاروس» الذي يشير إلى فشل الشركات فجأة بعد فترة من نجاح باهر، ويعنى سبب الفشل إلى نفس السبب الذي أدى إلى نجاحها. كما طرح الكتاب نهجا جديدا في إعداد استراتيجية الشركات والقواعد الواجب اتباعها لجعلها متوافقة مع ما يمكن أن يكون في المستقبل، وبحسب مؤلفي الكتاب يجب على الشركات أيضا معرفة كيفية جعل معدل التغيير داخل الشركات بنفس سرعة التغيير في الخارج. ولا تحتاج «السرعة» لأي تفسير آخر، أي إنها ببساطة تشير للحاجة إلى ضرورة الحسم في اتخاذ القرار وتنفيذه على مستوى الشركة، إلا أن «إلى الأمام» تحمل في طياتها معنيين الأول هو الطريق الواجب اتخاذه نحو المستقبل بدلا من الماضي والثاني يشير إلى حاجة القادة إلى تمكين علاقاتهم مع من حولهم، عوضا عن السماح لهم باتخاذ قرارات عقيمة تتكل على البيانات الكبيرة التي تسيطر على سلوكهم وردود أفعالهم. يذكر أن جوليان بيركينشاو قام بتأليف 12 كتابا، وقد ظهرت أبحاثه وتعليقاته في مجلة «الإيكونوميست» «وول ستريت جورنال» «هافينغتون بوست»، ينما يتمتع جوناس ريديرسترالي بقائمة مميزة من الزبائن منها «فورتشن 500» وعدد من الهيئات الحكومية الكبيرة والأندية الرياضية والنقابات العمالية فضلا عن تأليفه أربعة كتب «الأعمال بأسلوب غير تقليدي» و«كاريوكي الرأسمالية» و«الأعمال بأسلوب غير تقليدي للأبد» و«إعادة تنشيط المؤسسات» وبحسب رأي الكاتبين فإن هذا الكتاب لا يتوافق مع معظم الكتب التجارية الأخرى، أي أنه يتحدث عن الاستراتيجية والتنظيم والقيادة، ويتمحور حول ما إذا كانت الرغبة في تكوين شركات ملائمة مع المستقبل، ويجب العمل على ذلك في كافة مستويات العمل.