962677
962677
عمان اليوم

«متحف السعيدية» يوثق التعليم ومراحل تطوره بالسلطنة

24 مارس 2017
24 مارس 2017

[gallery size="medium" ids="453805,453806,453807"]

يحتوي 10 قاعات تخلّد العراقة التاريخية -

ردينة الحجرية: منذ افتتاحه عام 2014 والمتحف يستقبل العديد من الزوار كل يوم -

حوار: جمعة بن سعيد الرقيشي -

أكدت ردينة بنت عامر بن محمد الحجرية المدير المساعد بمتحف المدرسة السعيدية بمسقط أن تأسيس متحف المدرسة السعيدية بمسقط جاء بتوجيهات من قبل حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بتحويله إلى متحف تعليمي شامل يوثق مسيرة التعليم بالسلطنة منذ فجر الإسلام وحتى وقتنا الحالي . حيث يأتي متناغما والمكانة المرموقة التي كانت ومازالت تحتلها المدرسة السعيدية بمسقط كون تأسيسها كان الحدث الأهم في الحقبة الماضية وقد خرجت أجيالاً ورجالاً ساهموا في قيام عمان الماضي والحاضر كما أنه يوثق المراحل التاريخية المختلفة التي مرت بها العملية التعليمية بالسلطنة والتطورات التي صاحبتها خلال العهد الزاهر.

توثيق مسيرة التعليم

عن بداية افتتاح المتحف قالت ردينة الحجرية: تم افتتاح المتحف التعليمي بالمدرسة السعيدية بمسقط يوم 8 /‏‏‏1/‏‏‏ 2014 برعاية صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة الذي أقامته وزارة التربية والتعليم بهدف توثيق مسيرة التربية والتعليم ومراحل تطورها في السلطنة منذ فجر الإسلام وحتى اليوم بحضور عدد من أصحاب السمو والمعالي والسعادة والضيوف ومن المعلمين القدامى والطلاب الدارسين بها منذ افتتاحها وقد أكد صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد خلال الافتتاح على أن المدرسة السعيدية أسست بوادر التعليم الحديث في السلطنة وخلدت التعليم وتاريخه ويعد هذا الصرح الجميل ذكرى لما كان عليه التعليم في السلطنة وإلى أي مدى وصل .

وعن عدد القاعات التي يحتويها المتحف أضافت ردينة الحجرية يتكون المتحف الذي يضم عشر قاعات تحكي عراقة تاريخ لمسيرة التعليم المتواصلة بالسلطنة حيث تحتوي العديد من الكتب والصور القديمة التي توثق العملية التعليمية كما زودت بوسائل التكنولوجيا الحديثة مما يسهل على الزائر الإطلاع والتعرف على تاريخ التعليم في السلطنة بكل سهولة ويسر.

وعن أسباب تأسيس المتحف باسم المدرسة تقول: إن تأسيس متحف المدرسة السعيدية بمسقط جاء متناغما والمكانة المرموقة التي كانت وما زالت تحتلها كون تأسيسها كان الحدث الأهم في الحقبة الماضية وقد خرجت أجيالاً ورجالاً ساهموا في التعريف بعمان الماضي والحاضر كما أن المتحف يوثق المراحل التاريخية المختلفة التي مرت بها العملية التعليمية بالسلطنة والتطورات التي صاحبتها خلال العهد الزاهر لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله - الذي أولى التعليم جل اهتمامه منذ بداية عصر النهضة المباركة وحتى يومنا هذا إضافة إلى ذلك فإن إقامته في المبنى القديم للمدرسة السعيدية بولاية مسقط التي تعدّ أول مدرسة نظامية في السلطنة تقدم خدماتها للطلاب وله بعد تاريخي وحضاري مهم فهذا المبنى أنشئ عام 1940م بأوامر مباشرة من قبل السلطان سعيد بن تيمور وخرجت منه أجيال من رجالات عمان الذين هم الآن في العديد من المواقع المهمة في الدولة واستمر في تخريج دفعاته حتى عام 2000 . إن زوار المتحف يأتون بالعشرات كل يوم حيث يجدون ضالتهم من خلال وجود 10 قاعات مختلفة تحكي مسيرة التعليم المتواصلة بالسلطنة وعراقتها كما يجدون في كل قاعة من هذه القاعات العديد من الكتب والصور القديمة التي توثق العملية التعليمية.

كتب قديمة وحديثة

وعن أسماء بعض الكتب القديمة المتواجدة في المتحف قالت المدير المساعد بمتحف المدرسة السعيدية بمسقط : هناك عشرات الكتب القديمة والحديثة التي يضمها المتحف من بينها كتاب تلقين الصبيان ما يلزم الإنسان تأليف المحقق الشيخ نور الدين السالمي وتفسير القرآن الكريم من تأليف عليوة مصطفى عليوة وإسماعيل الدسوقي سرور والبسيط في قواعد اللغة العربية من تأليف جماعة من الأساتذة والحساب البسيط من تأليف توفيق سبع عطايا. حيث يجسّد هذا المتحف المنجز التعليمي الذي تحقق على أرض هذا الوطن ليعرف الأجيال الحاضرة واللاحقة بالمراحل التي مرت بها المسيرة التعليمية عبر الحقب الزمنية المتعاقبة وصولا إلى عصر النهضة المباركة بكل ما شهده من إنجازات متسارعة في نشر مظلة التعليم والعناية بتجويد مختلف أركانه ومكوناته ويسهم في دفع هذه الأجيال إلى المحافظة على الإنجازات ويعزز لديها مفاهيم المواطنة لتستمر في مواصلة بناء مسيرة التعليم بكل عزم واقتدار. كما أن المتحف يتطلع والمسؤولين القائمين عليه من خلال رؤيتهم التي تهدف إلى تحقيق أهدافه الأساسية المعينة والتي منها: جعله الوجهة الأولى للعشرات من الزوار وتحقيق أكبر رقم من حيث عدد الزوار مقارنة بالمتاحف الأخرى وأن يكون الحاضن الأول للقاءات والفعاليات الثقافية والفنية المختلفة بالسلطنة وخلق بيئة محفزة لإقامة العديد من الأنشطة التي تسهم في زيادة عدد الزائرين له كالندوات واللقاءات التربوية مع الدارسين السابقين بالمدرسة.

وعن القاعات العشر التي يحتويها المتحف اختتمت المدير المساعد بمتحف المدرسة السعيدية بمسقط ردينة بنت عامر بن محمد الحجرية تصريحها بالقول: تشمل القاعات العشر التي يحتويها المتحف كالتالي:

القاعة الأولى تحتوي على تعلم الحيوانات وتاريخ الكتابة وتطورها كما تحتوي على 7 شاشات كل شاشة تتلخص عن حتمية التعلم وان التعلم ليس مسعى بشريا فقط بل يعني جميع الكائنات ففي عالم الحيوان تتعلم أنواع كثيرة من الصغار عبر التكرار العفوي لحركات والديها حين اللعب، فيساعدها هذا التعلم على الاندماج في المجموعة، وضمان البقاء. ومثل الإنسان، لا تتعلم صغار الحيوانات من والديها فقط، بل تتعلم أيضا من تفاعلها مع المحيط الذي تكبر وتعيش فيه. وان ظهــور الكتابة والمدارس الأولى في التاريخ يعود ظهور الكتابة والمدارس الأولى إلى الألف الرابعة ق.م في سومر في العراق القديم. كانت المدارس في سومر تسمى «بيت الألواح» لأن التلاميذ كانوا يكتبون على ألواح من طين، وكان المعلم يدعى «أوميا» أي أب المدرسة، أما التلميذ فيصبح «دوب سار» أي الكاتب على اللوح بعد إنهاء دراسته، ويصبح ذا مركز اجتماعي رفيع وان ظهور الكتابة الأولى 3300 ق.م حيث بدأت في سومر برسم أشكال ترمز إلى الأشياء ثم بعد ذلك طورها السومريون. أما عن ظهور الكتابة في شبه الجزيرة العربية فكانت أقدم الكتابات المكتشفة تعود إلى 2700 ق.م وعثر عليها لأول مرة في مدينة ثمود باليمن وسميت بالكتابة الثمودية. وقد عثر في جنوب عمان على ما يزيد عن 20 منقوشاً بخط المسند. أما أقدم كتابة محلية في عمان فقد عثر عليها في أختام في موقع رأس الجنز وأرخت إلى 2200 ق.م.

أما القاعة الثانية تحتوي على ظهور التعليم والمدارس في المدارس بالسلطنة ويعد مسجد المضمار الذي يعود بناؤه إلى عام 6 للهجرة (627) أول مدرسة موثقة في التاريخ العماني، ويعد الصحابي مازن بن غضوبة أول معلم فيها. كذلك من أهم أشهر مدارس عمان في تلك الفترة وهي الفترة المتعارف على تسميتها بفترة صدر الإسلام، فمنها مدرسة مسجد الشواذنة في نزوى، ومدرسة الجلندى بن مسعود، ومدرسة آل الرحيل في صحار، ومدرسة الضرح في بهلا، ومدرستا البشير بن المنذر النزواني، ومحمد بن رواح في نزوى، ومدرسة موسى بن أبي جابر الأزكوي بإزكي.

والقاعة الثالثة عن التعليم في عمان من القرن السابع عشر إلى نهاية القرن التاسع عشر الميلادي حيث كان الأطفال في هذه الفترة يتلقون تعليمهم الأول في الكتاتيب، وبعد ختم القرآن الكريم يلتحق الطالب بحلقات التعليم في المساجد، التي يعلم فيها علماء كما في نزوى والرستاق خاصة، أو في بهلا، والمضيبي، والحمراء. ومن أهم المدارس في القرن 17م مدرسة حصن جبرين التي أسسها الإمام بلعرب بن سلطان اليعربي، حيث كانت بمثابة جامعة علمية تدرس علوم القرآن والأدب والتاريخ والفقه والشريعة والحساب والفلك والطب والكيمياء. وتذكر المراجع أن الإمام بلعرب أسس هذه المدرسة بناء على نصيحة وفد من علماء جزيرة جربة التونسية، بعد زيارتهم له. أما عن المدارس في عهد الإمام أحمد بن سعيد فكان أبرزها مدرسة حبيب بن سالم بن محمد الأمبوسعيدي التي قامت 1944م في حلة العقر بنزوى. ومدرسة مسجد البياضة في الرستاق.

والقاعة الرابعة تتحدث عن مدارس عمان من أواخر القرن 19م إلى عام 1970 ودور العمانيين في نشر التعليم في شرق أفريقيا حتى عام 1970، لم يكن في عمان سوى ثلاث مدارس حكومية وهي المدارس السعيدية في مسقط، ومطرح، وصلالة. وقد أنشئت المدرسة السعيدية بصلالة عام 1936م وكانت تتكون من ثلاث قاعات وتدرس القرآن الكريم، ومبادئ التجويد، والدين، واللغة العربية والحساب. أما المدرسة السعيدية بمسقط فقد أنشئت عام 1940م وهو أول مبنى يشيد خصيصا لإيواء مدرسة في مسقط، واستمر التعليم فيها إلى سنة 1973 بعد ذلك تم افتتاح مبنى المدرسة الحديثة المجاورة عام 2000. وفي عام 2014 تم افتتاح هذا المبنى القديم كمتحف للتعليم بأوامر من حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد -حفظه الله -.

والقاعة الخامسة وتحتوي أنشطة المدرسة السعيدية بمسقط حيث افتتح مبنى المدرسة السعيدية بمسقط في عام 1940م، وهو أول مبنى يشيد خصيصا لإيواء مدرسة في عمان. تحتوي هذه القاعة على نفس شكل المقاعد الدراسية التي كانت تستخدم في المدرسة من افتتاحها. وتحتوي هذه القاعة على معلومات كثيرة عن بدايات المدرسة السعيدية والمديرين الذين تعاقبوا على إدارة المدرسة والمعلمون الذين درسوا فيها منذ تأسيسها وحتى عام 1973. أما القاعة السادسة فتحتوي على وثائق ومخطوطات المدرسة السعيدية بمسقط . حيث تحتوي القاعة على الكثير من الوثائق والصور والمراسلات عن المدرسة السعيدية وتحتوي كذلك على نماذج من الكتب التي كانت تدرس فيها.

القاعة السابعة وتحتوي على مرحلة النشر السريع للتعليم (1970- 1975م) من خلال حديث جلالته بقوله «المهم هو التعليم حتى لو تحت ظل الشجر» فعندما تولى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم مقاليد الحكم في البلاد في 23 يوليو 1970 لم يكن في السلطنة سوى 3 مدارس ابتدائية يؤمها 909 طلاب من الذكور فقط، ولكن بفضل اهتمام جلالة السلطان قابوس المعظم بالعلم تسارعت وتيرة افتتاح المدارس في السلطنة واهتم كذلك بتعليم الفتاه فافتتحت مدرسة الزهراء للبنات في عام 1970.

القاعة الثامنة وتحتوي على الإحصاءات التعليمية 1971- 2013 والمدارس الحديثة فقد تطور النظام التعليمي في السلطنة بصفة غير مسبوقة كما تحتوي على إحصائيات ومقارنة بين عدد المدارس والمعلمين والطلاب بتسلسل الأعوام الدراسية منذ 1970 حتى عام 2013، وكذلك على عروض مرئية عن نماذج من المدارس الحديثة.

أمّا القاعة التاسعة فتحتوي على تحسين نوعية الخدمات التعليمية، كالعروض المرئية ومعلومات عن مدارس التعليم الأساسي والتعليم ما بعد الأساسي. ومدارس التربية الخاصة وأنواعها مثل مدرسة الأمل للصم ومدرسة التربية الفكرية ومدرسة عمر بن الخطاب للمكفوفين.

أمّا القاعة العاشرة والأخيرة فتحتوي على التعليم العالي حيث لم يكن التعليم العالي متاحا في السلطنة حتى افتتاح جامعة السلطان قابوس عام 1986م، والتي من بعدها بدأت مؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة في الانتشار تدريجيا.