963247
963247
العرب والعالم

مفاوضات«جنيف 5» تبدأ بمشاركة جميع الأطراف مع استمرار القتال في الجبهات

23 مارس 2017
23 مارس 2017

أنقرة تستدعي القائم بالأعمال الروسي احتجاجا على مقتل أحد جنودها بسوريا -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات -

انطلقت الجولة الخامسة من مفاوضات السلام السورية في مدينة جنيف السويسرية، بحضور كافة الأطراف، بالتزامن مع استمرار القتال في عدة جبهات أسخنها في شرق دمشق وريف حماه، وريف حلب.

ووصل وفد الحكومة السورية، برئاسة بشار الجعفري إلى جنيف، للمشاركة في الجولة الخامسة من المفاوضات، حيث التقى بعد وصوله مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف أليكسي بورودافكين، والمبعوث الصيني الخاص إلى سوريا شيه شياو يان والوفد المرافق له.

وبدأت المفاوضات، بلقاءات تحضيرية جرت بين رمزي عز الدين رمزي، نائب المبعوث الأممي إلى سوريا وكافة الوفود المشاركة في المحادثات.

ونقلت وكالات أنباء عن رمزي عز الدين، في تصريحات للصحفيين، إن «الأمم المتحدة بدأت لقاءات تمهيدية اليوم مع المشاركين في المفاوضات، على أن تبدأ اليوم بعد عودة دي مستورا المحادثات الرسمية». وأضاف نائب المبعوث الأممي انه «اجتمع مع وفد الحكومة السورية وأجرى مناقشات تمهيدية، على ان يتم عقد لقاء، لاحقا، مع المجموعات الأخرى لتحضير الأسس لمحادثات الغد».

واستبق المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، الجولة الجديدة من محادثات جنيف التي بدأت، بإجراء مشاورات دولية مكثفة لدعم التسوية السورية شملت الرياض وموسكو وأنقرة، ما اضطره للتغيّب عن اليوم الأول من مفاوضات «جنيف 5 ».

ومن المنتظر ان يقوم دي ميستورا بزيارة قصيرة إلى عمّان أثناء مفاوضات جنيف ليبلغ الزعماء العرب المشاركين في القمة العربية في الأردن بنتائج المفاوضات، وفي النصف الأول من الشهر المقبل، يقدم المبعوث الأممي تقريرا حول نتائجها لمجلس الأمن الدولي.

وتأتي المفاوضات وسط تصاعد حدة القتال وعمليات القصف، إلا أن القيادي في «جيش الإسلام» محمد علوش أعلن أن هجمات المعارضة على دمشق لا يعني انتهاء الحل السياسي التفاوضي.

لكن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اعتبر، أن زيادة «نشاط المسلحين» في سوريا يهدف إلى «إفشال» هذه المحادثات.

وفي التطورات الميدانية، أعلن مصدر عسكري مقتل أكثر من 150 إرهابيا خلال عملية عسكرية للجيش السوري ضد جماعات مسلحة في منطقة المعامل شمال حي جوبر شرق العاصمة دمشق.

وأوضح المصدر في تصريح لوكالة «سانا» أن العمليات «أدت إلى مقتل أكثر من 150 إرهابيا، بينهم أجانب ومتزعمون، وإصابة المئات وتدمير 3 عربات مفخخة وقتل 7 انتحاريين قبل الوصول إلى نقاط الجيش». مضيفا أن «وحدات من القوات المسلحة تصدت للمحاولات المتكررة لمسلحي «جبهة النصرة» والتنظيمات التابعة لها لفك الطوق عن المجموعات الإرهابية المحاصرة في منطقة معامل الغزل شمال جوبر»، وأشار المصدر إلى أن وحدات الجيش دمرت خلال عملياتها 3 دبابات و4 عربات مدرعة و5 مرابض هاون و3 مدافع و15 عربة مزودة برشاشات مختلفة العيارات للتنظيمات الإرهابية.

وفي تفاصيل المعارك هناك تجددت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة في محور المعامل شرق جوبر بتغطية من سلاح المدرعات وفق مصدر ميداني، ومقتل عدد من المسلحين تابعين لـ «فيلق الرحمن» إثر الاشتباكات في محور معمل الكراش، كما تم استهداف عدد من المسلحين حاولوا سحب جثث قتلاهم بمحيط منطقة المغازل وأوقعهم بين قتيل ومصاب، ويترافق ذلك مع استمرار القصف المدفعي والصاروخي على محاور الاشتباك والخطوط الخلفية للمجموعات المسلحة.

وتأتي هذه المواجهات بغية فرض السيطرة الكاملة على معمل الغزل والنسيج الاستراتيجي حيث أن الجيش دخله أمس وتراجع من الجزء الجنوبي ليلاً نتيجة انكشاف القوات على أبنية محيطة بالمعمل حيث لابد للسيطرة على المعمل من أن يكون هناك سيطرة على الكتل المحيطة دفعة واحدة وبهجوم واحد. وحسب المصدر الميداني فإن معمل الغزل النسيج هو أهم نقطة بشمال جوبر «استراتيجي» يطل على الاوتستراد الدولي وجزء من كراجات العباسيين وحاجز السيرونكس وعقدة مواصلات كبيرة تربط العاصمة بالاوتستراد الدولي حرستا وبعدة احياء مجاورة كما يطل على البانوراما وهو اقرب نقطة للمسلحين باتجاه القابون، حيث عمد الجيش إلى استهداف مواقع لتنظيم «جبهة النصرة» في القابون بصواريخ أرض أرض قصيرة المدى.

وسيطر الجيش السوري على الكتيبة الغربية والكتيبة الشرقية والمستودعات 559 في محيط مطار السين ببادية دمشق، وفي ذات الوقت الذي تشتد فيه المعارك على جبهات دمشق، أمطر المسلحون سماء العاصمة بالعديد من قذائف الهاون والطلقات المتفجرة التي سقطت على أحياء متفرقة من دمشق وتسببت بمقتل وجرح عدد من المواطنين. وفي ريف حمص استهدفت وحدة عسكرية سيارة يقودها انتحاري وقامت بتدميرها أثناء تحركها إلى المشرفة بريف حمص، كما تم القضاء على مجموعة من تنظيم داعش وتدمير سيارة مزودة برشاش شرق جب الجراح بريف حمص الشرقي، كما تم تدمير مقر لمتزعمي النصرة في قرية الغنطو ما أدى لمقتل أعداد منهم بينهم عبد الرحمن المرعي الملقب أبو عبيدة طه واستهداف تجمعاتهم في أم شرشوح والخجر والبايكة والتلول الحمر بريف حمص الشمالي وبدأ الجيش عملية عسكرية لتوسيع نطاق الامان حول مطار حماه العسكري وفتح طريق حماه محردة، ويتصدى لهجوم عنيف شنته الجماعات المسلحة على محور قمحانة بريف حماة الشمالي واشتباكات عنيفة وسط قصف مدفعي مكثف يستهدف تحركات المسلحين، كما شن الجيش السوري هجوماً على النقاط التي دخلتها الجماعات المسلحة في كوكب ويترافق ذلك برمايات مدفعية وصليات صاروخية تستهدف الخطوط الخلفية للمسلحين.

ووفق مصادر إعلامية قامت مدفعية الجيش التركي بقصف قرية «نسرية» الحدودية مع تركيا التابعة لمدينة عفرين في ريف حلب الشمالي بأكثر من 15 قذيفة.

وحسب مواقع معارضة فإن مسلّحي تنظيم داعش انسحبوا من بلدة الكرامة في ريف الرقة الشرقي باتجاه الضفة الجنوبية لنهر الفرات، بعد أن حاصر مسلّحو «قوات سوريا الديمقراطية» الجهة الغربية للبلدة وأصبحت على بعد نحو 600 متر عن ضفة الفرات الشمالية ما بين بلدة الكرامة وقرية حمرة بلاسم.

من جانبها استدعت تركيا القائم بالأعمال الروسي بعد مقتل جندي تركي عندما أطلق عليه قناص النار من المنطقة التي تسيطر عليها فصائل كردية مسلحة في سوريا وتنشر فيها روسيا عددا من جنودها، بحسب ما أفادت أنقرة أمس. وقالت أنقرة أن الجندي قتل في محافظة هاتاي جنوب تركيا خلال تبادل لإطلاق النار أمس الأول من منطقة عفرين شمال غرب سوريا والتي تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب الكردية».

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية حسين مفتو أوغلو في مؤتمر صحفي في أنقرة «فور الحادث دعونا القائم بالأعمال الروسي إلى الوزارة وأعربنا له في البداية عن استيائنا البالغ».

وأضاف : طلبنا منهم تجنب أي حوادث مشابهة بعد هذا الحادث، ويجب القيام بكل ما هو ضروري. وقلنا انه إذا تكرر ذلك فسيتم الرد بالشكل المناسب».

وتم استدعاء السفير لأنه بموجب وقف اطلاق النار الذي تمت الموافقة عليه العام الماضي، فإن روسيا مسؤولة عن مراقبة أي انتهاكات في هذه المنطقة، بحسب المتحدث.