أفكار وآراء

برامج تعزز اقتصاد المعرفة

22 مارس 2017
22 مارس 2017

بخيت بن مسن الكثيري -

[email protected] -

مرحلة جديدة نتطلع لها لاقتصاد المعرفة ورأس المال المبادر مع انطلاق الصندوق العماني للتكنولوجيا الذي نعول عليه بالمساهمة في رفد السلطنة بقطاع اقتصادي جديد متخصص في صناعة المعرفة والتكنولوجيا وتمويل الأفكار المبتكرة ويساهم ببناء بيئة محفزة لهذه الطاقات الوطنية المبتكرة لمنتجات وخدمات تأخذ مسارها الإنتاجي على أساس المشاركة في المخاطرة والأرباح، وهذا الجانب من الأنشطة يستحوذ على شريحة جيدة من أفكار الشباب والمشروعات الصغيرة والمتوسطة خاصة أن التمويل يمثل ركيزةً أساسية لدعم إنجاز أفكار الشباب على أرض الواقع في ظل توافر الجدية من قبل الشاب في الأعمال الحرة وتوفر الظروف المناسبة لدعم نجاح مشوار الأفكار النوعية بهذا القطاع ومساهمتها في التنمية الاقتصادية الأمر الذي تتطلب ضرورة البحث عن آليات جديدة للتمويل غير التقليدي ومنها رأس المال المبادر لتمويل المشاريع النوعية ذات الأفكار المبتكرة.

وعندما ننظر إلى التجارب الدولية فنلاحظ أن رأس المال المبادر أو الجريء يساهم بمليارات الدولارات سنويًا لتمويل المشروعات حيث حقق هذا التمويل فرصا حقيقية أمام أصحاب الأفكار والمشاريع الابتكارية لبناء جيل واعد من رواد الأعمال في مختلف الأنشطة خاصة اقتصاد المعرفة، ويقول أحد الخبراء: إن الممولين المغامرين هم من كانوا وراء تجسيد مختلف الابتكارات التي عرفتها البشرية، ولولا هؤلاء المغامرين لما وصل التطور التقني اليوم إلى ما وصل إليه.

ومن هذا المنطلق نعول على برامج ومشروعات هذه المبادرات في نقل التقنيات التكنولوجية والمعرفة واستثمارها لرفد واحتضان الطاقات الشبابية في الأعمال الإنتاجية ووضع السلطنة على خارطة روّاد الاقتصاد المعرفي في الشرق الأوسط، من خلال بناء تعاون وشراكة مع الصناديق الدولية في مراكز الصناعات المعلوماتية والاستثمار في المؤسسات التكنولوجية الناشئة على مستوى المنطقة وجذب المشاريع الواعدة لإطلاق عملياتها هنا في السلطنة لتعزيز الاقتصاد الوطني القائم على المعرفة، وتنمية قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بشكل عام، فضلاً عن إتاحة الفرصة أمام الشباب العماني للعمل في هذه المجالات ذات القيمة المضافة العالية.

وكذلك دعم الابتكارات والبرامج الناشئة وتقديم الاستشارة والتمويل والمتابعة بهدف بناء كيانات يمكن أن تكبر وتتوسع في المستقبل.

ويمكن القول إن تمويل المشاريع ذات المخاطر العالية جريئة كما تحدثنا عنه سابقا وبالوقت نفسه هي واعدة وتحقق أرباحا مرتفعة إذ أن هذا النمط من التمويل الذي اصطلح على تسميته برأس المال المبادر تجسيدًا لمفهوم التمويل وللمبدأ القائل إن الربحية العالية مرتبطة بمستوى المبادرة العالية في الاستثمار، حيث يهدف نشاط شركات رأس المال المبادر إلى التغلب على عدم كفاية العرض من رؤوس الأموال بشروط ملائمة من المؤسسات المالية القائمة وإلى توفير تمويل للاستثمارات في المشروعات الجديدة أو عالية المخاطر التي تتوافر لديها إمكانية نمو وعائد مرتفع، وبذلك فإن رأس المال المبادر هو طريقة لتمويل الشركات غير القادرة على تدبير الأموال بالطرق التقليدية بسبب المخاطرة العالية المرتبطة بأعمالها، وهذه الاستثمارات هي لآجال طويلة، وغير سائلة وذات مخاطر مرتفعة لكن بعوائد عالية نسبيًا تتحقق عندما يتم بيع الشركة المستثمر فيها.

وهذا الجانب يتطلب مزيدًا من الجهود والتنسيق بين مؤسسات البحث العلمي والتعليم العالي في الدراسات والبحوث التي تدعم مرتكزات اقتصاد المعرفة في السلطنة وتكون جسرًا لنقل المعرفة والتجارب الدولية التي قطعت أشواطا وإنجازات في هذا المجال المرتبط بصناعة المعرفة والابتكار، وكذلك نتطلع إلى دور من القطاعات الاقتصادية بالمساهمة في التمويل العلمي والاستفادة من تجربة قطاع النفط في تمويل البحوث العلمية و الدراسات التي لها علاقة بوضع الحلول والتطوير لأنشطتها الاقتصادية.