954095
954095
مرايا

تسبب أذى نفسيا وقد تكون إيجابية.. السخرية طريق لخسارة من حولنا

22 مارس 2017
22 مارس 2017

كتبت- رحاب الهندي -

بعض الناس يلجأ للسخرية من موقف ما أو شخص قريب له كصديق أو أخ أو زميل من أجل الضحك عليه، مما يجعل الآخر في موقف حرج وأحيانا أزمة نفسية ليبعد عن الساخر بعلاقته الإنسانية. فتعريف السخرية هي طريقة من طرق التعبير باستخدام لفظ يقلب المعنى كنوع من النقد والتهريج والضحك الجارح، بحيث يوضع الشخص في صور مضحكة بواسطه تشويه شيء ما يخصه، وحين تستخدم السخرية بصورة عدوانية تسمى التهكم.

وهنا نتساءل لماذا البعض يمتهن السخرية لغيره ويزعجه، وهل يقبل أحدنا أن يسخر منه أحد أو يقبل أن يكون ساخرا على الناس ويجرحهم بأسلوب السخرية، بل واحيانا التهكم!

في هذا الاستطلاع ننقل لكم رأي البعض وهم غالبا ضد السخرية بكل مواقفها، لكن مع ذلك لا أحد يستطيع أن ينكر أن السخرية هي داء موجود في كل المجتمعات الإنسانية.

المزاح

علينا أن لا نخلط بين المزاح والسخرية، وأقول هذا لأن للأسف البعض لا يفرق بينهما، هذا ما حدثنا به سعيد الوهيبي ( موظف شركة ) وأوضح: فالمزاح شيء طريف ومقبول، أما السخرية فهي نوع من الإهانة التي غالبا تكون مقصودة وبها تجريح وتقليل من الشأن.

وحين يسخر أحدنا من الأخر فقد يؤدي ذلك لغضب وقطيعة بين الأهل أو الأصدقاء، وأستغرب متسائلا لم يلجأ أحدنا للسخرية؟، هل يظن نفسه أفضل من الآخر؟ أعتقد أنه يحمل عقدا نفسية يحاول أن يغطيها بالسخرية وتجريح الآخر .

الأطفال

العنود البلوشية (ربة بيت) تقول: هذا الموضوع جدا مهم وأرجو أن يصل للجميع، لأنني بصراحه أعاني من هذه المواقف بسبب ابني الذي مازال على المقاعد الدراسية في المرحلة الأولى من التعليم الأساسي، فزملاؤه يسخرون منه دوما بسبب طريقة لفظه، وحاولت كثيرا مع إدارة المدرسة وللأسف بلا فائدة، فلا يمكن ان يسيطروا على جميع الأطفال. لكن المشكلة أن ابني لم يعد يحب الذهاب للمدرسة، وأتساءل ماذا يفيد الناس من السخرية، وهل يوجد أحد بلا عيوب؟

وأعتقد أن الحل صعب فعلا لأن أساسه التربية من الأسرة، لكن بعض الأسر للأسف نجد أن السخرية طبيعية لديهم، فحين يسخر الزوج من زوجته أمام الأبناء فلا شك أن الأبناء سيسخرون من الآخرين، وأنا أحاول أن أعلم ابني أن يثق في قدراته وإنه يستطيع مع الوقت أن يحسن من طريقة استخدام ألفاظه.

فعل مشين

هذا ما قالته شيماء البوسعيدية (أخصائية اجتماعية) وتابعت قولها: للأسف الشديد نجد السخرية منتشرة هذه الأيام بحجة الضحك، وهذا شيء سلبي وفعل مشين، فكم حطمت السخرية علاقات أسرية أو صداقات. فالسخرية تقلل رصيد الحب بين الزوجين، مما قد يتسبب في عدم وجود حوار بينهما، وهو ما يترتب عليه وصولهم إلى مرحلة الطلاق العاطفي، وربما يتسع الجرح بينهم ويصل إلى الانفصال.

وأوضحت الأخصائية أن الشخصية سليطة اللسان، وكثيرة السخرية من الآخرين، هي شخصية تشعر بالنقص وتحاول إخفاء هذا النقص من خلال الظهور بشكل كوميدي زائد، لذا من الضرورة تجنب تلك الشخصيات، أو مناقشتهم في الأمر إن كانت علاقتهم بالشخص هامة.

السخرية الإيجابية

بدأ حديثه معنا بتفكير وابتسامه، ثم تناول دفترا وقرأ لنا جملة فيها أكثر من معنى: الغاية الكبرى من السخرية «تحقيق الوعي وإيجاد اليقظة» «هز رأسه وتابع قوله: نعم السخرية قد يكون لها جانب إيجابي مؤثر إذا استخدمت للموقف وليس للشخص، وهذا ما حدث في كتاب الجاحظ «البخلاء» حيث كان الكتاب من أهم كتب السخرية في الأدب العربي القديم حين سخر الجاحظ من صفه البخل والبخلاء، وهذا بالطبع شيء إيجابي للسخرية، ولا ننسى أيضا برنارد شو وسخريته في كتاباته عن كل المواقف السيئة في الحياة، وهذا بالطبع مطلوب وأكيد الكل يوافق معه. هذا الكلام كان للأستاذ محمد البلوشي (طالب ماجستير) في الأدب العربي متابعا كلامه: إن أدب السخرية هو فن بذاته كأدب القصة والمسرح والرواية، وهو طريق للتعبير عن جوانب النقد المجتمعية المرفوضة بطريقة نضحك عليها وليس منها، وغالبا ما يكون كاتب أدب السخرية هو كاتب ذكي ولديه ملكة خاصة في الكتابة كمبضع الجراح، بحيث يستطيع أن يستخلص من تجارب الناس غير الجيدة ليسخر منها فقد يتجنبوها، لأنها تدعو للتفكير من الحقيقة الشبه غامضة التي يشير إليها الكاتب باستخدامه -أي الكاتب- المعاني اللغوية والمحسنات اللفظية والصور البيانية كالمجاز والاستعارة والكناية والإيهام والتضاد وذم شبيه بالمدح أو العكس، ولا ننسى أن البعض وجهه سخريته للناس عن طريق كتابات باستخدامه لغة الحيوانات ككتاب» كليلة ودمنة « طبعا كل هذا يجب أن يكون فارغا من الدوافع الشخصية للكاتب حتى يصل إلى هدفه، وهو إصلاح مساوئ المجتمع من السخرية السلبية.

لا للسخرية

مهما حاولنا أن نكون ضد السخرية وضد من يتعامل معها إلا أن هناك بالتأكيد من لا يستطيع أن يتجاوز طبعه في السخرية من الآخرين وأحيانا حتى من نفسه، وهنا نرجو أن نكون من خلال هذا الاستطلاع أن نكون أنرنا الطريق ولو بضوء بسيط حتى يستوعب البعض ان السخرية طريق لخسارة من حولنا، وقد يكونون من المقربين والمقربين جدا، أبعدنا وإياكم عن كل أنواع السخرية وتحديدا السلبية منها.