959867
959867
المنوعات

اختتام أعمال مؤتمر المركز العربي «للعلوم الاجتماعية والإنسانية»

20 مارس 2017
20 مارس 2017

اختتمت أمس في الدوحة أعمال المؤتمر السنوي السادس للعلوم الاجتماعية والإنسانية، الذي نظّمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات وخصصه هذا العام لموضوعي «سؤال الأخلاق في الحضارة العربية الإسلامية» و«الشباب العربي: الهجرة والمستقبل». وتناولت أولى جلستي اليوم الأخير من المؤتمر «الأبعاد الاقتصادية لهجرة الشباب». في ورقة تحت عنوان «أنماط التنمية الاقتصادية والهجرة في البلدان العربية: دراسة قياسية»، ويرى الباحث إبراهيم محمد علي أن عدم اكتمال تجارب التنمية الاقتصادية في العديد من الاقتصادات العربية أدى إلى استمرار هجرة الشباب العربي إلى العالم الرأسمالي المتقدم.

فقد خلف ذلك هياكل إنتاجية غير متنوعة وغير مرنة، حالت دون استيعاب الزيادة المستمرة في قوة العمل في الكثير من البلدان العربية مثل مصر، والأردن، والعراق، وسوريا، والجزائر والمغرب، وتونس ولبنان؛ فلجأ الكثير من الشباب العربي إلى الهجرة الدولية بحثا في الأساس عن فرص عمل عجزت سياسات التنمية الاقتصادية الفاشلة عن توفيرها في أوطانهم.

وخلصت الدراسة إلى أن اتخاذ إجراءات اقتصادية تُحدث تغييرا هيكليا إيجابيا في جانبي الإنتاج والتوزيع يُمثّل الضمانة الرئيسية لتقليل أعداد المهاجرين من الشباب العربي للخارج.

وحاول الباحث مروان أبي سمرا فك لغز «انخفاض معدل البطالة في المغرب» على الرغم من التزايد في القوى العاملة ومحدودية فرص العمل، متسائلا إن كانت «الهجرة» هي المفسر لهذا اللغز.

وينطلق البحث من تحليل الانخفاض الكبير في معدل البطالة في المغرب منذ نهاية تسعينيات القرن الماضي وتفسيره، وهو انخفاض يبدو غريبا للوهلة الأولى.

ذلك أنّه حصل في سياق يتميز بالتزايد الكبير في عدد الشباب ومن هم في سن العمل ونسبتهم من السكان من جهة، وبالتقلص الحاد في فرص العمل التي خلقتها القطاعات الاقتصادية المختلفة من جهة أخرى.

فعلى خلاف التفسيرات الشائعة، يبيّن البحث أنّ انخفاض البطالة في المغرب يعود إلى تضافر عاملين: الأول هو انخفاض معدلات النشاط الاقتصادي؛ نتيجة لإقصاء جزء متعاظم من الشباب والنساء من سوق العمل، أمّا الثاني والأهم فيكمن في قيام موجة جديدة هائلة من هجرة الشباب غير الشرعية إلى إسبانيا وإيطاليا.

ويبرز البحث خصائص هذه الموجة الجديدة، وإسهامها في تقليص فائض القوى العاملة، وتأثيراتها الاقتصادية والاجتماعية، وإسهامها في خفض الفقر.

ويبين البحث بالمقابل أنّه، في ظلّ النمو الاقتصادي وانخفاض البطالة، لم ينفك المغرب في الحقيقة عن مراكمة عوامل الطرد الدافعة للهجرة: فشل تنموي في الارتقاء بالقطاعات الإنتاجية بما يمكن من مجابهة تحديات التحول الديموغرافي؛ وتقلّص مستمر لفرص التشغيل ومعدلاته؛ واختلال هائل في سوق العمل؛ وتضخم العمل الهش وغير الرسمي.

ويظهر البحث أيضًا أنّ معدل البطالة في سياق كهذا ليس مؤشرًا ملائمًا لتقييم أداء سوق العمل واختلالاتها، والضغوطات الدافعة إلى الهجرة.

ويظهر كذلك أنّ النمو الاقتصادي ليس بالضرورة مؤشرًا على التنمية؛ فالمغرب يقدّم مثالا على نمو ضحل في فرص العمل، ولا سيما العمل اللائق.

واختتمت جلسات عرض أوراق المؤتمر ومناقشتها، بحفل توزيع الجائزة العربية للعلوم الاجتماعية والإنسانية في دورتها السادسة (2016/‏‏2017). وهي جائزة أنشأها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات منذ عام 2011 بهدف تشجيع الباحثين العرب داخل الوطن العربي وخارجه على البحث العلمي الخلاق والمبدع في قضايا وإشكاليات تهمُّ صيرورة تطور المجتمعات العربية وبنيتها وتحولاتها ومساراتها نحو الوحدة والاستقلال والديمقراطية والتنمية الإنسانية.