المنوعات

كتاب «كلمة وفكرة».. من الكويت إلى السلطنة

20 مارس 2017
20 مارس 2017

“العمانية”: «كلمة وفكرة» كتاب جاء في مائة وعشر صفحات استطاع وفي سابقة أدبية أن يجمع بين طياته فكر وبوح اثنين وعشرين كاتبا وكاتبة من بينهم ثلاثة عشر من دولة الكويت الشقيقة وهم أحمد مبارك البريكي، واستبرق أحمد، وباسمة العنزي، وحمد الحمد، وحمود الشايجي، والرازي البديوي، وعائشة عدنان المحمود، ود.عباس يوسف الحداد، وفتحية الحداد، وليلى العثمان، ومنى الشافعي، ومنى الشمري، ومي الشراد.

وتسعة منهم من السلطنة وهم بشرى خلفان، وجوخة الحارثية، وخميس قلم، وزهران القاسمي، وسليمان المعمري، وعبدالله خليفة عبدالله، وعزة القصابية، ووليد النبهاني، ويونس البوسعيدي.

صدر هذا الكتاب عن بيت الغشام للصحافة والنشر بالتعاون مع النادي الثقافي، فما هي الكلمة؟ وما الفكرة التي كانت خلف طباعة هذا الكتاب الكويتي العماني؟

تقول الكاتبة الكويتية فتحية الحداد: إن فكرة الكتاب جاءت بعد متابعة لمشروع لغوي فرنسي يعنى بالفرانكفونية لنشر اللغة والثقافة الفرنسية أيضا تحت مُسمى “قل لي عشر كلمات” حيث يقوم المشروع الفرنسي على اكتشاف عشر كلمات على مدى عام كامل وفي كل سنة تكون هناك حلقة نقاش تنظم أسباب اختيار تلك الكلمات والمفاهيم التي تمر عبر رحلة أدبية وعلمية أو إنسانية بشكل عام.

وتضيف فتحية الحداد إن المشروع انبثقت منه تجربة جديدة ومختلفة إلى حد ما في الكويت، فكرة تقوم على تحدي الكتابة كنشاط ذهني يقوم غالبا على موقف يحدث صدفة أو من فكرة تولد من الخيال أو سيرة ذاتية تركبت بصماتها على الكاتب، بينما المطلوب هنا استنطاق تسع كلمات متفرقة لتكون هي الهيكل الأولي لبناء نص أدبي.

وتوضح أن التجربة خاضها أكثر من كاتب وخرج الكتاب الأول تحت مسمى “امنحني تسع كلمات” عام 2015 والذي ضم نصوصا مختلفة.

من المؤلفين من عاد إلى نص له كان في سبات، فأعاد إليه الحياة بزرع تلك الكلمات في حقل مناسب من النص القديم.

والتجربة المشتركة أتاحت فرصة الاستثمار في الكلمة فكان المجال متاحا لأكثر من خيال، وعندما اقترحنا كلمة مثل “عصابة” وجدنا إمكانية تطويع الكلمة فأخذها بعض الكتاب لتكون “عصابة رأس” بينما استغلها آخرون لتشير إلى “عصابة من المجرمين” في نص آخر.

ولأن الأفكار يمكن أن تشي بأخرى، قد تختلف عنها بالشكل، فقد تم طرح فكرة تحليق كتاب من الكويت وعُمان حول كلمة واحدة يكتبون فيها نصوصا توحي بها هذه المفردة.

وفي البدء يدلي كل أديب بدلوه، ومع إصدار الكتاب يأخذ كل قارئ بنصيبه حسب ذائقته أو ما يفرضه الفضول لحظة تصفح كتاب “فكرة وكلمة – من الكويت إلى سلطنة عمان”. الأفكار أو المبادرات لا تجد دائما من يصغي إليها، غير أن مجلس إدارة النادي الثقافي بالسلطنة كانت له وجهة نظر شجعت على تنفيذ الفكرة، تشجيع لم يأت محض صدفة إنما هي رؤية تبدو واضحة المعالم ونحن نقرأ كلمة النادي الثقافي المثبتة في كتاب “فكرة وكلمة” التي جاء فيها: «إن المشروعات الكتابية وما تتأسس عليه من ثيمات ثقافية لها أبعاد تنموية تستهدف الفكر عامة والمبدعين بشكل خاص، لما لها من أهمية في رفد المجتمعات بالمبدعين وتأصيل انتماءاتهم المعرفية والفكرية والتعرف على طرق إبداعاتهم وأنساق فكرهم، كونهم من بيئات مختلفة ومتعددة، فكيف إذا كانوا في منطقة جغرافية مشتركة ومحددات حضارية وفكرية مشتركة، فهنا ستكون تلك المشروعات ذات أبعاد معرفية لا تنشد رصد وتأصيل التراث الثقافي وحسب بل تـتعداه إلى استشراف مستقبل ذلك الفكر الثقافي في أنساق تعمد إلى ترسيخ القيم الحضارية الأصيلة». المبادرة تقدمت بها الكاتبة الكويتية فتحية الحداد التي ذكرت في مقدمة الكتاب «من أهداف هذه المبادرة هو تفعيل التواصل الثقافي بين الكويت وعُمان من خلال العمل على مفردة بذاتها والخروج بنتاجات تُثري الساحة الأدبية في الخليج.

التجربة تنطلق من جانب لغوي وأدبي لاكتشاف الدلالات المتباينة للكلمة والصور الذهنية المختلفة للمفردة الواحدة، والنصوص تأخذ مجراها في القصيدة وكتابة اليوميات والنقد والمقال، وهو ما قد يجعل من التجربة فرصة يستثمرها النقاد والتربويون أيضا في توصيل ذائقة اللغة والأدب، والحث أيضا على البحث في الجانب التوثيقي كلما أمكن ذلك».