960052
960052
العرب والعالم

قوميون أتراك يحشدون الأصوات «المتأرجحة» بعيدا عن أردوغان

20 مارس 2017
20 مارس 2017

تركيا تعتقل 2000 شخص لصلتهم بمحاولة الانقلاب -

عواصم - (وكالات): واجه الزعيم القومي التركي «سنان أوغان» أسبوعا صعبا.

فقد كانت هي ليلة الجمعة الماضية وقبل عدة ساعات تلقى نبأ استبعاده من حزبه وهو حزب الحركة القومية.

وكان قد تعرض قبل عدة أيام لهجوم وانتقادات، وهو يلقي كلمة على المنصة خلال اجتماع حزبي.

ويقول أوغان، الذي يصر على أنه لا يزال، حتى النخاع، عضوا في حزب الحركة القومية التركي: «هذا الأمر يشبه طرد شخص ما من بيته الخاص».

ويمر الحزب بحالة من التمزق بعد أن ألقى زعيم الحزب دولت بهتشلى بثقله خلف مساع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتوسيع صلاحياته الرئاسية بشكل كبير.

ويعد أوغان -49 عامًا- واحدًا من أبرز القوميين المتعنتين الذين غردوا خارج السرب ويحشدون الجهود من أجل التصويت بـ«لا» في الاستفتاء المقرر في 16 أبريل بشأن التعديلات الدستورية.

والآن، يدفع الفصيل المتمرد من القوميين المعارضين الثمن... فيتم إقصاؤهم مع تحول الأمور إلى مشهد «قبيح» في الأسابيع الأخيرة من حملة حشد التأييد للتعديلات الدستورية.

وعلى قمة أعمال العنف والتهديدات، تم إلغاء تجمعات للمعارضة في اللحظات الأخيرة بل وتم قطع الكهرباء عن قاعة أثناء أحد التجمعات.

وتظهر استطلاعات الرأي احتدامًا بين معسكري رفض وقبول التعديلات الدستورية قبيل موعد الاستفتاء المقرر في 16 أبريل، ويبدو أن المعسكر القومي المنقسم سيلجأ إلى احتواء واستيعاب الأصوات المتأرجحة.

وحذر أوغان من أن «نظام الرجل الواحد سيأتي وسيتم التخلص من النظام البرلماني»، وندد بالتعديلات الدستورية وذلك قبل دقائق من صعوده على المنصة خلال تجمع مع أنصاره.

ويحاول أوغان هز صورة حزبه بتصويره كحركة يمينية متشددة على صلة بالعنف، مصرًا على أنه تغير منذ سبعينات القرن الماضي عندما حددت ملامحه حربه على الشيوعية.

وقال: «الآن نحن نناضل من أجل الديمقراطية». في الوقت نفسه، تعالت نبرة الحماسة لدى أنصاره ممن كانوا في القاعة ولوحوا بالأعلام التركية ورفعوا إشارات جماعة الذئاب الرمادية، وهي منظمة تركية يمينية متطرفة، ترفع أصبعي الخنصر والسبابة في شكل أذني الذئب.

وقال: «ماذا لو لم يتم انتخاب أردوغان؟ يندهش الأشخاص عندما تتم مواجهتهم بهذا السؤال». بالنسبة له يشير هذا إلى نقص المعلومات بين الجمهور حول الاستفتاء المصيري.

وعندما صعد أوغان إلى المنصة استشهد بزيمبابوي وروبرت موجابي كمثال على نظام رئاسي ضل طريقه.

واستقبل الجمهور ذلك بصيحات الاستهجان.

واستغل أوغان القلق المتزايد تجاه ملايين من اللاجئين السوريين الذين يعيشون في تركيا، حيث اتهمهم بأنهم يجورون على حقوق المواطنين الأتراك، مرددا بذلك ما يردده نظراؤه من اليمين الشعبوي الأوروبي.

وشدد أوغان على ارتفاع معدلات البطالة وتدهور قطاع السياحة بينما تحسر على انكماش تحالفات تركيا، وظهور مشاحنات إقليمية فظة بما في ذلك مشاحنات مع مصر وإيران، والآن أوروبا.

وينظر بعض المحللين إلى الخلاف الحالي مع ألمانيا وهولندا بسبب منع حكومتي البلدين تجمعات مؤيدة لأردوغان على أنه محاولة من جانب الرئيس التركي للفوز على القوميين.

وأشار رئيس الوزراء التركي ابن علي يلدريم وقادة آخرون بحزب العدالة والتنمية مؤخرًا إلى إشارة اليد المثيرة للجدل لجماعة الذئاب الرمادية.

وقال هوارد أيزنشتات، وهو أستاذ مساعد في جامعة سانت لورانس في نيويورك: «القومية دائمًا ورقة ذكية للعب بها في السياسة التركية»، مضيفا إنه يرى المعركة مع أوروبا «مصطنعة إلى حد كبير»، فيما يناور أردوغان من أجل الفوز.

ويعتقد أوغان أنه من الخطأ أن يتم حظر التجمعات في أوروبا معربا عن قلقه من أن ذلك قد يؤدي إلى حشد الدعم للرئيس.

ولكنه سرعان ما انتقل إلى القضايا المحلية.

وقال أوغان: «أولئك الذين يصرخون لعدم وجود قاعة لهم في أوروبا لم ينطقوا ببنت شفه عندما تمت مداهمة قاعاتنا»، مشيرًا إلى تحديات تواجهها حملة المعارضة.

وتقوم القنوات الإخبارية في أردوغان ببث خطب أردوغان كاملة حتى عندما يتحدث ثلاث مرات في اليوم، بينما تكافح المعارضة -سواء من اليسار أو من أشخاص مثل أوغان- من أجل الحصول على فرصة عادلة.

ويقول أوغان: إن «تي آر تي، وهي مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية الرسمية، لا تمنحنا وقتا للهواء.

وتمنحنا القنوات المؤيدة حاليًا لحزب العدالة والتنمية وقتا للهواء ولكن فقط مع دعوة أشخاص تتركهم بعد ذلك يكيلون الإهانات لنا».

وهناك بعض القنوات تقول له: إن «الرئاسات» بالقنوات يرفضون ببساطة حجز موعد على الهواء لهم.

أمنيا قالت وزارة الداخلية التركية أمس: إن السلطات اعتقلت أكثر من ألفي شخص الأسبوع الماضي للاشتباه في صلتهم بجماعات مسلحة أو بمحاولة الانقلاب العام الماضي.

وتواجه تركيا عدة تهديدات أمنية بما في ذلك حزب العمال الكردستاني المحظور وتنظيم داعش.

ووسعت البلاد حملة قمع للداعمين المزعومين لمحاولة الانقلاب في 15 يوليو.

وقالت وزارة الداخلية في بيان: إن 2063 شخصًا اعتقلوا لاستجوابهم خلال الأسبوع المنصرم. ومن بين هؤلاء 999 شخصًا في المجمل يشتبه بأنهم على صلة بحزب العمال الكردستاني الذي يسعى للحكم الذاتي ويقوم بأعمال عنف ضد الحكومة منذ ثلاثين عامًا وتصفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بأنه تنظيم إرهابي. واعتقلت السلطات 966 آخرين للاشتباه في صلتهم برجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن الذي تلقي أنقرة باللوم عليه في التخطيط لمحاولة الانقلاب.

وينفي كولن ضلوعه في الأمر وأدان الانقلاب الفاشل.

وقالت الوزارة: إن 70 شخصا اعتقلوا لصلتهم بتنظيم داعش في حين اعتقل 28 آخرون للاشتباه في صلتهم «بجماعات إرهابية يسارية». وذكرت أنه تم «تحييد» 24 متشددا في عمليات خلال الأسبوع المنصرم وقُتل منهم 13. ولم تذكر المزيد من التفاصيل.

واعتقلت تركيا بعد محاولة الانقلاب أكثر من 40 ألفا وأقالت أو أوقفت أكثر من مائة ألف من أفراد الجيش والقطاع الخاص والخدمة المدنية عن العمل.

من جهتها هددت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس بأن ألمانيا يمكن أن تمنع مستقبلاً التجمعات الانتخابية التي ينظمها السياسيون الأتراك على أراضيها في حال لم تتوقف أنقرة عن توجيه الإساءات المتعلقة بالنازية إلى برلين. وشددت ميركل على أن هذه الإهانات يجب أن تتوقف وبدون أعذار، وأن ألمانيا تحتفظ لنفسها بالحق في «باتخاذ كل الإجراءات الضرورية بما فيها مراجعة الأذونات» لإقامة مهرجانات انتخابية حتى لو كانت قد أعطيت سابقا. واتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ميركل خلال عطلة نهاية الأسبوع باستخدام «أساليب نازية» بعد أن منعت السلطات الألمانية عدة تجمعات بمشاركة مسؤولين سياسيين أتراك قبل الاستفتاء المرتقب في 16 أبريل، وذلك بحجة وجود صعوبات لوجستية.

وقالت ميركل بوجه متجهم: إن مثل هذه التعليقات «تكسر كل المحرمات بدون اعتبار لمعاناة الذين تعرضوا للاضطهاد والقتل» من قبل النازيين.

وأثارت ميركل هذا الموضوع في بداية مؤتمر صحفي في هانوفر إلى جانب رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، حيث أكدت خلاله على أن «ظهور السياسيين الأتراك هنا يمكن أن يحدث فقط بالاستناد إلى مبادئ القوانين الدستورية الألمانية».