كلمة عمان

مؤتمر عمان للاستثمار السياحي

20 مارس 2017
20 مارس 2017

بينما يحظى قطاع السياحة في السلطنة باهتمام كبير ومتواصل، ليس فقط من منطلق الأهمية الحيوية بهذا القطاع، فيما يتصل بسبل وبرامج تنويع مصادر الدخل والحد من الاعتماد على العائدات النفطية، ولكن أيضا من منطلق أن السلطنة تملك إمكانات ومقومات سياحية عديدة ومتنوعة وقابلة للاستثمار على نحو واعد، وبمستويات واستثمارات مختلفة، محلية وإقليمية ودولية، فإنه من المؤكد أن مؤتمر عمان للاستثمار السياحي، الذي يبدأ فعالياته اليوم، ويستمر غدا، والمعرض المصاحب له، الذي تنظمه شركة مسقط الوطنية للتطوير والاستثمار (أساس) بالتعاون مع وزارة السياحة، وعدد من الجهات المعنية الأخرى، يكتسب الكثير من الأهمية، كحدث وفعالية تتجدد سنويًا من ناحية، وتسهم بشكلٍ جادٍ وحقيقي، في وضع قطاع السياحة في السلطنة في مكانه اللائق، كقطاع واعد استثماريًا وسياحيًا على كل المستويات.

وفي هذا الإطار فإنه ليس من المبالغة في شيء أن مؤتمر عمان للاستثمار السياحي، الذي يرعاه معالي أحمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة، يأتي في وقته المناسب، ليتواكب مع ما يشهده قطاع السياحة العمانية من أنشطة متعددة، سواء من خلال الانتهاء من مشروعات كبيرة، سياحية وخدمية، تعطي دفعةً قويةً لهذا القطاع، في مقدمتها تطوير مطار صلالة، وقرب جاهزية مطار مسقط الدولي الجديد، والعديد من الفنادق التي تم افتتاحها، أو يجري الانتهاء منها في مختلف محافظات السلطنة والمواقع السياحية بها، فضلاً عن استراتيجية السياحة العمانية، التي ستعرضها وزارة السياحة أمام المؤتمر، لإلقاء الضوء على الجوانب المختلفة لها وأولوياتها وجهودها في هذا المجال المهم اقتصاديًا واجتماعيًا.

من جانب آخر، فإن مؤتمر عمان للاستثمار السياحي يتميز بأنه يضم عددًا كبيرًا من المستثمرين والشركات المعنية بالاستثمار السياحي من ناحية، وأبرز الشركات العاملة بالفعل في هذا القطاع في السلطنة من ناحية ثانية، حيث يتحدث 24 من الخبراء والمتخصصين والمعنيين بقطاع السياحة والاستثمار فيه، من داخل السلطنة وخارجها، وهو ما يسهم بالضرورة في إلقاء الضوء وتوفير صورة واضحة ومتعددة الجوانب لفرص الاستثمار في قطاع السياحة العمانية. جدير بالذكر أن حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- نجحت، عبر الاهتمام المدروس والمتدرج بهذا القطاع المهم، في تحقيق وعي وطني كبير، يتسع ويتعمق، على كل المستويات، بأهمية قطاع السياحة العمانية، وبضرورة إتاحة الفرصة واسعة أمامه للإسهام بنصيب أكبر في الناتج المحلي الإجمالي للسلطنة، خلال السنوات القادمة.

ومع الزيادة الملموسة في البنية الأساسية والمرافق الضرورية للنشاط السياحي، وتقديم العديد من التسهيلات في مجال الاستثمار في هذا القطاع وغيره من قطاعات الاقتصاد العماني، فإن ما تتمتع به السلطنة من ثراء ووفرة وتنوع في المقومات السياحية، ومن مناخ آمن وأمان واستقرار، ومن مناخ مشمس وبيئات سياحية متنوعة، تشكل كلها عناصر نجاح للاستثمار في هذا المجال بكل مستوياته، المحلية والإقليمية والدولية، وهو ما تشجعه حكومة جلالة السلطان المعظم بشكل قوي وملموس.