العرب والعالم

بريطانيا تعتزم إطلاق مفاوضات الخروج من الأوروبي 29 الجاري

20 مارس 2017
20 مارس 2017

ماي تبدأ جولة داخل المملكة قبل بدء الانسحاب -

عواصم - (د ب أ - أ ف ب): أعلنت الحكومة البريطانية أن رئيسة الوزراء تيريزا ماي تعتزم إطلاق المفاوضات الرسمية للخروج من الاتحاد الأوروبي في 29 مارس الجاري.

وقالت: إن سفير بريطانيا في الاتحاد الأوروبي أبلغ رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك بأن ماي تعتزم إبلاغه عبر خطاب بتفعيلها المادة 50 من معاهدة لشبونة، التي تتيح للدولة العضو بالاتحاد الخروج منه من خلال مفاوضات يمكن أن تستمر لعامين.

وذكر الوزير البريطاني لشؤون الخروج من الاتحاد الأوروبي ديفيد ديفيس في بيان: في يونيو الماضي، اتخذ شعب المملكة المتحدة القرار التاريخي بالخروج من الاتحاد الأوروبي.

وفي 29 مارس ستوصل الحكومة هذا القرار وتبدأ رسميًا عملية تفعيل المادة 50».

وقال: نحن على أعتاب المفاوضات الأهم لهذه الدولة في جيل».

وقال: إن حكومة المحافظين بزعامة ماي تتطلع إلى اتفاق خروج يخدم مصالح جميع مناطق المملكة وكل أوروبا وإلى «شراكة جديدة وإيجابية بين المملكة المتحدة وأصدقائنا وحلفائنا في الاتحاد الأوروبي».

وكان البرلمان البريطاني دعم الأسبوع الماضي خطة ماي لتفعيل المادة 50، وذلك بعد ستة أسابيع من المناقشات.

وستزور رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي ويلز في إطار مساع للتواصل مع كل أقاليم المملكة المتحدة قبل أن تطلق رسميا انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ومن المقرر أن تبدأ ماي تفعيل المادة 50 من معاهدة لشبونة للاتحاد الأوروبي لتبدأ عامين من المحادثات الرسمية للخروج من التكتل بنهاية الشهر الجاري وقال مكتبها: إنها ستزور ويلز واسكتلندا وايرلندا الشمالية للاستماع لآراء المواطنين.

وكشف الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي العام الماضي عن انقسامات يمكن أن تهدد وحدة المملكة المتحدة إذ صوتت اسكتلندا وإيرلندا الشمالية لصالح البقاء في الاتحاد إلا أن إنجلترا وويلز صوتتا لصالح الخروج منه.

وفي تحدٍ كبير لماي قالت رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستيرجن الأسبوع الماضي إنها ستحث على إجراء تصويت جديد على الاستقلال بعد أن واجهت عنادًا من لندن عندما سعت لأن تكون لاسكتلندا اتفاقها الخاص بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي.

ورفضت ماي ذلك قائلة إنه ليس الوقت المناسب.

وقال حزب شين فين أيضًا وهو أكبر الأحزاب القومية في ايرلندا الشمالية إنه يريد إجراء استفتاء على الانفصال عن المملكة المتحدة «بأسرع وقت ممكن» للوحدة مع جمهورية إيرلندا.

وقال مكتب ماي إنها وديفيد ديفيز زير شؤون الانسحاب من الاتحاد الأوروبي سيجتمعان مع كاروين جونز رئيس وزراء ويلز ورجال أعمال لبحث كيف يمكن أن تنتهز ويلز الفرص التي يوفرها الخروج من الاتحاد.

في السياق قال متحدث باسم المفوضية الأوروبية أمس: إن المفوضية مستعدة لبدء مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعد أن أكدت الحكومة البريطانية إنها ستفعل المادة 50 من معاهدة لشبونة 29 مارس الجاري.

وقال مارجاريتيس شيناس كبير المتحدثين باسم المفوضية في إفادة صحفية «كل شيء معد فيما يتعلق بهذا الأمر».

وأشار إلى أن المفاوضات ستبدأ بمجرد أن تلتقي بقية الدول الأعضاء في الاتحاد لتأكيد تفويض المفوضية في المباحثات.

ومن ناحية أخرى قال دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي اليوم إنه سيقدم لبقية الدول الأعضاء ومجموعها 27 دولة مسودة إرشادات تتعلق بالتفاوض خلال ثمانية وأربعين ساعة من بدء بريطانيا رسميا إجراءات الخروج من التكتل.

في موضوع منفصل صرح زعيم الحزب الحاكم في بولندا ياروسلاف كاتشينسكي بأن بولندا تعتبر أن السياسة الألمانية تتعارض مع مصالحها وستعارض «بكل قوتها» أوروبا بسرعتين في قمة الاتحاد الأوروبي في روما.

وقال زعيم حزب القانون والعدالة القومي المحافظ في مقابلة نشرت أمس في الأسبوعية اليمينية «فيسيشي» «لا يمكننا أن نقبل بأي أوروبا بسرعتين». وأضاف: إن «هذا يعني أحد أمرين أما انهم يدفعوننا إلى خارج أوروبا أو انهم يقللون من شأننا ويضعوننا في فئة دنيا».

ويفترض أن تتبنى قمة روما التي ستعقد في 25 مارس بمناسبة ذكرى معاهدات روما، نصًا رسميًا حول مستقبل الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وتؤيد فرنسا وألمانيا سيناريو لأوروبا «بسرعات متفاوتة» لإتاحة تسريع التكامل مع الدول الأعضاء المستعدة لذلك، في بعض المجالات.

وقال كاتشينسكي: إن «أوروبا بسرعتين يعني أن المال سيتركز في الغرب بما في ذلك لأنه سيكون على ألمانيا دفع مزيد من الأموال لتغطية ديون منطقة اليورو».

وأضاف: إن «مزيدًا من الأموال ستذهب أيضا إلى دول -الاتحاد القديم- مما يعني خسائر كبيرة لنا».

وردا على سؤال عن العلاقات البولندية الألمانية بعد قمة بروكسل حيث أدت إعادة انتخاب دونالد توسك على رأس المجلس الأوروبي بولندا في حالة عزلة في مواجهة الدول الـ27 الأخرى الأعضاء في الاتحاد، أشار كاتشينسكي إلى مستويين في هذه العلاقات.