صحافة

وزارة «مكافحة الأعمال التخريبية»!

20 مارس 2017
20 مارس 2017

قامت الحكومة البريطانية مؤخرا باستحداث وزارة جديدة أطلقت عليها «وزارة مكافحة الأعمال التخريبية»، وأوكلت رئيسة الحكومة تريزا ماي مهام هذه الوزارة إلى بن غامير، وزير مكتب رئيسة الوزراء، بحسب تقرير نشرته صحيفة «التايمز».

وتقول الصحيفة: إنه بسبب الخوف من «تدخل» روسي محتمل في الانتخابات البريطانية. وخشية السلطات البريطانية من الهجمات الإلكترونية للهاكرز الروس، والأخبار الكاذبة، والأموال التي يمكن أن تزعزع الديمقراطية، سيتولى الوزير بن غامير مهام «حماية سلامة الحياة الديمقراطية البريطانية» من خلال هذه الوزارة المستحدثة.

وتذكر الصحيفة أن سلامة الانتخابات البرلمانية العامة المقبلة عام 2020 من أولوياتها، ما لم يتم حل البرلمان وإعلان انتخابات برلمانية مبكرة، حيث إن تريزا ماي رئيسة وزراء غير منتخبة تولت المنصب عقب استقالة ديفيد كاميرون.

ويأتي ذلك بعد فضيحة «التدخل الروسي» المزعوم في الانتخابات الأمريكية، حيث اتهمت الاستخبارات الأمريكية القيادة الروسية بأنها كانت وراء اختراق النظام الإلكتروني للحزب الديمقراطي خلال الحملة الانتخابية العام الماضي، الأمر الذي نفته موسكو نفيا قاطعا.

وذكرت «التايمز» أن الأحزاب السياسية البريطانية تلقت تحذيرا من وكالة مخابرات بريطانية بإمكانية تعرضها لاختراق إلكتروني روسي محتمل، مشيرة إلى أن متسللين روس (هاكرز) حاولوا التأثير العام الماضي على انتخابات الرئاسة الأمريكية. وأن كيران مارتين، رئيس مركز الأمن الإلكتروني الوطني المختص بحماية مقرات الاتصالات الحكومية من الاختراقات الإلكترونية وجه رسالة تحذيرية قال فيها: «ستكونون على دراية بتغطية الأحداث في الولايات المتحدة وألمانيا ودول أخرى لتذكرنا بعمل عدائي محتمل ضد النظام السياسي البريطاني».

وأضاف «الهجمات ضد عمليتنا الديمقراطية تتخطى الأحزاب السياسية، ويمكن أن تشمل هجمات على البرلمان، ومكاتب الدوائر الانتخابية، والمراكز البحثية، وجماعات الضغط، وحسابات البريد الإلكتروني لأفراد». وفي السياق نفسه قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، الذي من المقرر أن يزور موسكو نهاية شهر مارس الجاري، في لقاء له مع محطة تلفزيون «اي تي في» البريطانية انه «لا أدلة لدينا على تورط الروس فعليا في محاولة تقويض عمليتنا الديمقراطية في الوقت الراهن». وتابع قائلا: لكن ما لدينا عليه الكثير من الأدلة هو أن الروس قادرون على فعل ذلك. ولا شك في أنهم كانوا يلجأون لكل أنواع الألاعيب القذرة.

ومن جهته، قال السفير الروسي لدى بريطانيا، ألكسندر ياكوفينكو: إن على لندن أن تختار في سياستها إزاء موسكو بين التعاون معها والتخوف منها. وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة «ديلي اكسبريس» قبل أيام من زيارة جونسون إلى موسكو، بدعوة من نظيره الروسي سيرجي لافروف، ذكر ياكوفينكو أن موقف لندن من موسكو شأن بريطاني لا غير.