صحافة

اتهام المخابرات البريطانية بالتجسس على ترامب

20 مارس 2017
20 مارس 2017

يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيظل لفترة مثيرا للجدل، حيث تسبب في إثارة الرأي العام والأوساط السياسية بدعوته الكونجرس الأمريكي إلى فتح تحقيق في مزاعمه بأن الرئيس السابق باراك أوباما أمر بالتنصت على هاتفه قبيل فوزه في الانتخابات الرئاسية التي جرت في أواخر العام الماضي.

وجاءت اتهامات ترامب في سلسلة من التغريدات على موقع تويتر الاجتماعي، دون أن يقدم أي دليل على اتهامه، لكنه وصف التنصت المزعوم بأنه «رهيب»، وشبهه بفضيحة (ووترجيت) التي كانت تتعلق بالتنصت على الرئيس نيكسون في السبعينيات. ودفعت هذه المزاعم سياسيين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي للمطالبة بتقديم تفاصيل تؤيدها.

ومن جانبه نفى أوباما بشدة هذه الاتهامات. وصرح المتحدث باسمه بأنه «لا أوباما ولا أي مسؤول في البيت الأبيض أصدر قرارا بالتنصت على أي مواطن أمريكي».

وامتدت هذه الاتهامات لتطال أجهزة المخابرات البريطانية حيث ذكرت صحيفة «الاندبندانت» أن المحلل السياسي أندرو نابوليتانو، من قناة فوكس نيوز الإخبارية الأمريكية، قال: إن المملكة المتحدة تجسست على الرئيس ترامب. وبرهن نابوليتانو، وهو معلق سياسي وقاض سابق في نيوجيرسي، على أن الرئيس السابق باراك أوباما بدلا من أن يأمر وكالات الولايات المتحدة بالتجسس على ترامب، استعان بأجهزة المخابرات البريطانية، وبالأخص مقر الاتصالات الحكومية البريطانية (GCHQ)، وهو المعادل لوكالة الشرطة القومي (NSA) في الولايات المتحدة والتي تراقب الاتصالات الإلكترونية في الخارج.

غير أن جهاز المخابرات البريطانية نفى هذا الادعاء مؤكدا أن المملكة المتحدة لم تتجسس مطلقا على ترامب، وأن ما أثاره المحلل الأمريكي على قناة فوكس نيوز عار تماما عن الصحة. وأشارت صحيفة «ديلي تليجراف» إلى الموضوع نفسه في تقرير كتبه مراسلها في نيويورك بارني هيندرسون بعنوان «الاستخبارات البريطانية في بيان نادر تستنكر ادعاءات ترامب بالتجسس عليه وتصفها بالسخيفة»، موضحة أن هذه الاتهامات أطلقها أحد محللي قناة فوكس نيوز الإخبارية الأمريكية بقوله إن الاستخبارات البريطانية «GCHQ» ساعدت أوباما في التنصت على برج ترامب أثناء الحملات الدعائية وقبيل التصويت في الانتخابات الرئاسية. وأضافت الصحيفة: إن جهاز الاستخبارات البريطاني أصدر بيانا اعتبر فيه أن هذه الادعاءات «شديدة السخافة»، خاصة بعد أن كرر شون سبايسر، المتحدث باسم ترامب، هذه الاتهامات مرة أخرى، وتناولتها بالنشر بعض وسائل الإعلام الأمريكية. مشيرا إلى أن البيان الذي صدر عن جهاز الاستخبارات البريطانية يعتبر سابقة نادرة، حيث إن الجهاز يلتزم في الغالب بالصمت وعدم التعليق على أنشطته أو الأخبار المتعلقة به.

وفي تطور آخر يقول موقع «بي بي سي» الإلكتروني: إن الإدارة الأمريكية تعهدت بعدم تكرار مزاعم تورط هيئة الاتصالات الحكومية البريطانية في مراقبة هواتف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أثناء الحملة الانتخابية. وأن رئاسة الوزراء البريطانية تلقت تأكيدات من المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبينسر بعدم تكرار هذه الاتهامات. كما نقلت عن متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية، تريزا ماي، أن الحكومة البريطانية أوضحت للإدارة الأمريكية أن هذه المزاعم «سخيفة وينبغي تجاهلها».

وذكرت تقارير إخبارية أن رئيس لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ الأمريكي ريتشارد بور نفى مزاعم الرئيس دونالد ترامب التي أشار فيها إلى مراقبة هواتفه. وخلصت لجنة بمجلس الشيوخ إلى أن برج ترامب لم يخضع لمراقبة من قبل الحكومة الأمريكية قبل أو بعد الانتخابات.