tahira
tahira
أعمدة

نبـض الــدار :عمان سلة غذاء للمنطقة

20 مارس 2017
20 مارس 2017

د. طاهرة اللواتية -

في لقاء مع الرئيس التنفيذي للشركة العمانية للاستثمار الغذائي القابضة في مجلس الخنجي يوم السبت الماضي، كان حديثه حول الاستثمار في مجال الأمن الغذائي بإنشاء الصناعات الغذائية. وذكر كيف تحولت النظرة الى المشاريع الغذائية من مشاريع ذات مخاطر كبيرة الى مشاريع تحقق افضل الأرباح وأحسنها، فتغيرت بذلك نظرة البنوك لتمويل هذه المشاريع، وجعلتها في أعلى القائمة التمويل. وكذلك دورها في نشر التنمية في محافظات السلطنة وعدم تركزها في مسقط. وقدرة هذه المشاريع على استيعاب عدد كبير من الأيدي العاملة العمانية المتخصصة والماهرة بسبب فرص العمل الكثيرة التي توفرها، ناهيك عن توفيرها الأمن الغذائي للوطن.

كان حماسه كبيرا وهو يذكر أن عمان بسبب تنوع البيئات فيها وتنوع المشاريع الغذائية فيها قد تتحول الى مركز للصناعات الغذائية سواء على المستوى الدولي أو المناطقي على أقل تقدير.

كلام يثلج الصدر، ويذكرنا ببيت الشعر: فما الحب إلا للحبيب الأول « فالشركة القابضة تثبت مع سنواتها القليلة صحة وقوة هذا الخيار، خيار عمان التاريخي، بعد أن ابتعدنا عن الأرض وخيراتها، وما يتصل بها من تربية الحيوان الداجن والماشية.

لا أدري لماذا تأخرنا كثيرا رغم أن غرفة تجارة وصناعة عمان قد تبنت فكرة الاستثمار في مجال الأمن الغذائي منذ سنوات، ربما راوحنا مكاننا ونحن نسمع إصرار بعض الخبراء الأجانب بعدم جدوى هذا الخيار بسبب شح المياه وغيره.

أمامنا مجال قوي وواعد ومربح للمواطن والوطن، ولن يعمل خريجو كليات الزراعة في مجال غير الذي درسوه اذا انفتح هذا المسار بقوة، وأمامنا طريق طويل لتحقيق الأمن الغذائي، فما تحقق الى الآن لا يتجاوز نسبا محدودة في مجال اللحوم البيضاء والحمراء والأعلاف وغيرها.

ترى كم عماني لديه رأسمال ويستطيع الاستثمار في هذا المجال؟ وكم شركة أهلية مساهمة يمكن أن تنطلق فيه وتحقق أرباحا جيدة؟

كل ما نحتاجه هو الثقة بأن القطاعات التقليدية التي أهملناها لسنوات لا يزال الخير الكبير فيها. وإننا بجغرافية السلطنة المتنوعة ومناخها، نستطيع تحقيق الكثير من مشاريع الأمن الغذائي لنا ولجيراننا أيضا.