954182
954182
تحقيقات

الســفن الســياحية.. بــين الواقــع والطــموحــات

19 مارس 2017
19 مارس 2017

قطاع واعد ومستدام في استراتيجية السياحة 2040 -

تحقيق/ عبدالله بن سيف الخايفي -

يمثل سوق السفن السياحية ركيزة مهمة لنمو السياحة من شأنه ان يساهم بفاعلية في تعظيم مردودها الاقتصادي وتعزيز مساهمتها في زيادة الدخل وتنويع مصادره إلا ان قطاع السفن السياحية - الذي يعتبر حاليا من أسرع قطاعات السياحة نموًا - ورغم نسبة النمو في عدد السفن السياحية القادمة لموانئ السلطنة والتي بلغت 47% وارتفاع عدد سياح السفن من 148 ألفا الى 217 « بين 2015 و2016 وفق إحصائيات وزارة السياحة» ورغم حضور المسؤولين المعنيين الدائم في المنتديات والمحافل السياحية الإقليمية والدولية إلا أن النتائج المتحققة لا تزال دون الطموحات مقارنة بما تمتلكه السلطنة من مقومات وإمكانات هائلة، فعلاوة على عناصر الأمن والاستقرار فإن موقع عمان المطل على أربعة نوافذ بحرية من المحيط الهندي والخليج العربي وبحر عمان وبحر العرب يجعل منها وجهة مهيأة جغرافيا لتكوين قطاع سياحي استثنائي ذي جدوى اقتصادية مستدامة واختيار موانئ السلطنة السياحية منصة رئيسية ومركزا لجولات السفن وليس مجرد محطة عبور سريعة.  فإلى أي مدى يحقق قطاع السفن السياحية المساهمة المرجوة منه كذراع مهم ضمن منظومة قطاعات السياحة ؟ وما حجم مساهمته في العائد السياحي وما أثر هذا القطاع على تنشيط وتنمية وتطوير السوق السياحي وانعكاسه على مختلف شرائح المجتمع؟ وما مدى تنظيم العمل في هذا القطاع وانعكاسات كل هذا على خيارات وجودة الخدمات السياحية ؟

التحقيق التالي يبحث واقع قطاع السفن السياحية ومتطلبات سوقها و أهمية اكتمال بنيته الأساسية كما يناقش احتياجات سياح السفن السياحية ومدى توفرها وتنظيم القطاع في مجال نقل السياح ودور هذا القطاع في إثراء وتنشيط السوق السياحي وصولا الى خطط تنميته وتطويره ومتطلبات النمور المستقبلي.

تشير التقارير الى ان حصة منطقة الخليج من سوق السفن السياحية العالمي لا تتعدى 1% ومن بين التحديات التي تواجه تطوير السوق إقامة موانئ وبنية تحتية قادرة على استقبال السفن السياحية العملاقة و تسهيل منح التأشيرات السياحية وتوفير تأشيرات بينية أو تأشيرة مشتركة لدول الخليج ولعل التأشيرة السياحية المشتركة للسلطنة مع كل من دبي وقطر مؤشرا ايجابيا ،فضلا عن إيجاد تنوع بين الوجهات السياحية الخليجية لتحقيق تكامل وتجارب مختلفة بين دولة وأخرى.

بنية أساسية لم تكتمل بعد

ويكشف واقع قطاع السفن السياحية في السلطنة عن بنية أساسية لم تكتمل بعد، فتحويل ميناء السلطان قابوس الى ميناء سياحي لا يزال في مرحلته الأولى، وميناءا خصب وصلالة بحاجة الى تعزيز مرافقهما السياحية ومن المهم دخول موانئ جديدة يمكنها جميعا ان تشكّل منصات سياحية تتوفر فيها بنية إنشائية لاستقبال السفن السياحية العملاقة ومنتجعات شاطئية ومرافق تسوق، ومطاعم، وأماكن ترفيهية تجذب السياح وتلبي متطلباتهم وتحفزهم على مزيد من الإنفاق الذي تستفيد منه شرائح مختلفة من المجتمع ويحقق العائد الاقتصادي المنشود.

$ التقت عددا من أصحاب العلاقة بسياح السفن من المواطنين العاملين في مكاتب السفر والسياحة وسائقي مركبات الأجرة « السيارات والحافلات « والمشتغلين في الأسواق التقليدية التي يقصدها السياح وسجلت آراءهم والتي جاءت متباينة، ففي الوقت الذي اكد فيه البعض ان قطاع السفن السياحية رافد اقتصادي مهم ويشهد نموا في عدد السفن و أعداد السياح، وتفاؤلا بمشاريع التطوير في ميناء السلطان قابوس إلا ان البعض الآخر قال ان إنجاز مشاريع التطوير بطيء ولا تشكل موانئنا سوى نقاط عبور وان القطاع يتراجع على مستوى مشاركة أطياف السوق السياحي في الاستفادة من عوائده و أصبحت تستحوذ عليه شركات السفر والسياحة على حساب المواطن البسيط الذي لم يعد يحصل سوى على النزر اليسير، كما تحدثوا عن ارتفاع ملحوظ للأسعار أثر على إقبال السياح وإنفاقهم المحدود مقارنة بالسنوات الماضية.

انخفاض المبيعات

وحيد بن فضل كريم البلوشي رئيس شركة اجنحة عمان للسفر والسياحة قال ان قطاع السفن السياحية بالنسبة له شهد تراجعا في 2016 تجسد في انخفاض مبيعاتهم مقارنة بـ 2015 وأرجع سبب الانخفاض الى ارتفاع أسعار النفط وتراجع النشاط التجاري عموما في 2016 لافتا الى ان قطاع سياح السفن يعتبر الأقل بين قطاعات السياحة الأخرى.

واوضح البلوشي ان تعاملهم كشركة مع السياح القادمين عن طريق السفن السياحية يتم عبر اتفاقيات الحزم السياحية وعلى ضوئه يتم الاتفاق على الرسوم مشيرا الى ان متوسط أسعار الجولات السياحية التي تتراوح بين ثلاث الى اربع ساعات تكون بين 120 الى 160 ريالا.

وقال ان انفاق سياح السفن السياحية بين المتوسط والجيد يتراوح من سائح لآخر ومن جنسية لأخرى، معتبرا السياح الأوروبيين هم الأكثر انفاقا ، واشار الى ان متوسط إنفاق السائح بين 150 الى 250 ريالا خلال فترة توقفه. واكد رئيس شركة اجنحة عمان للسفر والسياحة ان السلطنة جاذبة للسياح القادمين عن طريق البواخر ومنهم من ينصح اصدقاءه بزيارتها وربما يعود برفقتهم ايضا، لكن البلوشي طالب بمزيد من الاهتمام الحكومي بهذا القطاع وتطويره واقامة مرافق سياحية قريبة من الموانئ يمكنها ان تمثل محطة استراحة ومنصة سياحية مهمة لسياح السفن.

موسم قصير لا يلبي الطموحات

خلف الذهلي سائق سيارة اجرة قال ان موسم السفن السياحية قصير جدا يبدأ من اكتوبر وينتهي بنهاية مارس ويتراوح النشاط بين المتوسط والجيد، فالسفن السياحية لا ترسو بشكل يومي وانما في ايام محددة من الاسبوع وهي الاحد والثلاثاء والاربعاء والخميس واغلبها تغادر في اليوم نفسه فيما يبقى بعضها لليلة واحدة كحد أقصى.

واوضح ان بعض السفن تحمل 4000 سائح بينما تقل أخرى 2200 سائح وهناك سفن صغيرة عدد ركابها 1800 بينما أخرى لا يتجاوز عدد سياحها 1200 سائح تقريبا.

خلف تحدث عن علاقته كسائق سيارة اجرة خاصة بأفواج السفن السياحية فقال ان السياح القادمين عبر السفن لا ينفقون كثيرا لكنها ليست سمة واحدة عند الجميع فبعضهم ينفق بشكل جيد واكثرهم انفاقا الأوروبيون وبخاصة الالمان والفرنسيون والبريطانيون والكنديون بينما يقل الإنفاق من قبل الروس والسويسريين والصينيين واليابانيين.

خليفة الصباري سائق سيارة اجرة قال ان السياح اصبحوا يميلون اكثر الى السفر عبر البواخر السياحية بحثا عن افضل الاسعار والرسوم والتي اصبحت باهظة عن طريق الطيران. واوضح ان شركات السفر والسياحة تستحوذ على غالبية سياح السفن عن طريق اتفاقيات الحزم السياحية فيتم نقلهم من الميناء مباشرة ويبقى عدد محدود من السياح الذين يبحثون عن سيارة اجرة خارج الميناء للقيام بجولات قصيرة لافتا الى ان محطة سياح السفن قصيرة لا تلبث اكثر من ساعات وان طالت الفترة فلا تتجاوز ليلة وهذا يعني محدودية البرامج والخيارات المتاحة، مشيرا في الوقت نفسه الى انخفاض ملحوظ في اعداد السائحين مقارنة بالأعوام الماضية وارجع الاسباب الى ارتفاع اسعار الايجارات والخدمات على حد قوله.

مركز للسفن السياحية

رمضان البلوشي سائق سيارة اجرة وعمل سابقا في مرفق سياحي اكد تراجع عدد السياح مقارنة بوضع افضل في السنوات الماضية واضاف : للأسف فان ارتفاع الاسعار الايجارات والخدمات تدفع السائح الى عدم العودة مجددا، مشيرا الى ان رسوم دخول بعض المرافق السياحية تضاعفت فأصبحت طاردة بينما كانت تدر دخلا كبيرا عندما كانت مخفضة. واوضح ان عائد سياحة السفن لا يستفيد منه كثيرا المواطن البسيط كسائق سيارة الاجرة بقدر ما تستحوذ عليه شركات السفر والسياحة داعيا الى جعل ميناء السلطان قابوس محطة اولى ومركزا للسفن السياحية وليس مجرد عبور يكون فيه السائح قد انفق كثيرا في محطاته السابقة كما دعا الى ايجاد حوافز مشجعة للسياح لارتياد المرافق السياحية وقضاء اطول فترة ممكنة بحيث تنعكس ايجابا على تنشيط السياحة وزيادة مدخولها واستفادة مختلف شرائح المجتمع.

سياح لا يضيفون قيمة شرائية

طلال بن مصطفى الزدجالي تاجر في احد المحلات بسوق مطرح ابدى عدم رضاه عن قطاع السفن السياحية مسجلا ملاحظات بشأن شركات السفر والسياحة مطالبا ان تكون حركة السياح لتعم جميع مرافق السوق بحيث يستفيد الجميع ولا تكون الفائدة حكرا على محلات بعينها.واعتبر الزدجالي ان افواج سياح السفن لا تضيف قيمة شرائية للسوق بقدر ما تشكل زحاما لا فائدة منه خاصة وان هؤلاء السياح لا ينفقون الا قليلا وغالبيتهم يحملون امتعة تحتوي على احتياجاتهم كما تتوفر لهم وجبات على ظهر السفينة ولا يشترون من السوق الا قليلا.

نقل السياح يحتاج الى نظام

عبدالله بير محمد الزدجالي سائق حافلة اجرة واحد المسؤولين عن تنظيم حركة سيارات الاجرة لنقل السياح من امام بوابة ميناء السلطان قابوس يقول ان نقل السياح يشكل جانبا مهما من العمل في قطاع السفن السياحية لافتا الى انه يمثل واجهة حضارية ويجب ان يحظى بالاهتمام والتطوير مشيرا في الوقت نفسه الى ان هناك عشوائية في نقل السياح ويجب ضبطها.

واوضح ان دخول الشركات هذا المجال والسماح لها بالدخول الى الميناء ونقل السياح من الداخل لا يعني انتهاء الاشكاليات وقال ان هذا الاجراء كان على حساب مواطنين يشتغلون في هذه المهنة منذ سنوات ولم تؤخذ اوضاعهم في الحسبان فخضعت العضوية في الشركة الى شروط تعجيزية منها خصم نسبة 19% من العائد . وقال ان عائد سائق الحافلة كان قبل اربع سنوات يصل الى 250 ريالا اسبوعيا وسائق الاجرة الصالون حوالي 150 ريالا بينما تقلص العائد بعد استحواذ الشركة على نقل السياح من داخل الميناء الى 100 ريال للحافلة. ودعا الى تدخل الجهات المختصة لوضع نظام واضح ومحدد لنقل سياح السفن يستفيد منه الجميع.

انطباع رائع ورغبة في العودة

وقريبا من مدخل ميناء السلطان قابوس في مطرح كانت كلاوديا بولونيزي سائحة ايطالية على وشك اللحاق بإحدى السفن السياحية المغادرة لميناء السلطان قابوس عندما استوقفتها للحديث عن انطباعها وهي عائدة من جولة سياحية امتدت منذ الصباح وحتى المساء فقالت انها كانت جولة رائعة برفقة مجموعة تتكون من 39 سائحا ايطاليا يزورون السلطنة لمرة الاولى على متن سفينة سياحية واضافت :زرنا جامع السلطان قابوس ونزوى وجبرين على متن حافلة سياحية في رحلة مفيدة وممتعة انتهت بجولة في سوق مطرح والطريق البحري.

كلاوديا ابدت اعجابها بالمواقع السياحية التي زارتها واعربت عن رضاها عن الخدمات المتوفرة وخدمات النقل والتي اعتبرت اسعارها مناسبة ضمن مجموعة سياحية مشيرة الى ان اختيار الحافلة لتضم المجموعة كاملة .

وكونت السائحة الايطالية انطباعا رائعا عن زيارتها للسلطنة وطقسها الرائع في مارس الحالي في محطتها السياحية الاولى في منطقة الخليج وقالت انها تتطلع للعودة مجددا متى ما اتيحت لها الفرصة لزيارة مواقع اخرى والتعرف على مدينة مسقط اكثر وغيرها من المدن وزيارة مساجد اخرى ومولات التسوق.

باولو سائح ايطالي كان مبتهجا وهو يعود الى السفينة السياحية الراسية في ميناء السلطان قابوس برفقة عدد من اصدقائه ضمن مجموعة سياحية كانت عائدة من جولة في مسقط وامتدت ايضا لتشمل مواقع في المنطقة الداخلية. وقال ان الجولة كانت ممتعة وقضينا يوما رائعا ختمناه بجولة في سوق مطرح التقليدي. باولو عاد للسفينة وهو يحمل انطباعا مدهشا سيحكيه لاصدقائه عن السلطنة ومقوماتها السياحية مبديا رضاه عن الخدمات والاسعار لكنه قال ان جولة قصيرة لا تكفي فربما يعود في زيارة اطول.

قطاع ينمو

الجانب الرسمي كان له رأي مختلف بشأن نمو قطاع السفن السياحية حين اكد سالم بن عدي المعمري مدير عام الترويج السياحي بوزارة السياحة على ان قطاع السفن السياحية بالسلطنة شهد تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة وقال انه يعتبر من أسرع القطاعات السياحية نمواً من حيث عدد السياح الزائرين عبر هذه السفن مشيرا الى ان الاحصائيات المنشورة بنهاية العام الماضي كشفت بأن عدد السياح القادمين عبر السفن السياحية خلال العام 2016 بلغ 217 ألف زائر مقارنة بعدد 148 ألف زائر في العام 2015 بنسبة زيادة بلغت 47 %. مع توقعات بأن يتم تجاوز عدد 250 ألف زائر خلال الموسم السياحي الحالي. أما بالنسبة لعدد رحلات السفن السياحية القادمة للسلطنة فقد ارتفعت من 109 رحلات في الموسم السياحي 2014/‏‏2015 إلى 135 رحلة في الموسم السياحي الماضي 2015/‏‏2016 وإلى توقعات بأن ترتفع إلى 152 رحلة في الموسم السياحي الجاري 2016/‏‏2017.

لكن المسؤول بوزارة السياحة لم يكشف عن حجم العائد من هذا القطاع ونسبة مساهمته في مداخيل السياحة .

وارجع مدير عام الترويجي السياحي نمو القطاع الى نجاح الجهود الترويجية والتسويقية وخصوصا بين العامين 2015 و2016 متوقعا استمرار هذا النمو في الموسم السياحي 2016/‏‏2017 ومشيرا الى استقطاب شركات عالمية كبرى مسيرة لهذه السفن السياحية العملاقة كشركة تومسون البريطانية الشهيرة وشركة سيليبريتي وذلك للبدء في تسيير رحلاتهما خلال الموسم السياحي 2016/‏‏2017 وقال انه يعد إضافة نوعية وكمية لأعداد السفن السياحية القادمة للسلطنة واضاف : انها دلائل ومؤشرات حول التوقعات الإيجابية للنمو المستقبلي لهذا القطاع أن أي سفينة سياحية «كروز» تعمل في الخطوط السياحية الإقليمية لا بد أن تمر على موانئ سلطنة عمان.

37 ريالا هل هو معدل انفاق عال؟

واوضح المعمري ان المسح الميداني الذي أجرته وزارة السياحة بنهاية الموسم السياحي 2015/‏‏2016 على عينات السياح القادمين عبر السفن السياحية إلى ميناء السلطان قابوس كشف ان معدل إنفاق السائح الواحد القادم للسلطنة عبر السفن السياحية في الزيارة الواحدة بلغ ما يعادل 37 ريالا عمانيا، ومن المتوقع ارتفاع هذا المعدل نتيجة لارتفاع عدد السياح والرحلات والأنشطة والمشروعات خلال السنوات القادمة متوقعا دخول موانئ عمانية جديدة ومؤكدا على ان هنالك رهانا مستقبليا على قطاع السفن السياحية كأحد القطاعات السياحية الواعدة والمستدامة في الاستراتيجية العمانية للسياحة 2040.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل يعتبر مبلغ 37 ريالا معدل انفاق السائح في الزيارة الواحدة؟

واكد مدير عام الترويج السياحي ان قطاع السفن السياحية من القطاعات التي تستهدفها الاستراتيجية العمانية للسياحة 2040 وتحظى بأهمية ودور بارز مؤكدا على أنه قطاع سياحي مسؤول ومستدام وذو فائدة اقتصادية نظرا لنوعية السائح.

وقال ان القطاع يحقق أهداف ومرتكزات الاستراتيجية في طرح تجربة سياحية استثنائية وتعزيز نوعية المنتج السياحي وجودته والخدمات والخيارات المرتبطة به مضيفا انها تصب في مصلحة وفائدة المجتمع والمؤسسة والسائح على حد سواء وتسهم في تطوير وجهة سياحية من الطراز الأول.

ثلاثة موانئ

وتحدث مدير عام الترويج السياحي عن توجه الحكومة في اهتمامها بهذا القطاع وتوفير وتطوير البنية الأساسية المناسبة وأبرزها التوجيهات السامية بتحويل ميناء السلطان قابوس من الاستخدام التجاري إلى المجال السياحي وتدشين العمل في المرحلة الأولى من هذا التحول عن طريق المطور الرئيسي الشركة العمانية للتنمية السياحية (عمران).

واوضح المعمري ان السلطنة تستقبل الآن السفن السياحية في ثلاثة موانئ رئيسية فبالإضافة إلى ميناء السلطان قابوس بمحافظة مسقط هنالك ميناءان آخران يقدمان نفس الخدمات هما ميناء خصب بمحافظة مسندم وميناء صلالة بمحافظة ظفار، وقال ان هنالك توقعات بدخول موانئ عمانية أخرى في هذا القطاع وهذا طبعا منوط بحجم الموانئ وجاهزيتها.

كما تحدث المعمري عن الجهود الترويجية المستمرة لتسويق قطاع السفن السياحية لافتا الى التعاون وتكوين شراكات واجتماعات تنسيقية مع الهيئات والمنظمات والمؤسسات السياحية الرسمية المعنية والمتخصصة على المستويين الدولي والإقليمي فضلا عن تقديم الحوافز وتسهيل الإجراءات واستقطاب كبريات الشركات العالمية الكبرى بالإضافة إلى المشاركة في المعارض الدولية المتخصصة في مركز الأسواق الرئيسية التي تهيمن على هذه الصناعة وتشرف على خطوطها السياحية البحرية في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وغيرها.

واكد على استمرار العمل في الخطط التطويرية والترويجية للقطاع، وقال في التطويري والإشرافي على الموسم السياحي هناك لجنة مشرفة مكونة من ممثلي الجهات المعنية وذات الصلة كوزارة السياحة ووزارة النقل والاتصالات وبلدية مسقط وشرطة عمان السلطانية ومؤسسة خدمات الموانئ.

منصة رئيسية

الجدير بالذكر ان نتائج المسح الميداني الذي قامت به الوزارة على عينات السياح القادمين عبر السفن السياحية إلى ميناء السلطان قابوس في الموسم السياحي 2015/‏‏2016 اوضحت أن 76% من سياح السفن السياحية في الموسم الماضي قاموا بزيارة السلطنة للمرة الأولى مقابل 24% سبق وأن زاروا السلطنة وقرروا المجيء مجددا ، وأن 79% من هؤلاء الذين زاروا السلطنة سابقا قاموا بزيارتها عبر السفن السياحية، وأن 70% من سياح هذه السفن الراسية في ميناء السلطان قابوس قاموا بالخروج في جولات ورحلات سياحية تم تنظيمها عبر مكاتب السفر والسياحة العمانية للقيام بزيارات داخل وخارج محافظة مسقط بينما نسبة الـ 30% الباقية من الذين لم يقوموا بجولات منظمة فإنهم قاموا بجولات سياحية قصيرة لزيارة معالم ولاية مطرح كالتنزه في واجهتها البحرية وزيارة سوقها الأثري المعروف.

وقال المعمري ان ميناء السلطان قابوس من الموانئ عالية المستوى من حيث الموقع المتميز وجودة الخدمات وتسهيل الإجراءات المقدمة وهو حاليا محطة رئيسية لقطاع السفن السياحية في خطوط الملاحة الإقليمية وقال : نطمح إلى أن يتحول مستقبلا بعد انتهاء جميع مراحل تطويره وافتتاح مطار مسقط الدولي وتوسعة شبكة خطوط الطيران الدولي المباشرة إلى مسقط فإننا نطمح إلى منصة رئيسية ونقطة تبادل للركاب على المستويين الدولي.

واعرب مدير عام الترويج السياحي عن تطلعه إلى زيادة عدد الأرصفة في كل الموانئ وإلى تسهيل المزيد من الإجراءات وإلى زيادة خيارات الرحلات السياحية البرية لزوار السفن عند نزولهم منها وإلى تقديم خدمات ومنتجات سياحية عمانية متنوعة وعالية الجودة من المجتمعات المحلية.

قيمة اقتصادية مضافة

وعند إلى الإشارة إلى المردود الاقتصادي وإلى المجتمع المحلي وأبرز التحديات ذات الصلة بينهما قال المعمري انه يجب على الرأي العام أن يعرف أن قطاع السفن السياحية هو قطاع سياحي مسؤول ومستدام وأن الزوار القادمين هم من السياح الذين يقومون بالإنفاق العالي وبالتالي هو قطاع يقدم قيمة اقتصادية مضافة سواء عبر رسوم الزيارة ورسوم تخليص الإجراءات في الموانئ أو عبر الاتفاق مع شركات تنظيم السفر والسياحة أو عبر سيارات الأجرة التي نشهد تزاحمها وارتفاع أعدادها سنويا أو عبر إنفاق السائح نفسه عند نزوله سواء في المطاعم أو الأسواق أو غيرها.

واوضح المعمري ان للسلطنة شراكات استراتيجية في قطاع السفن السياحية وهي مبنية على استراتيجيات وخطط عمل عالمية بسبب خصوصية هذا القطاع وعمليات الترويج والتسويق وعقد اتفاقيات العمل الثنائية والمشتركة المتعلقة به.

كما اوضح ان السلطنة عضو مؤسس في فريق «كروز آرابيا» وهو فريق عمل ترويجي تطويري لقطاع السفن السياحية في منطقة الخليج العربي تم تأسيسه بالاتفاق ما بين الهيئات والوزارات والجهات المشرفة على القطاعات السياحية في دول الخليج حيث يوجد تعاون مشترك يهدف إلى تسهيل وتخليص الإجراءات والتصاريح والخدمات وتكاملها في مجالات الملاحة والتأشيرات والاستقبال والتوديع والتزويد وغيرها.

تسويق تكاملي

وفيما يتعلق بالترويج والتسويق والتنافسية في استقطاب الأسواق السياحية فقال إن هذا القطاع السياحي يتمتع بميزة فريدة فهو تكاملي مع المنافسين بمعنى أنه يقوم بالتسويق لها بل ويرحب بدخول موانئ منافسة جديدة في المنطقة لأنها تكون عوامل إيجابية بالنسبة له ولذا تشترك السلطنة ودول الخليج في فريق ترويجي تسويقي موحد لقطاع السفن السياحي في كبرى المؤتمرات والمعارض والملتقيات العالمية المتخصصة.

مشيرا إلى أن حجم النمو في الأعداد والرحلات يعود إلى تكاتف وتكامل الجهود المشتركة وإلى آلية التسويق الرئيسية وخصوصية التكاملية واستيعاب الموانئ الجديدة وخطط الترويج المشترك ونمطها الموجه نحو الشركات العالمية المتخصصة أي أنك تستهدف الشركة التي ستوفر الأربعة آلاف زائر على متن السفينة الواحدة.

الجدير بالذكر ان موسم السفن السياحية في السلطنة والمنطقة (الشرق الأوسط ودول الخليج) يمتد من بداية شهر أكتوبر في الربع الأخير من كل عام إلى نهاية شهر أبريل في العام الذي يليه.

و هنالك نوعان من السفن السياحية التي تزور السلطنة على مدار العام، الأول يأتي خلال الموسم السياحية الممتد بين أكتوبر وأبريل عبر السفن السياحية التي تنظم جولات سياحية لزيارة الموانئ الخليجية و رحلاتها تنطلق وتعود من وإلى موانئ المنطقة، بينما النوع الثاني هو النوع العالمي العابر برحلاته للقارات «وورلد كروز» والذي قد يأتي مرة أو مرتين في السنة أو مرة كل سنتين أو مرة كل ثلاث سنوات.