958669
958669
الاقتصادية

ندوة الفرص الوظيفية في التأمين تؤكد أن البيئة جاذبة وتتمتع بخصائص تنافسية

19 مارس 2017
19 مارس 2017

مؤشر القطاع يواصل النمو ويدعم استقرار الموظفين -

نظمت الهيئة العامة لسوق المال ندوة تنويرية حول التأمين والفرص الوظيفية على هامش مشاركة الهيئة في معرض فرص التوظيف والتدريب 2017 والذي نظمه مركز التوجيه الوظيفي بجامعة السلطان قابوس، وجاءت محاور الندوة لتوضح طبيعة الوظائف والأعمال التي يمكن أن يوفرها سوق التأمين العماني لاستيعاب مخرجات الكليات والجامعات المتزايدة، إلى جانب التعريف بالمسار العلمي والعملي الذي يحتاجه سوق التأمين بما فيها تحديد نوعية الفرص المميزة بالإضافة إلى الخصائص المتعلقة بطبيعة الصناعة التأمين وما تضيفه للعاملين فيها.

وفي مستهل أعمال الجلسة ألقى راشد بن محمد الراشدي مدير دائرة تنظيم وترخيص مؤسسات سوق التأمين أكد من خلالها بأن الجهود التي تبذلها الهيئة العامة لسوق المال لتعزيز نسب التعمين في القطاع تجاوزت في سياساتها التركيز على زيادة أعدادهم بعد أن بلغت النسبة المنشودة خلال المرحلة الحالية وهي 70%، مؤكدا بأن المرحلة القادمة تركز على سياسة تعمين كيفية، تقوم على تمكين الكوادر الوطنية العاملة في القطاع في الوظائف الإدارية والفنية في مستوياتها الوسطى والعليا دون التركيز على المستويات التشغيلية، وهذه السياسة انطلقت منذ ثلاثة أعوام مقرونة بالتدريب للكوادر الوطنية العاملة في القطاع وتأهيلهم في مختلف التخصصات التي تلبي حاجة السوق وأعمالهم التي يقومون عليها، وأضاف الراشدي قائلاً إن الأعوام الثلاثة المنصرمة حرصت الهيئة العامة لسوق المال إن تسجيل حضورا لافتا في معرض الفرص والتدريب الذي تقيمه الجامعة سنويا بغية استقطاب أصحاب المهارات والمخرجات من حملة الشهادات العلمية في مستوياتها المتقدمة وتعريفهم بخصائص العمل في مؤسسات سوق التأمين لتحقيق سياسة تمكين القائمة على تعزيز وجود الكوادر الوطنية في المستويات الوظيفية العليا 23% إلى 50% وفي الوسطى من 50% إلى 75% وفي الوظائف التشغيلية من 70% إلى 90% وذلك خلال السنوات الخمس القادمة، ويؤكد الراشدي بأن بيئة العمل في القطاع تمتاز بالجاذبية والتنافسية وقادرة على ضم الكفاءات من مخرجات الكليات والجامعات.

اتسمت مناقشات الندوة التي أدارتها جليلة بنت حمد الأخزمية عضو لجنة التدريب على أعمال التأمين بطرح قصص وتجارب المتحدثين في قطاع التأمين مما أضفى إليها أجواء ممتعة ومفيدة لا سيما عندما يكون الحديث عن النجاحات والتحديات وكيفية اقتناص الفرص وسط ظروف وبيئة عمل محفوفة بالكثير من التحديات في قطاع التأمين تجاوزتها المرحلة الراهنة بكثير من الخطوات. فقد أكد أحمد بن سالم الحراصي المدقق على شركات التأمين والمتخصص في العلوم الاكتوارية أن بيئة العمل اليوم في شركات وسماسرة التأمين باتت تتمتع بقدر كاف من الجاذبية والقدرة على منافسة قطاعات الخدمات المالية الأخرى لا سيما في السنوات السبع الأخيرة من خلال قدرة قطاع التأمين على استقطاب كفاءات وخبرات، كما أوضح الحراصي بأن أيام العمل في القطاع تقلصت إلى خمسة أيام بعد أن كانت ستة أيام، والرواتب الشهرية ارتفعت، فهناك أعدد كبيرة من الشباب العمانيين يتقاضون رواتب تصل إلى 2000 ريال عماني ، وأضاف بقوله: لم يكن في وسع قطاع التأمين أن يستقطب حملة شهادات البكالوريوس من الشباب العماني إلا ما ندر واليوم الوضع اختلف كثيرا فالقطاع يضم نخبة من الكوادر الوطنية من حملة الشهادات في البكالوريوس والماجستير وهذا دليل أن القطاع أصبح يتمتع ببيئة عمل جاذبة خاصة خلال السبع سنوات الأخيرة، ناهيك أن القطاع يشهد نموا في أحجامه وتوقعات كبيرة بأن يشهد القطاع مرحلة جديدة خلال الفترة القادمة تتمثل في إلزامية التأمين الصحي على الوافدين وهو ما يؤكد بأن القطاع يعتبر واعدا وحيويا. كما يؤكد الحراصي بأن السوق استطاعت الحفاظ على الكوادر الوطنية التي نشأت وعملت داخل القطاع ونلاحظ بأن هناك حركة تدوير للكفاءات الوطنية داخل القطاع ، فهناك عروض تقدم وفرص تجنى من العاملين في القطاع.

من جهة أخرى تحدث عادل بن حسن اللواتي نائب رئيس أول رئيس المنطقة شركة أورينت للتأمين عن تجربته في سوق التأمين قائلا بأن دراستي الجامعية لم يكن لها علاقة بالتأمين فقد تخرج من جامعة السلطان قابوس من كلية الهندسة تخصص الهندسة الميكانيكية وبدأت العمل مباشرة في إحدى شركات النفظ لمدة ثلاث سنوات، وبعدها شق طريقه في التأمين ويجد نفسه أمام مجال واسع ويمتاز بديناميكية وحيوية تتعلق بتقييم مخاطر الأشياء وكيفية احتساب تكاليفها والعمل في ظروف وبيئات تختلف باختلاف المنتجات التأمينية وكذلك اختلاف أماكن العمل لاسيما أنه عمل لسنوات خارج الوطن في شركات تأمين عالمية، والآن يدير فرع لشركة من أكبر الشركات العالمية في التأمين، ويلخص حديثه بأن العمل في قطاع التأمين ليس روتينيا ويدفعك نحو التطوير الذاتي ويصنعك دائما للمستقبل ناهيك أنه من القطاعات الواعدة وتوفر استقرارا وظيفيا ففي ظل الظروف الاقتصادية وانخفاض مؤشرات معظم القطاعات الاقتصادية لا يزال سوق التأمين يواصل نمو في أحجامه حيث تقترب نسبة النمو من 2% مقتربة من نصف مليار ريال عماني مع نهاية 2016 وهو مؤشر يدعم استقرار الموظفين في القطاع مع أن قطاعات أخرى قامت بتسريح عمالها نتيجة تأثرها بالأوضاع الاقتصادية.

وتحدث بدر بن سالم المرزوقي مساعد مدير عام تطوير الأعمال في الشركة الوطنية للتأمين معبرا عن تجربته في سوق التأمين بأنها جميلة وقد امتدت لأكثر من 17 سنة بدأت بعد التخرج من الكلية الفنية الصناعية (التقنية) تخصص تأمين وكانت الدفعة الأولى والأخيرة ويقول: تم تأهيلنا لمدة سنتين وانخرطنا في القطاع من أيامها وحتى يومنا هذا وأنا أتنقل في العمل داخل سوق التأمين رغم أن أيام العمل كانت تمتد لستة أيام ويوم واحد إجازة، والرواتب غير مجزية مقارنة بالقطاع العام، ويصف المرزوقي بأن العمل في سوق التأمين كان ممتعا جداً ويمكن للمجتهد أن يحقق قفزات في القطاع من حيث السلم الوظيفي والرواتب وهي ميزة لا تتوفر في القطاع الحكومي، وفي حديثه يدعو الكوادر الوطنية إلى التحلي بالصبر وإثبات ذاتهم داخل الشركات والعمل بحماس ينافس لكي يتمكنوا من تحقيق تقدم في مستوى حضور الكوادر الوطنية في مستويات وظيفية إدارية وفنية وسطى وعليا.