948507
948507
مرايا

قلعة نويشفانشتاين و«الجمال النائم»

15 مارس 2017
15 مارس 2017

عندما نزور عالم ديزني، أو نشاهد افلاما كارتونية لشركة ديزني تكون العلامة المميزة لها هي قلعة حكاية «الجمال النائم»، وهذه القلعة ليست من بنات خيال والت ديزني، ولكنها قلعة حقيقية موجودة في إقليم بافاريا في ألمانيا وهي قلعة «نويشفانشتاين»، وقد اعجب ديزني بتصميم القلعة عندما شاهده، وأصبحت مصدر إلهام لقلعة الجمال النائم في ديزني لاند.

تقع قلعة نويشفانشتاين في ولاية بافاريا في ألمانيا، وبنيت للملك لودفيج الثاني، وأستمر بنائها حوالي أثنى عشر عاما، وهي تعد من أشهر قلاع أوربا، فهي على ارتفاع يتراوح حوالي 65 مترا، وتضم القلعة حوالي 360 غرفة وتتميز بتصميمها الرائع وألوانها الجذابة.

في عام 1869م بدأ الملك الشاب لودفيك الثاني ملك بافاريا الذي عرف تحت اسم «الملك لودفيج المجنون» في بناء القلعة على الطراز الروماني القديم في أعلى مكان يمكن الوصول إليه داخل منطقة حكمه، ورأى أن أنسب مكان لهذا الغرض هو إحدى التلال العالية على جبال الألب البافارية التي ترتفع 800 متر.

ويبدو أن لودفيج كان مغرمًا بفكرة البناء فقط دون أي هدف عملي يريده من ورائها، سوى أنه يريد توفير ملجأ آمن له في آخر حياته، فقد أمر ببناء قلعتين إضافيتين بالتوازي مع هذه القلعة، وأنفق عليها ببذخ من ماله الخاص، لكنه توفي قبل إتمام البناء.

وكان الملك يتابع العمل بنفسه ويزور موقع البناء كل مدة، وأمر بأن يكون القصر مغطى بألواح الحجر الجيري ذي اللون الأبيض ليتناسب مع لون الجليد المحيط بها من جميع الجهات، إلا أن الأسرة الحاكمة انزعجت من تبذير الملك للمال في بناء قلاع لا تكتمل ولا جدوى منها، لذا أعلنوا جميعًا بأن الملك لديه مرض عقلي ولا يصلح للحكم، ونفوه إلى قلعة بيرج في 1886م، وبعد أيام معدودة وجدوا جثته طافية في بحيرة Starnberg، ولا تزال وفاته لغزًا حتى الآن، فلا يدري الجميع ما إذا كان انتحاراً أم قتلاً.

وتوقف بناء القصر من ذلك اليوم وحتى الآن، لذا لا يزال غير مكتمل من وقت وفاة الملك، فلم تكتمل منها سوى 14 غرفة فقط، وهي تضم مختلف اللوحات والرسوم التي قد لا تري مثيل لها في أي مكان أخر، بالإضافة إلى ألوان القلعة من الداخل والتي تبهر بها السائحين عند زيارتها.

وتضم القلعة العديد من النافورات التي تكون على شكل بجعة تخرج المياه من فهمها، بالإضافة إلى عدد من البحيرات التي تشتمل على مياه صافية جذابة، وكما تضم غرفة للموسيقية وغرفة أخرى كان يستقلها الملك لودفيج والتي ولا تزال على حالتها التي تركها بها الملك.

ويعني اسم القصر حرفيا «حجر البجع الجديد»، سمي بذلك نسبة إلى فارس البجع، لوهينجرين، أحد شخصيات أوبرا للمؤلف الموسيقي فاجنر، والكثير من الروائع الفنية المرسومة على جدران القصر، تم استيحائها من أعمال فاجنر، الذي كان لودفيج الثاني مولعا به وبأعماله.

وقد أعدت القلعة بناءً على خطة مدروسة جيدًا بحيث تكون نموذجًا حديثًا حينذاك، فقد اشتملت على كافة الوسائل المتطورة من مضخات ترفع الماء لجميع الطوابق الأربعة، كما اشتملت على نظام لتدفئة الهواء في تلك المنطقة المتجمدة شتاءً، ونظام لتوفير الماء الساخن لدورات المياه والمطابخ.

بين الصالون وغرفة الدراسة مكان لا تجده في جميع القصور الملكية في العالم، وهي مغارة صناعية، حيث أراد الملك عمل كهف به شلال صناعي وتأثيرات ضوئية، وجعل الكهف له باب زجاجي شفاف ليستطيع رؤية جبال الألب وما يحيط بها في أثناء الجلوس في هذا الكهف غير التقليدي. بينما غرفة طعام الملك قد تم تزويدها بنظام جرس كهربائي بحيث يتم استدعاء الخادم في أي وقت يريده الملك، وهذا النظام كان غريبا وقتها.