yesra
yesra
أعمدة

ربما: بعــــثَرة

15 مارس 2017
15 مارس 2017

د. يسرية آل جميل -

[email protected] -

- كثيرٌ من الأفعال لا تُنسى، يطلبون مني المعاملة بالحُسنى، والمُشكلة أن الحُسنى هذه تحمل دلالات كثيرة، الحُسنى تتطلب قلوبا صافية، وعقولا واعية، وأيادي بيضاء، وسريرة نقية، وهذا ما لا يتوفر في البشر الآن، فمن أين لي بالحُسنى؟

- في أوقاتٍ كثيرة أقنع نفسي كي تؤمن بالخُرافات.. الأساطير، حتى أتمكن من الحياة بسلام، أنتظر سجادة علاء الدين لتحملني إلى كل الذين غابوا ووعدوني بالعودة ولم يعودوا، وأنتظر أن أرفف بجناحي فوق مُدن الحُب الفاضلة، وأن.. وأن.. وأن.. ثم أكتفي بالوقوف محلَّك سِر.

- كلما تقلصَّ أشخاصٌ من حولي عوَّضني الله بأخير منهم، وكلما انتزعت من داخلي إنساناً وأنهيتُ حساباته معي، أبدلني الله خيراً منه، الخيرة دائماً فيماَ اختاره الله لي، حتى وإن كانت ضد رغباتنا الشخصية.

- هل تنفع الأماني إذا تمنيت؟ قلبي يضجُّ بالأمنيات، مُمتلئ بالأدعية التي تضخ في شرايينه مع كل نبض، هل مثل هذا القلب يشعر بالراحة، هل ستمُطر غيومه يوماً بتحقق الأحلام؟ آمين لكل ليتْ.

- أعطاني الوقت خيارات عديدة لأشياء كثيرة، لأصدقائي، لقلبي، لدُنياي، لمزاجي، لأوجاعي، لحياتي، وبين كُل ذلك، اختارُ دائماً الأليق بمقامي.

- أحاول ألا أصغي إلى قلبي أبداً، أعطيه ظهري كثيراً، أغلق له أذنيه، اشتباكات بين قلبي وعقلي، لا أفلحُ أبداً، إنه الفشل يتوِّج ختام الحكايات الجميلة.

- الأخلاق كُلٌ مُتكامل لا تتجزأ، فالطِيبةُ تؤدي إلى الحِلم، والحُلم يؤدي إلى التَسامُح، والتَسامُح يؤدي إلى طهارة النفسِ وصحوة الضَمير، و... و... وسلسلة مُترابطة مِن الأخلاق الحميدة.. أين أخلاقنا اليوم؟

- وراء كُل رجل عظيم، أمٌّ سهرت وتعبت وربَّت، وأخت عضيدة في كُل المواقف سندَت، وزوجة في دوَّامة ظروف الحياة وقفت، وابنة إلى الجنة بابا فتحت، أهناك أعظم من ذلك؟

- يوم ما

سيأتيك طيفهم يواسيك

يحدثك عن أخبارهم

فتشتكي إليه ألمك

فيبكي

وتدفن رأسك في أحضانِ أوجاعك

أنتَ الآخر وتبكي

وتبكي

وتبكي

تحتَ ستارة المساء

وَحدك

فقط

لا شيء معك

سوى ريح الفراق

تملأ عليكَ المكان

وستظل هكذا

حتى تلفظْ آخر أنفاس عُمرك

وتموتْ

في داخلك أمنيةٌ بفرحةٍ يتيمة

استكثرتها عليكَ الأيامْ.