صحافة

توني بلير مبعوثاً لترامب في الشرق الأوسط

13 مارس 2017
13 مارس 2017

يبدو أن رئيس الوزراء السابق توني بلير عاشق للسياسة وللأضواء ولا يرغب في الابتعاد عنهما، فبعد تخليه عام 2015 عن مهمة مبعوث اللجنة الرباعية، التي تولاها لثماني سنوات دون تحقيق أي تقدم يذكر، يعود اسمه ليطرح مجددًا لتولي مهمة المبعوث الخاص للسلام في الشرق الأوسط.

وحول هذا الموضوع كشف تقرير حصري نشرته صحيفة «ميل أون صنداي» الأسبوع الماضي عن أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد يستعين بخدمات رئيس وزراء بريطانيا السابق، توني بلير. وذكر التقرير أن بلير حضر اجتماعا سريا في البيت الأبيض لبحث العمل لحساب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واحتمالية تعيينه مبعوثًا خاصا للسلام في الشرق الأوسط.

وأوضحت الصحيفة بأن بلير يرغب في أداء هذه المهمة، ولم يكن اللقاء السري الذي تم في الجناح الغربي من البيت الأبيض واستمر لثلاث ساعات خلال الأسبوع الماضي هو الوحيد، فقد عقد ثلاث اجتماعات سرية منذ سبتمبر الماضي مع جاريد كوشنر كبير مستشاري ترامب وزوج ابنته إيفانكا.

وترى الصحيفة إنه إذا أعطى ترامب هذا الدور لتوني بلير فسوف يمثل هذا تحولا مثيرا في مسيرة بلير المهنية حيث ستكون تلك أول محطة لعودته الحقيقية للسياسة رغم سمعته السيئة بسبب دخوله حرب العراق بجانب الولايات المتحدة الأمريكية.

لكن عودة بلير ستمثل من جهة أخرى عقبة في طريق رئيسة الوزراء البريطانية الحالية تريزا ماي، والتي تأمل في توثيق العلاقة بين بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية عن طريق صداقة خاصة بينها وبين ترامب، بحسب الصحيفة.

أما سبب استعانة ترامب بخدمات بلير فترجعها الصحيفة إلى علاقة الصداقة الوثيقة التي تجمعه مع عائلة ترامب، والتي تمت بعد صداقة بلير الوثيقة مع زوجة عملاق (الميديا) روبرت مردوخ السابقة، ويندي دينغ، التي هي في الوقت نفسه الصديقة المقربة من إيفانكا ترامب. حيث إن بلير ودينج كانا متواجدين في حفل كان يضم كبار السياسيين الغربيين ورجال الأعمال والإعلام في سبتمبر الماضي، وفي هذا الحفل تقابل بلير مع جاريد كوشنر لأول مرة.

وعمل توني بلير كمبعوث للجنة الرباعية  للشرق الأوسط والمكونة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة، وإن خبرته بمنطقة الشرق الأوسط قد تكون ما يحتاجه ترامب الذي تفتقر إدارته لهذه الخبرات.

ومن جهة أخرى أشارت الصحيفة إلى أن بلير معروف عنه سمعته المتقلبة حيث كان يعثر دائما على وسائل للبقاء في دائرة المقربين من أي رئيس أمريكي، ففي 1998 ألقى خطابا مشتركا مع بيل كلينتون صورا نفسيهما فيه كشريكين في إنهاء حرب البوسنة. وفي عهد بوش انتهت الصداقة الحميمة بحرب العراق وتلطيخ سمعتيهما معاً، بعد كشف كذبهما حول امتلاك صدام حسين لأسلحة دمار شامل. وربما لهذا حرص الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما على الابتعاد عن بلير رغم محاولاته المتكررة لتكوين صداقة مع أوباما.

ومن جانبها ذكرت صحيفة «ديلي تلغراف» في تقرير كتبه نيكولا هارفي وكريستوفر هوب بعنوان «توني بلير ينكر أي محاولات له في اجتماع سري بالبيت الأبيض ليكون مبعوث ترامب في الشرق الأوسط»، إن المتحدث باسم بلير رفض الانجرار للمزاعم التي قالت إن بلير يحاول أن يصبح مبعوثا خاصا لترامب في الشرق الأوسط. وانه لن يعلق على لقاءات ومحادثات خاصة.

وكانت «ديلي تلغراف» قد كشفت من قبل عن لقاء بلير مع كوشنر في مطعم فاخر بنيويورك في ديسمبر الماضي، كما قالت انهما التقيا بمطعم راقٍ بواشنطن في يناير الماضي أيضا.

وتشير الصحيفة الى نفي المعلومات التي روجت حول محادثاته مع إدارة الرئيس الأمريكي بشأن تعيينه مبعوثا للسلام في الشرق الأوسط. حيث صدر بيان عن المكتب الصحفي لبلير جاء فيه انه لم يبذل جهودا للترشح لمنصب مبعوث في الشرق الأوسط، ولم تجر أية محادثات حول تعيينه في هذا المنصب أو مناصب أخرى في إدارة ترامب. وأشار البيان الى أن توني بلير عكف على التسوية السلمية في الشرق الأوسط لمدة 10 أعوام وسيواصل عمله هذا، حسب قدراته الشخصية. يذكر ان توني بلير تولى رئاسة مجلس وزراء بريطانيا ثلاث فترات متتالية لمدة 10 سنوات من عام 1997 حتى 2007، وتولى بعدها منصب مبعوث اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط، التي تضم الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي، وظل مبعوثا للرباعية الدولية في الشرق الأوسط حتى عام 2015.

ولكي يظل في دائرة الأضواء عاد بعد ترك منصب مبعوث اللجنة الرباعية الى الانخراط أكثر في الحياة السياسية البريطانية. حيث دعا في فبراير الماضي مواطنيه المؤيدين للاتحاد الأوروبي إلى التحرك وإقناع الناخبين الذين يدعمون الخروج من الاتحاد إلى تغيير رأيهم.