أفكار وآراء

الوفاق: الإثارة والسطحية في الإعلام

12 مارس 2017
12 مارس 2017

تحت هذا العنوان أوردت صحيفة «الوفاق» مقالاً فقالت:

بعض ما نشهده في المنطقة من فظائع وبدع في الأداء الإعلامي ليس حالة خاصة بل هو امتداد لظاهرة عالمية رافقت تمدد العولمة الاقتصادية والسياسية وتفشي الرأسمالية، وليس من الفراغ أن الفورة الإعلامية المعاصرة في العالم قد واكبت طفرة الفضائيات بمصنفاتها السياسية والدينية وبمنصاتها الترفيهية وقنواتها الإخبارية التي استقطبت نخبًا من كوادر الإعلام والصحافة والمشتغلين في السياسة والثقافة بحيث تحوّل احتواء مئات الكوادر إلى استتباع سياسي واجتماعي وثقافي لنخبة تم إدماجها داخل آلية منظمة لتعميم مفاهيم ومواقف وخيارات مسبقة الصنع.

وقالت الصحيفة: لم يأت من فراغ توجه الإمبراطوريات الإعلامية الكبرى في العالم إلى استحداث قنوات فضائية ومحطات إذاعية باللغات المختلفة خصوصًا خلال السنوات الأخيرة وبالتزامن مع الحروب والأحداث الكبرى التي هزت المنطقة وذلك من خلال الاعتماد على التحريض والإثارة للتحكم بعواطف الجمهور ودفعه نحو سلوكيات مبرمجة في سياق تحريك أحداث واضطرابات تم التخطيط لها من أجل استبدال الوعي بالانطباعات التي تثير العواطف وتقود تفكير المتلقي عبر إيحاءات ورموز ومسلمات تحملها المواد البرامجية بحيث يتم تسخير جميع الموضوعات لقيادة التسويق التجاري بهدف الحصول على مردود مالي يتطلع إليه مالكو وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء.

واعتبرت الصحيفة أن الصناعة الإعلامية كسواها من فروع الاقتصاد خاضعة في سلعها للعرض والطلب، وتلك الصناعة هي جزء عضوي من نظام تسيطر عليه قوى عالمية متعددة الجنسيات وعابرة للقارات، ما يقتضي الفهم العميق للعملية الإعلامية الجارية بمعاينة متأنية لموقع كل من وسائل الاتصال والإعلام بالتوازي مع ثورة التكنولوجيا في العصر الرقمي ولعل التوصيف الواقعي من زاوية مدى مخاطبة العقل والفكر يفترض وضع الصحافة المقروءة في مقدمة التصنيف بسبب طبيعة الخدمة الإعلامية الصحفية التي تتضمن إضافة إلى الخبر مواد أخرى كثيرة منها المقالة والتقرير والمقابلة والتحقيق وهي تفرض معاينة تستنفر عقل القارئ وتفكيره، بينما تغوص المواد التلفزيونية في مستويات أشد تسطيحًا معرفيًا وفكريًا ما خلا البرامج الوثائقية الجديّة في حين تأخذ موجات التسطيح وشبق التسويق حوارات التلفزيون إلى الإثارة والفضائحية بحيث يصنف المتحدثون الهادئون ومن يخاطبون العقول في الدرجات الدنيا من الأهمية أمام نجوم الإثارة والتهييج الطائفي والسياسي.