950631
950631
المنوعات

بصرى الشام في سوريا.. مدينة تعاقبت عليها الأمم وخلفت آثارها

10 مارس 2017
10 مارس 2017

دمشق «العمانية»: مدينة بصرى الشام التاريخية في جنوب سوريا من المدن السورية الأثرية و السياحية المهمة التي تحتوي على أكثر من 20 موقعا أثرياً ما زالت حاضرة إلى اليوم وهي تابعة لمدينة درعا حيث تبعد عنها حوالي 40 كم و140 كم عن العاصمة دمشق وترتفع عن سطح البحر حوالي 850 متراً.

وكانت بصرى عاصمة دينية ومركزاً تجارياً مهمًا وممراً لطريق الحرير الذي يمتد من أوروبا إلى الصين ومنارة للحضارة في عدة عصور تعود لآلاف السنين، ومدينة بصرى الشام تمتزج اليوم في بنيانها بين حضارتين قديمة وحديثة ويزورها السياح باستمرار وعلى مدار العام وتعتبر المقصد السياحي الثاني بسوريا بعد مدينة تدمر الأثرية شرق سوريا لكن ما يميز مدينة بصرى الأثرية عن مدينة تدمر هو أنها تعقد فيها الندوات والمؤتمرات الدولية الخاصة بالمدن التاريخية العالمية والحضارة الإنسانية إضافة إلى مهرجانها السنوي الفني والموسيقي الدولي الذي يعرف بمهرجان بصرى وتشارك في فعالياته الفرق الفنية والتراثية السورية والعربية والعالمية.

إضافة إلى أنها تحتضن عشرات الندوات الثقافية والأدبية على هامش هذا المهرجان الذي تمتد أنشطته لعشرين يوما وتكتظ فعالياته بآلاف الزوار والسياح، تقام جميعها على مدرج بصرى الأثري الرائع الذي يعد من أجمل المسارح الرومانية في العالم إلى اليوم.

وزار مدينة بصرى الشام عدد من الرحالة الغربيين بداية القرن التاسع عشر وكان أولهم الألماني سيتزن، ومن ثم زارها الرحالة الانجليزي بانكز بين عامي 1816- 1818 م وقد أنتج خلال هذه الزيارة العديد من الرسومات للمباني التي تم التعرف عليها لاحقاً، فكانت بذلك واحدة من الوثائق المهمة للمدينة، ومن بين الرحالة الذين زاروا بصرى خلال القرن التاسع عشر الرحالة الفرنسي دو لابورد.

وتوالت بعد ذلك العديد من زيارات الرحالة اعتباراً من نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين التي بدأت تأخذ الطابع العلمي وتم نشر مجموعة من الأبحاث والدراسات مترافقة مع الرسوم التوضيحية والصور الفوتوغرافية عن مدينة بصرى والتي بدأت فيها عمليا الأعمال الأثرية عام 1930م خلال فترة الاستعمار الفرنسي للمنطقة ورافقتها أعمال ترميم في جامعها الأكبر الجامع العمري، وفي نهاية عام 1940 م بدأت أعمال الكشف عن مدرجات مسرحها بمشاركة البعثات السورية و الغربية في التعرف على مكامن هذه المدينة الأثرية ومنها الاستمرار بالكشف عن كامل مسرحها حتى عام 1970 م وفي عام 1975م تم افتتاح متحف داخل قلعة بصرى إلى جانب مدرجها الروماني الشهير.

وكانت مدينة بصرى الشام قد ضمها الرومان بعد وفاة الملك النبطي رابا الثاني إلى الإمبراطورية الرومانية لتصبح عاصمة للولاية العربية التابعة للإمبراطورية الرومانية ما بين عامي 117-138م خلال فترة حكم الإمبراطور هادريانوس حيث بنى قلعة (قلعة بصرى) فيما بعد، ويرجح أن التحصينات الأولى للقلعة بدأت خلال العصر العباسي كما يذكر ابن عساكر عندما تم تهديد حاكم دمشق من قبل قبيلة بني مرة حيث سدت جميع أبوابها الخارجية وتركت لها منافذ صغيرة فأصبحت قلعة بصرى ومسرحها بمثابة حصن لهم لمواجهة غزوات الآخرين.

وفي العصر الفاطمي بنيت ثلاثة أبراج ملاصقة للجدران الخارجية الشرقية والغربية والشمالية، وفي زمن الحروب الصليبية بنى الملك العادل الأيوبي وأولاده في القرن الثالث عشر الميلادي تسعة أبراج ومستودعات ضخمة وخزانا للمياه ليصبح المكان قلعة تامة أحيطت بخندق وتم حصر الدخول إليها بمدخل واحد يتم الوصول إليه عبر جسر خشبي.

ومن معالم مدينة بصرى الأثرية إضافة إلى مسرحها قلعة صلاح الدين الأيوبي والكاتدرائية البيزنطية وسرير بنت الملك - الكليبة وما يعرف بباب الهوى الغربي وقوس النصر والمسجد العمري ودير الراهب بحيرى وجامع مبرك الناقة - ناقة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.