المنوعات

متحـف الفـن المـصـري فـي مـيونيخ يجـذب المكـفوفين بدليـل صـوتي ممـيز

08 مارس 2017
08 مارس 2017

ميونيخ- «د.ب.أ»: تضع زابينه فريدريش يديها على مجسم عمره آلاف السنين لرأس أحد الفراعنة. أصابعها تستكشف الحجر القديم بسرعة هائلة، لكنها شعرت بالارتباك عندما علمت أن الرأس مزركشا باللونين الأبيض والأسود، حيث كانت تتخيل الرأس بلون بني موحد يتناسب مع سطحه الأملس. فهي في النهاية تعتمد على التخيل واللمس للتعرف على ملامح الأشياء بعد فقد بصرها.

عندما كانت في الرابعة من عمرها بدأت فريدريش فقد قدرتها على الإبصار، ومنذ بلوغها الخامسة والأربعين لم تعد قادرة على رؤية أي شيء. وكانت نسبة الإبصار لديها لا تتجاوز اثنين في المائة في معظم أوقات حياتها، لكن هذه النسبة البسيطة مكنتها من تمييز الألوان على الأقل.

في متحف الدولة للفن المصري بمدينة ميونيخ الألمانية تشارك فريدريش في مشروع تراه امتيازا كبيرا لها، فالمشروع يسمح لها بتحسس العديد من القطع الأثرية بيديها.

هذا الامتياز يروق لهذه المرأة الفضولية بشدة. «دعني أنظر هنا لبرهة قصيرة!»، هكذا تقول فريدريش على الفور بمجرد اقتيادها أمام القطعة الأثرية التالية. تضحك فريدريش وتدع المساعدين يضعون يديها على مجسم فرعوني في وضع الركوع. ركبة مربعة وعضلات بارزة - عقب ثوان معدودة من لمسها القطع الأثرية تسرد فريدريش تفاصيل للمجسمات لا يلتفت إليها المبصرون المحيطون بها. وبعد تفحص المجسم باليدين تبدأ فريدريش في سماع الشرح التقني للمجسم.