936535
936535
مرايا

أحمد الشقيري .. الشاب الذي حول خواطره إلى حلم أمة

08 مارس 2017
08 مارس 2017

ينحدر أحمد مازن الشقيري من أصول حجازية فعائلته من قبيلة الشقيرات نزحت من الحجاز إلى منطقة الشرقية في مصر، جدة الثالث كان جندي في جيش إبراهيم باشا شارك في الحرب المصرية العثمانية وقد سكن في عكا سنة 1832م. وجدة الثاني هو أسعد الشقيري (عكا 1860) كان عضواً في البرلمان العثماني (مجلس المبعوثان) ومفتياً للجيش الرابع العثماني. وأحمد مازن الشقيري هو أيضاً حفيد السياسي أحمد أسعد الشقيري رئيس منظمة التحرير الفلسطينية.

التعليم والأسرة

ولد الشقيري في أسرة ثرية من جدة، بعد إتمامه دراسته الثانوية في مدارس المنارات في جدة انتقل الشقيري إلى الجامعة عندما كان عمره 17 سنة في لونغ بيتش، كاليفورنيا وعلى حسابه الخاص، توقف الشقيري بشكل كامل عن أداء الصلاة فترة شبابه قبل أن يلتزم.

لم يكن لدى الشقيري أحلام كبيرة ففي طفولته تمنى أن يكون طبيب أسنان تخصص تقويم أو رجل أعمال، وانتهى به الحال بدراسة إدارة أعمال وحاسب آلي، ومع هذا كان دائماً يحب العمل التطوعي ومن هذا الحب فتح له باب العمل التطوعي في الإعلام عن طريق برنامج يلا شباب ثم برنامج خواطر، وأخيرا برنامج قمرة.

كانت في حياة الشقيري عدة نقاط تحول منها نقطة البدء بالصلاة، نقطة بداية القراءة، نقطة الإقلاع عن التدخين، نقطة الزواج، نقطة بدء برنامج يلا شباب، نقطة بدء برنامج خواطر. أما عن أهم أول نقطة تحول في حياة الشقيري فكانت عام 1994 وهي الصلاة، يقول عنها:

«ومازلت أذكر أول صلاة صليتها كانت صلاة العصر وصليتها في البيت ومن يومها بديت الصلاة وكنت في هذه الفترة موجود في أمريكا، والنقطة الثانية كانت في عام 2000 في شهر مارس عندماً بدأ بترك تدخين السجائر والشيشة»

الإقلاع لم يكن سهلاً ولا سريعاً فقد استغرق الشقيري للإقلاع عن التدخين عامين كاملين مليئين بالعقبات، فكان يقلع عن التدخين أسبوعاً ثم يعود إليه الأسبوع الآخر، وسبب العودة للتدخين كان إما حزناً أو تضايق ومن ثم يعود للإقلاع بعد عودة حماس التغيير، أما نقطة التحول الثالثة فهي بداية عمل برنامج يلا شباب عام 2002.

دخل الشقيري الإعلام بالصدفة وكانت بدايته مع برنامج يلا شباب كان معد البرنامج صديقاً له فعرض عليه فكرة المشاركة معهم، وخاض التجربة،كان البرنامج من فكرة هاني خوجة وهدفه تحسين وتغيير المجتمع بشكل عام مع التركيز على فئة الشباب خاصة المراهقين والعشرينات، كان في البرنامج منذ البداية كلاً من قسورة الخطيب وعيسى بوقري ومن المفترض أن يعمل الشقيري خلف الكواليس في إعداد البرنامج لكن قدر له أن دخل في تقديم البرنامج أيضاً بالإضافة إلى الإعداد.

وقعت عقبات للشقيري في البرامج التلفازية لكن كما يقول أنه لا يطلق عليها عقبات بل إشارات إلهية للإنسان يستطيع أن يستشف منها ما يريده الله فبعد برنامج رحلة مع الشيخ حمزة يوسف في أمريكا قرر الشقيري والآخرون إعادة البرنامج نفسه في رحلة جديدة لكن قناة الإم بي سي رفضت هذا العرض، فكان لهذا القرار الوطأ الثقيل في نفس الشقيري ورفاقه، لكنه عاد وأخبرهم بتقديم برنامج يلا شباب جديد في أربع حلقات فقط بمعنى حلقة في الأسبوع الواحد طوال رمضان لأن الرحلة تعرض يومياً، فعادت قناة الإم بي سي لترفض وحجتها هو الجدول الرمضاني ممتلئ، لم يستسلم الشقيري وعاد لقناة الإم بي سي بفكرة برنامج جديد مدته خمس دقائق فقط وعلى الإم بي سي وضع هذا البرنامج في أي وقت شائت، بعد تفكير طلبت قناة الإم بي سي حلقة تجريبية من الشقيري رغم عمله مع الإم بي سي منذ خمسة أعوام، فضلاً أن الحلقة التجريبية مكلفة جداً فهي تحتاج إلى كاميرات ومصورين، كاد الشقيري أن يتخلى عن فكرة البرنامج الذي يعرض في خمس دقائق، وهذه الأحداث كلها كانت قبيل رمضان بثلاثة أشهر والوقت قصير جداً.

بعد هذه المحادثات والأحداث اتصل بالشقيري في نفس اليوم أحد اصدقائه يخبره أنه قادم هو وفريق كامل إلى المملكة العربية السعودية لتصوير حلقة تجريبية لبرنامج ما، فكان هذا الاتصال كما يقول الشقيري إشارة إلهية له، فكلم صديقه أنه يحتاجه في يوم الخميس لساعة واحدة لتصوير حلقة على السريع لإرسالها لقناة الإم بي سي، فتم تصوير حلقة تنظيف الحمامات وتم إرسالها إلى الإم بي سي ولم تأتي الموافقة إلى في منتصف شهر أغسطس ولم يبقى على رمضان سوى شهرين فقط، استغرق تصوير خواطر الجزء الأول أسبوعاً، وكذلك أسبوع لكل من الإعداد والإنتاج، فسبب برنامج خواطر عقبات كثيرة على القناة والشقيري ولو أن هذه العقبات لم تستغل لما ظهر هذا البرنامج كما يقول الشقيري.

جاءت تجربة أحمد الشقيري الأبرز في التقديم التلفازي من خلال برنامج خواطر والذي يعد استكمالاً لمشروع بدأه من خلال كتابة المقالات الأسبوعية في صحيفة المدينة تحت عنوان خواطر شاب أيضاً وقامت فكرة البرنامج على تقديم قضية شبابية معينة في حلقة لا تتجاوز مدتها خمس دقائق في شكل أقرب إلى النصيحة الموجهة للشبان والشابات، ومن خلال هذه الدقائق الخمس يتناول الشقيري عدداً من القضايا المثارة في أوساط الشباب مثل الحجاب والعمل وسبب عزوف الشباب عن القراءة إضافة إلى طرحه تساؤلات عن حال الأمة الإسلامية ومدى قدرتها على تحقيق النهضة والاكتفاء الذاتي من مواردها،بدأ برنامج خواطر على شاشة الإم بي سي واستطاع أن يجذب ملايين المشاهدين العرب ورغم ذلك تعرض البرنامج لانتقادات عديدة لجرأته بشكل لم يعتده المشاهد العربي. ولقد زادت شهرة أحمد الشقيري في السعودية والوطن العربي بعد هذه السلسلة التي حققت نجاحاً كبيراً، وينسب البعض سبب نجاحه إلى بساطة أسلوبه ومعالجته لقضايا الشباب والأمة والتي كانت دائماً تبدأ بمقولته:

«لست عالماً ولا مفتياً ولا فقيهاً وإنما طالب علم.

أنشأ الشقيري موقع إحسان أو i7san والذي يعتبر أول شبكة اجتماعية تفاعلية لنشر الثقافة والعمل التطوعي في العالم العربي، حيث يتيح لأعضائه إنشاء مشاريع تطوعوية والترويج لها والحصول على الدعم، فالموقع يعمل كحلقة وصل بين المتطوعين والنوادي التطوعية والداعمين، للترويج للعمل التطوعي في العالم العربي.

أحمد الشقيري يعتبر حفيد أحمد الشقيري المؤسس الأول لمنظمة التحرير الفلسطينية، فيقال أحمد الشقيري الحفيد؛ ويقصد به صاحب الخواطر وأحمد الشقيري الجد صاحب منظمة التحرير.