كلمة عمان

نمو الأجر الحقيقي وجوائز الحكومة الذكية

28 فبراير 2017
28 فبراير 2017

بينما تتواصل العديد من الجهود التنموية، التي تقوم بها حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم –حفظه الله ورعاه– في العديد من المجالات، دون ضجيج، وبعيدًا عن أي بهرجة إعلامية، مباشرة أو غير مباشرة، تأتي أنباء وتقارير دولية، ونتائج مسابقات تشارك فيها السلطنة مع دول عديدة أخرى، لتقول الكثير، ولتشير بشكل واضح وعميق الدلالة، إلى قيمة ما تحقق، ويتحقق على امتداد هذه الأرض الطيبة، بفضل التوجيهات السامية، وبرغم الظروف التي تمر بها كل الدول المنتجة والمصدرة للنفط، ومنها السلطنة بالطبع.

وفي هذا الإطار فإنه من الأهمية بمكان التوقف أمام أمرين، أولهما التقرير الدولي الذي نشره موقع «تاتش ستون» الالكتروني البريطاني أمس الأول حول «الأجر العالمي لعام 2016»، وهو تقرير يحسب نمو الأجر الحقيقي سنويًا في العديد من دول العالم، ويقارن معدلات النمو بينها، وقد جاءت السلطنة الأولى على المستوى العربي بمعدل نمو حقيقي في الأجر بلغ 7.2 % سنويًا، وذلك خلال الفترة بين عامي 2008 و2015، والمقصود بالأجر الحقيقي هو القيمة الفعلية للأجر، وليس حجمه المالي، والقيمة الفعلية هو ما يمكن أن يحققه الأجر من سلع وخدمات في فترة محددة. ومن المعروف أنه حتى إذا لم يزد الحجم المالي للأجر، إلا أن قيمته الحقيقية يمكن أن تزيد، إذا انخفضت أسعار شرائح سلع مهمة يستخدمها المواطنون، أو إذا استمر معدل التضخم في مستوياته الدنيا، ففي هذه الحالات تزيد القيمة الحقيقية للأجر؛ لأنه يشتري كمية أكبر من السلع والخدمات. ومن المؤكد أن هذا الترتيب بالغ الدلالة بالنسبة للسلطنة وهو يشير بوضوح إلى صواب وبعد نظر السياسات المالية والنقدية للسلطنة، التي لا تتوقف عند العلاوة السنوية مثلاً؛ لأنها تسعى إلى زيادة القيمة الحقيقية للأجور من خلال وسائل غير مباشرة خاصة على صعيد الأسعار والتضخم، وهذا أمر يبعث على الطمأنينة، ويضع النقاط على الحروف.

على صعيد آخر فأن فوز السلطنة بأربع جوائز في مسابقة الحكومة الذكية، التي نظمتها أكاديمية التميز في المنطقة العربية، في دورتها الثامنة لهذا العام بالقاهرة، يشير أيضا إلى حجم ومدى الإنجاز العماني في مجال التحول إلى الحكومة الذكية، مقارنة بما يجري على مستوى الدول الشقيقة، ومما له معنى عميق أن تفوز السلطنة، ممثلة في الهيئة العامة لحماية المستهلك، على جائزة درع الحكومة الذكية وشهادة التميز الذهبية عن فئة التطبيقات الذكية الأفضل عربيًا، لقطاع السلطات والهيئات الاقتصادية والمالية والتجارية، وذلك للمرة الثانية على التوالي، عن تطبيقي «دليل المستهلك الالكتروني»، و «برنامج تواصل»، كما حصلت بلدية ظفار على جائزة درع الحكومة الذكية وشهادة التميز الذهبية عن تطبيق «مهرجان صلالة السياحي» و«متابعة مشاريع البلدية»، وهذه الجوائز الأربع لا تبعث فقط على الاعتزاز والمزيد من الثقة والدعم لأبنائنا وبناتنا في مختلف المجالات، ولكنها تحفز أيضا على بذل المزيد من الجهد لتحقيق مزيد من التقدم والازدهار في كل المجالات، وبسواعد وعقول شبابنا الواعد.