940085
940085
عمان اليوم

65 % زيادة ملوحة المياه الجوفية في بعض أجزاء ساحل الباطنة خلال العام الماضي

27 فبراير 2017
27 فبراير 2017

الدراسة شملت حـوالي 2295 كم2 -

أوضحت نتائج الدراسة التي قامت بها وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه في قياس ملوحة المياه الجوفية من خلال مراقبة التغير في الموصلية الكهربائية بالآبار الواقعة على امتداد ساحل الباطنة والبالغ عددها حوالي (1000) بئر، في زيادة ملوحة المياه في بعض أجزاء ساحل الباطنة خلال عام 2016م مقارنة بعام 2010م حيث زادت ملوحة المياه الجوفية بمقدار 65% في حـوالي (510) آبار، بالمقابل تحسنت ملوحة المياه في بعض الآبار وبلغ مقدار التحسن في نوعية المياه الجوفية حوالي 17% في (455) بئرا.

وقد شملت الدراسة المنطقة الواقعة من جنوب ولاية السيب (وادي عيدن) وحتى الحدود الشمالية (شمال ولاية شناص بوادي ملاحة) بطول بـلغ (200) كيلومتر وبعرض يصل إلى (6) كيلومترات عند ولايـة بركاء، وبـلغت إجمالي المساحة التي شملتها الدراسة حـوالي (2295) كم2 بزيادة قدرها حوالي 130 كم2 مقارنة بالمسح الميداني لعام 2010م.

كما كشفت الدراسة وجود تحسن ملحوظ في نوعية المياه الجوفية ببعض المستجمعات المائية الواقعة في ولاية السيب بمحافظة مسقط وكذلك في الأجزاء الساحلية بولايتيّ صحم وصحار وشمال ولاية لوى وحتى الحدود الدولية مع دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2016م مقارنة بعام 2010م، ويرجع ذلك إلى قلة معدلات السحب من الخزان الجوفي بهذه الأجزاء.

بالمقابل شهدت بعض الأجزاء تدهوراً في جودة المياه الجوفية في وادي المنومة بولاية السيب بمحافظة مسقط بحيث تقلصت المياه العذبة مقدار 22% وزادت المياه عالية الملوحة أكثر من (16,000 ميكروسيمنز/‏‏‏سم) بمقدار 6% إلى جانب ازدياد كمية المياه عالية الملوحة أكثر من (10,000 ميكروسيمنز/‏‏‏سم) بمقدار 8% في أودية الطو ووادي بني خروص ووادي الفرع بمحافظة جنوب الباطنة، وبشكل عام ما زالت الأجزاء الساحلية الواقعة بين منطقة بركاء-المصنعة من أكثر المناطق تضرراً من تداخل المياه المالحة بالمياه العذبة خلال عام 2016م.

أما في محافظة شمال الباطنة فقد توصلت نتائج الدراسة إلى ارتفاع مساحة المياه عالية الملوحة أكثر من ( 10,000 ميكروسيمنز/‏‏‏سم) بولاية الخابورة وتدهور نوعية المياه الجوفية بالمنطقة الواقعة بين ولايتي المصنعة والسويق.

كما أوضحت الدراسة التي أجريت في المستجمعات المائية الواقعة بها الآبار في سهل صلالة بمحافظة ظفار وعددها ستة مستجمعات وادي أعصيرات، وادي ثمرين، وادي جرزيز، وادي صحلنوت، وادي رزات ووادي حمران على مساحة (690) كم، بوجود تحسن ملحوظ خلال الأعوام الستة الماضية حيث زادت مساحة المياه العذبة (أقل من 2.000ميكروسيمنز/‏‏‏سم) بمقدار 3% في الأجزاء الواقعة ما بين وادي حمران في الشرق ووادي أعصيرات في الغرب من سهـل صلالـة والأجـزاء الجبلية، كما تقلصت مساحة المياه المالحة (2.000-6.000 ميكروسيمنز/‏‏‏سم) بمقدار 4%. أما في الأجزاء الساحلية فما زالت تتواجد المياه عالية الملوحة (أكثر من 10.000 ميكروسيمنز/‏‏‏سم في وادي صحلنوت.

وقد بلغ عدد الآبار التي شملتها الدراسة وكانت ملوحة المياه بها أقل من (2.000 ميكروسيمنز/‏‏‏سم) حوالي (58 بئرا)، فيما بلغ عدد الآبار التي كانت ملوحة المياه بها تتراوح ما بين (2.000-6.000 ميكروسيمنز/‏‏‏سم) حوالي (54 بئرا)، وعدد الآبار التي كانت ملوحة المياه بها أعلى من (6.000 ميكروسيمنز/‏‏‏سم) حوالي (26 بئرا).

كما كشفت نتائج الدراسة بوجود مياه جوفية ذات نوعية جيدة في الجزء الأوسط من سهل صلالة بوادي جرزيز، ولوحظ تحسن كبير في نوعية المياه الجوفية بالأجزاء الشرقية من سهل صلالة بالآبار الواقعة بوادي حمران حيث تقلصت مساحة الأراضي التي تغطيها ملوحة المياه من 38% في عام 2010م لتكون 24% في عام 2016م. إلى جانب ذلك فقد حافظت المياه العذبة على مستوياتها السابقة خلال عام 2010م. كما تقلصت مساحة الأراضي التي تغطي المياه الضاربة في الملوحة (أكثر من 10.000 ميكروسيمنز/‏‏‏سم) لتصل إلى 1% في عام 2016م في الأجزاء الشرقية من سهل صلالة بوادي ارزات. من جهة أخرى توصلت النتائج إلى وجود مياه جوفية عالية الملوحة (أكثر من 10.000 ميكروسيمنز/‏‏‏سم) وتمثل حوالي 35% من إجمالي مساحة الواديين وهي مياه بطبيعتها مالحة نظراً للظروف الجيولوجية لتكونها وتواجدها في الأجزاء الغربية من سهل صلالة بكل من وادي ثمرين ووادي أعصيرات، كما لوحظ تقلص مساحة المياه ذات الملوحة بوادي أعصيرات من 30% في عام 2007م لتبلغ 11% في عام 2016م ويرجع ذلك إلى تحرك المياه عالية الملوحة من الطبقات الجيولوجية السفلى إلى أعلى.

وبصفة عامة أشارت نتائج الدراسة بوجود تغيّر طفيف في ملوحة المياه الجوفية ببعض الآبار الواقعة بالأجزاء الشرقية والغربية من سهل صلالة، أما في الجزء الأوسط من سهل صلالة فما زالت نوعية المياه تحافظ على مستوياتها السابقة بسبب معدلات التغذية المطرية المرتفعة بهذه الأجزاء مقارنة بمعدلات التغذية الجوفية بالأجزاء الغربية والشرقية من السهل.

كما أوضحت نتائج الدراسة بأن الأسباب التي أدت إلى زيادة نسبة الملوحة في منطقة الدراسة تمثلت في الزيادة الكبيرة في حفر الآبار خلال أعوام السبعينات والثمانينات وما رافقه من حفر عشوائي لهذه الآبار، وانتشار استخدام الآبار العميقة والمضخات الميكانيكية وازدياد معدلات الضخ مما أدى إلى انخفاض مستويات المياه الجوفية، إضافة إلى زيادة مساحات الرقعة الزراعية بشكل كبير وبالتالي زادت معدلات الضخ من المخزون الجوفي مقارنة بمعدلات التغذية الجوفية مما أدى إلى اتساع مساحة المنطقة المتأثرة بالملوحة، إلى جانب تذبذب معدلات التغذية الجوفية السنوية من مياه الأمطار وتدفقات الأودية والتي تعتبر المصدر الرئيسي لتغذية الخزان الجوفي بمنطقة الدراسة، وإلى الطبيعة الجيولوجية لسهل صلالة واختلاف نوعية المياه الجوفية بالصخور ذات الطبيعة المالحة (صخور الحجر الجيري). وقد أدت هذه الأسباب إلى عدم التوازن بين العرض (كميات المياه المتوفرة بالمخزون الجوفي) والطلب (الاحتياجات المائية لاستخدامات الزراعة). مما ساهم في تداخل المياه المالحة بالمياه العذبة بالأجزاء الساحلية.

وقد قامت الوزارة بجهود رامية في مختلف المجالات للحد من ظاهرة تداخل المياه المالحة بالمياه العذبة بمنطقتي سهل الباطنة وسهل صلالة أهمها مراقبة الوضع المائي بساحل الباطنة من خلال القيام بدراسة المسوحات الحقلية لمراقبة التغييرات في ملوحة المياه الجوفية بساحل الباطنة والتي من خلالها تم تحديد المناطق المتأثرة بالملوحة، بالإضافة إلى تحديث شبكة مراقبة الموارد المائية ومراقبة سدود التغذية الجوفية، وترشيد استهلاك المياه من خلال التشريعات المائية المختلفة والتي تهدف إلى منع حفر الآبار الجديدة للمزارع والفردية ويستثنى من ذلك الآبار الجماعية فقط، إلى جانب تقنين استخدام المياه المستخرجة من الآبار، وعدم التوسع في الرقعة الزراعية، ومراقبة كمية الضخ المسموح بها من الآبار إذا ما ارتأت الوزارة ضرورة ذلك.

كما تسعى الوزارة إلى تنمية الموارد المائية من خلال إعداد الدراسات المائية كدراسة تأثير مزارع الحشائش في ساحل الباطنة على المخزون، وكذلك وضع أسس لتحديد حصص مائية لمختلف القطاعات مع الأخذ في الاعتبار أولويات استخدام المياه وعلى أساس كمية المياه المتاحة في كل مستجمع على أن يتم إخضاع هذه الحصص للمراجعة بصفة دورية.

كما تسعى الوزارة إلى تنفيذ الخطط المائية بهدف الحفاظ على الموارد المائية واستخدامها بالأسلوب الذي يضمن استدامتها من خلال تطبيق مبادئ الإدارة المتكاملة للموارد المائية بكل المستجمعات المائية وإشراك مستخدمي المياه في إعداد وتنفيذ هذه المبادئ والمفاهيم، وتنفيذ تغيير أنظمة الري الحالية إلى أنظمة الري الحديث وهو ما يمكن أن يوفر حوالي 20-40 % من استخدامات المياه الحالية، وتغيير نمط التركيبة المحصولية لتوفير العديد من المياه المهدورة، إلى جانب مراقبة التغييرات في ملوحة المياه الجوفية لتقييم تأثير هذه الإجراءات على تحسن الوضع المائي بسهل الباطنة وسهل صلالة، والاستمرار في الدراسات التي تهدف إلى استغلال مياه الضباب خلال موسم أمطار الخريف وزيادة معدلات التغذية السنوية، إضافة إلى استغلال مياه التحلية كمصدر للمياه غير التقليدية لتوفير مياه الشرب والاستخدامات العامة مما يساهم في تقليل كميات الضخ من حقول آبار إمدادات المياه العامة بسهل صلالة والتي تـُقدر بحوالي (14) مليون متر مكعب في العام.

كما تواصل الوزارة جهودها في إنشاء سدود التغذية الجوفية بهدف زيادة كمية المياه المتسربة للخزان الجوفي وبالتالي تدارك ظاهرة تداخل مياه البحر مع المياه الجوفية العذبة بالأجزاء الساحلية، حيث يوجد في محافظتي شمال وجنوب الباطنة (27) سدا منها خمسة سدود تم إنشاؤها خلال الخمس سنوات الأخيرة، علما بأن سدود التغذية الجوفية بساحل الباطنة احتجزت منذ إنشائها ما يـُقدّر بحوالي (867 مليون متر مكعب) من المياه منها حوالي (274 مليون متر مكعب) تم احتجازها خلال الأعوام الخمسة الماضية.