22
22
إشراقات

الصوافي: على المصلي أن يعطي كل حد من حدود الصلاة حقه

23 فبراير 2017
23 فبراير 2017

أخطاء شائعة.. يجب أن يتنبه لها المصلون -

نطق بعض الألفاظ بطريقة خاطئة يغير المعنى.. وهو أمر مخل بالصلاة -

حاوره: سالم بن حمدان الحسيني -

نبّه أمين الفتوى فضيلة الشيخ إبراهيم بن ناصر الصوافي المصلين على عدد من الأخطاء الشائعة التي يأتي بها بعض المصلين أثناء الصلاة منها عدم النطق الصحيح في تكبيرة الإحرام وهي مفتاح الصلاة والركن الأعظم من أركانها وأيضا نطق بعض آيات القرآن الكريم نطقا خاطئا خصوصا في سورة الفاتحة وهي أيضا ركن من أركان الصلاة خصوصا في كلمات (اهدنا) و(نعبد) و(أنعمت) وعدم التفريق بين حرفي (ض) و(ظ) في كلمة (الضالين).

وأوضح الصوافي: إن مما ينبغي أن ينبه إليه أيضا عدم تسوية الظهر عند الركوع حيث إن بعض المصلين يحني ظهره عند الركوع قليلا ولا ينحني الانحناء المطلوب، والصحيح في صفة الركوع أن ينحني حتى يسوي ظهره مع رأسه ويضع كفيه على ركبتيه، ومنهم من يتعجل في الركوع فلا يكاد ينحني حتى يرفع رأسه مباشرة ومنهم من لا يقف بعد الركوع لقول: «سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد»، بل يخر مباشرة للسجود، أو يرفعه رفعا قصيرا، والرسول صلى الله عليه وسلم أمر بالاطمئنان في حال الركوع وبعد القيام من الركوع وفي السجود وبين السجدتين بحيث يعطي كل حد من حدود الصلاة حقه... المزيد من ذلك نقرأه في الحلقة الأولى من الحوار التالي:

استهل الصوافي حديثه قائلا: الصلاة صلة بين العبد وربه تسري فيها الروح إلى بارئها فتتطهر من أدرانها ويغشها السكينة والطمأنينة وتمد صاحبها بالطاقة التي تدفعه إلى مزيد من البذل والنشاط كما أن الصلاة فيها تكفير للسيئات ورفع للدرجات ومن هنا فان المؤمن مأمور بان يؤديها على احسن وجه وأكمله مبتعدا عن كل ما ينقص أجره أو يفسد صلاته.

تكبيرة الإحرام

وأضاف: هناك أخطاء متعددة يقع فيها المصلون بانتباه أو بغير انتباه لها اثر على الصلاة ومن هذه الأخطاء إضافة (الواو) بين كلمتي (الله) و(أكبر) فيقولون: (الله وأكبر) مؤكدا أن هذا خطأ شائع يفسد المعنى ويترتب عليه فساد الصلاة أيضا لأن تكبيرة الإحرام هي مفتاح الصلاة وهي والركن الأعظم من أركانها ولذلك ينبغي أن ينتبه المصلي لتكبيرة الإحرام فليأتي بها صحيحة.. مضيفا: انه حتى لا تتولد هذه الواو ينبغي للمصلي الا يمد الهاء من لفظ الجلالة (الله) حتى لا ينحرف النطق الصحيح لها، بل يضم الهاء من لفظ الجلالة (الله) ضمة خفيفة ولا يأتي بها ساكنة.

ألفاظ خاطئة

وأشار إلى أن من الأخطاء الشائعة أيضا والتي يقع فيها بعض المصلين في قراءة سورة الفاتحة وهي ركن من أركان الصلاة هي: كسر (الباء) من كلمة (نعبد).. وهذا يغير المعنى وكذلك زيادة (الياء) في كلمة (اهدنا) فينطقونها (اهدينا)، مشيرا إلى كلمة (اهدينا) مشتقة من الهدية، وأما كلمة (اهدنا) فمشتقة من (الهداية) فانظر كيف تغيّر المعنى بإضافة حرف واحد، وضحا أن هذه الكلمة (اهدنا) تنطق بكسر الهمزة وسكون الهاء وكسر الدال وفتح النون.

وبيّن الصوافي: إن من ضمن الأخطاء الفادحة التي يقع فيها بعض المصلين أيضا ضم التاء أو كسرها من كلمة (أنعمت) في سورة الفاتحة، فيتغير الخطاب كليا لأنه إذا ضمها ينسب الإنعام إلى نفسه، وإذا كسرها خاطب الله عز وجل بخطاب الأنثى، وهذا كله مما لا يجوز.. مبينا أن من ضمن هذه الأخطاء أيضا عدم التفريق في النطق بين الحرفين (ض) و(ظ) في كلمتي (المغضوب) و(الضالين)، فالضالون من الضلال والظالون من الظل، وان بدا أن هناك لحنا يسيرا الا انه يترتب عليه اختلاف المعنى.

الركوع والسجود

وأوضح الصوافي قائلا: ومما ينبغي أن ينبه إليه أيضا عدم تسوية الظهر عند الركوع حيث إن بعض المصلين يحني ظهره عند الركوع قليلا ولا ينحني الانحناء المطلوب، والصحيح في صفة الركوع أن ينحني حتى يسوي ظهره مع رأسه ويضع كفيه على ركبتيه، ومنهم من يتعجل في الركوع فلا يكاد ينحني حتى يرفع رأسه مباشرة ومنهم من لا يقف بعد الركوع لقول: «سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد»، بل يخر مباشرة للسجود، أو يرفعه رفعا قصيرا، والرسول صلى الله عليه وسلم أمر بالاطمئنان في حال الركوع وبعد القيام من الركوع وفي السجود وبين السجدتين بحيث يعطي كل حد من حدود الصلاة حقه.

وأكد أمين الفتوى أن عدم السجود على سبعة أعضاء وهي: «الكفان والركبتان والقدمان والجبهة مع الأنف» مخل بالصلاة، حيث نجد ان بعض المصلين أثناء السجود لا يوصل أنفه إلى موضع السجود ومنهم من يرفع قدميه أو أحداهما من الخلف بينما المأمور به أن تكون القدمان ثابتتين أثناء السجود وأن يحني الأصابع باتجاه القبلة وأن يفرق بين الرجلين قليلا من غير أن يضمهما، ويكون اعتماده في السجود على الكفين والركبتين لا على الجبهة بل يضع الجبهة على موضع السجود وضعا خفيفا.. وليحذر من النقر في الصلاة فقد شبه الرسول صلى الله عليه وسلم من يتعجل في السجود ولا يطمئن فيه بنقر الديك للحب، فكما أن الديك ينقر الحب نقرا سريعا فكذلك بعض المصلين يفعل ذلك.

وقال: وبما أن المصلي مأمور أن يسجد على سبعة أعضاء ومنها الجبهة فلا بد أن يكشف جبهته أو أكثرها على الأقل أثناء سجود فإذا كانت الجبهة مغطاة بمصر أو كمة أو غير ذلك فلابد من رفعها، مؤكدا أن من الأخطاء الواردة أيضا رفع الرأس بعد السجدة الأولى رفعا قليلا من غير أن يستوي جالسا ثم يسجد مباشرة السجدة الثانية وهذا مخل بالاطمئنان المأمور به في الصلاة.

مبطلات الصلاة

وأضاف: ومن الأخطاء الشائعة أيضا الإسراع في الصلاة أثناء القراءة أو في سائر أعمالها من غير أن يستحضر المصلي عظم المقام الذي هو فيه، اذ لو استشعر انه في مقام مناجاة لله عز وجل لولّد ذلك في نفسه الخشوع والسكينة وطمأنينة القلب، وحضوره، مضيفا إلى انه لا يصح الالتفات في الصلاة إلى اليمين أو الشمال أو إلى الأعلى فالرسول ص يقول: «الالتفات اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد»، ويقول: صلى الله عليه وسلم: «إياك والالتفات في الصلاة، فان الالتفات فلي الصلاة هلكة»، ومن هنا قال أهل العلم أن المصلي لا يتجاوز بنظره موضع سجوده وكذلك لا ينظر إلى جهة القبلة فيشغله ما بالجدار من نقوش أو غيرها عن الإقبال على صلاته.

وأوضح أن من الأخطاء أيضا وهو منتشر جدا مسابقة الأمام في الركوع أو القيام، فتجد بعض المصلين لا يكاد الأمام يشرع في الانحناء ومبتدئا بالتكبيرة الا ويخر المأموم معه، وقد يصل إلى الأرض قبل إمامه، وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم اذا انحنى الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الركوع يبقون واقفين حتى يقطع الرسول ص التكبير ويستوي راكعا، وإذا خر للسجود بقوا واقفين أيضا حتى يصل إلى الأرض ويقطع التكبيرة، وإذا قام من السجود بقوا على سجودهم حتى يقوم الرسول صلى الله عليه وسلم ويقطع التكبيرة، وهكذا في كل أعمال الصلاة، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «إنما جعل الإمام ليؤتم به»، أي ليقتدى به، ويتبع في الصلاة فلا يسبقه المأموم ولا يساويه بل يكون متأخرا عنه قليلا.

تكبيرات الانتقال

وأكد الصوافي أيضا أن من الخطأ يمد المصلي تكبيرات الانتقال مدا فاحشا، خاصة ممن يكون انتقالهم بطيئا بينما الأصل في تكبيرات الانتقالات أن تكون «جزما»، أو مقطوعة غير ممدودة وإذا كان المصلي مريضا أو يعاني من علة تمنعه من سرعة الانتقال فليؤخر التكبيرة، حتى إذا اقترب من موضع السجود مثلا أتى بالتكبيرة فذلك خير من أن يبدأ بها أثناء الانحناء ويبقى يمطها إلى قرب السجود، وإذا فعل الإمام ذلك فقد يكون من أسباب سبق المأمومين له، والأصل في المصلي أن يبدأ تكبيرات الانتقال من بداية الانحناء ويقطعها قبل أن يستقر في الحد الذي انتقل إليه، فإذا كان الركوع فيقطع التكبيرة قبيل استقراره راكعا، وإذا كان يكبر للسجود فليقطع التكبيرة قبل أن يضع جبهته على الأرض، وهكذا في سائر أعمال الصلاة.. مضيفا: أن من الملاحظ كثيرا ان بعض الأئمة يخالفون ذلك فلا يقطعون التكبيرة الا بعد الاستقرار تماما في السجود ومنهم من يقطعها في الوسط ويكمل حركة الانتقال للركوع أو السجود ساكتا، والصواب في ذلك أن يسرع في حركة الانتقال ويأتي بها مستغرقة لهذه الحركة من بداية الانحناء إلى قرب الاستقرار كما تقدم.

ومن هذه الأخطاء أيضا التي نبه إليها الصوافي في هذا اللقاء: إتيان بعض المصلين إلى الصلاة مسرعا خاصة عندما يعلم أن الصلاة قد بدأت، ومنهم من يصل به أمر إلى الجري عندما يخشى أن يفوته الركوع، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا ثوب للصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون وأتوها وعليكم السكينة والوقار فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فاقضوا»، مشيرا إلى أن الحكمة من النهي عن الإسراع المحافظة على الخشوع لأن المصلي إذا جاء إلى الصلاة مسرعا فان نفسه يكون متتابعا، فيشغله عن الخشوع وقد لا يستطيع النطق بالكلمات صحيحة بسبب حاجته إلى التنفس بينما لو جاء في هدوء وخشوع لما اثر ذلك على صلاته، وقد جعل الله لنا مخرجا ندرك به ما فاتنا من الصلاة وهو الاستدراك، كما وضحه الحديث السابق.

الاستدراك

وأضاف: إذا جاء الإنسان مستدركا ولم يجد مكانا وأراد ان يجذب احد المصلين فلا يجذبه حتى يوجه ويكون مستعدا لتكبيرة الإحرام، ثم يجذب المأموم الآخر فاذا وقف بجانبه كبّر مباشرة تكبيرة الإحرام، ولا يجذبه أولا ثم يشتغل بالتوجيه فان ذلك يجعل المأموم المجذوب يصلي وحده في تلك الفترة التي يشتغل فيها المستدرك . ومن الأخطاء الشائعة التي نبه اليها الصوافي وهي منتشرة بين بعض الأئمة ان يرفع الإمام صوته بالدعاء بعد الصلاة مستخدما مكبرات الصوت بينما يوجد بعض المصلين مستدركا وقد قام لإكمال صلاته وفي هذا شغل له عن الخشوع وحضور القلب وقد يرتبك في القراءة.. مؤكدا ان الأدهى من ذلك ما يقوم به بعض الأئمة من الإعلان عن أمر ما بعد السلام مباشرة فيتكلم بصوت مرتفع وقد يطول كلامه مما يشوش كثيرا على المستدركين.. مشيرا إلى انه لا حاجة لاستعمال مكبرات الصوت عند الدعاء بعد الصلاة. وإذا كان الإمام يريد ان ينبه على بعض الأمور التي لابد منها فليكن ذلك بعد ان يكمل المصلون المستدركون صلاتهم.