933614
933614
العرب والعالم

دي ميستورا: «جنيف 4» تركز على صياغة دستور سوريا الجديد وإجراء انتخابات حرة تحت رعاية أممية

20 فبراير 2017
20 فبراير 2017

مقتل 4 جنود روس بانفجار عبوة قرب مطار طياس -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات -

بدأت الوفود المشاركة في المفاوضات السلمية حول سوريا بالوصول، إلى جنيف أمس، فيما اعتبرت الحكومة السورية أنها تمتلك «اليد العليا» في العملية السياسية.

ومن المقرر أن تنطلق المفاوضات رسميا في 23 فبراير، لكن وفد الأمم المتحدة سيجري مشاورات تمهيدية مع المشاركين.

من جانبه أكد المبعوث الأممي إلى سوريا ستفان دي ميستورا خلال مؤتمر صحفي، أن وقف إطلاق النار الحالي في سوريا لن يصمد طويلا إلا في حال التوصل إلى حل سياسي. وتابع أن المفاوضات ستركز على صياغة دستور سوريا الجديد، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت رعاية الأمم المتحدة، وضمان نظام حكم خاضع للمساءلة.

ووجه الصحفيون إلى دي ميستورا أسئلة حول ما قيل عن تخلي الأمم المتحدة عن عبارة «الانتقال السياسي» فيما يخص موضوع مفاوضات جنيف، لكن المبعوث الأممي تجنب الإجابة المباشرة، مؤكدا أن إطار المفاوضات يحددها القرار الدولي رقم 2254.

وأكد جهاد مقدسي عضو منصة القاهرة للمعارضة السورية تلقيهم دعوة من المبعوث الأممي دي ميستورا للمشاركة في جولة مفاوضات جنيف القادمة وكتب مقدسي على صفحته في موقع «فيس بوك»: يؤسفني غياب باقي الأطراف الأساسية سواء منصات أم بعض الشخصيات السورية المحترمة في الشارع السوري، وأعلم أن هذا سيؤثر على النتيجة المأمولة للمحادثات في جنيف».

وتابع قائلا: «سنحضر احتراما للعلاقة مع الأمم المتحدة ولكي لا نحمّل وزر إفشال أي مساع تهدف لوقف الحرب في بلادنا وإنجاز الحل السياسي العادل». وعلى خط مواز، أعلن القيادي في «جبهة التغيير والتحرير» فاتح جاموس عن «إمكانية عدول الجبهة» عن قرارها بعدم المشاركة في «جنيف 4»، إذا كانت لديها «قناعة بتنفيذ القرار 2254 وبندية عملية التوافق». وأعرب جاموس عن عدم تفاؤله بـ«جنيف 4»، وقال: «بالمعنى العقلي والمقاربة العقلية أنا غير متفائل فتسوية التناقضات لا تزال عميقة وذات طابع صراع».

وفي هذا السياق، قال فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري، في مقابلة مع وكالة «مهر» الإيرانية: إن استعادة الجيش السوري السيطرة على مدينة حلب شكلت «انتصارا تاريخيا كبيرا وغيّرت المعادلات الدولية في سوريا». وأضاف: إن الحكومة السورية أصبحت تمتلك اليد العليا في العملية السياسية.

وتابع أن تحرير حلب «أفسد جميع برامج أعداء سوريا ومن الطبيعي أن هذا التحرير قد غيّر المعادلات في سوريا والمنطقة والعالم وهذا ما أكدته المحادثات الأخيرة في آستانة». كما اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن تصريحات مبعوث الولايات المتحدة لدى قوات التحالف الدولي حول استحالة التعاون مع روسيا في سوريا، لا تعكس موقف الإدارة الأمريكية الحالية.

وقال لافروف في معرض تعليقه على تصريحات بريت ماكغورك: إن موقف الإدارة السابقة، وموقف البنتاجون إبان حقبة الإدارة السابقة.

وآمل في أن ذلك ليس إلا «قصورا ذاتيا» متبقيا من المقاربات القديمة، لأن السيد ماكغورك هو ممثل الإدارة السابقة.

وأضاف لافروف: إنه التقى مؤخرا مع نظيره الأمريكي ريكس تيلرسون في بون الألمانية، وبحث معه التعاون في محاربة الإرهاب، التي تعدها إدارة دونالد ترامب من أولوياتها. وأعرب عن أمله في أن تعتمد الجهود الروسية الأمريكية المشتركة على مصالح المجتمع الدولي والمصالح الأمريكية بقدر أكبر بالمقارنة مع خطوات الإدارة السابقة برئاسة أوباما.

وفي سياق متصل، حذر المستشار السياسي للمبعوث الأممي إلى سوريا فيتالي نعومكين، من خطورة تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ شبيهة بالدول، في حال بطء سير التسوية السياسية.

ونقلت وكالة (انترفاكس) الروسية عن نعومكين قوله، إن صمود الهدنة في سوريا وطول أمد العملية السياسية للتسوية، أو انهيار جهود التسوية بالكامل فيها، قد يجعلها تواجه التقسيم إلى مناطق نفوذ. وتابع نعومكين «إذا ما حالف النجاح عملية آستانة وتم على الأرض تنفيذ مقرراتها وتثبيتها، سوف تبرز حينها، ولجملة من العوامل، مسألة تقرير مصير المناطق الخاضعة لأطراف النزاع وتلك التي يستمر تحريرها من الإرهابيين». وتساءل نعومكين عن ماذا سيحدث في حال استمرار صمود وقف إطلاق النار تزامنا مع خمول وبطء سير التسوية السياسية أو تسويفها، أو انهيارها، منوها إلى انه في مثل هذه الحال، أليس من الممكن مثلا في محافظة إدلب، أن تعزز فصائل المعارضة المسلحة المرعية من تركيا مواقعها، لتتحول هذه الأراضي إلى دولة شكلية هناك؟». واعتبر نعومكين أن هذا الأمر قد ينسحب على المناطق الخاضعة لتركيا والمتاخمة لقطاعات الأكراد شمال سوريا، وعلى المناطق الجنوبية التي تشرف عليها الأردن جنوب سوريا.

وأوضح الدبلوماسي الروسي أن «هذا بحد ذاته سوف يثير، إذا ما تم تقاسم سوريا على الأرض، السؤال حول احتمال أن يفضي الواقع القائم إلى تعقيد العملية السياسية، حيث إن الفصائل المعارضة والجهات الأجنبية الراعية لها، لن تكون بحاجة لتأييد الحوار السياسي لأن الجميع في مثل هذه الحال سوف يكنون راضين عن وضعهم».

وفي الشأن الميداني: اندلعت اشتباكات بمختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين الجيش السوري ومسلحي جبهة النصرة في أطراف حي القابون من جهة اتستراد حرستا عقب قيام مسلحي القابون بقنص اتستراد حرستا والأبنية المقابلة، وسط تمهيد بقذائف الدبابات ينفذه الجيش، وطال قصف صاروخي وجهه الجيش السوري نحو مواقع المسلحين في الظهر الأسود قرب مغر المير بريف دمشق بالتزامن مع طلعة لسلاح الجو المروحي استهدفت مواقع للمسلحين هناك، ومقرات جبهة النصرة في حي جوبر، واستهدف الطيران الحربي بعدة غارات مواقع المسلحين في منطقة الخزانات قرب خان شيخون بريف إدلب الجنوبي مما أدت لتدمير 5 سيارات أنتر محملة بالذخيرة وعربة مفخخة لما يسمى لواء الأقصى ومقتل 20 مسلحا.

وشن «طيران التحالف الدولي» غارة جوية مستهدفاً جسر الرقة القديم جنوب مدينة الرقة ما أسفر عن تدمير أجزاء جديدة من الجسر.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية عن مقتل 4 مستشارين عسكريين روس وإصابة اثنين آخرين بجروح الخميس الماضي في سوريا. وأوضحت الوزارة في بيان لها أن «أربعة عسكريين روس قتلوا في 16 فبراير عام 2017 في الجمهورية العربية السورية نتيجة تفجير سيارة كانت تقلهم باستخدام قنبلة موجهة عن بعد. وكانت قافلة السيارات التابعة للقوات السورية التي كانت من ضمنها السيارة التي تقل مستشارين عسكريين روس، تتوجه من منطقة مطار طياس/‏‏ تيفور (محافظة حمص) إلى مدينة حمص». ودعت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة المواطنين للعودة إلى بيوتهم بعد إعادة الأمن والاستقرار إلى العديد من البلدات والقرى في ريف حلب الشرقي.

وبدأت أمس عمليات خروج ما يقارب 130 مسلحا إضافة إلى عائلاتهم من بلدة سرغايا في ريف دمشق الشمالي الغربي باتجاه إدلب، فضلا عن تسوية أوضاع مسلحين آخرين من أبناء البلدة، وتأتي هذه الخطوة استكمالا لعملية المصالحة التي وقعت بين وفد المصالحة الممثل عن الحكومة السورية والمجموعات المسلحة في المنطقة منذ عدة أشهر.