931739
931739
الرئيسية

هيئة الجراد الصحراوي تحتفل بمرور 50 عاما على تأسيسها

19 فبراير 2017
19 فبراير 2017

خبراء دوليون: الجراد يمثل أقدم تهديد للمحاصيل الزراعية وتطور كبير في جهود المكافحة -

تغطية - أمل رجب -

اكد معالي الدكتور فؤاد بن جعفر الساجواني وزير الزراعة والثروة السمكية ان مكافحة الجراد الصحراوي يعدا امرا شديد الأهمية، وهناك عمليات رصد يومي مستمرة لتحركات الجراد ومستوياتها، ويتم اتخاذ الخطوات الاحترازية المناسبة لأي خطر محتمل قد تمثله تحركات الجراد، كما يلعب الإنذار المبكر دورا مهما في هذا الصدد، مشيرا معاليه الى انه خلال السنوات الماضية لم تصل السلطنة الا كميات قليلة من الجراد وأكثرها محلي أي مستوطن في السلطنة وتم التعامل معها بشكل حازم.

وكانت تصريحات معاليه على هامش الاحتفال الذي استضافته السلطنة بمناسبة مرور خمسين عاما على إنشاء هيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الوسطى والتي تتبع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ( الفاو ) وتم الاحتفال تحت رعاية معالي الدكتور فؤاد بن جعفر الساجواني وزير الزراعة والثروة السمكية.وفيما يتعلق بالتطورات الخاصة بمشروعات الاستزراع السمكي أوضح معاليه أن هناك العديد من المشروعات الواعدة الجاري العمل بها في هذا المجال وتستهدف رفع معدلات الانتاج السمكي، ويتواصل منح التراخيص لمشروعات الاستزراع السمكي وبعضها طموح للغاية وبعض المشروعات دخلت مرحلة التنفيذ ونأمل ان تساهم في إضافة كميات جيدة للإنتاج السمكي في السلطنة.

وقال معاليه إن مستويات أسعار الأسماك خلال عام 2016 كانت أقل من العام الأسبق، وجميع أنواع الأسماك متوفرة حاليا في كل قرية وولاية وهناك دعم من الحكومة لفتح محلات مجهزة لبيع الأسماك ويصل عددها حاليا إلى 400 منفذ ومحل، وعشرات منها في توجد في الولايات خارج مسقط، وهناك استقرار في إمدادات الأسماك في السوق المحلي باستثناء بعض المواسم التي تشهد فروقات في الأسعار في مواسم معينة يتعذر فيها الوصول للبحر، وكشف معاليه عن ان الإنتاج السمكي ارتفع بنسبة 60% خلال السنوات الخمس الماضية كما زادت معدلات التصدير، ونمو القطاع السمكي يسير بمعدلات جيدة وسجل 13% خلال السنوات الست الماضية.

وفي فعاليات الاحتفال، وتضمن احتفال هيئة مكافحة الجراد عرض فيلم وثائقي عن هيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الوسطى، وتقديم الهدايا التذكارية للدول الأعضاء ولضيوف الهيئة ولراعي الاحتفال. كما تم على هامش الاحتفال افتتاح معرض للصور حول الجراد الصحراوي بين الماضي والحاضر واهم المعدات التي تستخدم في عمليات المكافحة.

وأشار عبد السلام ولد احمد مساعد المدير العام لمنظمة الفاو خلال كلمة له في الاحتفال الى ان الهيئة بعد 50 عاما من الخدمة اصبحت تضم في عضويتها 16 دولة تغطي 39% من مساحة انتشار الجراد على مستوى العالم والتي تقدر مساحتها بنحو 30 مليون كيلومتر مربع ويسكنها 300 مليون من البشر، وتعرضوا بالفعل لأعنف هجمات الجراد، ومن هنا فهدف الهيئة هو المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي والحد من الجوع في دول المنطقة الوسطى ومع تضافر جهود كافة المعنيين لدينا فرصة جيدة للفوز في المعركة ضد الجراد الصحراوي.

وأوضح الأمين التنفيذي للهيئة الدكتور مأمون بن خميس العلوي، ان الاحتفال بذكرى تأسيس الهيئة يتضمن العديد من الاعمال والفعاليات منها اصدار كتاب عن الهيئة وفيلم وثائقي قصير يوضح اهم اعمال الهيئة لصالح الدول الاعضاء والتطور الذي حدث على مدى النصف قرن الماضي في مكافحة الجراد بما في ذلك استخدام احدث البحوث العلمية لمكافحة الجراد الذي يمثل اقدم واخطر تهديد للمحاصيل الزراعية نظرا لقدرته على الطيران لمسافات شاسعة تقدر بآلاف الكيلومترات.

واضاف ان استراتيجية المكافحة تعتمد على الرصد المكثف للجراد في مناطق توالده والإنذار المبكر والتدخل السريع للقضاء على تجمعات الجراد في مرحلة مبكرة، وتظل التغيرات المناخية امرا يستوجب استمرار الجهود لمواجهة هذا التحدي، وتحتاج وحدات المكافحة الوطنية الى دعم متواصل لمواجهة الأزمات وتجديد المعدات والآليات، ولذا فالدول الأعضاء في الهيئة مطالبون باستمرار المستدام للمحافظة على المكتسبات التي تحققت.

وفي كلمته قال المهندس صالح العبري مدير عام التنمية الزراعية بوزارة الزراعة والثروة ان السلطنة تستضيف الاحتفال بمناسبة مرور خمسين عاما على إنشاء هيئة مكافحة الجراد الصحراوي بالمنطقة الوسطى، وكذلك انعقاد الدورة الثلاثين للهيئة، والاجتماع الرابع والثلاثين للجنتها التنفيذية.

واشار الى ان السلطنة تولي اهتماما خاصا بالقطاع الزراعي كونه إحدى ركائز الأمن الغذائي، وتعمل وزارة الزراعة والثروة السمكية على تطبيق كل ما من شأنه دعم مسيرة التنمية الزراعية ضمن منظومة التنمية الشاملة المستدامة في السلطنة، وقد اشارت البيانات والإحصاءات الى أن القطاع الزراعي حقق معدلات نمو واعدة خلال سنوات الخطة الخمسية الثامنة ( 2011- 2015 ) ، حيث ارتفع إجمالي المساحات الزراعية من مائة وواحد وثمانين ألف فدان إلى مائة وسبعة وتسعين ألف فدان بنسبة نمو متوسط تقدر ب (3.1%) ، كما ارتفع الإنتاج النباتي من ألف وثلاثمائة وسبعة وثمانين طنا إلى ألف وسبعمائة وثلاثة وسبعين طن بنسبة نمو متوسط تصل إلى (7%) ، في حين ارتفع الإنتاج الحيواني من مائة وتسعة وأربعين ألف طن إلى مائتين وسبعة عشر ألف طن. كما توضح المؤشرات أن إجمالي قيمة الإنتاج الزراعي ( بشقيه النباتي والحيواني ) ارتفعت من ثلاثمائة وأربعة عشر مليون ريال عماني في عام (2011م) لتصل إلى ثلاثمائة وثلاثة وسبعين مليون ريال عماني في عام (2015) بنسبة نمو تقدر بحوالي (4.7%) خلال الفترة 2014/‏‏2015 ، في حين ارتفعت قيمة الناتج المحلي الإجمالي من مائتين وخمسة ملايين ريال عماني في عام (2011) إلى مائتين وخمسة وأربعين مليون ريال عماني في عام (2015م) بنسبة نمو تقدر بـ (5.1%) خلال الفترة 2014/‏‏2015 ، واشار التقرير الصادر عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات إلى ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي لقطاع الزراعة والثروة السمكية بنسبة (14.7%) خلال الفترة 2015/‏‏2016م.

واضاف انه في ظل ارتفاع عدد سكان العالم والذي يتوقع أن يصل إلى أكثر من تسعة مليار نسمة بحلول عام (2050) فإن القطاع الزراعي يواجه العديد من التحديات لتوفير الغذاء، ومن أهمها الآفات الزراعية والتي تتسبب بخسائر في الإنتاج الزراعي تتراوح بين (60-70%)، ويعتبر الجراد الصحراوي أهم وأخطر الآفات الحشرية على المستوى العالمي وخصوصا على دول المنطقة الوسطى لكونه آفة دولية، حيث ينتشر في أكثر من (64) أربعة وستين دولة أثناء فورات الجراد والتي تقع ضمن المناطق الجافة وشبه الجافة ، وتصنف سلطنة عمان دوليا بأنها أحد مناطق العبور للجراد، والسلطنة ممثلة في وزارة الزراعة والثروة السمكية تولي اهتماما بالغا بوقاية النبات وذلك ضمن الأهداف الاستراتيجية لتحقيق الأمن الغذائي للسلطنة بشكل خاص ودول المنطقة بشكل عام، حيث تم إنشاء مركز متخصص ومجهز بالإمكانات المطلوبة ويعنى بمتابعة تطبيق استراتيجية المكافحة الوقائية، وقد وضعت برامج وخطط واضحة للقيام بعمليات المسح والمراقبة الدورية لحالة الجراد الصحراوي في حالات السكون، وكذلك وضع خطط الطوارئ للتصدي للجراد في حالة الفورات بالإضافة إلى تعزيز الكوادر البشرية وتوفير الأجهزة والمعدات اللازمة لاحتواء مخاطر الجراد الصحراوي .

ولقد سبق وأن تعرضت السلطنة لهجمات شرسة لأسراب وفورات الجراد الصحراوي وكان آخرها في عام 2014م ، وتم التصدي لها بتكاتف الوحدات المختصة في الوزارة وتسخير الإمكانيات المتاحة واستمرار أعمال المكافحة للحد من الأضرار الاقتصادية على المحاصيل الزراعية والموارد الرعوية الطبيعية، حيث تم استخدام طرق المكافحة بالوسائل الأرضية ، وقد تم آنذاك مكافحة الجراد في مساحة تقدر بحوالي سبعة آلاف هكتار، وباستخدام مبيدات متخصصة وآمنة لمكافحة الجراد وقدرت الكلفة بأكثر من مائتي ألف ريال عماني أي ما يعادل نصف مليون دولار أمريكي.

واكد ان السلطنة تؤمن بأهمية التعاون الإقليمي بين دول المنطقة وتقدر الجهود التي تبذلها الهيئة الإقليمية لمكافحة الجراد الصحراوي بالمنطقة الوسطى من خلال تقديم الدعم اللوجستي والفني للدول الأعضاء وتأهيل وتدريب الكوادر البشرية ،علاوة على التنسيق بين الدول الأعضاء فيما يتعلق بعمليات المسح والمكافحة وتوفير المعلومات المتعلقة بحالة الجراد ، بالإضافة إلى التدابير اللازمة للتصدي أو منع حدوث فورات محتملة للجراد الصحراوي، ومن هذا المنطلق فإن السلطنة تسعى لدعم هذه الجهود وذلك من خلال تقديم الدعم (المالي ، والفني ، واللوجستي)، وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد قدمت السلطنة خلال الفترة الماضية منحة مالية لدعم جهود الهيئة بقيمة (مائة وعشرين ألف ريال عماني ) أي ما يعادل (ثلاثمائة وخمسة عشر ألف دولار أمريكي )، والتزام السلطنة بدفع المساهمات السنوية بشكل منتظم ، كما قامت الهيئة بالاستعانة بكوادر السلطنة في تنفيذ العديد من الفعاليات التدريبية وحلقات العمل الإقليمية والدولية ، بالإضافة إلى تقديم السلطنة الدعم اللوجستي من خلال استضافتها ورعايتها للعديد من الفعاليات التدريبية وحلقات العمل وأيضا الاجتماعات الدورية للهيئة ، حيث تم على أرض السلطنة في الفترة الماضية تنفيذ عدد (4) حلقات عمل ودورات تدريبية إقليمية وعدد (4) مسوحات مشتركة ، واستضافة اجتماع الهيئة في السنوات الماضية والاجتماع الحالي والذي يتوافق انعقاده مع الاحتفال بمناسبة مرور خمسين عاماً على إنشاء الهيئة . حيث تم إنشاء مركز متخصص ومجهز بالإمكانات المطلوبة ويعنى بمتابعة تطبيق استراتيجية المكافحة الوقائية، وقد وضعت برامج وخططا واضحة للقيام بعمليات المسح والمراقبة الدورية لحالة الجراد الصحراوي في حالات السكون، وكذلك وضع خطط الطوارئ للتصدي للجراد في حالة الفورات بالإضافة إلى تعزيز الكوادر البشرية وتوفير الأجهزة والمعدات اللازمة لاحتواء مخاطر الجراد الصحراوي .ويذكر ان هيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الوسطى تأسست 21 فبراير 1967م وتتبع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ( الفاو ) ومقرها القاهرة، جمهورية مصر العربية، وبحلول 2006 أصبحت الهيئة تضم 16 دولة عضوا وهي جمهورية جيبوتي، مملكة البحرين، جمهورية مصر العربية، دولة أرتيريا، جمهورية أثيوبيا، الجمهورية العراقية، المملكة الأردنية الهاشمية، دولة الكويت، الجمهورية اللبنانية، سلطنة عمان، دولة قطر، المملكة العربية السعودية، جمهورية السودان، الجمهورية العربية السورية، دولة الأمارات العربية المتحدة واليمن .

وتتمثل مهام الهيئة في تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء، وتشجيع القيام بالأنشطة المشتركة على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية في عمليات مسح ومكافحة الجراد، وتشجيع الدول الأعضاء على اتباع استراتيجية المكافحة الوقائية ضد إصابات الجراد الصحراوي، والأهم من ذلك إدخال التقنيات الحديثة في إدارة ومسح ومكافحة الجراد الصحراوي، ومساعدة الدول الأعضاء المتضررة من تفشي الجراد وتقديم الدعم المالي والفني لها.

ولا تزال المكافحة الوقائية تمثل تحديا بسبب الطبيعة الانتهازية وغير المنتظمة للجراد الصحراوي. بالإضافة إلى ذلك، فإن ضرورة تكثيف نظم إنتاج المحاصيل وتوسيع استخدام الأراضي في المناطق الهامشية من أجل تلبية الطلب المتزايد على الغذاء لسكان العالم الذين يتزايد عددهم، فضلا عن بيئات جديدة أو تغيير الموطن، والتغيرات في فترات سقوط الأمطار الزمانية والمكانية بسبب دورة المناخ يزيد من مخاطر تفشي الجراد بشكل أكثر تواترا. ونتيجة لذلك، فإن البلدان المتضررة من الجراد تصبح أكثر عرضة للخطر. وبالمثل، انخفاض الانتباه العام للحفاظ على قدرات المكافحة الوقائية أثناء فترات الهدوء (الركود) ونقص التمويل لمواصلة التطوير والحفاظ على الانجازات وتمكين التعبئة السريعة لموارد المكافحة المناسبة لا يزال يشكل مسألة مثيرة للقلق. وغالبا ما تطلب وحدات مكافحة الجراد الوطنية تمويل دوليا لمواجهة الازمة وتجديد المعدات والآليات. ويلزم استمرار بذل الجهود التي يبذلها جميع متخذي القرار في فترات انخفاض نشاط الجراد لتقديم كل الدعم المهم لإدارة الجراد الصحراوي الوقائية من أجل أن تكون مستعدة بشكل جيد لفورات المستقبل. لذلك فإن الدول الأعضاء في هيئة مكافحة الجراد الصحراوي والمنظمات الإقليمية وشركاء التنمية الدوليين يجب حثهم باستمرار للحفاظ على تلك الإنجازات.