931225
931225
صحافة

القبرصية: تقــــارب صعـــب بين القبارصــة

18 فبراير 2017
18 فبراير 2017

انتقدت جريدة «فيليليفتيروس» القبرصية موقف القبارصة اليونانيين من المفاوضات مع القبارصة الأتراك. فبحسب استطلاع للرأي أجرته جامعة نيقوسيا، تبيَّن أنَّ غالبية القبارصة اليونانيين يعارضون مبدأ المداورة والتناوب في منصب الرئاسة بين القبارصة اليونانيين والأتراك ونعني هنا منصب رئاسة الجمهورية القبرصية. هذه التسوية التي طُرِحت في المفاوضات التي جرت برعاية تركية ويونانية وبريطانية، كان يراد منها أن تضمن عدلا في المعاملة السياسية، لا بل مساواة في التعامل السياسي بين طرفي النزاع في قبرص. تسأل جريدة «فيليليفتيروس» القبرصية عن أسباب وخلفية هذه المواقف التي تصدر دورياً من قِبَل القبارصة اليونانيين، الذين، وبرأي الصحيفة، يمنعون القبارصة الأتراك من عبور الهوَّة الخلافية التي تفصلهم عن إخوتهم وشركائهم في الوطن. تتابع اليومية القبرصية وتلفت أنه من الخطأ اعتبار القبارصة الأتراك كغرباء عن الجزيرة. الدلائل على هذا الاعتبار لا تستوجب الغوص في التحليلات السياسية الكثيرة والمعقدة، بل يكفي بكل بساطة، أن نراقب كيف أن جنوب الجزيرة يعتبر اسم «القبارصة» اسماً خاصاً بسكَّانه القبارصة اليونانيين وكأن اللقب عنصر من عناصر فئة الدم، وكأن الجزيرة لا يقطنها إلَّا قبارصة يونانيون لهم وحدهم حق التصرف بالجزيرة والعيش في كل أرجائها. في هذه الأجواء المتعصبة، كيف يمكن إقناع الشريك بالوطن، أي كيف يمكن إقناع القبرصي التركي بأننا نريد معه عيشاً مشتركاً كريماً. الجريدة القبرصية «فيليليفتيروس» تختم تحليلها حول الوضع القبرصي ومسار المفاوضات، وتتوجه الى القبارصة اليونانيين مشيرة إلى أنَّ قبرص التركية ليست فقط موجودة عند معبر «ليدرا بالاس»، في مدينة نيقوسيا، آخر العواصم المنقسمة في العالم، لكن قبرص التركية فيها أراضٍ بعيدة عن المعبر يعود ملكها أساساً إلى قبارصة يونانيين وهذه الأراضي تمتد إلى عمق المنطقة الشمالية التي تعتبر اليوم «قبرص التركية». هذه الأراضي يتواجد عليها اليوم جنود أتراك، وهذه هي الأراضي التي يجب أن تعود الى مالكيها الأساسيين وهم قبارصة يونانيون، وهذه هي الأراضي التي لا تزال بعيدة المنال بسبب استمرار الأوضاع التقسيمية على ما هي عليه وبسبب التشدد الظاهر في المفاوضات بخاصة من قِبل القبارصة اليونانيين.