919623
919623
عمان اليوم

رسالة ماجستير تؤكد: صحفيو السلطنة يتجهون لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي بشكل أكبر

17 فبراير 2017
17 فبراير 2017

تمكنهم من الحصول على المعلومات بشكل أسرع -

كتب- محمد الصبحي -

أظهرت نتائج دراسة استخدامات الصحفيين في الصحف العُمانية العربية اليومية لشبكات التواصل الاجتماعي وتأثيرها على أدائهم المهني «ضمن متطلبات استكمال درجة الماجستير في الإعلام» التي قامت بها سُعاد بنت سرور بن مبارك البلوشية، والتي طبقت على عينة قوامها 176 من الصحفيين والمراسلين بالصحف العُمانية أن 83% ممن يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي كانوا ذكورا، مقابل 17 % من الإناث، وأن 39.8% من المبحوثين من الفئة العمرية «من 35 إلى أقل من 45»، وأكثر من نصف مستخدمي الشبكات من حاملي درجة البكالوريوس بنسبة 56.8%، وأن 76.1% من الصحفيين درسوا تخصصات في مجالات العلوم الاجتماعية، وغالبية عينة الدراسة تتراوح سنوات خبرتهم أكثر من 10 سنوات بنسبة 35.2%، وبنسبة 43.2 % من العينة يعملون بصفة مراسلين صحفيين. كما أن 37.5 % من العينة يعملون في صحيفة عُمان، و62.5 % من المبحوثين هم من العاملين في محافظة مسقط، وأن أكثر من نصف العينة بنسبة 92.6 % هم من العُمانيين، مقابل 7.4 % من غير العُمانيين، كما أن الغالبية العظمى لأفراد العينة بنسبة 48.8% يعملون بوظيفة دائمة في المؤسسة الصحفية.

 

وخلصت نتائج الدراسة إلى أن النسبة الأعلى من الصحفيين يفضلون استخدام شبكة تويتر بنسبة 83.5 %، ثم فيسبوك بنسبة 83.0%، يليها الانستجرام بنسبة 69.3%، ومعظم أفراد العينة يستخدمون الهواتف الذكية كأكثر الأجهزة استخداماً للوصول إلى شبكات التواصل الاجتماعي وتصفحها بنسبة بلغت 93.2 %، وأن 60.8% من أفراد العينة مضى أكثر من 5 سنوات على استخدامهم الشبكات، وأن أكثر الأماكن المستخدمة من قبل أفراد الدراسة للولوج إلى شبكات التواصل الاجتماعي وتصفحها هي المنزل بنسبة 84.1 %، في حين يفضل 64.3 % من الصحفيين تصفح شبكات التواصل، ويقضي 31.8 % من أفراد العينة من ساعة إلى أقل من ساعتين في تصفح الشبكات يومياً، ويستخدم 56.3 % من أفراد عينة الدراسة اللغة العربية في شبكات التواصل، بينما 29.0 % من الصحفيين نادراً ما يقومون بدعم صفحاتهم في الشبكات بالمواد الإعلامية، و27.8 % يقومون بذلك أحياناً، في حين 13.1 % غالباً ما يقومون بتزويد صفحاتهم في الشبكات ببعض المواد مختلفة الوسائط، أما الذين يقومون دائماً بدعم صفحاتهم فنسبتهم 5.7%، والموضوعات الاجتماعية جاءت في الترتيب الأول من حيث متابعتها ومشاركتها من قبل أفراد عينة الدراسة، ولقد احتلت عبارة (نشر أو إعادة نشر أخبار ومعلومات) المرتبة الأولى، وعن الأسباب الأكثر شيوعا لاستخدام عينة الدراسة لشبكات التواصل الاجتماعي جاءت للحصول على معلومات، في المرتبة الأولى.

وأكدت نتائج الدراسة أن 34.7 % من عينة الدراسة يستخدمون الشبكات أحياناً في مقر العمل، وأن 67.6 % من أفراد العينة يثقون بدرجة متوسطة في شبكات التواصل الاجتماعي كمصدر للحصول على المعلومات، بينما لا يثق بها 17.0 %، ولا يثق بها بدرجة كبيرة جدا 1.1 %، كما أظهرت النتائج أن 38.6 % من أفراد العينة يرون أنهم نادرا ما يلجأون إلى الشبكات، فيما يلجأ إليها غالبا ما نسبته 35.8 %، ويرى 55.1 % من أفراد عينة الدراسة أن شبكات التواصل الاجتماعي أثرت على أدائهم المهني، بينما لم تؤثر على أداء 44.9 % من العينة، ويأتي «الحصول على مادة إعلامية من صفحات المسؤولين» في مقدمة الآثار المترتبة من استخدام الصحفيين للشبكات على أدائهم المهني، وحول أبرز فوائد استخدام الصحفيين للشبكات جاءت «زيادة المخزون المعرفي» في المرتبة الأولى، أما أبرز المهارات المكتسبة من استخدام الصحفيين للشبكات فكانت «البحث عن معلومات» في الترتيب الأول، وبشأن أبرز سلبيات استخدام الشبكات وذلك من وجهة نظر الصحفيين في سلطنة عُمان، فلقد تمثلت في أنّ هذه الشبكات «تروّج للشائعات» بنسبة 62.5 %.

وأظهرت نتائج الدراسة أيضا أن 26.1% من أفراد عينة الدراسة حصلوا على دورات تدريبية متخصصة في مجال شبكات التواصل، بينما لم يحصل 73.9% على دورات، وربط الصحفيون عينة الدراسة بعدم حصولهم على دورات متخصصة في مجال شبكات التواصل الاجتماعي إلى عدد من الأسباب، جاء في مقدمتها «العمل لا يوفر مثل هذا النوع من التدريب المتخصص» بنسبة 44.3 %، وجاء التحدي الفني المتعلق بـ«كثرة المهام والواجبات الوظيفية» في الترتيب الأول بنسبة 60.0 % الذي يحول دون استخدام الصحفيين لشبكات التواصل الاجتماعي، أما التحدي الرقابي الأول في عدم استخدام الصحفيين لشبكات التواصل الاجتماعي فكان «القلق من رقابة المؤسسة» بنسبة 48.3 %، بينما أوضحت نتائج الدراسة أن التحدي المادي الأول الذي يحول دون استخدام الصحفيين لشبكات التواصل الاجتماعي تمثل في «عدم توفر أجهزة حاسب آلي وأغلبها متعطل» بنسبة 67.6 %. ومن المقترحات التي حظيت باهتمام عينة الدراسة لتعزيز استخدام الصحفيين لشبكات التواصل الاجتماعي «تنفيذ برامج تدريبية للصحفيين بغرض صقل مهارات استخدام الشبكات» بنسبة 74.4 %.

وهدفت الدراسة إلى كشف وتوصيف وتحليل استخدام الصحفيين في الصحف العُمانية العربية اليومية لشبكات التواصل الاجتماعي، وتحديد تأثير استخدام هؤلاء الصحفيين لهذه الشبكات على أدائهم المهني وما يواجه هذا الاستخدام من تحديات، وتستخدم الدراسة المنهج المسحي في شقه الوصفي التحليلي، كما تعتمد على الاستبانة كأداة للبحث، حيث طبقت على عينة بلغ حجمها 176 من الصحفيين والمراسلين العاملين في الصحف العُمانية العربية اليومية، وهي: الوطن، عُمان، الشبيبة، الزمن، والرؤية.

وخلصت الدراسة إلى العديد من النتائج من بينها أن شبكة تويتر Twitter هي الأكثر استخداما لدى عينة الدراسة، وكانت الهواتف الذكية هي الأجهزة الأكثر استخداما لتصفح الشبكات، وجاء المنزل كأكثر أماكن ولوج عينة الدراسة إلى الشبكات. كما أظهرت نتائج الدراسة أن ثلث العينة يقضون أقل من ساعتين في تصفح الشبكات. وكشفت الدراسة تصدر الموضوعات الاجتماعية من حيث متابعتها ومشاركتها من قبل المبحوثين. وتوصلت الدراسة أيضًا إلى أن 35 % من المبحوثين يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي في أداء أعمالهم الصحفية، وأكد 97 % من المبحوثين أن هذه الشبكات قد أثرت على أدائهم المهني، خاصة في مجال الحصول على مواد إعلامية من صفحات المسؤولين، مما ساعدهم على إنجاز أعمالهم الصحفية بسهولة ومتابعة مختلف الأخبار.

ورغم استخدام غالبية الصحفيين المبحوثين في هذه الدراسة لشبكات التواصل الاجتماعي، إلا أن 39 % منهم يلجأون إلى الشبكات للحصول على معلومات، في مقابل نسبة كبيرة منهم تتشكك في مصداقية هذه الشبكات كمصدرِ للمعلومات وإمكانية الوثوق بها. وأظهرت الدراسة قلة حصول الصحفيين على دورات تدريبية حول التعامل مع هذه الشبكات، حيث أكدت نتائج الدراسة أن 26 % فقط من المبحوثين التحقوا ببرامج تدريب متخصصة في مجال استخدام شبكات التواصل الاجتماعي، فضلاً عن تحديات أخرى تتمثل في الأعباء المهنية وكثرة الواجبات الوظيفية، وعدم توفر أجهزة مزودة ببرامج مُحدثة وغياب خدمة «الوايفاي» في المؤسسات الصحفية، وبالتالي تقليص الاستفادة من شبكات التواصل الاجتماعي في العمل الصحفي.

وتقترح الدراسة دراسة تأثير استخدام الشبكات على قوالب وأنماط الكتابة الصحفية خاصة، في ظل اعتياد الجمهور عامة وجمهور القراء خاصة على النصوص القصيرة والقصيرة جداً، والتي تطرحها شبكة تويتر وبعض شبكات التواصل الاجتماعي. وإجراء دراسة تتبعيه تجريبية لمدى تأثير لغة التواصل عبر هذه الشبكات على اللغة الصحفية، التي بدأ يتسلل إليها مفردات شائعة في شبكات التواصل الاجتماعي، والاهتمام بدراسة مدى التكاملية التي توفرها هذه الشبكات في تعزيز جهود نشر وتسويق الصحف الورقية، أو تقليص معدلات توزيعها.

وتوصي الدراسة بضرورة توفير المؤسسات الصحفية جميع العناصر والموارد والأدوات التي تسهل على الصحفيين استخدام شبكات التواصل بما يخدم عملهم، مثل خدمة الوايفاي في مقر العمل وخارجه، وتحديث نسخة نظام تشغيل ويندوز في الأجهزة المكتبية بهذه المؤسسات إلى أحدث نسخة، وبالتالي توفير بيئة عمل تسمح بالاستفادة من شبكات التواصل الاجتماعي، في خدمة العمل الصحفي وتطوير أداء المؤسسات الصحفية، ودعوة المؤسسات الصحفية في السلطنة إلى الاهتمام بحصول الصحفيين بمختلف مسمياتهم الوظيفية على دورات متخصصة في كيفية التعامل المحترف مع وسائل التواصل الاجتماعي، لهدف تحقيق الاستفادة المثلى من شبكات وتطبيقات برامج التواصل الاجتماعي، في العمل الصحفي، وأهمية أن يسعى المعنيون في الجهات التي تنظم وتشرف على عمل المؤسسات الصحفية في السلطنة، مثل وزارة الإعلام وجمعية الصحفيين العُمانية، إلى وضع خطط لتحقيق التكامل والتوازن بين تنمية مهارات الصحفيين في استخدام شبكات التواصل، وبين حث الصحف على تطوير وتحديث أجهزتها وتعزيز الوسائل والأساليب التدريبية. الأمر الذي يستلزم إجراء الأبحاث والدراسات الميدانية الشاملة على الصحفيين في الصحف العُمانية، للوقوف على مستويات تعاملهم مع وسائل الإعلام الجديدة ومدى مواكبتهم لتطورات العصر ومستجداته الرقمية، مما يمكن أن يسهم في وضع أسس لتطوير أداء الصحفيين، كما سيساعد على تحقيق إنتاجية أفضل، وتعزيز التعاون بين المؤسسات التعليمية الجامعات والكليات والصحف بشكل أكبر مما هو عليه الآن، للتأكد من مدى مواءمة المقررات الدراسية في المؤسسات التعليمية للمستحدثات التقنية الجديدة، المستخدمة عالميا في مجال الصحافة، ومن ثم طرح مقررات جديدة تتجاوب مع تطورات بيئة العمل الصحفي الرقمية في عالم اليوم.