930298
930298
العرب والعالم

نائب الرئيس الأمريكي يتوجه إلى أوروبا لطمأنة الحلفاء

17 فبراير 2017
17 فبراير 2017

برلين: على أوروبا حماية نفسها بنفسها -

وزيرة الدفاع الألمانية: الحرب ضد «الإرهاب» يجب ألا تكون موجهة ضد الإسلام -

930300

عواصم - (وكالات): يسعى نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس اليوم من خلال تأكيده على التزام الولايات المتحدة تجاه أوروبا إلى تهدئة الحلفاء القلقين من تصريحات غير تقليدية أطلقها الرئيس دونالد ترامب بشأن روسيا وحلف شمال الأطلسي.

وقال مستشار كبير للسياسة الخارجية في البيت الأبيض للصحفيين إن بنس سيقول في مؤتمر الأمن السنوي في ميونيخ إن أوروبا «شريك لا غنى عنه « للولايات المتحدة في رسالة سيكررها في اجتماعات خاصة مع الزعماء يومي غدا وبعد غد.

930301

وفي تعليق على جولة بنس قال المستشار «نحن أكثر أمنا وازدهارا عندما تكون الولايات المتحدة وأوروبا قويتان ومتحدتان».

وأثار ترامب قلق الحلفاء خلال حملته الانتخابية من خلال الخروج على الآراء التقليدية للجمهوريين بشأن العلاقة عبر الأطلسي.

وعبر ترامب عن إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقال إنه يود العمل معه لقتال متشددي تنظيم داعش كما شكك في قيمة حلف شمال الأطلسي.

وفي ميونيخ سيعقد بنس سلسلة اجتماعات مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو ومع زعماء من استونيا ولاتفيا وليتوانيا.

وقال مستشار السياسة الخارجية للصحفيين إن بنس سيؤكد على ضرورة أن تنفذ روسيا وأوكرانيا اتفاق مينسك للسلام بالكامل وسيتخذ موقفا صارما بشأن العقوبات الاقتصادية المفروضة على موسكو بسبب عدوانها في أوكرانيا.

وأضاف أن بنس يعتزم مناقشة مكافحة الإرهاب مع الرئيس الأفغاني أشرف عبد الغني وقتال تنظيم داعش في اجتماعات مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ورئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم.

من جهته، قال وزير الخارجية الألماني زيجمار جابرييل للصحفيين أمس الأول، إن أوروبا يجب أن توفر أمنها بنفسها وألا تعتمد على الولايات المتحدة في تحمل «نصيب الأسد من هذا العبء».

وأضاف في مؤتمر صحفي في ختام اليوم الأول من اجتماعات وزراء خارجية مجموعة العشرين في بون «لدى الولايات المتحدة تقريبا نفس الناتج المحلي الإجمالي لأوروبا ويجب الاعتراف بأن الأمر لا علاقة له بالإدارة الحالية.. هناك نقاش سائد في أمريكا حول أنهم لم يعودوا يرغبون في تحمل العبء الكبير لأمن أوروبا».

وأوضح أن هناك «تقدما مدهشا» في المحادثات مع نظيره الروسي سيرجي لافروف والأطراف الأخرى مثل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (أو.إي.سي.دي) بشأن الأزمة الجارية في شرق أوكرانيا. وقالت مصادر دبلوماسية ألمانية أمس الأول إن جابرييل طلب من روسيا استخدام نفوذها لدى الانفصاليين لسحب أسلحتهم من خط المواجهة.

وفي موضوع منفصل، رفض الأميرال روبرت هارورد منصب مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحسب ما افادت وسائل إعلام أمريكية امس الأول.

وهارورد كان من الأسماء التي تم تداولها لخلافة مايكل فلين الذي اضطر الى الاستقالة بسبب اتصالاته مع السفير الروسي في واشنطن سيرغي كيسلياك قبل تسلم ترامب مهامه الرئاسية. ورسميا قال هارورد أنه رفض الوظيفة لأسباب عائلية والتزامات مالية.

إلا أن العديد من وسائل الإعلام الأمريكية ذكرت امس الأول أن هارورد غير سعيد لأنه لم يحصل على ضمانات بأن مجلس الأمن القومي - وليس مستشاري ترامب السياسيين - هو من سيكون مسؤولا عن سياسة المجلس.

وقال هارورد في بيان بثته قناة «سي ان ان» إنه رفض هذا المنصب لأنه «لا يمكنه أن يقوم بهذا الالتزام». وأضاف أن»هذا العمل يتطلب 24 ساعة في اليوم وتركيزا على مدى سبعة أيام في الأسبوع والتزاما للقيام بذلك في شكل صحيح».

وتابع «حاليا لا يمكنني أن أقوم بهذا الالتزام»، مؤكدا انه منذ تقاعده أتيحت له الفرصة «لمعالجة مسائل مالية وعائلية كان سيكون من الصعب القيام بها لو أنه تولى هذا المنصب.

وذكر أحد أصدقاء هارورد طلب عدم الكشف عن اسمه أن الأميرال المتقاعد رفض الوظيفة بسبب الفوضى التي تعم البيت الأبيض، فيما قالت صحيفة واشنطن بوست أن من أسباب الرفض أن هارورد لن يتمكن من اختيار موظفيه.

أمضى هارورد (60 عاما) معظم حياته المهنية في الوحدات الحربية الخاصة في البحرية الأمريكية وقاد الفريق الثالث من هذه الوحدات الذي يتخصص في العمليات في الشرق الأوسط.

وفيما يخص الهجرة، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب امس انه سيصدر الأسبوع المقبل أمرا تنفيذيا جديدا حول الهجرة بعدما علق القضاء الأمريكي قراره الأول الذي واجه انتقادات واسعة.

وقال ترامب في مؤتمر صحفي «سنصدر أمرا جديدا وشاملا جدا لحماية شعبنا»، وأعلنت وزارة العدل من جهتها أنها طلبت وقف دعوى الاستئناف لقرار تعليق امر منع السفر الذي اصدره ترامب، لمواطني سبع دول إسلامية وللاجئين. ويهدف هذا الحظر الى منع تسلل الإرهابيين.

وأشاد ترامب بمرسومه الأول وانتقد قرار المحكمة تعليقه، وقال انه «قرار سيء جدا. سيء جدا لسلامة وامن بلدنا. المرسوم كان مثاليا».

وقال محامو وزارة العدل الأمريكية في مذكرة الى المحكمة انه «بدلا من استمرار الخلاف أمام المحكمة، يعتزم الرئيس إلغاء المرسوم ليقرر بدلا منه مرسوما جديدا معدلا في شكل كبير»، وأضاف المحامون أن المرسوم الجديد «سيزيل ما اعتبرت المحكمة بشكل مغلوط، انه يثير قضايا دستورية. عبر التحرك على هذا النحو، سيتيح الرئيس حماية فورية للبلاد بدل مواصلة تحرك في القضاء قد يستمر لفترة طويلة».

لكن هذه المذكرة تعبر فقط عن رغبة لدى الحكومة ولا تنهي تلقائيا الخلاف القضائي المستمر. وتطلب الحكومة في الحد الأدنى أن يتم تعليق الآلية القضائية في انتظار صدور مرسوم جديد.

وتعرض مرسوم ترامب حول الإغلاق المؤقت للحدود أمام اللاجئين ومواطني سبع دولة مسلمة لنكستين قضائيتين. ففي الثالث من فبراير علق قاض في سياتل تنفيذه وفي التاسع منه أبقت محكمة استئناف في سان فرانسيسكو هذا التعليق.

من جهتها، دعت وزيرة الدفاع الألمانية امس الغربيين وعلى رأسهم الولايات المتحدة إلى عدم جعل حملة مكافحة «الإرهاب» حملة ضد الإسلام، في إشارة ضمنية الى المرسوم المثير للجدل الذي أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقالت أورسولا فان دير ليان خلال مؤتمر ميونيخ للأمن «يجب أن نتفادى تحويل ذلك إلى جبهة (مشتركة) ضد الإسلام والمسلمين، وإلا فإننا نواجه خطر تعميق الهوة التي تشكل تربة خصبة للعنف والإرهاب».