930316
930316
العرب والعالم

باكستان تطلق حملة أمنية واسعة ومقتل عشرات المسلحين

17 فبراير 2017
17 فبراير 2017

بعد إعلان «داعش» المسؤولية عن هجوم انتحاري -

سيهون (باكستان) - (أ ف ب): بدأت باكستان عملية أمنية واسعة امس غداة هجوم انتحاري اسفر عن سقوط 88 قتيلا على الأقل بينهم عدد كبير من الأطفال في مزار صوفي بجنوب البلاد، في أكثر الهجمات التي تشهدها باكستان دموية منذ 2014.

ووقع الهجوم الذي تبناه تنظيم داعش في مزار لال شهبز قلندر الصوفي في مدينة سيهون التي تبعد حوالى مئتي كيلومتر شمال شرق مدينة كراتشي الساحلية جنوب البلاد.

وقال مسؤول حكومي لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته ان «قوات الأمن الاتحادية والمحلية والشرطة أطلقت فجرا عملية في جميع أنحاء باكستان وأوقفت عددا كبيرا من المشتبه بهم في مدن عدة»، وأضاف أن العملية ستستمر في الأيام المقبلة، وأكد أن الشرطة أغلقت محيط المزار امس.

وذكر مسؤولون في قطاع الصحة أن عدد القتلى ارتفع إلى 88 شخصا من بينهم 20 طفلا، ما يجعل منه أكثر الهجمات التي تشهدها باكستان دموية منذ الهجوم على مدرسة في بيشاور في 2014. وكانت الحصيلة السابقة تشير الى مقتل سبعين شخصا على الأقل.

وقالت القوات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية الباكستانية ان 18 «إرهابيا» على الأقل قتلوا الليلة قبل الماضية في ولاية السند. وقتل سبعة آخرون في شمال غرب البلاد، كما قالت شرطة مدينة بيشاور.

وصرح ناطق باسم الجيش آصف غفور ان الهجمات الاخيرة نفذت انطلاقا من مخابئ للمتمردين في أفغانستان، واعلن انه طلب من الحكومة الأفغانية التحرك في هذا الشأن. كما اعلن الجيش «اغلاق» الحدود الطويلة وغير المضبوطة التي تفصل بين البلدين. ويتبادل البلدان باستمرار الاتهامات بإيواء معاقل للمتمردين المتطرفين الذين يرتكبون فظائع.

وتشهد باكستان حالة من التوتر الشديد، جاء فيها الهجوم على المزار الصوفي بعد سلسلة هجمات انتحارية في بداية الأسبوع شنتها حركة طالبان باكستان في عدد من مدن باكستان.

وسببت هذه الحوادث قلقا كبيرا لدى السكان الذين كانوا قد بدأوا بالعودة الى شعور نسبي بالأمان بعد سنوات من أعمال العنف.

وصرح المحلل الباكستاني أمير رانا انه «على وكالات الأمن إعادة النظر في نشاطاتها لمكافحة الإرهاب». وأضاف أن أجهزة الأمن تواجه صعوبة في التنسيق بينها والاستفادة من المعلومات المتوفرة لديها لذلك تبدو عاجزة عن «كسر البنية الأساسية الإرهابية داخل المدن».

وعبر الخبير امتياز غل عن الرأي نفسه. وقال: إن «التحديات الأمنية الجديدة تتطلب جهازا مدنيا عسكريا اكثر تلاحما بكثير»، وأضاف أن «الجيش يمكن ان يشن عمليات جراحية للسيطرة على أراض والمحافظة عليها، لكن التطهير والتعزيز والتنمية لن يتحققوا إلا اذا تحرك المدنيون بتلاحم».

واكد قمر جاويد باجوا قائد الجيش الباكستاني الذي يتمتع بنفوذ كبير ان «قوات الأمن لن تسمح للقوى المعادية بالانتصار» و»سنثأر فورا لكل نقطة دم للامة».

في سيهون، وصل أوائل خبراء الطب الشرعي امس الى مكان التفجير المطوق من قبل الشرطة. وما زالت بقع الدماء والأنقاض والأحذية وغيرها تغطي أرض المزار.

وذكر مصدر في الشرطة أن الهجوم نفذه انتحاري فجر نفسه وسط مئات المصلين. وكان المكان مكتظا مساء الخميس يوم الصلاة المقدس لاتباع هذه الطريقة الصوفية.

وقال حق نواز خان سولانجي ان «بعض الجثث كانت رؤوسها أو أطرافها مقطوعة والجرحى كانوا يصرخون الما ويستغيثون»، وأضاف «وكأنه يوم القيامة... الجثث غرقت في برك من الدماء».

ودان عدد من الباكستانيين على شبكات التواصل الاجتماعي نقص البنى الأساسية الطبية القادرة على استقبال مئات الجرحى.

ويقع اقرب مستشفى لمكان الهجوم على بعد حوالي 130 كيلومترا. وقد تم نقل عدد كبير من الضحايا بمروحيات الى كراتشي ومدن أخرى في السند.