صحافة

الحياة الجديدة :أمريكا تنسحب من الدور والمسؤولية

17 فبراير 2017
17 فبراير 2017

في زاوية مقالات وآراء كتب يحيى رباح، مقالاً بعنوان: أمريكا تنسحب من الدور والمسؤولية، جاء فيه:

لطالما عودتنا الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة إدارات جمهورية وديمقراطية عديدة على انحياز مبالغ فيه لصالح إسرائيل في فترات طويلة من تاريخ القضية الفلسطينية، خاصة في الفترات التي كانت تسيطر فيها فكرة الانكفاء على السياسات الأمريكية في العالم، وفي كل الأحوال فإن ذلك الانكفاء الذي يصاحبه ارتفاع في أعداد الشهداء، ويصاحبه انحياز أعمى غير مسؤول لإسرائيل، وللأساطير والخرافات والمطالب غير المعقولة للحركة الصهيونية، الى أن حدثت قفزة نوعية في الدور الأمريكي بخصوص القضية الفلسطينية من خلال الدعوة لمؤتمر مدريد في العام 1990م، ومن ثم احتكار أمريكا لعملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية بعد توقيع اتفاق إعلان المبادئ (أوسلو) في حديقة البيت الأبيض عام 1993م واستمرت الى أن صدر قرار مجلس الأمن رقم 2334 الذي يدين الاستيطان بشكل واضح ويطالب بوقفه نهائيا لأن هذا الاستيطان يقوض حل الدولتين.

وعليه فإن انسحاب إدارة ترامب من حل الدولتين هو انسحاب أمريكا ترامب من إجماع دولي، وانسحاب من احد اهم ثوابت السياسة الأمريكية وانسحاب من دورها في اقدم وأصعب قضايا المنطقة والعالم، وهو انكفاء خطير على الذات والتنازل عن دورها بالمجان لإسرائيل. فلسطينيا، هذا يخلق صعوبة جديدة، ويترك لإسرائيل الحبل على الغارب ولكنه ليس مفاجئا، فمنذ نشأت القضية الفلسطينية قبل اكثر من سبعين عاما، لم تكن أمريكا مشاركا إيجابيا بل كانت تعطي صوتها لإسرائيل، وعدد المرات التي استخدمت فيها أمريكا حق النقض «الفيتو» ضد الحقوق الفلسطينية وضد مشاريع القرارات المؤيدة لهذه الحقوق كان يضعها دائما في قائمة الخصوم وليس في قائمة الأصدقاء ولا حتى المحايدين، ومع ذلك فإن القضية الفلسطينية عاشت وتطورت وحصلت على تأييد كبير، وهذا الانكفاء غير المسؤول بإدارة ترامب لن يوقف تطور هذه القضية، ولن يوقف إقامة الدولة المستقلة التي نريدها أن تكون شريكا قويا في سلام العالم.