929906
929906
العرب والعالم

ليبيا تطالب الناتو بتدريب قواتها المسلحة

16 فبراير 2017
16 فبراير 2017

السراج يأسف لتفويت «فرصة ثمينة» لحل الأزمة -

بروكسل-(د ب أ)-(أ ف ب): ناشد رئيس الوزراء الليبي فايز السراج حلف شمال الأطلسي «ناتو» تقديم الدعم في إعادة إعمار الهياكل الأمنية ببلاده.

وبحسب الحلف، يتعلق الأمر بطلب الدعم في تقديم المشورة وتقرير خبراء في نواح أمنية.

وأوضح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج أمس على هامش اجتماع وزراء الدفاع في بروكسل إن حلف الأطلسي سوف يناقش حاليا بأقصى سرعة ممكنة الطريقة التي يمكنه تلبية الطلب بها.

وأشار إلى أنه تم اتخاذ قرار بالفعل خلال قمة الحلف في الصيف الماضي بشأن استعداد الحلف لتقديم الدعم من الأساس.

الجدير بالذكر أن تحقيق المزيد من الاستقرار والنظام في ليبيا يعد مقوما أساسيا لاتخاذ إجراء ناجح ضد الهجرة من أفريقيا إلى أوروبا.ولكن لم يتسن حتى الآن تحقيق أوجه تقدم في هذا النطاق إلا على نحو محدود.

وبينما لم يتمكن السراج المدعوم من الأمم المتحدة في توسيع نطاق سلطة حكومة الوحدة الوطنية الخاصة به خلال عام في منصبه خارج حدود العاصمة طرابلس، قام خصمه الرئيس الجنرال خليفة حفتر بتقوية تأثيره في شرق ليبيا.

ولم يتضح أمس إذا ما كانت المناشدة الموجهة لحلف الأطلسي تعد جزءا من اتفاق تم التوصل إليه مؤخرا بين السراج وحفتر أم لا.

يذكر أن كلا الطرفين اللذين يعدان أهم أطراف النزاع في ليبيا اتفقا مؤخرا على التعاون من أجل توحيد الدولة المنقسمة.

وبحسب ما أعلنه الجيش المصري بعد مباحثات غير مباشرة للسراج وحفتر في القاهرة، يعتزم كلا الطرفين تأسيس لجنة من أجل تنقيح الاتفاق الذي تم التوصل إليه في ديسمبر عام 2015، وأعلن أيضا أنه من المقرر إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في ليبيا خلال عام.ولم يتضح حتى الآن إذا ما كان الجيش الألماني سوف يشارك في عملية تقديم المشورة في ليبيا أم لا.

يشار إلى أن الجيش الألماني يشارك بالفعل في عملية الاتحاد الأوروبي «صوفيا» قبالة السواحل الليبية التي تهدف لمكافحة مهربي البشر.

يذكر أن ما يزيد على 180 ألف شخص وصلوا إلى أوروبا العام الماضي فقط عن طريق البحر المتوسط بمساعدة العمليات الإجرامية التي يقوم بها مهربو البشر.

ولكن ما يزيد على خمسة آلاف شخص لقوا حتفهم بسبب انقلاب القوارب التي يستخدمها هؤلاء المهربون وهي غير صالحة للإبحار ومحملة فوق طاقتها.

من جانب آخر اعرب رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج في بيان أمس عن الأسف لإضاعة «فرصة ثمينة» لبدء محادثات حل النزاع في ليبيا بعد فشل محاولة لجمعه بقائد القوات الموالية للبرلمان المشير خليفة حفتر الأسبوع الحالي في القاهرة.وأكد السراج في بيان ان حفتر رفض اللقاء «بدون ابداء أية مبررات أو أعذار».

وبعد ست سنوات على الانتفاضة التي أطاحت بنظام معمر القذافي، ما زالت ليبيا غارقة في أزمة بالغة التعقيد تحول دون إنجازها العملية السياسية الانتقالية، في ظل انفلات امني واسع واقتصاد متدهور وصراع حاد على السلطة.

ويتخذ مجلس النواب المنتخب من شرق ليبيا مقرا، لكن هذا البرلمان المعترف به دوليا لم يعط الثقة لحكومة الوفاق الوطني برئاسة السراج التي نشأت بعد التوقيع على اتفاق سياسي لإنهاء الازمة برعاية الامم المتحدة في نهاية 2015، قبل ان تستقر في طرابلس.

وقال السراج في بيانه ان ليبيا تدفع «طيلة السنوات الماضية ثمن المزايدات والمواقف السياسية المتعنتة والرؤى الفردية للذوات المتضخمة التي غالبا ما تقف حائلا دون اي حل واقعي وسريع للازمة».

وأضاف ان تفويت اللقاء مع حفتر في القاهرة أدى إلى إضاعة «فرصة ثمينة أخرى كنا نأمل ان تكون مدخلا لحل ينهي حالة الانقسام ويرفع المعاناة عن الوطن والشعب».

وكان يفترض ان يلتقي الرجلان في القاهرة الثلاثاء بموجب مبادرة مصرية للتفاوض على تعديل الاتفاق السياسي حول تسوية الازمة الليبية المبرم في الصخيرات بالمغرب.

وأعلنت مصر التوصل إلى اتفاق بين الطرفين لتشكيل لجنة مشتركة تتولى تحضير التعديلات على اتفاق الصخيرات.لكن بيان السراج لا يذكر أي اتفاق بل يكرر الإشارة الى «الفشل». ولم يشتمل اتفاق الصخيرات على اي دور لحفتر الذي تسيطر قواته على قسم كبير من شرق ليبيا، لكن هذا الاخير فرض نفسه كمحاور لا يمكن تجاهله بعد سيطرة قواته على مرافىء النفط الاساسية في شرق ليبيا سبتمبر الماضي. وكان وسيط الامم المتحدة لليبيا مارتن كوبلر اكد ان المباحثات بشأن «تعديلات محتملة» على اتفاق 2015 وخصوصا الدور المستقبلي لحفتر، احرزت تقدما في الشهرين الأخيرين.