929841
929841
العرب والعالم

حلفاء نتانياهو يهللون للتحول الأمريكي والفلسطينيون يعتبرونه سابقا لأوانه

16 فبراير 2017
16 فبراير 2017

مظاهرات في 14 مدينة أمريكية ضد الزيارة ومصر تؤكد دعمها لحل الدولتين -

929839

القدس- عواصم (وكالات ) : أشاد الحلفاء السياسيون لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في اليمين المتطرف امس بالتحول في الموقف الأمريكي عن دعم قيام دولة فلسطينية وتجاهلوا دعوة الرئيس دونالد ترامب للحد من البناء الاستيطاني على الأرض المحتلة.

وكان ترامب تخلى الأربعاء في أول لقاء له مع نتانياهو وجها لوجه منذ تنصيبه عن الالتزام الأمريكي بحل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني بعد أن ظل هذا الحل على مدى سنوات طويلة يمثل حجر الزاوية في سياسة واشنطن بالشرق الأوسط.

وقال الرئيس الجمهوري إنه سيقبل أي حل سلمي يختاره الإسرائيليون والفلسطينيون سواء انطوى على قيام دولتين أو على أساس دولة واحدة ، وقال ترامب «أستطيع التعايش مع أي من الحلين.»

ونسب حزب البيت اليهودي القومي المتطرف المشارك في حكومة نتنياهو الائتلافية بعض الفضل في هذا التحول لنفسه.

وقال وزير العدل ايليت شاكيد من حزب البيت اليهودي لراديو إسرائيل مشيرا إلى ضغوطه على نتانياهو قبل سفره «ما فعلناه... ساهم بالتأكيد في تغيير الصورة.»

وأبدى نفتالي بينيت رئيس الحزب والذي يطالب بضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة لإسرائيل تفاؤلا مساويا في تعليقات نشرها على فيسبوك.

وقال بينيت الذي يتنافس مع نتانياهو على أصوات الناخبين اليمينيين لكن حزبه مهم في تماسك الائتلاف الحاكم «تم إنزال العلم الفلسطيني وحل محله العلم الإسرائيلي.»

قبل رحلة نتانياهو قال بينيت على فيسبوك إن «الأرض ستهتز» إذا استخدم رئيس الوزراء كلمتي «الدولتين» أو «فلسطين» في واشنطن، وبالفعل لم يستخدمهما.

ولم يستبعد نتانياهو - الذي أيد إقامة دولة فلسطينية بشروط عام 2009 - صراحة إقامة وطن للفلسطينيين خلال محادثاته مع ترامب لكنه تحاشى استخدام لفظ الدولتين في تصريحاته.

وقالت المعلقة السياسية سيما كادمون في صحيفة يديعوت أحرونوت إن اليمينيين لديهم من الأسباب ما يدعوهم للتفاؤل لكنها أضافت أن ذراع نتانياهو لا يحتاج إلى لي عندما يتعلق الأمر بإقامة دولة فلسطينية.

وقالت «نتانياهو حصل بالضبط على ما أراده من الرئيس الأمريكي. دولة أو دولتان... ما الفارق؟ هذا بالضبط هو الموقف الذي أراد نتانياهو أن يراه من الرئيس - شخص ليس لديه أدنى فكرة عما يتحدث عنه.»

وعلى النقيض أبدى الفلسطينيون انزعاجهم لتغير لهجة الخطاب الأمريكي، وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيان التزامه بحل الدولتين وطالب بوقف التوسع الاستيطاني.

وفي المقابلة الإذاعية هون شاكيد من الدعوة المفاجئة التي وجهها ترامب لنتانياهو للامتناع عن البناء الاستيطاني وأشار إلى أنها لا تمثل طلبا بتجميد كامل للاستيطان.

وفي بيان رحب به المسؤولون الإسرائيليون هذا الشهر تحول البيت الأبيض عن موقفه الثابت منذ فترة طويلة بالتنديد بالبناء على الأرض المحتلة رغم أن البيان قال إن بناء مستوطنات جديدة أو التوسع في المستوطنات القائمة قد لا يساعد في تحقيق السلام.

في ذات المسار لوح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بعد لقائه بالرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب بإمكانية إعادة التفكير في رغبة ترامب في التحفظ على سياسة الاستيطان في الضفة الغربية على الأقل.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن نتانياهو قوله امس إن بناء المستوطنات المعلن حتى الآن سوف يتم تنفيذه، لافتا إلى أنه سوف يتم مواصلة البناء في الضفة الشرقية، وأكد أنه لابد من مناقشة ما تبقى.

يذكر أن ترامب قال لنتانياهو الأربعاء في واشنطن : «أرى أنه يفضل أن تتحفظ قليلا فيما يتعلق بالمستوطنات».

يشار إلى أن إسرائيل أعلنت بناء نحو ستة آلاف مستوطنة في الضفة الغربية المحتلة وفي القدس الشرقية منذ تولي الرئيس الأمريكي الجديد منصبه.

كما تعهد رئيس الحكومة الإسرائيلية بتأسيس مستوطنة جديدة في الضفة الغربية.

يشار إلى أن إسرائيل استولت على هذه المناطق عام 1967 وتسيطر عليها إلى حد كبير منذ ذلك الحين، ويعيش هناك حاليا نحو 600 ألف مستوطن إسرائيلي.

وبحسب الإذاعة الإٍسرائيلية، طلب نتانياهو من ترامب الاعتراف بمرتفعات الجولان كجزء من إسرائيل، ولم يفاجأ ترامب بذلك، بحسب ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي.

يذكر أن إسرائيل استولت بشكل كبير على مرتفعات الجولان السورية في حرب الستة أيام في عام 1967، وضمتها في عام 1981 وأخفقت مفاوضات السلام بين كلا البلدين بشأن استعادة المنطقة في عام 2000 .

وبسبب النزاع في سوريا يرى الكثير من الساسة في إسرائيل أن أي انسحاب من منطقة مرتفعات الجولان المهمة استراتيجيا غير مقبول من ناحية السياسة الأمنية ، وكان نتانياهو قال العام الماضي: «إن إسرائيل لن تنسحب مطلقا من مرتفعات الجولان».

من جهتها نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية امس قول المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية إن القاهرة تشدد على دعمها لحل الدولتين لتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وقال المتحدث أحمد أبو زيد «موقف مصر واضح ومعروف، ويتأسس على دعمها لحل الدولتين باعتباره الحل الذي يوجد توافق دولي بشأنه ويلبي تطلعات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.»

بدورها أكدت الرئاسة الفلسطينية ا تمسكها بخيار الدولتين واستعدادها للتعامل بإيجابية مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لصناعة السلام.

وقال بيان للرئاسة الفلسطينيه نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) إنها تتمسك بحل الدولتين «بما يضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل على حدود عام 1967».

ورفضت الرئاسة «تكرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للغة الإملاءات حول استمرار السيطرة الإسرائيلية على الحدود الشرقية من الضفة الغربية المطالبة بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية».

واعتبرت أن مطالب نتانياهو «استمرار لمحاولة فرض الوقائع على الأرض وتدمير خيار الدولتين واستبداله بمبدأ الدولة بنظامين».

وطالبت الرئاسة نتنياهو بالاستجابة لطلب الرئيس الأمريكي والمجتمع الدولي بوقف النشاطات الاستيطانية بما يشمل القدس الشرقية.

وأكدت في ذات الوقت استعدادها لاستئناف عملية سلام ذات مصداقية بعيدا عن الإملاءات وفرض الحقائق على الأرض، وحل قضايا الوضع النهائي كافة دون استثناءات، استنادا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية لعام 2002 .

وحذرت الرئاسة في بيانه من أن «إصرار الحكومة الإسرائيلية على تدمير خيار الدولتين من خلال استمرار الاستيطان وفرض الوقائع على الأرض، سيؤدي إلى المزيد من التطرف وعدم الاستقرار»، مشددة على وجوب هزيمة التطرف والإرهاب بأشكاله كافة، «حتى تتمكن شعوب المنطقة من العيش بأمن وسلام واستقرار».

وجاء بيان الرئاسة بعد لقاء ترامب مع نتنياهو في واشنطن في أول لقاء رسمي بينهما منذ انتخاب الرئيس الأمريكي.

وخلال مؤتمر صحفي عقب اللقاء أكد ترامب أنه سيدرس حل الدولتين أو الدولة الواحدة مع دعمه لما يتفق عليه الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي لتسوية النزاع التاريخي بينهما.

وأكد ترامب أن الولايات المتحدة تشجع على إحلال السلام والتوصل إلى اتفاقية سلام بين الجانبين، وقال إن «على الطرفين تقديم تنازلات من أجل التوصل إلى ذلك».

من جانب آخر قالت وزارة الخارجية الفلسطينية إنه من السابق لأوانه الحديث عن تطابق مواقف إسرائيل مع واشنطن، إذ أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لا تزال في مرحلة دراسة وتقييم الجوانب المختلفة للصراع الاسرائيلي- الفلسطيني، تمهيدا لتحديد الموقف منها.

وقالت الوزارة في بيان لها: إن محاولات نتنياهو وأركان اليمين الحاكم، الترويج بأن هناك تطابقا في المواقف بين تل أبيب وواشنطن، هو بعيد كل البعد عن الحقيقة، ولا يعدو كونه جزءا لا يتجزأ من حملة التضليل التي يمارسها نتنياهو بهدف تسويق زيارته الى العاصمة الأميركية على أنها «انتصار غير مسبوق»! و»بداية لعهد جديد»!، في محاولة لتعزيز مكانته في أوساط جمهور اليمين والمستوطنين، ولإنقاذ نفسه من التحقيقات الجنائية الجارية معه.

من جهتها شهدت 14 مدينة وولاية أميركية خلال الساعات القليلة الماضية، مظاهرات واعتصامات شارك فيها آلاف من الأميركيين والعرب احتجاجا على زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن، ولقائه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض.

فقد شهدت مدن كاليفورنيا، ولوس أنجلوس، وسان هوزيه، وكولورادو، وشيكاغو، وبوسطن، ونيويورك، وكولمبوس، وبورتلاند، وفيلادلفيا، وبيتسبورغ، واوستين، وهيوستن، وواشنطن دي سي، مظاهرات واعتصامات بمشاركة واسعة من أبناء الجالية الفلسطينية والعربية والمسلمة، وحشد كبير من الاقليات العرقية اللاتينية وممثلين عن المنظمات اللاتينية إلى جانب منظمات اليسار الأميركي، وذلك احتجاجا على هذه الزيارة وللمطالبة بسياسة أكثر عدالة واعتدالا من قبل الإدارة الأميركية تجاه الأقليات العرقية.

وقد نُظمت هذه الفعاليات الإحتجاجية بدعوة من: التحالف من أجل العدالة في فلسطين، ومنظمة كود بينك النسائية، وتحالف مناهضي الحرب ( انسر)، وأصوات يهودية من أجل السلام، وبمشاركة واسعة من أبناء الجالية الفلسطينية والعربية والأقليات العرقية اللاتينية.

وخلال المظاهرات، التي نُظمت تحت شعار « أموال الضرائب للتعليم وليس لبناء جدران الفصل العنصري والتطرف في فلسطين والمكسيك»، حمل المشاركون الأعلام الفلسطينية واليافطات الكبيرة وبلغات متعددة تدعو لوقف اضطهاد الشعب الفلسطيني.