928430
928430
تحقيقات

الطاقة النظيفة.. وقود المستقبل

15 فبراير 2017
15 فبراير 2017

في ظل عدم استقرار أسعار النفط ورفع الدعم عن المحروقات -

تحقيق -‏ عبدالله بن سيف الخايفي -

في ظل عدم استقرار أسعار النفط عالميا وتأرجحها بين الحين والآخر باتت كثير من دول العالم تفكر بجدية في الحصول على طاقة بديلة أقل كلفة وفي الوقت نفسه محافظة على البيئة ويبدو أن هناك توجها عالميا كبيرا نحو زيادة إنتاج الطاقة النظيفة التي أصبحت أقل كلفة من (النفط والغاز) حسب وكالة الطاقة الدولية “ايرينا” التي توقعت تقارير صادرة عنها أن تصبح الشمس أكبر مصادر توليد الكهرباء بحلول 2050

ترى كيف سيكون مستقبل الطاقة خلال السنوات المقبلة؟ وما مدى استعداد دول المنطقة والخليج العربي للدخول في استثمارات ومشاريع لإنتاج الطاقة النظيفة لدعم اقتصاداتها وتخفيف الضغط على مصدر دخلها الأساسي (النفط والغاز) وما حجم المساهمة المتوقعة للطاقة المتجددة وخاصة تلك المعتمدة على الرياح والشمس في توفير الطاقة سواء للحكومات أو للاستخدام الخاص في دول الخليج الغنية بأشعة الشمس؟ ولكن في المقابل ما مدى ملاءمة الظروف المناخية لقيام مثل هذه المشاريع؟ وكيف يرى المختصون كلفة الطاقة النظيفة في ظل انخفاض أسعار صناعتها وهل تمثل منافسة حقيقية للنفط الذي تشهد أسعاره انخفاضا تاريخيا؟ ثم ما مدى توفر قوانين وتشريعات صديقة للبيئة في دول المنطقة تناسب هذا النوع من الطاقة ومدى الوعي لدى المستهلكين لاختيار أسلوب حياة جديد بالطاقة النظيفة التي يمكن أن توفر لهم 40% من فواتير الكهرباء والماء خاصة بعد توجه كثير من الحكومات لرفع الدعم عن المحروقات في دول الشرق الأوسط والخليج العربي على وجه الخصوص.؟

التحقيق التالي يكشف جانبا من هذه الأبعاد المختلفة والمتشابكة وآفاق تطوير واقتناء تقنيات الطاقة النظيفة في المنطقة العربية وفي دول الخليج على وجه الخصوص..

الاستثمار في الطاقات المتجددة

يقول مختصون في الطاقة النظيفة إذا قمنا بإنشاء بنية أساسية لتوليد الطاقة من المصادر المتجددة قبل وقت نفاد النفط والغاز عندها يمكننا الاعتماد على طاقة جديدة نظيفة لا نهاية لها. ويوضح خبراء تقنية الطاقة المتجددة: إنك كمستهلك مستخدم للطاقة النظيفة بصفة شخصية سوف تدفع مرة واحدة فقط ثمن تركيب الأدوات الخاصة بكل من الطاقة الشمسة أو توربينات الهواء أو أي طاقة أخرى ولن تدفع مجدداً وبشكل دوري فاتورة استخدامك لتلك الطاقة باستثناء تكلفة الصيانة.

دراسة نشرت على هامش القمة العالمية للمياه عقدت في أبوظبي يناير الماضي أوضحت أن كلا من السعودية والإمارات والكويت وقطر وهي من أقطار مجلس التعاون تصنف ضمن أكبر عشرة بلدان مستهلكة للمياه المحلاة في العالم. الدراسة التي أعدتها شركة كوست اند سوليفان للأبحاث أوضحت أن العالم يستخدم قرابة 87 مليون متر مكعب من المياه محلاة يوميا فيما تستحوذ منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على 44% منها. ويقول يوسف باصليب المدير التنفيذي لإدارة التطوير العمراني والصناعي في مدينة مصدر في أبو ظبي التي تستخدم الطاقة الشمسية أن استثماراتهم بدأت منذ عشر سنوات في الطاقة النظيفة وأن حكومة بلاده تخطط بان تغطي الطاقة النظيفة 50% من الطاقة المستخدمة في الإمارات بحلول 2050 مضيفا أن لديهم توجها لتحقيق جاهزية للاحتفال بتصدير آخر برميل نفط.

بينما توقع الدكتور علي بن محمد المقر الخبير السعودي في بحوث الطاقة المتجددة ورئيس مجلس إدارة مجموعة المقر للاستشارات الهندسية بأن الاكتفاء من البترول سيكون وشيكا ويجب أن نكون جاهزين لاقتناء تقنيات جديدة في الطاقة النظيفة وإذا لم نكن جاهزين بسلاح العلم والمياه والطاقة المتجددة فسوف نكون في ذيل القائمة وان بالعلم وحده يمكن الاستمرارية في التربع على عرش الطاقة. وقال الصحفي مشهور أبو عيد المتخصص في أخبار وشؤون الطاقة بوكالة بتراء الأردنية: إن تجربة تراجع الأسعار وموجة القلق التي تجتاح العالم نتيجة التغيرات المناخية تدفع الآن نحو التحول إلى مصادر الطاقة النظيفة ما يستدعي من الدول العربية تكثيف وتنسيق الجهود لاستيعاب هذا التحول باستغلال الإمكانات المتاحة لتطوير قطاع الطاقة المتجددة لافتا الى أن بلاده تنتج حاليا 1300 ميجاواط من الكهرباء من الشمس والرياح. فيما قال المهندس عبدالعزيز العبيدلي المدير العام لشركة شمس لتوليد الطاقة الكهربائية من خلال الطاقة الشمسية التابعة لمدينة مصدر الإماراتية إن إنشاء محطات لإنتاج الطاقة الشمسية في كافة دول الخليج بات مسألة وقت خاصة في ظل توجه الكثير من الدول في تخفيض الدعم على الكهرباء.

تجربة ناجحة

مدينة مصدر في أبو ظبي تعتبر نموذجا خليجيا في استخدام الطاقة الشمسية في منشآتها فكانت بدايتها في 2006 لتضم اليوم حوالي 250 ألف متر مربع من الإنشاءات من بينها جامعة ومعهد طلاب و450 شركة فيما تتوجه لإضافة أكثر من مليون متر مربع خلال الخمس سنوات القادمة بما يعادل أربعة أضعاف ما تم بناؤه في عشر سنوات الماضية ويعيش حاليا 450 طالبا في المدينة وفي يوليو 2017 سيقطن المدينة ما لا يقل عن ألف شخص بينما سيكون ما بين 5 إلى 7 آلاف شخص سكان المدينة بحلول 2020. وقال المدير التنفيذي لإدارة التطوير العمراني والصناعي بمدينة مصدر: إن رفع الدعم عن المحروقات في بلاده أدى الى ارتفاع تكلفة المعيشة وأضاف: إذا لم يتجه المستهلك بنفسه نحو الطاقة النظيفة سيتكبد مصاريف باهظة. وقال: هذا ما نعمل عليه ونحاول إثباته في مدينة مصدر بان أي مبنى نشيده بالطريقة الصحيحة سيوفر ما لا يقل عن 40% من استهلاك الماء والكهرباء.

أنت تولد الطاقة

ويبدو أن امتلاك الطاقة المتجددة على المستوى الشخصي قد يكون أمراً مكلفاً بالنسبة لكثير من الأشخاص وهو من أهم العوائق فمن غير المتوقع الاعتماد كليا على الطاقة المتجددة لكن مع انخفاض تكلفة إنشاء المحطات على المستوى الشخصي يمكن مستقبلا أن تكون حلا موازيا الى جانب الطاقة العادية.

كما لن تهتم بعد الآن بارتفاع أسعار المحروقات العالمية التي تزيد من ثمن فاتورتك الشهرية، وستصبح مستقلا تماما في تقنين استهلاكك ولن تعتمد على استخدام الطاقة العادية كما لن تشعر بالهدر حيال استخدامك للطاقة المتجددة، فبالقدر الذي تحتاج من الطاقة سوف تولدها بنفسك.

أما فائدة الطاقة النظيفة على مستوى الأفراد فيوضحها باصليب فيقول: إن سعر الوحدة السكنية في “مصدر” التي تعمل بالطاقة الشمسية مساو تقريبا لأي وحدة سكنية خارج المدينة لكن الفرق في أن فاتورة الكهرباء والمياه لدينا تأتي اقل 40% عن تلك التي في الخارج وهذا هو وجه المنافسة. مضيفا: ربما كمستهلك ستدفع أعلى في التكلفة بـ5% لكن ستلحظ العائد على المدى الطويل في قيمة الفواتير التي ستمثل الفرق. وقال إن الطاقة النظيفة تقاس بتكلفة الإنتاج واليوم أصبحت تكلفة الإنتاج لهذه الطاقة إذا لم تكن مساوية للطاقة العادية المستخدمة فهي اقل منها حتى لو انخفضت أسعار البترول مضيفا: لو رفع الدعم عن المحروقات ستكون الطاقة النظيفة منافسة فعندها سنقارن بإنتاج فإذا كانت الحكومة ستدعم الطاقة العادية فيجب أن تدعم إنتاج الطاقة النظيفة أيضا.

القوانين

القوانين والتشريعات محور مهم في استراتيجيات إنشاء مشاريع الطاقة النظيفة ففي مدينة مصدر لم تكن القوانين تساعد لأن الأمر جديد برمته على المنطقة كلها وقال باصليب: إن تضع قوانين صديقة للبيئة وتعرفة خاصة فذلك يستغرق وقتا وكان تحديا لنا في توصيل المعلومة لصناع القرار في الحكومة وحتى التجار كانوا يعتبرون مواصفاتنا مرتفعة التكلفة حتى أمكننا أن نثبت على مدى العشر سنوات الماضية من خلال أبحاثنا وتصاميمنا بجودة وجاذبية منتجنا فحدث الوعي تدريجيا واصبح لدينا اليوم في مصدر 70% من الوحدات يمتلكها مستثمرون .من جهته يرى الدكتور علي بن محمد المقر الخبير السعودي في بحوث الطاقة المتجددة ورئيس مجلس إدارة مجموعة المقر للاستشارات الهندسية أن المستقبل للطاقة النظيفة مبديا اهتماما منقطع النظير بالماء كعلم وتقنية لإنتاج الكهرباء والهيدروجين وثروة يجب الالتفات إليها بجدية كبيرة.

علم الماء

وأوضح خبير الطاقة المتجددة أن الماء أصبح اليوم علم ففي اليابان وأمريكا وفرنسا وألمانيا وكوريا يعكف العلماء على تطوير تقنيات باستخدام الماء ويؤمنون بان الوقود المقبل هو الماء ويعملون على جعل الإنسان مكتفيا ولا يحتاج للبترول أو لأي وقود آخر وهناك من يعمل على هذا التوجه الآن وبقوة ودول عظمى لديها منتجات توفر الطاقة لا تصرح عنها وغير معروفة حتى الآن.. وأضاف: للأسف أقصى فكر متوفر لدينا في الخليج العربي عن المياه هو التحلية فقط لكن الماء أبعد من ذلك بكثير فالماء علم وتقنية ، وإذا لم نفكر أن نحيي انفسنا بطريقة مستدامة ونبدأ تكوين علم خاص بنا سنواجه مشاكل كبيرة.

تقنية خلايا الوقود

وقال إن تقنية خلايا الوقود مفقودة في الشرق الأوسط رغم أنها تقنية سهلة. . ويشرح الخبير المهتم بإنتاج الطاقة النظيفة بان هناك صعوبة في تصنيع المكائن بينما من السهولة تصنيع خلايا الوقود ، وقال إن الغرب يعرف هذه التقنية المتطورة ويحتفظ بسرها بينما لا تزال مجهولة في دول الخليج في ظل غياب الاجتهادات في مراكز البحوث عن هذا الموضوع. وتوقع الدكتور علي من خلال اطلاعه على هذه الدراسات والبحوث العلمية في الماء بأن الاكتفاء من البترول سيكون قريبا ويجب أن نكون جاهزين وإذا لم نكن جاهزين بسلاح العلم والمياه والطاقة المتجددة فسوف نكون في ذيل القائمة وبالعلم وحده يمكن الاستمرارية في التربع على عرش الطاقة.

جامعة بحثية

ودعا الخبير السعودي الجهات المختصة في دول مجلس التعاون إلى نشر علم الماء مناديا بإنشاء جامعة بحثية للماء تحت مظلة مجلس التعاون توحد فيها الجهود كمركز للأبحاث ويكون لها فكر استراتيجي لخزن الماء بيئيا وليس مجرد أي تخزين ضد البيئة مؤكدا على أن الماء سيكون هو وقود المستقبل والتنمية..

وقال: يجب التوجه نحو التنمية المستدامة بالمياه وتنمية الشعوب على كيفية دراسة واستخدامات المياه لأن الماء علم كبير مشيرا إلى أن أكثر دول العالم يوجد جامعات متخصصة في الماء مثل اليابان وأوروبا وأمريكا وقد حان الوقت لإقامة جامعة بحثية للماء كعلم وتقنية. وقال لدينا ثروات عظيمة في شبه الجزيرة العربية غير موجودة في أي مكان في العالم فالبترول حكم العالم 50 سنة والآن يمكن للطاقة الشمسية أن تقوم بهذا الدور بحيث تكون الجزيرة العربية هي مصدرة الطاقة الشمسية للعالم.

فرانك ليسيور خبير فرنسي في الطاقة البيئية يعمل على تطوير تقنيات لإنتاج الهيدروجين من الماء والرياح في أوروبا وفي إدارة المدن الذكية الحديثة وتوفير الطاقة يرى أن الهيدروجين هو مستقبل الوقود وقال انه يعمل على نشر هذه تقنية خلايا الوقود متحدثا عن إمكانية إنتاج 1500 طن من الهيدروجين يوميا في الوقت الذي تبلغ فيه تكلفة الطن الواحد من الهيدروجين 1200دولار. الخبير الفرنسي لفت الى أن هذه التقنية مكلفة لكنها مقارنة بتقنيات الميكنة فان نقل خلايا الوقود أسهل وأرخص وقال انه من المهم التحضير من الآن لإنتاج الهيدروجين حتى نكون مستعدين عند الانتقال في استخدام الطاقة المتجددة وأوضح أن الاستثمار في هذه الطاقة يحتاج الى قرارات سيادية لان هذه الاستثمارات تعني التمكين من تصديرها الى كافة أنحاء العالم بكميات هائلة.

وقال: لماذا لا نكون المبادرين في إنتاج طاقة الهيدروجين وتصديرها للعالم مشيرا الى انه يبحث مع شركائه الى ممولين لتلك المشاريع والدخول شركاء معهم.

“شمس” تضيء 20 ألف منزل

المهندس عبدالعزيز العبيدلي المدير العام لشركة شمس لتوليد الطاقة الكهربائية من خلال الطاقة الشمسية التابعة لمدينة مصدر الإماراتية يقول إن إنتاج الطاقة الشمسية على مستوى العالم أصبح الآن أرخص بكثير من إنتاج الطاقة الكهربائية بالوسائل التقليدية الأخرى رغم أن مبادرتهم الأولى قبل خمس سنوات في إنشاء “شمس” كلفتهم كثيرا لكن التكلفة اليوم انخفضت الى النصف كما يقول. وتغذي “شمس” الإماراتية حاليا ما يزيد عن 20 ألف منزل كمرحلة أولى ورغم أن الاستطاعة التوليدية للمحطة لا تتجاوز حاليا 125 ميجاواط تسهم بحوالي 1 بالمائة من الاستطاعة التوليدية لإمارة أبو ظبي في الوقت الحالي ويستلزم دمجها مع الشبكة العامة للكهرباء وضع استراتيجية واضحة حتى يكون هناك استفادة للمستهلك إلا أن الإمارات تخطط وفق استراتيجية أعلنتها مؤخرا بأن تضيء بلاده بنسبة 50% من الطاقة النظيفة بحلول عام 2050.

من جانبه بدى ايميل سمارة رئيس الشؤون التجارية في مدينة دايموند في دبي التي تعمل جميع مرافقها ووحداتها السكنية على الطاقة الشمية متفائلا بمستقبل انتشار الطاقة المتجددة مؤكدا أن هناك إقبالا من المستثمرين والراغبين في الحياة وفق أسلوب الطاقة النظيفة والصديقة للبيئة. وقال إن تكلفة امتلاك وحدة سكنية تعمل بالطاقة الشمسية أصبح منافسا للوحدات الأخرى بالطاقة العادية لافتا الى أن هناك توجها جيدا على مستوى الأفراد أيضا لاقتناء مرافق تعمل بالطاقة الشمسية.

إمكانات غير مستثمرة

الصحفي مشهور أبو عيد المتخصص في أخبار وشؤون الطاقة بوكالة بتراء الأردنية قال: إن أنظمة الطاقة في المنطقة العربية وعمادها الوقود الأحفوري هي أنظمة غير مستدامة اقتصاديا وبيئيا واجتماعيا وتمتاز بمستويات تعد الأعلى عالميا من حيث كثافة استهلاك الطاقة وانبعاثات الكربون للفرد عدا عن عدم قدرتها على تأمين نحو 50 مليون عربي للان بالكهرباء. وأضاف: في المقابل تنعم المنطقة العربية بمصادر طاقة نظيفة (شمس ورياح) من شأنها تنويع مصادر الطاقة وتعزيز التنمية المستدامة خاصة بعد أن خاضت الدول العربية المنتجة للنفط خلال العامين الماضيين تجربة تراجع الأسعار التي أكدت ضرورة تنويع مصادر الطاقة وتحقيق التنوع الاقتصادي وعدم الاعتماد بشكل كامل على إيرادات النفط التي أثبتت أنها متقلبة..

أبو عيد قال إن موجة القلق التي تجتاح العالم نتيجة التغيرات المناخية تدفع الآن نحو التحول الى مصادر الطاقة النظيفة ما يستدعي من الدول العربية تكثيف وتنسيق الجهود لاستيعاب هذا التحول باستغلال الإمكانات المتاحة لتطوير قطاع الطاقة المتجددة. وأوضح في هذا الخصوص بأن الدول العربية مطالبة بتكثيف الجهود لتحسين كفاءة الطاقة واستغلال الإمكانات غير المستثمرة في موارد الطاقة المتجددة وتوظيف إيرادات النفط لبناء القدرات الإقليمية في تطوير واقتناء تقنيات الطاقة النظيفة..

الصحفي الأردني المتخصص في شؤون الطاقة تحدث عن بلاده الأردن وقال إنها تنتج حاليا 1300 ميجاواط من الكهرباء من الشمس والرياح لافتا الى حراك إيجابي في المغرب وبعض دول مجلس التعاون الخليجي العربية) ومشيرا الى أن هذه الدول العربية أدركت هذه الحقيقة الأمر الذي انعكس توسعا سريعا في سوق الطاقة المتجددة في الوطن العربي ما يستدعي الالتزام وسياسات استثمارية صحيحة لتمكين البلدان العربية من الانضمام الى نادي الطاقة النظيفة العالمي وإيجاد فرص عمل دائمة للمواطنين العرب وتصدير الطاقة المتجددة وتعزيز خطة التنمية المستدامة في الوطن العربي.

استثمارات بـ500 مليار دولار

وأكد مشهور على أهمية الجهود العربية المشتركة للاستفادة من الفرص المتاحة في المحافل الإقليمية والدولية من قبيل (أسبوع أبو ظبي للاستدامة الذي أقيم مؤخرا في الإمارات) والذي أصبح تقليدا سنويا لعقد شراكات وعرض الأبحاث العلمية وجذب الاستثمارات لقطاع الطاقة المتجددة الذي يحتاج لاستثمارات تبلغ قيمتها حتى عام 2030 حوالي 500 مليار دولار.

آفاق طموحة ولكن..

وفي ملخص لمختلف الآراء بشأن مستقبل الطاقة النظيفة في دول المنطقة ودول الخليج العربي على وجه الخصوص فقد أكد الصحفي الأردني مشهور أبو عيد المتخصص في شؤون الطاقة بأن الدول العربية مطالبة بتكثيف الجهود لتحسين كفاءة الطاقة واستغلال الإمكانات غير المستثمرة في موارد الطاقة المتجددة وتوظيف إيرادات النفط لبناء القدرات الإقليمية في تطوير واقتناء تقنيات الطاقة النظيفة. وبدوره بدا العبيدلي المدير العام لشركة “شمس الإماراتية متفائلا بانتشار محطات لإنتاج الطاقة المتجددة في دول الخليج وقال إن إنشاء محطات إنتاج الطاقة الشمسية في كافة دول الخليج بات مسألة وقت في ظل التوجه نحو تخفيض الدعم على الكهرباء لكنه أشار أيضا الى وجود عدد من التحديات التي تواجه هذا النوع من المحطات في المنطقة كالتقلبات الجوية للطقس وخصوصا الغبار والرياح وشح المياه.

فيما ربط الخبير السعودي الدكتور علي المقر تحقق الطاقة النظيفة في دول مجلس التعاون بضرورة تعزيز التعاون بين دول المجلس وقال : إذا لم يحدث التعاون فالعملية تبدو مستحيلة فلابد من تبادل الأبحاث ونعرف أن مصيرنا المائي واحد ويجب أن نجهز مخزونا مائيا استراتيجيا، فيما أكد فرانك ليسيور الخبير الفرنسي في الطاقة أن الهيدروجين هو مستقبل الوقود داعيا الى المبادرة على مستويات عليا في الاستثمار لإنتاج الطاقة المتجددة. بينما اعتبر يوسف باصليب المدير التنفيذي لإدارة التطوير العمراني والصناعي بمدينة مصدر أن العائق الوحيد الذي يمنع الدولة أن تعتمد 100% على الطاقة النظيفة هو تخزين الطاقة بحيث تخزن الكهرباء ليتم توفيرها للمنازل لافتا الى أن التخزين لا يزال حتى اليوم مكلفا رغم انه شهد انخفاضا كبيرا وصل الى 40% لكنه استبعد أن يكون ذلك قريبا جدا ولذلك سيستمر الاعتماد متكاملا بين الطاقة النظيفة والطاقة العادية في توفير الكهرباء.