Ali
Ali
أعمدة

أوراق: قلاع موصدة الأبواب

15 فبراير 2017
15 فبراير 2017

علي بن خلفان الحبسي -

[email protected] -

الحديث عن التاريخ العماني بكل مكنوناته حديث يطول تختزله جدران الحارات القديمة والأبراج والقلاع والحصون فهي تطوي مسيرةً طويلةً من الزمن الجميل وذكريات ما زالت باقيةً لمن عاش بين كنف هذه الآثار وترعرع بين أحضان هذا التراث والكنز الدفين، فكل ولاية وكل قرية لا تخلو من هذه الكنوز التي تسطر تاريخا طويلا لهذا الوطن العزيز.

وزارة التراث والثقافة كانت ومازالت لها بصمة جلية في هذا التراث كونها الجهة المعنية عن هذه الحضارة، حيث سعت الوزارة وعبر سنوات النهضة في ترميم العديد من المواقع الأثرية من القلاع والحصون والأبراج والحارات، وأنفقت الحكومة الكثير من أجل عودة بريق الحياة لهذه المعالم، وبالفعل فجهود الوزارة واضحة في هذا المجال وهناك الكثير من هذه المعالم أضحت كأنها بنيت بالأمس حيث لم يتم المساس بكل تفاصيلها.

هذه المعالم -بجانب أنها تعتبر كنوزًا حضاريةً- بالإمكان أن تكون ثروةً اقتصاديةً تعود بالنفع على هذا الوطن من خلال افتتاح هذه المواقع أمام السياحة الداخلية والخارجية، حيث إن الكثير من هذه المواقع موصدة الأبواب، بها مرشدون معظمهم غير مؤهلين للتعريف بهذه المواقع.

وهناك اليوم من يقترح بأن يتم استثمار هذه المواقع من قبل القطاع الخاص وإقامة الندوات الثقافية والتعريف بهذه المواقع واستغلال وسائل الإعلام في الترويج لزيارتها والدخول فيها وبمبالغ رمزية، وهناك العديد من الدول أصبحت اليوم بالنسبة لها هذه المواقع ثروة تعادل دخل دول من النفط، وحتى لا تصبح قلاعنا وحصوننا وأبراجنا وخارتنا موصدة الأبواب يجب أن تكون أبوابها مشرعة للجميع.

كما أنه يجب على القطاع الخاص والشركات السياحية أن تتجه نحو استثمار مثل هذه القطاعات والتعريف بها أمام السياح من خلال البرامج السياحية التي تنظمها، وأن تفتح هذه المؤسسات باب سياحة الآثار بمختلف أنواعها، وأن يكون لديها معلومات تاريخية مسبقة عن هذه المواقع تستطيع من خلالها تقوم المعلومة المناسبة عن تاريخ هذه المواقع، وكنا أمل أن نرى مواقعنا الأثرية واحدة من الصروح التي تلقى الاهتمام بدءا من ترميمها وصولاً إلى البحث والتقصي عن معلوماتها التاريخية والاتجاه إلى أن تكون أحد القطاعات الاستثمارية الواعدة في البلاد.