khaseeb
khaseeb
أعمدة

نبض المجتمع: صحم تستحق

15 فبراير 2017
15 فبراير 2017

خصيب بن عبدالله القريني -

كتبت في مقالات سابقة عن العديد من المواضيع ذات العلاقة بولاية صحم،ولعل ابرز تلك المواضيع حاضرة لدى مختلف شرائح المجتمع هو ذلك المتعلق بسوق صحم ، والمرارة التي يتجرعها الأهالي كلما فتح هذا الموضوع ، خاصة ان غالبية السكان عايشوا تلك الاحداث والأماكن ومازالت مرتسمة في اذهانهم وخاصة جيل الشباب الذي يعد السوق بالنسبة لهم بمثابة ذاكرة تاريخية مرتبطة بالحنين الى كل ماهو قديم ، والأمل الذي كان يحدو الجميع بأن يكون السوق الجديد بمثابة تطور حضاري للسوق القديم ، ولكن تظل الامنيات معلقة.

ولست هنا في هذا المقال لأكتب من جديد في موضوع السوق فقد اشبع كتابة من الجميع وعلى مختلف الوسائل الإعلامية الحديثة منها والتقليدية، ولكن للحديث حول وجود سوق اسبوعي في مكان عام ومناسب، سوق تقليدي اسوة ببقية ولايات السلطنة خاصة في محافظات الشرقية والداخلية مثلا، ولكن بأسلوب أكثر توسعا ،سوق مفتوح تباع فيه مختلف البضائع سواء كانت منتجات زراعية او حيوانية او غيرها من المنتجات ، سوق غير محدد البضائع ، كلما تتخيله ومالا تتخيله تجده في هذا السوق، والفكرة ليست بجديدة فهذه الأسواق هي من يحرك القطاع السياحي في مختلف دول العالم .

ان زيارتي باكرا في احد أيام الأسبوع الفائت الى ولاية البريمي ومروري بسوق الخضروات والفواكه ، لفت نظري حجم المنتجات الزراعية القادمة من محافظة شمال الباطنة الى ولاية البريمي ، منتجات اقل ماتوصف بأننا لانشاهدها في ولايات المحافظة بينما تهاجر الى بقية الولايات فما هو السبب ؟ في اعتقادي الشخصي ان السبب او كلمة السر هنا هو عدم وجود سوق يمكن البائع من عرض سلعته كما هو الحال في سوق البريمي ، اما اذا تحدثت عن القوة الشرائية فاعتقد ان اغلب المشترين هم من نفس المحافظة ولكن يضطرون للذهاب للبريمي للشراء ، وقس الامر على بقية المنتجات، فحيثما يوجد السوق تزدهر الحركة التجارية.

كما ان فكرة وجود مزاد لبيع الطيور في ولاية صحم فكرة جيدة يجب ان تدعم وان توفر لها إمكانيات النجاح والاستمرارية ، وان يكون هذا السوق هو بداية الفكرة التي اتحدث عنها ، فهكذا تبدأ الأسواق في كل بقاع العالم ، ولايمكن ان تجبر الناس على الاتجاه الى موقع معين دون ان يكون هنالك قناعة من البائعون بأهمية الموقع وجدواه الاقتصادية لهم .

ان وجود مساحات شاسعة في الولاية يمكن ان تستغل لإيجاد سوق شعبي اسبوعي وهو مطلب يجب ان يتم التركيز عليه من قبل أعضاء المجلس البلدي في الولاية، خاصة في غياب أدوار السوق الرئيسي الذي حتى لو تم افتتاحه فلن يكون بديلا عن هذا السوق المفتوح الذي اتحدث عنه، فالولاية بتاريخها العريق ودوره الحضاري وآثارها التاريخية تستحق ان يكون لها سوقا يحفظ لهذا الإرث الحضاري بريقه.