آرمان : روحاني والانتخابات القادمة

تحت هذا العنوان نشرت صحيفة «آرمان» مقالاً نقتطف منه ما يلي: بعد أن كثر الحديث عن عزم الرئيس حسن روحاني على خوض الانتخابات الرئاسية القادمة المقررة في مايو المقبل، ونظرًا للتجارب التي خاضتها حكومته خلال السنوات الماضية في مختلف المجالات، بات البرنامج السياسي والاقتصادي الذي ينوي روحاني اعتماده وتقديمه لإقناع الشعب بضرورة إعادة انتخابه من جديد يحظى بأهمية خاصة لدى المراقبين والأوساط الإعلامية والنخب الثقافية والسياسية في البلد.

وقالت الصحيفة: إن الظروف التي تشهدها إيران والمنطقة والعالم تحتم على روحاني أو أي مرشح آخر للانتخابات أن يأخذ بنظر الاعتبار الأولويات التي تتطلبها المرحلة خصوصًا في ظل التعقيدات التي نجمت عن تغيير واشنطن لسياستها تجاه إيران، بالإضافة إلى التحدي الاقتصادي الذي يفرض نفسه على الواقع في ظل الظروف الحالية التي تعيشها إيران بسبب عدم رفع الحظر المفروض عليها بشكل كامل والمتطلبات الكثيرة التي يلزم وضع حلول جذرية لها لا سيّما ما يتعلق بقطاع الباحثين عن العمل وضرورة توفير فرص كافية لحل هذه المعضلة. ولفتت الصحيفة الانتباه إلى ضرورة موائمة الحلول الاقتصادية مع الجوانب الأخرى التي تهم البلد وعدم الاكتفاء بوضع برنامج يعالج التحديات الاقتصادية دون النظر إلى التحديات الأخرى التي لا يمكن التغلب عليها ما لم تكن الخطط والبرامج متكاملة وشاملة وقادرة على مواجهة التقلبات السياسية المؤثرة في صناعة القرارات الاستراتيجية على المستويين الداخلي والخارجي وفي شتى الميادين. وأشادت الصحيفة بنهج الاعتدال الذي اعتمدته حكومة روحاني خلال السنوات الأربع الماضية والذي تمكنت من خلاله من إبرام الاتفاق النووي مع المجموعة السداسية الدولية ووضع الحلول المناسبة للعديد من المشاكل لاسيّما في الجانب الاقتصادي، مشددة على ضرورة مواصلة هذا النهج في حال تمكن روحاني من الفوز مرة أخرى لشغل منصب رئيس الجمهورية. وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن التحديات التي ستواجهها الحكومة القادمة خلال السنوات الأربع المقبلة ستكون أصعب من السنوات الماضية، إلاّ أنها أعربت في الوقت ذاته عن ثقتها وقناعتها بقدرة روحاني ومستشاريه ومساعديه على تجاوز هذه الصعاب اعتمادًا على الخبرة التي اكتسبوها والتجارب الثمينة التي حصلوا عليها شريطة أن تتوفر الأرضية المناسبة للاستفادة من هذه التجارب والتي تتطلب الانسجام الكامل بين كافة أعضاء الحكومة والتنسيق التام مع البرلمان الذي تمكن التيار الإصلاحي الذي يدعم روحاني من تعزيز دوره فيه بعد أن نجح في حصد الكثير من أصوات الناخبين في الانتخابات التشريعية الأخيرة التي جرت قبل نحو عام.