المنوعات

عشرات العناوين العمانية في انتظار التدشين بمعرض مسقط الدولي للكتاب

05 فبراير 2017
05 فبراير 2017

روايات ودواوين شعر ونصوص مفتوحة وترجمات -

سليمان المعمري وعبد العزيز الفارسي في رواية مشتركة -

فاطمة الشيدي تعود للشعر وعبدالله حبيب «كما البحر يمحو» -

أحمد المعيني يترجم «ملوك النفط» ويضع حقائق الشرق الأوسط على الطاولة -

كتب ـ عاصم الشيدي -

يوم.. يومان.. عشرة، سبعة عشر وتنطلق أهم تظاهرة ثقافية سنوية في السلطنة ينتظرها الجميع بفارغ الصبر، تتحول فيها مدينة مسقط الفاتنة إلى ساحة فكرية للحديث عن الكتب والكتّاب عندما يفتتح معرض مسقط الدولي للكتاب. صحيح أن فعاليات المعرض تقام في مكان واحد في مركز عمان الدولي للمعارض والمؤتمرات ولكن سيكون حديث الجميع خلال المعرض عن الكتاب. الكتاب وحده لا شريك له.

وفي عُمان ننتظر معرض الكتاب لأسباب كثيرة، ليس أولها أنه الفرصة الوحيدة التي من خلالها نستطيع اقتناء جديد الكتب لانعدام المكتبات في البلد تقريبا، وليس آخرها معرفة جديد الكتاب العمانيين الذين يبرمجون إصداراتهم ليتواكب تدشينها مع أيام المعرض.

ويشهد المعرض في دورته المرتقبة عشرات الإصدارات لكتاب عمانيين في المجالات المختلفة الأدبية والسياسية والتاريخية والاقتصادية والكتب المترجمة عن لغات أخرى. وإذا كان سهلا في السنوات الماضية رصد الإصدارات العمانية فإن الأمر أصبح صعبا لسبب واحد فقط، هو كثرة الإصدارات وتنوعها، وتنوع دور النشر الصادرة عنها. وإضافة إلى دار بيت الغشام التي ستقدم هذا العام عشرات الإصدارات الجديدة، فإن دور النشر في بيروت وسوريا والأردن ومصر ستقدم عشرات الإصدارات الجديدة التي من المنتظر تدشينها في معرض مسقط.

«عمان الثقافي» يحاول تباعا رصد الإصدارات الجديدة وتقريبها من يد القارئ حتى يضعها ضمن سلته الشرائية خلال أيام المعرض التي تنطلق في 22 فبراير الجاري.

فاطمة الشيدي تصدر «كنت في البدء شجرة» -

عن دار الانتشار العربي أيضا أصدرت الشاعرة والروائية فاطمة الشيدي ديوانا شعريا جديدا حمل عنوان «كنت في البدء شجرة». وتحلق فيه الشاعرة في سماوات الإبداع ففي الوقت الذي تمسك فيه الشاعرة بزمام اللغة وبلاغتها عبر الاستعارات وبناء الصورة الشعرية نجد الرؤية الفلسفية حاضرة في الكثير من النصوص التي يضمها الديوان. من نصوص الديوان نختار هذا النص:

قصيدة مستحيلة

في دمي قصيدةٌ لن تكتب

قصيدةٌ سائلةٌ جدا

حارقةٌ أحيانا

وباردةٌ أحيانا أخرى

قصيدةٌ لها حموضةُ شجرةِ الليمون في سهلِنا الممتد

ومرارةُ قطعةِ (الشيكولا) حين ينتشي الحزنُ تحت جلدي

فيعبث داخلي بريشتهِ الباهرةِ كفنانٍ عظيمٍ

أو عازفٍ يأكله الشغفُ، فيشمخُ وجه الأوتارِ بارتعاشةٍ حرى

قصيدةٌ تشخب أبدا، كجرحٍ لا يبرأُ ولا يتخثر

قصيدةٌ أشدُ ملوحةً من بحر عمان (الحدري)

الذي يستضيف العشاقَ والعارفين على مقاهي صدرهِ الغافي كل مساءٍ

يتبادلون الضحكَ والنكاتِ السمجةَ والكثيرَ من القبلات والآهات

إنها لك أيها الطائرُ الجبلي الذي حطَّ في دمي أخيرا

أيها الطائرُ الغريبُ الذي وقفَ على غصنِ قلبي بين فصلين وجرحين وذاكرة

ثم استطابَ المكوث

فاردا أجنحتَه للريح والمسافةِ بيننا

واضعا حبةَ كرزٍ -تحمل تعويذةَ أجدادِنا السحرةِ - في فمي بمنقارهِ

فأغلقتُ عينيَّ لأتذوَّقها بلذةٍ

فلها طعمٌ مختلفٌ لا يوصف ولا يستبان

كنت أتلمظُها على مهلٍ، حين ذهبتَ أنت في الغناء

فأخذتني الغفوةُ والحب!

الفارسي والمعمري يُصدران روايتهما المشتركة «شهادة وفاة كلب» -

عن دار الانتشار العربي ببيروت صدرت الرواية المشتركة «شهادة وفاة كلب» للكاتبين عبدالعزيز الفارسي وسليمان المعمري. وهي الرواية الثانية لكليهما بعد رواية الفارسي «تبكي الأرض يضحك زحل» الصادرة عام 2007 وكانت ضمن القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية لعام 2008، ورواية المعمري «الذي لا يحب جمال عبدالناصر» التي صدرتْ عام 2013 .

تدور أحداث الرواية المشتركة في مكان عربي متخيّل اسمه (فرقد) خلال عام 2008 وهو العام الذي شهد مرور 60 عاما على نكبة فلسطين، ومن هذه الأجواء تنطلق الرواية في قالب ساخر أو ما يمكن تسميته «الكوميديا السوداء» محللة في شكل فني الواقع العربي المأزوم، ومصوِّرةً الحنين الجارف للأرض الذي يحمله الفلسطيني في منفاه، وما يتعرض له من ظلم ذوي القربى جنبا إلى جنب مع ظلم المحتل .

استغرق المؤلفان في كتابة هذه الرواية ثماني سنوات، تحديدا منذ عام 2009 وحتى نهاية عام 2016، وهي تقع في 310 صفحات من القطع المتوسط. ومن أجوائها نقرأ هذا المقطع على لسان الطبيبة الفلسطينية جمانة :

عزيزي رجل الغروب : أنا في شوق لأمي. لو حكيت هذا لأبي سيحزن ولاشك. مذ تركتنا أمي «ناتاليا» وعدنان بولس يخبئ الحكاية في قلبه. ينشغل بذكر أخيه ويشغل العالم من حوله. جيد.. في هذه اللحظة ينبغي أن أكاشفك بشيء مهم، لي اسمان، أمي أسمتني «يانا». اسم جمانة جاء به أبي كما ستخمن. أيهما أحب؟. لا يهم. لم ينادني غير أمي بـ«يانا». الكشف الآخر المهم أيضاً هو أني لا احتفظ بتفاصيل وجهها بوضوح تام، غير أني أذكر صوتها جيداً، ولمساتها، عبثها بشعري، قبلاتها على جبيني، وحتى نشيجها الأخير قبل أن تهرب إلى «تبيليسي». لابد أنها اليوم مواطنة جورجية بعد الاستقلال عن الاتحاد السوفيتي . كيف التقيا لينجباني؟. منطقي جداً..كان الاتحاد السوفيتي يشغل العالم، وأرادت صحيفة «البيت» مترجمة روسية تضطلع بترجمة الكتابات السوفيتية أثناء الحرب الباردة. لم يكن هناك أفضل من ناتاليا الجميلة بعينيها الخضراوين وشعرها الأشقر وروحها المولعة بسحر قصص ألف ليلة وليلة، التي دفعتها لتعلم اللغة العربية. كانت تتوق للخروج من الأجواء الاشتراكية حباً في المغامرة. عدنان بولس كان هو الآخر وجه القضية الفلسطينية في الصحيفة. فقد طفولته، وضيعته الدروب، ووجد نفسه متعلقا بقضية حياته الكبرى، والتي صارت تجاهد ألا تتحول إلى مجرد قشة تطفو فوق بحر النفط ترى ولا ترى. أوراقه الثبوتية كانت من الأردن، ينظر إليها ممنياً نفسه بقيام دولة فلسطين. توطدت علاقاته بالمحررين من فرقد إلى المغرب. منحته الصحيفة صفحته الخاصة ليذكر العالم النائم بحقه الشرعي في العودة. اجتذب لصفحته أهم الكتاب العرب. صحيفة البيت آنئذ تختلف عن صحيفة البيت اليوم. تغير كل شيء ولم يبق إلا الاسم. عملا معاً في الصحيفة إذن وكان منطقياً أن يجتذب ذاك الثائر تلك الفتاة المولعة بالمغامرة.

سماء عيسى «يقترب من النبع» في كتاب جديد -

صدر للشاعر والكاتب العُماني سماء عيسى كتاب جديد بعنوان «اقتراب من النبع: شهادات ومقالات في الأدب والثقافة والتاريخ» عن دار سؤال اللبنانية بالتعاون مع مبادرة «القراءة نور وبصيرة». يقع الكتاب في 492 من القطع المتوسط، ويجمع فيه المؤلف شتات مقالات ونصوص عديدة كتبها منذ تسعينيات القرن الماضي وحتى عام 2016، متضمنا شهادات ومقالات عن أصدقاء وكتاب ورموز ثقافية معاصرة مثل إدوارد سعيد، وعبدالله الطائي، ونصر حامد أبو زيد، وأحمد الفلاحي، وقاسم حداد، وأحمد الزبيدي، وعبدالله حبيب، وعبدالعزيز الفارسي، وزاهر الغافري، وأمين صالح، وأحمد راشد ثاني، وإسحاق الخنجري، وسالم آل تويّه، وناصر البلال، ومحمود الرحبي، وبدر الميمني، وسركون بولص، ويعقوب الحارثي، وعلي المعمري، ومحمد الحارثي، وصالح العامري، وغيرهم، بالإضافة إلى شهادات عن بعض المبادرات الثقافية العُمانية كمبادرة «أكثر من حياة» المختصة بتشجيع القراءة، وجماعة الترجمة في جماعة السلطان قابوس. كما يتضمن الكتاب بعض المقالات التحليلية لأحداث وظواهر محلية وعالمية كما هي الحال في مقال «اتجاهات لتحليل أحداث 11 سبتمبر»، و«مدخل لتوثيق الأعاصير في عُمان»، و«في رحيل جونو»، و«هوامش على أدب الكارثة»، و«بين الانتحار الصهيوني والاستشهاد الفلسطيني»، وغيرها. علاوة على قراءات ومراجعات نقدية لعدد من الكتب منها كتاب «إتحاف الأعيان» لسيف بن حمود البطاشي، و«تاريخ عُمان السياسي» لعبدالله الطائي، و«لغة عاد» لعلي بن أحمد الشحري، و«السجل الكامل لأعمال ألفونسو البوكيرك»، و«المراثي الضائعة» لفاضل الربيعي، و«في ظلال الأسلاف» لسيرج توزيو وموريسيو توزي، و«ديازيبام» لحسين العبري وغيرها من الكتب. كما جمع سماء عيسى في هذا الكتاب عددا من مقالاته ودراساته حول الأدب الشعبي العُماني، منها دراسته المعنونة :«أسفار الزهرة العربية»، و«الثعبان في السرد الشفهي العُماني»، و«قراءة في تجارب توثيق الحكايا الشعبية في عُمان»، و«قبور الأنبياء بظفار»، و«أثر الأسطورة في الحكاية الشعبية العُمانية» .

يشار إلى أن الشاعر سماء عيسى صدر له عدد من المجموعات الشعرية، هي حسب تسلسل صدورها «ماء لجسد الخرافة»، و«نذير بفجيعة ما»، و«مناحة على أرواح عابدات الفرفارة»، و«منفى سلالات الليل» ، و«دم العاشق»، و«درب التبانة» و«غيوم»، و«لقد نظرتك هالة من نور»، «أغنية حب الى ليلى فخرو»، و«الجبل البعيد»، و«الأشجار لا تفارق مواطنها الأولى». كما أن له ثلاثة كتب سردية هي «أبواب أغلقتها الريح»، و«الجلاد»، و«شرفة على أرواح أمهاتنا»، إضافة إلى كتابَيْن مسرحيَيْن هما «لا شيء يوقف الكارثة»، و«صوت سمع في الرامة»، علاوة على عدد من الأفلام السينمائية القصيرة منها «الوردة الأخيرة»، و«بنت غربى»، و«الزهرة»، و«ملائكة الصحراء»، و«الكارثة»، و«الدوربين»، وفيلم سينمائي طويل واحد هو «شجرة الحداد الخضراء» .

«كما البحر يمحو» إصدار جديد لعبدالله حبيب -

صدر للكاتب عبدالله حبيب كتاب نصوص جديد بعنوان «كما البحر يمحو» عن دار الانتشار العربي ببيروت يتضمن نصوصاً وشذرات تتأرجح بين الشعر والسرد. يقع الكتاب في 238 صفحة من القطع المتوسط، وصدّره المؤلف بقصيدة للشاعر الأمريكي (إدغر ألن بو) آثر أن يضعها باللغة الإنجليزية بدون ترجمة لكي لا تفقد شيئا من مضمونها.

تنوعت مضامين نصوص الكتاب وشذراته، لكن يبقى للحب وأشواقه ومراميه الحضور الأبرز. يكتب عبدالله حبيب في إحدى شذرات نص طويل بعنوان«(الـ)حُبّ هو»: «لن تعرف الحب إلا إذا لحظت بِدِقَّةٍ عفوية حركة الطبيعة في محبوبتك، في كل حركاتها وسكناتها: الريح، المطر، الحر، البرد، الشروق، تردد السُّحب، غياهب النجوم، موج البحر، ازدحام المواسم كلها في لحظة واحدة، وانتحاب صَدَفَتَين لا تزالان متصلتين ببعضهما البعض بهشاشة عند الغروب على شاطئ مهجور». ويستعيد الكاتب في بعض النصوص ذكريات إقامته في الولايات المتحدة في تسعينيات القرن الماضي وبدايات الألفية الجديدة، كما هي الحال في نص «وردة إلى إمِلي» : «بعد تنفيذ الصدمة الكهربائية الأولى كان شبه غائب عن الوعي، وإن كان يرى الأشخاص والأشياء بصورة ضبابية تماماً ولكنه لا يستطيع التعرف إلى المكان. غير أن أول صورة تذكرها بوضوح شديد هي صورة أمِلي وهي تجلس عند سريره وتمسح العرق الغزير من على وجهه وجبينه»، ويعود أحياناً إلى ذكريات طفولته الباكرة كما في نص «نعناع في غزة» : «لم يكن صاحبنا الصغير يعرف الكثير عن العالم، أو عن نفسه، أو عن تلك الأشياء العجيبة الغريبة التي لها أسماء ملغزة لكن مثيرة للفضول مثل «السياسة»، و»النِّضال»، و«الثَّقافة». لكنه وجد نفسه مقيماً لبعض الوقت في كَنَفِ قريبه الطَّيب الذي جاء قبله من قرية صغيرة في ساحل الباطنة للعمل في المدينة التي أفاقت على الحيوية والحداثة الماديَّة، وذلك قبل انتقال صاحبنا إلى أماكن أخرى للسكن كالقسم الداخلي وذلك في سياق «الأوديسا» العمانية الصعبة». هذا النص أهداه عبدالله حبيب إلى طفلين فلسطينيين من جرحى الانتفاضة الفلسطينية كان قد زارهما في أحد مستشفيات أبوظبي في عام 2001 وأعجب بصلابتهما، ويسرد كيف أنه كان يمنّي نفسه بلقاء أحدهما في فلسطين بعد عشر سنوات عندما جاءته دعوة لزيارة الأراضي الفلسطينية عام 2011 لكنه يقضي فترة هذه الدعوة في الأردن بانتظار تصريح الدخول لفلسطين بدون جدوى «وهكذا فقد عاد صاحبنا إلى بلاده خائباً غاضباً من دون أن يدخل إلى فلسطين، ومن غير أن يلتقي مهند ماهر عسليَّة».

وكما هي الحال في كتب سابقة للمؤلف فقد كان لقريته «مجز الصغرى» حضور كثيف في هذا الكتاب أيضا في أكثر من نص، منها نص يحمل عنوان «ضلع ثالث لمجز الصغرى» يقول فيه :« قلبه لا يزال صغيراً يا مجز الصغرى /‏‏ يتوسل إليك ألا تكبري أكثر من هذا». كما يتضمن الكتاب نصّاً تأمليا جميلاً عن الهاتف النَّقَّال والحب و«مَسِجَاتِه» يقول فيه :« وهي، أي تلك الهواتف، كقلوب المحبِّين؛ صغيرة الحجم لكنها هائلة الإمكانات، مختلفة الألوان، متعددة الأغراض، خلاقة الاحتمالات، متباينة النغمات واللغات – من أهم، وأغلى، وأروع الهدايا التي قدمتها ثورة وتكنولوجيا الاتصالات المعاصرة لصنف نادر من البشر هم خليط غريب من فراشات، وحمام، ونوارس، ونار، وماء، وهواء، وتراب..». وإضافة إلى هذه النصوص التأملية فإن الكتاب زاخر بعشرات الإحالات إلى كتّاب ومفكرين وشعراء وفنانين كان لهم تأثير كبير على المؤلف مبدعاً وإنسانا نذكر منهم ماركس، نيتشه، قاسم حداد، فرويد، سماء عيسى، تاركوفسكي، رينيه شار، موريس بلانشو، طلال مداح، أحمد الجميري، روبير بريسون، أمل دنقل، فوكنر، وغيرهم .

أحمد المعيني يترجم «ملوك النفط» -

صدرت عن دار جداول الترجمة العربية لكتاب «ملوك النفط» لأندرو سكون كوبر بترجمة أحمد حسن المعيني. ويحاول الكتاب الإجاب على سؤال كيف قلبت الولايات المتحدة الأمريكية وإيران والسعودية موازين القوى في الشرق الأوسط.

ويكشف الكتاب تاريخا خفيا من العلاقات بين أمريكا وإيران والسعودية في الفترة التي أصبحت فيها أمريكا المستورد الأكبر للبترول، وحلّ فيها آل سعود محلّ الشاه كحليف لا يمكن الاستغناء عنه في منطقة الشرق الأوسط. وتبيّن أنّ التآمر الأمريكي-السعودي لتحطيم الأوبك وتسليمها للسعوديين كان كارثيًا، وساهم في حدّة انهيار النظام الإيراني وتسريع وتيرته. يحكي الكتاب صراعا بين شخصيات مثل نيكسون والشاه وأحمد زكي يماني وكسنجر وغيرهم، كما يتضمّن قصصًا تُقال للمرة الأولى، توضّح مثلًا درجة التورّط الإيراني في السياسة الأمريكية في السبعينيات، وإلى أيّ حد وصل تأثير الدول النفطية إلى داخل البيت الأبيض. يحاول الكتاب تقديم أجوبة لأسئلة ظلّت مطروحة لفترة طويلة حول التخطيط لحالات الطوارئ بين الولايات المتحدة وإيران، والمشروع النووي الإيراني وغير ذلك، ما يضع حدًا للجدل الدائر حول التعاملات السرية بين نيكسن والشاه فيما يخص أسعار النفط وصفقات السلاح، ومدى علم البيت الأبيض بالتهديد الإرهابي على المواطنين الأمريكيين في إيران، وعلمه بالمعارضة المتصاعدة ضدّ الشاه من شعبه، وما إذا كان على علم مسبق بالعلاج السرّي الذي كان يخضع له الشاه من مرض السرطان، وأسباب العلاقة المتوترة بين الولايات المتحدة وإيران لدرجة لا نكاد نصدّق معها أنّهما كانتا حليفتين ذات يوم، ناهيك عن أن تكونا شريكتين في مخطّط سرّي لغزو السعودية والاستيلاء على ثروتها النفطية.

وليد الشعيلي ومواجع فقاعات الشيشة -

صدرت عن دار الانتشار العربي بلبنان نصوص للكاتب وليد الشعيلي بعنوان «مواجع فقاعات الشيشة». يقع الكتاب في 262 صفحة من القطع المتوسط، وهي نصوص قصيرة جدا أقرب للشذرات مرقمة في 1036 رقما، تستنطق الشيشة وأجواءها في بعض المقاطع، استنطاق عالم الشيشة في الأدب العماني، ويبدو أنها كتبت في هاتف بسيط من نوع نوكيا على مدار سنوات كما توضح ذلك إحدى المقاطع:

«أن تقضي شبابك وحياتك تشيّش وتكتب في مسودة هاتف من نوع نوكيا

في نفسيات وأوقات ومشانق وخنادق متفرقة

فأنت واحد من مواليد بداية الثمانينات كنت ترعى غنم جدتك في الحوش الخلفي للبيت. وليس على الذاكرة أي حرج.»

وتتنوع المقاطع التي تعبر عن نفسية مسكونة بالوحدة والكتابة للتنفيس، فنجد مقاطع تحاكي الفيلسوف هايدجر باعتباره صديقا حاضرا أثناء التشييش، ومقاطع تحاكي الكون وقيمتنا فيه، والولادة، والمرأة، والصداقات، والعلاقات، والضجر، والعزبة الحداثية التي تنطلق منها وعنها الكثير من المقاطع، والحب، والموت، والعدمية التي هي طابع أساسي وواضح في كثير من هذه الشذرات/‏النصوص التي تشتمل بعضها أيضا على نوع من النقد تجاه ما سبق ذكره.