907493
907493
مرايا

تهوى تصوير الطبيعة والبورتريه - انتصار الحبسية: اقتناص اللحظات الحاسمة سر نجاح المصور

01 فبراير 2017
01 فبراير 2017

أجرى الحوار- يوسف المنذري -

ارتبطت المصورة انتصار الحبسية ارتباطا وثيقا منذ طفولتها بمجال التصوير الضوئي، وانتظرت سنوات إلى أن تمكنت ان تجعل حلمها واقعا بامتلاك كاميرا احترافية في عام 2013م، وتعتبر الحبسية التصوير متنفسها لها تترجم من خلاله أعمالا فنية ناتجة عن أحاسيس ومشاعر، حيث تؤمن بأن التصوير فضاء واسع لا يلامس النجاح فيه إلا بوجود عوامل الإصرار والصبر والعزيمة، في هذا الحوار سنبحر مع الحبسية لتروي لنا تجربتها مع العدسة.

- حدثينا عن بداياتك مع عالم التصوير الضوئي، كيف بدأت انطلاقتك بصحبة الكاميرا ؟

أحببت هذا المجال الواسع والمتفرع منذ صغري، فقد كنت أتابع بشكل مستمر أعمال بعض المصورين المشهورين سواء في السلطنة أو بدول الخليج العربي، حيث كنت أراقب نتاج أعمالهم عبر الشبكة العنكبوتية، فكما يعلم الجميع بأن الوسائل آنذاك محدودة جدا وليس مثلما نعيش الآن انفتاحا غير محدود في بحور الأدوات التقنية، وشكلت هذه المتابعة لدي إحساسا بأني سأتقن هذا الفن يوما ما، وكنت أتسلح بالصبر نظرا لعد امتلاكي كاميرا في المراحل الدراسية، لكنني لم أتح مجالا لإصراري القوي للتراجع أو الاستسلام، فتحقق الحلم في كتابة الخطوة الأولى من الأمل المنتظر في 2013 حين اقتنيت كاميرا احترافية وبدأت فعليا أرى واقعا كان بالأمس مجرد خيال، وزاد تعلقي بمجال التصوير الضوئي خاصة بعد ان تعلمت الأساسيات الواجب اتباعها للخروج بأعمال تستحق المتابعة.

- كيف تعلمت أساسيات التصوير الضوئي ؟

حرصت على حضور العديد من الدورات والورش التي تقيمها الجمعية العمانية للتصوير الضوئي، كما استفدت من اليوتيوب بوجود دروس نظرية وتطبيقية اشرف عليها مصورون بارعون حازوا على جوائز عالمية، وكنت حريصة على معرفة كافة التفاصيل واستغلال أوقات فراغي في عملية التطبيق، لأن الكاميرا ليست كبسة زر فحسب إنما فضاء لا يجيده إلا من ثابر واجتهد.

- هل تتفقين مع من يقول بأن التصوير متاح للرجل أكثر من المرأة ؟

بالطبع لا، قد اتفق في جزئية بسيطة بأن الرجل بإمكانه ان يتواجد في أماكن كثيرة بينما المرأة تمتنع عن حضور بعض الأحداث البعيدة عن اهتماماتها كبعض أنواع الرياضة، لكن من وجهة نظري التصوير متاح للجنسين، ولنا مثال لمصورات عمانيات تفوقن في مسابقات محلية وعالمية، فالعدسة لا تنحاز لجنس معين بل تخدم النظرة المميزة من صاحبها التي يقتنصها بين الأضلاع بشكل يرضي ذوقه الخاص قبل إطلاع الآخرين على أعماله.

- ماذا يميز المصور العماني برأيك ؟

المصور العماني ترعرع في بيئة متنوعة عنوانها الطبيعة الخلابة حيث تمتاز السلطنة بوفرة الأماكن المميزة لالتقاط أعمال تنال إعجاب المتابعين سواء في الشواطئ أو الصحراء والأودية و الأفلاج، وفي الجانب المقابل التراث العماني في كافة محافظات السلطنة كالقلاع والحصون والفخار تتيح للمصور ان يحوي في ذاكرته كنوزا من الإرث الحضاري.

أما عالميا حازت السلطنة مؤخرا على كأس العالم في بينالي الشباب الثامن والثلاثين تحت 16 سنة لعام 2016 وهذا إنجاز كبير يحق لكل مصور عماني ان يفتخر به نظرا للمنافسة الشديدة من الدول المشاركة الأخرى، إضافة إلى الإنجازات الفردية العالمية التي حققها المصورون العمانيون في دول متقدمة بمجال التصوير الضوئي، وبحكم تعاوني مع المصورين العمانيين عرفت عنهم البساطة والتواضع والتعاون في إبداء الرأي وتقديم المعلومات.

- شخص تتمنين الوقوف أمامه لتصويره ؟

أتمنى ان أنال فرصة الوقوف أمام والدي وسيدي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم.

- ما هو الجانب الذي يلهم بصر وعدسة الحبسية ؟

أهوى تصوير الطبيعة والبورتريه، رغم أنني أواجه صعوبات عديدة في تصوير الطبيعة وأتمنى التغلب عليها مستقبلا، أما تصوير البورتريه يلازمني دائما، حيث أجد فيه بساطة للتعبير عن وجوه الأطفال وكبار السن، والأهم ان يتعمق المصور في جانب واحد أو جانبين كي لا يبقى مشتتا وبالتالي لن يخرج بفائدة تذكر، وأنصح كثيرا صديقاتي المصورات المبتدئات في التصوير بأن يتقبلن النقد وضرورة التغذية البصرية لأنها مفيدة جدا لمعالجة الأخطاء واختيار الزاوية المناسبة.

- مَن مِن المصورين العمانيين الذين تحرصين على متابعة أعمالهم ؟

حمد الغنبوصي وحبيب الزدجالي وهيثم الفارسي، مصورون ابدعوا وشرفوا السلطنة محليا وعالميا.

- هل قدمتِ خدمات تطوعية في المجتمع في مجال التصوير الضوئي ؟

نعم فقد كنت مصورة فريق الإيثار التطوعي، وكنت اشعر بسعادة لا توصف عندما اقف بجانب الفرق التطوعية من اجل توثيق مبادراتهم المجتمعية، ولله الحمد في مجتمعنا فرق تطوعية استطاعت ان تضع بصمات في مختلف الجوانب، وعلى المصور أيضا ان يساهم بجزء من وقتة في خدمة الأعمال التطوعية لكي نكون يدا واحدة في صنع مجتمع راق يعي أفراده معنى التطوع، ولكن للأسف بعض المصورين يبالغون في توثيق هذه الأعمال بأسعار مرتفعة تكون عبئا على إدارات الفرق التطوعية.

- ماذا تمثل لك الصورة بعد إخراجها برونق جميل ؟

الصورة بالنسبة لي عمل فني أساسه الجمال وهنا أعني الجمال تخليد الشيء، ففي لحظاتنا اليومية هنالك مئات اللقطات التي تستحق التوثيق والتي ستكون في المستقبل كنز لنا، وتبقى الصورة إحساسا نابعا من فكرة قد يكون تم الإعداد لها او عابرة في غضون ثوان معدودة، حيث ان اغلب اللقطات التي تنال إعجاب المتابعين التي يقتنصها المصور في لحظات غير متوقعة، وهنا يكون لكل مصور ذائقته في إبراز أعماله ومنافسة الآخرين بشكل مثالي دون تقليدهم.

- ما طموحاتك المستقبلية في عالم الضوء ؟

طموحي لن يتوقف بعون الله في التصوير عند حد معين، حيث أسعى حاليا للحصول على عضوية الجمعية العمانية للتصوير الضوئي ومن خلالها سأتمكن من تطوير مهاراتي وتعلم أنواع أخرى في التصوير، كما أسعى لإقامة معرض مختص بأعمالي والمشاركة في المسابقات العالمية.