مرايا

دبلجة الرسوم المتحركة تشعره بالراحة - سعد حمدان: أحب التحدي والفنان يجب أن يتنوع في أداء الشخصيات

01 فبراير 2017
01 فبراير 2017

حاورته- ضحى عبدالرؤوف المل -

تراه فتبتسم وتشعر أنه ابن البيئة المحيطة بنا بمختلف أنواعها، فالبساطة في الأداء تجعله يتقمص الشخصية وفق إدراكه لكينوتها إضافة الى الهدوء الذي يتمتع به وقوة التعبير في الوجه. فالفنان «سعد حمدان» شخصية قادرة على التعبير بصمت إن بالحزن او الضحك، لأنه يمتلك ديناميكية تعبيرية لا تقيدها الحركة التي يتميز بها او التي اشتهر بها، مما جعله يكتسب محبة الجمهور بكامل فئاته العمرية، وخصوصا الأطفال الذين يحاولون تقليده دائما، ومعه أجرينا هذا الحوار.

ألا تظن أن غنوجة بيا شكلت نقطة تحول في دخولك الى قلوب المشاهدين؟

نعم، مسلسل غنوجة بيا كان نقطة التحول في حياتي الفنية، ومن خلاله تعرف العالم على «سعد حمدان » مع ان بداياتي لم تكن في الكوميديا بل في الدراما، فقبل غنوجة بيا كان لي مشاركات في مسلسلات عديدة وأهمها مسلسل زمن الأوغاد الذي جسدت فيه شخصية العميل.

هناك تناقض كبير بين شخصية العميل فريد في زمن الأوغاد وشخصية عدنان البطيء والبسيط في غنوجة بيا، والسبب في نجاح شخصية عدنان انها نفس جديد في الكوميديا المحلية والعربية ومميزة جدا وقد ترجم النص بشكل جيد، والسبب الآخر كاتبة النص المبدعة منى طايع.

ممثل او مغن او مؤد او تترك للشخصية عفويتها التي تضعك بشكل حر في مسلسل ما؟

اي عمل فني أشارك فيه ادخل في عمق الشخصية، وأترك لموهبتي وعفويتي ان تتحدى تلك الشخصية، فتظهر الى المشاهد بإطار يليق بها، فتروي عطشي لها وشغفي بها.

الا تشعر ان الفن الكوميدي يلتصق بك حتى لو ابتعدت عنه؟

حوصرت بلازمة الممثل الكوميدي، وقد أثر ذلك على مسيرتي، اذا لم يعد المعنيون يتطلعون للتعامل معي في أعمال الدراما. فخطأ التقدير من جانب المنتج او الكاتب او المخرج بأن«سعد حمدان »هو فنان كوميدي فقط، قد جعلني انتقد تقييمهم الذي لا يعتمد الاحتراف المهني اطلاقا. سأعطي مثالا على ذلك، لعبت من قبل في مسلسل زمن الاوغاد شخصية العميل فريد، وقد كتبت الصحافة وقتها مديحا جيدا حول أدائي لشخصية الجاسوس، وبعد ذلك اتى مسلسل غنوجة بيا وهناك تناقض كبير جدا بين شخصية عدنان في غنوجة بيا وبين شخصية الجاسوس فريد في زمن الأوغاد، لكن زمن الأوغاد عرض وقتها على شاشة ما زالت ناشئة فلم يشاهده الكثير من الناس، أما غنوجة بيا فعرض على محطة يشاهدها معظم الناس وهي LBC فتعرف الناس على سعد حمدان في هذه الشخصية ورسخت في ذهنهم شخصية الكوميديان.

وكنت أقول لمن يصنفني بالكوميديان، من المتعارف عليه أن الكوميديا أصعب من الدراما، فيوافقني الرأي. اذا من يستطيع ان يعطيك هذا الإحساس الصعب في الكوميديا يسهل عليه العمل الدرامي. ايضا المعني يوافقني الرأي، فأقول له: اذا لماذا تحكمون على الممثل من خلال نجاحه في عمله، ما ذنبي اذا كنت انا اقرأ الشخصية صح سواء في الكوميديا او التراجيديا، ما ذنبي اذا برعت في الكوميديا او التراجيدي؟

في نهاية المطاف أقول أن الإعلام قد أنصفني في هذه النقطة ووقف الى جانبي فقد رآني في الدراما في مسلسل القناع، ديو الغرام، ابنة المعلم، فرقة ناجي عطالله مع الأستاذ عادل إمام، خلة وردة وغيرهم، فكتب اجمل التعليقات الإيجابية التي اعتبرها جائزة قيمة لي. لذلك اقول للمنتج وللكاتب وللمخرج: كونوا محترفين في مهنتكم ولا تقولوا إن هذا كوميديان ولا تناسبه الدراما او العكس، فالممثل الشاطر، شاطر في كل الاتجاهات. وللأمانة أقول ان المنتج مروان حداد هو الوحيد الذي لديه عين ثاقبة، فهو يعرف جيدا ان الكوميديان يستطيع ان يجسد اكثر من غيره اي دور يسند اليه في الدراما.

أسلوب كلامك متقطع يبعث على الضحك هل ستتخذه صفة دائمة لك؟ وهل سنراك في عمل جديد؟

شخصية عدنان في غنوجة بيا هي شخصية شاب يتكلم ببطء، يمشي ببطء، يأكل ويحب ببطء. عدنان ظهر للناس في عامي 2006 - 2007 وقد نلت عن هذه الشخصية جائزة لجنة حكام «الميركس دور» التي اعتبرها اهم فنيا من الجائزة التي يصوت عليها الجمهور، اذ أنها تعطى من أهل الاختصاص والخبرة الذين يقيمون الأداء والحضور والكاريزما وكل شيء، بعكس الجمهور الذي بمعظمه يصوت للفنان اما لشكله او لأنه يعجب به في مكان ما، والقليل القليل يصوت من أجل الأداء، وقد سألت عددا كبيرا من المشاهدين عن هذا الأمر وكنت انزعج من هذه الفكرة، الشخصية اعيدت وبشكل اوسع في مسلسل عروس وعريس في عام 2015 وبعد الآن لن نرى عدنان مجددا.

انا في بحث مستمر عن كاركاتير جديد، يجب أن يتنوع الفنان في أداء الشخصيات وأنا احب التحدي، أنجزت عدنان وحفر في قلوب المشاهدين وترك بصمة وانا سعيد جدا بما تركت، وليس هناك من يكتب لعدنان مجددا. منى طايع مشغولة في كتابة أعمالها الدرامية، وأنا لا استطيع أن أبقى أعيش على شخصية عدنان ولا مسلسل لهذه الشخصية فأبقى بلا عمل، الناس ستجد صعوبة لأن تراني في عمل غير عدنان. وكما ذكرت، هذا ما وقع فيه ايضا المنتج والكاتب والمخرج، لهذا ابتعدت فترة عن الكوميديا وعن عدنان، وشاركت في الدراما في ديو الغرام، وفرقة ناجي عطا الله، والقناع، ونجحت وكتبت الصحافة مشكورة ومدحتني، والآن بعد عروس وعريس اعيد الكرة، اعمل في الدراما.

سعد حمدان بعيداً عن الشاشة والدراما من هو؟

أنا إنسان مرح جدا، أحب الحياة، أحب كل الناس، أكره التعصب الديني وأكره كل من يتكلم بطائفية. مع حقوق المرأة، وامقت التحكم بالنساء في مختلف الأمور وفي محاكم الطلاق. طيب القلب والنفس، وبعكس شخصية عدنان، انا دائم الحماس، واحيانا اغضب من الغلط. اكره كثيرا كل من يرمي زبالة من السيارة، طموح جدا، برجي العقرب مع إنني لا اهتم كثيرا بهذه الأمور لأن معظم من يكشف طالع العقرب يقول: انتبه الى زوجتك، فأضحك لأنني لست متزوجا، فأقول: عمن يتكلمون.

أكره الفقر، أحب الجمال وخفة الروح واعتقد ان الجمال ليس كل شيء، متواضع، متفان في عملي، انتقد نفسي بقساوة وخصوصا في أعمالي الفنية وذلك بنية التحسين، اضحك من أشياء لطيفة.

ـ هل من مشاركات في أعمال جديدة؟ وأين مسرح سعد حمدان؟

الآن أشارك في مسلسل أدهم بك، دراما من كتابة طارق سويد وإخراج زهير قنوع وإنتاج مروى غروب وأجسد فيه شخصية شرير، سيتفاجأ المشاهد من هذه النقلة الى الأدوار القاسية السوداء، ولكن في النهاية انا فنان ولا يجب أن اسجن في خانة الكوميديان، لو كان هناك من يواظب على كتابة الكوميديا لي، فلا مانع عندي من البقاء في خانة الكوميديان، اما ان يكتب عمل كوميدي واحد في السنة وهذا اذا كتب، والمحطات لا يهمها الكوميديا كما يهمها الدراما، فلا يجوز ان نغيب عن الجمهور بانتظار عمل كوميدي قد يطول انتظاره.

أيضا اجهز نفسي للدخول في مسلسل درامي جديد للكاتبة داليا الحداد وإنتاج شربل جعجع واخراج ايلي برباري، بعدها سأتابع عملية إصدار الـ CD الغنائي الخاص بي. بالنسبة للمسرح فأنا أعشق المسرح وبداياتي كانت من المسرح الذي هو أبو الفنون، وعملت مع الأب فادي تابت في المسرح لثلاث سنوات. أما حاليا فلا مشاركة لي في المسرح، وأتمنى أن تعود أيام المسرح كما كانت بعد ان صدر قرار بإغلاق معظم مسارح لبنان، ومن الجيد أن ما زال هناك بعض من يقوم بإنتاج عمل مسرحي بشكل منفرد.

صوت يتسرب الى القلوب حتى في الدبلجة، لماذا الدبلجة وما تأثيرها عليك؟

أحب أعمال الدوبلاج فأنا أيضا محترف في هذا المجال ولدي حوالي عشرة الآف ساعة دبلجة منتشرة في جميع أنحاء العالم، احب دبلجة الرسوم المتحركة، هي لا تؤثر على شخصيتي، بل تشعرني بالراحة.

ماذا تقول للطفل العربي؟

أقول للطفل العربي، إنني أتمنى له حياة هائنة وتحقيق كل ما يتمناه، وأن يعيش بسلام، وان ينصر الله أطفال فلسطين.