912803
912803
العرب والعالم

المحكمة الفيدرالية تبطل قرار ترامب بحظر دخول مواطني ٧ دول إسلامية

29 يناير 2017
29 يناير 2017

بعد مظاهرات حاشدة أمام المطارات الأمريكية واستمرار ردود الفعل الدولية -

واشنطن - عمان - عماد الدين عبدالرازق:-

أصدرت محكمة فيدرالية أمريكية قرارًا ببطلان قرار الرئيس القاضي بتعليق دخول مواطني سبع دول إسلامية إلى الولايات المتحدة في تطور درامي مفاجئ في غضون أقل من أربع وعشرين ساعة من قرارات ترامب التنفيذية الأخيرة.

جاء قرار القاضية ‹آن دونيلي› في محكمة بروكلين بمدينة نيويورك في إطار البت في الدعوى التي رفعتها ‹نقابة الحريات المدنية الأمريكية› بمجرد صدور قرار الرئيس ترامب.

وجاء في حيثيات الحكم ‹إن القرار الرئاسي سيلحق أضرارًا بالغةً باللاجئين الحاصلين على تأشيرات أو أذون إقامة قانونية من بين مواطني تلك الدول المشمولة القرار، وهي سوريا والعراق وإيران واليمن وليبيا والسودان والصومال. كما أن ترحيلهم أو منعهم من الدخول بعد انتهاكا لحقهم في الخضوع للإجراءات القانونية المتبعة والتي يكفلها لهم الدستور الأمريكي على نحو متساو›.

وينطبق قرار المحكمة فورًا على نحو ١٠٠- ٢٠٠ شخص كانوا محتجزين في عدة مطارات أمريكية من مواطني البلدان المذكورة. ويعني حكم المحكمة تعليقًا مؤقتًا لمفعول قرار ترامب إلى حين سماع المحكمة مجددًا لحيثيات القضية التي رفعتها نقابة الحريات المدنية ومنظمات أخرى.

وكان القرار الرئاسي الذي وقعه ترامب الجمعة قد نص على تعليق منح مواطني تلك الدول التأشيرات أو تجديدها للولايات المتحدة كما يحظر على حاملي التأشيرات السارية بالفعل العودة إليها، فضلاً عن أن مفعوله امتد ليشمل حتى حاملي بطاقات الإقامة الدائمة المعروفة بالجرين كارد من مواطني تلك الدول.

كما تضمن القرار ذاته تعليق دخول اللاجئين من تلك البلدان لأربعة أشهر مماثلة إلى أن تتمكن الإدارة الأمريكية الجديدة من وضع نظام متكامل وصارم لما أسمته ‹تدقيق متناه أو extreme vetting› لفحص خلفيات وسير طالبي اللجوء أمنيا.

وآثار القرار ردود فعل واسعة داخل الولايات المتحدة وخارجها ونشأت عنه حالة من الارتباك والاضطراب في الوكالات والأجهزة الأمنية والمطارات الأمريكية، والعديد من عواصم العالم وخاصة في مطاراتها وتلك الرحلات القادمة إلى أمريكا وبين المسافرين من مواطني الدول المشمولة بالحظر.

فكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أول من هاجمه وانتقده بشدة داعيا دول الاتحاد الأوروبي للاتفاق والتكاتف لمواجهة صعود مثل تلك التيارات الماثلة الان في أمريكا.

وفي الداخل خرجت مظاهرات عديدة أمام كافة المطارات الأمريكية تقريبًا احتجاجًا على قرار ترامب كما هاجم عدد من السياسيين ورجال الكونجرس وحكام الولايات ومشاهير الفن والجمعيات الحقوقية القرار على أكثر من صعيد لمواطني تلك الدول وكان حاكم ولاية كاليفورنيا الأعلى صوتا والأبرز بين تلك الأصوات حيث اصدر بيانا قويا وبليغا أكد فيه أن إدارته ستفعل كل ما في وسعها لحماية اللاجئين والمهاجرين في الولاية وأنهم يشكلون جزءًا لا يتجزأ من النسيج المجتمعي للولاية ولكل منهم إسهامه الثمين في رفاه وازدهار الولاية.

كما تعرض قرار ترامب لانتقادات حادة على عدة أسس أخرى بينها تعارضه مع قيم المساواة بين جميع البشر ومنع أشكال التفرقة أو التمييز بينهم على أساس العرق أو اللون أو الدين أو المعتقد السياسي.

وأشار البعض من هؤلاء وبينهم جمعيات إسلامية مدنية إلى أن القرار يعد تمييزًا عنصريًا صارخًا يستهدف المسلمين حصرًا لكونهم مسلمين، ومن ثم لا يفرق بين الأشرار والأخيار منهم بل يدينهم جميعًا بالجملة على أساس انهم موضع شبهات. والقرار أيضا، كما أشار معلقون ومحللون سياسيون، إلى أن القرار من شأنه أن يغذي نزعات العنصرية الكامنة لدى قطاع من الأمريكيين ضد الأقلية المسلمة تحديدًا باعتبارهم حصان طروادة أو العدو الداخلي المتربص بالمجتمع ليهاجمه كلما حانت الفرصة خاصة وأن أمريكا شهدت العديد من الحوادث العنصرية التي استهدفت المسلمين منذ صعود ترامب في حلبة السباق الرئاسي نحو البيت الأبيض وطوال حملته الانتخابية.

ولعل آخرها كان تدمير مسجد في ولاية تكساس بعد اندلاع حريق فيه بفعل مجهول في الساعات الأولى من صباح أمس.

كما دعت الأمم المتحدة واشنطن إلى ضرورة استقبال إعداد أكبر من اللاجئين عوضًا عن تشديد الخطر عليهم.

وجادل قانونيون ورجال أمن سابقون بشأن نجاعة القرار من المنظور الأمني مشيرين إلى أن هناك نظامًا صارمًا للتدقيق في جميع القادمين للولايات المتحدة ليس فقط من تلك الدول السبع بل وبلدان عديدة أخرى. وأن هذا النظام معمول له منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١.

كما اتهم سياسيون وكتاب رأي ومعلقون إدارة الرئيس ترامب بالسقوط الأخلاقي لاستهدافها مواطنين بعينهم على أساس معتقدهم الديني. وكيف أن الرئيس الأمريكي بجرة قام منع أكثر من ١٣٦ مليون مواطن من سبع دول من دخول الولايات المتحدة.

وفي السياق ذاته وصف معلقون قرار ترامب بأنه جاء عشوائيًا فضلاً عن كونه انتقائيا.

وفي ردود الفعل أيضا استأثر موقف رئيس الوزراء الكندي ‹جستن ترودو› بإعجاب العالم أجمع حين أعلن أن ‹كندا ترحب بجميع اللاجئين الذين تلفظهم الولايات المتحدة « (زعيمة العالم الحر) أو كما كانت بالأمس القريب.